تناولي هذه الأطعمة لتأخير الشيخوخة

الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)
الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)
TT

تناولي هذه الأطعمة لتأخير الشيخوخة

الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)
الفاكهة والخضراوات والبقوليات تُعزّز فرص الشيخوخة الصحية (جامعة تافتس)

أفادت دراسة جديدة أجراها باحثون من مركز «جين ماير لبحوث التغذية البشرية حول الشيخوخة»، التابع لوزارة الزراعة الأميركية في جامعة تافتس وكلّية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة، بأنّ تناول الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة في منتصف العمر يرتبط إيجابياً بمظاهر الشيخوخة الصحية، وغيرها من النتائج الصحية الإيجابية لدى النساء الأكبر سنّاً.

وكشفت نتائج الدراسة التي نُشرت، الجمعة، في دورية «جاما نتورك أوبن»، أنّ تناول الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات عالية الجودة من الحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات والبقوليات والألياف الغذائية في منتصف العمر، ارتبط بزيادة فرص الشيخوخة الصحية بنسبة تتراوح بين 6 في المائة و37 في المائة، بالإضافة إلى عدد من جوانب الصحة العقلية والجسدية الإيجابية.

في المقابل، ارتبط تناول الكربوهيدرات المكرَّرة، أي الكربوهيدرات من السكريات المضافة والحبوب المكرَّرة والبطاطا والخضراوات النشوية، بانخفاض فرص الشيخوخة الصحية بنسبة 13 في المائة.

وقال العالِم في مركز «جين ماير لبحوث التغذية البشرية حول الشيخوخة»، والمؤلِّف الرئيسي للدراسة، أندريس أرديسون كورات: «سمعنا جميعاً أن الكربوهيدرات المختلفة يمكن أن تؤثّر في الصحة بشكل مختلف، سواء لجهة الوزن أو الطاقة أو مستويات السكر في الدم. ولكن بدلاً من مجرّد النظر إلى الآثار المباشرة لهذه المغذّيات الكبرى، أردنا فَهْم ما قد تعنيه للصحة الجيدة بعد 30 عاماً».

وأضاف في بيان نُشر، الجمعة، على موقع جامعة تافتس: «تشير نتائجنا إلى أن جودة الكربوهيدرات قد تكون عاملاً مهماً في الشيخوخة الصحية».

دراسة طويلة

حلَّل الباحثون بيانات من استبيانات دراسة صحة الممرّضات (عيّنة الدراسة)، التي جُمعت كلّ 4 سنوات بين عامَي 1984 و2016، لدراسة الأنظمة الغذائية في منتصف العمر والنتائج الصحية النهائية لأكثر من 47 ألف امرأة تراوحت أعمارهن بين 70 و93 عاماً عام 2016.

حُدِّدت كميات الكربوهيدرات الكلية، والكربوهيدرات المكرَّرة، والكربوهيدرات عالية الجودة (غير المكرَّرة)، والكربوهيدرات من الحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضراوات، والبقوليات، والألياف الغذائية، ومؤشّر نسبة السكر في الدم الغذائي، والحمل الغلايسيمي - رقم يعبّر عن ارتفاع مستوى السكر في الدم بعد تناول وجبة معيّنة - من استبيانات مُعتمدة لتكرار تناول الطعام.

وعرّف الباحثون الشيخوخة الصحية بأنها غياب 11 مرضاً مزمناً رئيسياً، وغياب ضعف الوظائف الإدراكية والجسدية، والتمتُّع بصحة نفسية جيدة، كما ورد في استبيانات دراسة صحة الممرضات.

ووجدوا أنه وفق نتائج الدراسة الجديدة، فقد استوفى 3706 من المشاركين تعريف الشيخوخة الصحية.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ المشارك في قسم التغذية وعلم الأوبئة في كلية «هارفارد تشان»، تشي صن: «تتوافق نتائجنا مع أدلة أخرى تربط بين استهلاك الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات وانخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ونرى الآن ارتباطاً بنتائج الوظائف البدنية والإدراكية».

ويشير الباحثون إلى أنّ ثمة حاجة إلى بحوث مستقبلية لتكرار هذه النتائج في مجموعات أكثر تنوّعاً.

كما أشار أرديسون كورات إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث لفَهْم الآليات المُحتملة التي تربط الألياف الغذائية والكربوهيدرات عالية الجودة بالشيخوخة الصحية.

وأضاف: «بدأت الدراسات تُشير إلى وجود علاقة بين خيارات الطعام في منتصف العمر وجودة الحياة في السنوات اللاحقة. وكلّما تعمَّقنا في فَهْم الشيخوخة الصحية، زادت قدرة العلم على مساعدة الناس على عيش حياة صحية لفترة أطول».


مقالات ذات صلة

صحتك فنجانان من القهوة (أرشيفية - رويترز)

كيف يساعد شرب النساء للقهوة في محاربة الشيخوخة؟

ربطت دراسة جديدة بين الكافيين والشيخوخة الصحية لدى النساء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الاستهلاك المعتدل للقهوة يرتبط بتمتع النساء بشيخوخة صحية (أ.ب)

القهوة قد تقي النساء من أمراض الشيخوخة المزمنة

كشفت دراسة جديدة عن أن الاستهلاك المعتدل للقهوة التي تحتوي على الكافيين يرتبط بزيادة احتمالية تمتع النساء بشيخوخة صحية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك تعزيز العلاقات الاجتماعية قد يطيل العمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 عادات يومية قد تضيف عقداً إلى حياتك

تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء الذين قالوا إن هناك عادات صغيرة يقومون بها يومياً، يعتقدون أنها قد تساعد في إضافة 10 سنواتٍ إلى حياتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قد يكون من الأهم الآن أكثر من أي وقت مضى فهم الطرق التي يؤثر بها التوتر على الشيخوخة المعرفية (رويترز)

التوتّر قد يكون سبباً خفيّاً للإصابة بالخرف

قد يكون احتمال إصابة أي شخص بالخرف خلال حياته أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر تُكرّم مجدي يعقوب بتمثال جديد في «الكيت كات»

يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر تُكرّم مجدي يعقوب بتمثال جديد في «الكيت كات»

يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)

أعلنت وزارة الثقافة المصرية تكريم جرّاح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال جديد له في أحد ميادين حي الكيت كات، بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، ضمن خطة للاحتفاء بالرموز الوطنية.

واحتفلت الوزارة، الأحد، بـ«السير يعقوب»، في دار الأوبرا المصرية، وأعلنت تفاصيل مشروع إقامة تمثال يُخلّد مسيرته الإنسانية والعلمية، وسط حضور عدد من المسؤولين والإعلاميين.

وقال السير الدكتور مجدي يعقوب، خلال الحفل: «أُحب مصر كما أحب عملي، وأحب كذلك الفن والثقافة، وأرى أن الطب والثقافة هما من يصنعان قيمة للحياة». وأعرب عن «بالغ امتنانه لهذا التقدير، ولكل من أسهم في هذا المشروع».

يعقوب خلال حديثه في الحفل (وزارة الثقافة المصرية)

وعَدّ يعقوب أن «حضارة الشعوب ونموها يعتمدان، بشكل أساسي، على الثقافة، التي تشمل تكريم خدمة المجتمع والعلم والبحث العلمي، وكذلك الفن؛ لأن العلم والصحة لا يكتملان من دون الفن»، متمنياً أن «يكون هذا التكريم مصدر إلهام لكل شاب مصري يطمح لأن يضع بصمة في خدمة الإنسانية».

ووصف أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، يعقوب بـ«ابن مصر المخلص، الذي آمن بأن الطب ليس مهنة فحسب، بل رسالة رحمة ومحبة، وأن الشفاء لا يأتي من العلم وحده، بل من القلب أيضاً».

جرّاح القلب المصري البريطاني، المولود في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1935 في بلبيس بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، حصل على درجة البكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى بريطانيا لمواصلة دراسته وتدريبه في جراحة القلب، قبل أن يُصبح واحداً من أشهر جرّاحي القلب في العالم.

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن السير مجدي يعقوب يشكل «قيمة مصرية عالمية ورمزاً للتفاني والإنسانية»، مشيراً إلى أن «ما يقدمه من مشروعات وخدمات، خاصة في صعيد مصر، يعكس حباً عميقاً لوطنه وشعبه، كما يبذل جهوداً كبيرة في دعم شباب الأطباء وتأهيلهم؛ لضمان استمرار مسيرته النبيلة».

جانب من الاحتفال بتكريم جرّاح القلب العالمي (وزارة الثقافة المصرية)

وأشار وزير الصحة إلى أن «يعقوب أسهم في علاج آلاف المرضى، خصوصاً في صعيد مصر»، لافتاً إلى أن «مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في مدينة الشيخ زايد بالجيزة (غرب القاهرة)، ستكون صرحاً طبياً عالمياً لا مثيل له»؛ موضحاً أن نسبة العلاج في الخارج تراجعت كثيراً، بفضل عرض الحالات على الدكتور يعقوب وتدريبه عدداً من الكفاءات الطبية الشابة؛ لما يمتلكه من قدرة على التواصل والتفاهم مع مختلف الأعمار والخلفيات.

ووفق المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فإن «التمثال سيُوضَع في ميدان الكيت كات بحي إمبابة، بالقرب من معهد القلب، حيث يتردّد يومياً آلاف المرضى، ما يمنح التمثال دلالة رمزية مرتبطة بمسيرة الدكتور يعقوب جرّاح القلب العالمي».

وزير الثقافة متحدثاً عن مشروع تدشين تمثال يعقوب (وزارة الثقافة المصرية)

ومن المقرر أن يُنفَّذ التمثال من خامة البرونز بارتفاع 6 أمتار، وفقاً للنحّات الدكتور عصام درويش، الذي أعرب عن فخره بالمشاركة في تخليد هذه القامة الوطنية، موضحاً أن «التمثال سيُثبت على قاعدة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، وسيجسد الروح الإنسانية للدكتور يعقوب وعلاقته بتلاميذه، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال نحو 8 أشهر، ليأخذ مكانه في قلب ميدان الكيت كات بوصفه علامة فنية وإنسانية مميزة».

جاء اختيار ميدان الكيت كات لوضع التمثال فيه لكونه مركزاً حيوياً وملاصقاً لمعهد القلب، مما يُضفي بعداً بصرياً وإنسانياً على التمثال. ووفق المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، فإن المحافظة ستنفِّذ خطة تطوير شاملة للمنطقة تشمل الأرصفة والحركة المرورية، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

ويُعدّ حي الكيت كات من أشهر الأحياء المصرية، وسبَق للفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز تقديم فيلم يحمل اسم الحي، بتوقيع المخرج داود عبد السيد، ويُصنَّف الفيلم بأنه من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ويحظى يعقوب، الملقب بـ«ملك القلوب»، بتقدير لافت في مصر، ولا سيما بعد إنشائه مركزاً يحمل اسمه لعلاج أمراض القلب في مدينة أسوان (جنوب مصر)، التي أُطلق اسم مجدي يعقوب على أحد ميادينها؛ تقديراً لمسيرته وإسهاماته الطبية الخيرية.

هنو لدى استقباله يعقوب بدار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعد مركز مجدي يعقوب للقلب واحداً من أبرز المؤسسات الطبية في مصر والشرق الأوسط، ومنارة أمل لكثير من المرضى الذين يعانون أمراض القلب، إذ تأسس عام 2008، وكان الهدف من إنشائه توفير الرعاية الطبية المتخصصة في أمراض وجراحات القلب للأطفال والكبار بالمجان.

واختار الدكتور يعقوب مدينة أسوان لإنشاء المستشفى؛ لـ«رأفته بالأطفال وحبه للمحافظة الجنوبية»، وفق الدكتور مجدى إسحاق، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في أسوان.

ويُقدم المستشفى مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتخصصة في أمراض القلب؛ من بينها جراحات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، والعناية المركزة، بالإضافة إلى الأبحاث والتطوير في مجال أمراض القلب.