زيلينسكي ينضم إلى «قائمة ضحايا» مُصممي الذكاء الاصطناعي المصريين

ظهر متوسلاً لترمب بصوت «بوحة»

دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي - (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي - (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي ينضم إلى «قائمة ضحايا» مُصممي الذكاء الاصطناعي المصريين

دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي - (أ.ف.ب)
دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي - (أ.ف.ب)

بمقطع فيديو ساخر وعلى صوت الممثل الكوميدي المصري محمد سعد، انضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «قائمة ضحايا» مُصممي الذكاء الاصطناعي المصريين، بفيديو جرى تصميمه بشكل ساخر لا يتعدى الدقيقة.

وظهر الرئيس الأوكراني وهو يتوسل إلى نظيره الأميركي دونالد ترمب؛ في إشارة للخلافات بين الرجلين حول الدعم الأميركي العسكري لكييف في حربها ضد روسيا، وسط تداول للمقطع عبر حسابات وسائل إعلام روسية رسمية.

والمشهد التي استوحت منه الفكرة جمع بين سعد وزميلته مي عز الدين في فيلم «بوحة» الذي عرض عام 2005 بالصالات السينمائية، وكان يقوم فيه سعد، الذي قدم شخصية المعلم «بوحة الصباح»، بمغازلة حبيبته ومصارحتها بحبه.

ونشر الفيديو بعد أيام قليلة من تداول مقطع آخر ظهر فيه عدد من زعماء العالم بجانب ترمب وزيلينسكي من فيلم «الفرن» لعادل أدهم ويونس شلبي، وهو المقطع الذي ظهر فيه أيضاً زعماء أوروبيون.

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها تداول مقطع فيديو بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي على نطاق واسع بشكل ساخر، حيث سبق وجرى تداول مقطع فيديو يظهر فيه ترمب وهو يغني أحد مقاطع مطرب المهرجانات حمو بيكا برفقة الملياردير إيلون ماسك.

جانب من مقطع الفيديو الساخر (إكس)

وكانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة بداية الشهر الجاري قد شهدت تداول مقاطع فيديو وصور مصممة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لوجوده في مواقع لم يزرها على غرار الأهرامات، بالإضافة إلى العديد من الفيديوهات المركبة لأحاديثه مع مواطنين مصريين في الشارع.

وأرجع مدرس الإعلام المساعد بجامعة حلوان الدكتور محمد فتحي لـ«الشرق الأوسط» تكرار انتشار المقاطع الساخرة للرؤساء والقادة الغربيين عبر مواقع التواصل التي باتت منصات إعلامية بديلة بلا قيود مع توافر الإمكانيات والأدوات التقنية.

وأضاف أن مثل هذه الفيديوهات تمنح لمصمميها إحساساً بالقدرة على التعبير عما يريدون من دون مخاوف، وبما يتسق مع طبيعة الشعب المصري الذي لديه ميراث من السخرية السياسية على مدار عقود طويلة، وبالتالي يوظفه في التعبير عن الأحداث العالمية التي صارت تمس حياته بشكل مباشر، حتى لو لم تكن في الداخل.

رأي يدعمه كبير الباحثين بالمركز المصري للفكر والدراسات محمد مرعي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن زيادة السخرية باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي تركزت على الرئيس الأميركي في الأسابيع الأخيرة باعتباره محور القضايا السياسية الإشكالية حول العالم، التي تنعكس آثارها على مصر بشكل واضح، مشيراً إلى أن هذه الفيديوهات التي تلقى رواجاً عبر «تيك توك»، بشكل خاص، تعكس إدراك المصريين العميق للتغيرات العالمية.

وأضاف أن توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في السخرية السياسية أمر ليس استثناءً في مصر، لكنه شهد طفرة كبيرة بالأسابيع الماضية، مع نجاح العديد من الفيديوهات في حصد إعجاب وتفاعل كبيرين، خصوصاً مع ثراء الفن المصري بالعديد من المشاهد البارزة التي يمكن تطبيقها على الواقع الذي نعيشه.

ترمب في مقطع فيديو «بوحة» (إكس)

وهنا يشير مدرس الإعلام إلى الحس الساخر الذي يتعامل حتى مع أصعب المواقف التي تحدث بالحياة اليومية للمصريين، لافتاً إلى أن البعض يجد في هذه الفيديوهات فرصة بديلة من أجل التعبير عما لا يستطيع فعله بالشأن السياسي الذي تطاله انعكاساته.

لكن مرعي يحذر من تداعيات أدوات الذكاء الاصطناعي للتزييف العميق التي تستخدم في بعض الأحيان بشكل سلبي لتزوير تصريحات أو تركيب مقاطع فيديو لأحداث غير حقيقية، مؤكداً على ضرورة الانتباه للفارق بين الفيديوهات المفبركة بدوافع كوميدية والمصممة لأغراض سياسية.


مقالات ذات صلة

تعرف على أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي لمختلف الاستخدامات

تكنولوجيا أداة «رانواي إم إل» لتوليد الفيديوهات المتقدمة بالذكاء الاصطناعي

تعرف على أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي لمختلف الاستخدامات

تكمن جاذبيتها الأساسية في تقديم حل واحد لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي المتنوعة

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» معروض على جوال مع صورة بشاشة حاسوب مُولّدة بالذكاء الاصطناعي (أ.ب)

​الصوت عنصر أساسي في مشهد الذكاء الاصطناعي المستقبلي

تتعاون شركة «أوبن إيه آي» مع المصمم التاريخي لمجموعة «أبل» جوني آيف منذ مدة طويلة على جهاز جديد يهدف إلى تسهيل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بالحياة اليومية

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق داخل إحدى شاحنات أورورا ذاتية القيادة (أورورا)

«الأمم المتحدة» تحذّر: السيارات ذاتية القيادة قد تتحول إلى «روبوتات قتل»

حذّر تقرير أممي حديث من تنامي خطر استغلال الجماعات الإرهابية للتكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «أوبن إيه آي»... (رويترز)

تقرير: «أوبن إيه آي» تجري مناقشات لجمع تمويل من السعودية ومستثمرين هنود

أفادت صحيفة «ذا إنفورميشن» بأن «أوبن إيه آي» تجري مناقشات لجمع تمويل من السعودية ومستثمرين هنود بقيمة 40 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم 3 طرقٍ يُحدث بها الذكاء الاصطناعي ثورةً في الطب

3 طرقٍ يُحدث بها الذكاء الاصطناعي ثورةً في الطب

دقة ملحوظة في تشخيص الأمراض من الصور الطبية ونتائج الاختبارات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)

افتتحت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر استوديو «نجيب محفوظ» داخل مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) المطل على كورنيش النيل وسط القاهرة، وهو الاستوديو الذي كان يُعرف سابقاً باسم استوديو «27»؛ نسبة إلى رقم الطابق الذي يقع فيه.

شهد حفل افتتاحه حضور هدى، ابنة الأديب المصري الحاصل على «جائزة نوبل في الأدب» عام 1988، برفقة عدد من المسؤولين، من بينهم وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام خالد عبد العزيز، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني.

وقد استخدم الاستوديو في فترات سابقة لتسجيل العديد من اللقاءات المهمة مع شخصيات ومسؤولين بارزين لصالح التلفزيون المصري، من بينها حلقة مع الدكتور أحمد زويل، العالم المصري الحائز على «جائزة نوبل في الكيمياء»، الذي وُضعت صورته بجانب صورة نجيب محفوظ في أروقة الاستوديو.

وأوضحت الهيئة في بيانها أن الاستوديو سيُعدّ بمثابة «مزار لكبار الشخصيات»، حيث يضم موقع استقبال وقاعة ندوات تحمل اسم نجيب محفوظ.

وأشار أحمد المسلماني إلى أن الاستوديو طُوِّر وجُهِّز بأحدث التقنيات لضمان جودة عرض عالية تتماشى مع معايير الإعلام الحديث. وأضاف في تصريحات صحافية خلال الافتتاح، أن الاستوديو سيُخصص لتقديم برامج تلفزيونية صباحية ومسائية تركز على المحتوى الاجتماعي والثقافي، وتستهدف مختلف فئات الجمهور المصري والعربي.

صورة تذكارية بعد افتتاح الاستوديو (الهيئة الوطنية للإعلام)

ورأى المسلماني أن الاستوديو سيكون نافذة حضارية جديدة للإعلام المصري، ومنبراً لتقديم محتوى متميز يعكس عمق الثقافة المصرية، مُعلناً العثور على تسجيل نادر للأديب نجيب محفوظ يسرد فيه مذكراته الشخصية، وهو ما يُعد وثيقة فريدة ستُعرض ضمن باقة البرامج الجديدة التي ستُبث من الاستوديو، في إطار توثيق سيرته ومسيرته الأدبية والإنسانية.

بدوره، أكد وزير الثقافة أن الاستوديو يشرف بأن يحمل اسم أديب مصر العالمي نجيب محفوظ، أيقونة الأدب العربي وصاحب الأثر الخالد في وجدان الإنسانية، مشيراً إلى أن «هذا الفضاء الإعلامي الجديد سيكون إضافة نوعية لمنظومة الإعلام الثقافي في مصر، ومنصة لإطلاق برامج تعنى بالثقافة والفنون والتراث، وتُعزز الوعي بالهوية المصرية، خصوصاً مع إطلالته المتميزة على أبرز رموز حضارة مصر القديمة والحديثة»، حسب بيان الوزارة.

ورغم الإعلان عن افتتاح الاستوديو يوم الاثنين، فإن التجهيزات التقنية، وعزل الصوت، لم يكتملا بعد كما هو الحال في بقية استوديوهات التلفزيون المصري.

ومن نافذة الاستوديو يمتد منظر واضح لنهر النيل، وفي الخلفية تلوح أهرامات الجيزة الثلاثة، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن المبنى.

ويتَّسم موقع الاستوديو بالتميز داخل مبنى التلفزيون، وفقاً لما قاله الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن إطلاق اسم نجيب محفوظ عليه يعكس تقدير المسؤولين لقيمة الأديب العالمي وبصمته التي تركها في السينما المصرية. وأضاف أن «التجهيزات المُعلن عنها تؤهله لأن يكون من أحدث الاستوديوهات في مصر».

ووصف هذه الخطوة بأنها تعكس بوضوح رغبة المسؤولين وصُنّاع القرار في إعادة الاهتمام بالتلفزيون المصري، معرباً عن أمله في أن يشكل تجهيز الاستوديو ومن ثم تشغيله قريباً فرصة لإعادة تنشيط استوديوهات مماثلة في مبنى التلفزيون، التي لا تُستغل بالشكل الأمثل حالياً، وتحتاج إلى رؤية تطويرية من المسؤولين لإعادتها إلى العمل مجدداً، وفق قوله.