فوجئ المارّون بأحد شوارع مدينة نيوكاسل البريطانية بأكوام متناثرة من الأوراق التي تحتوي على معلومات عسكرية سرّية؛ تضمَّنت تفاصيل عن رتب الجنود، وعناوين البريد الإلكتروني، وجداول الورديات، ومعلومات عن تسليم الأسلحة، بالإضافة إلى بيانات تبدو متعلّقة بإجراءات الوصول إلى مخازن الأسلحة ونظام كشف التسلُّل.
اكتشف أحد مشجّعي كرة القدم الوثائق وهي تتساقط من كيس قمامة أسود في منطقة سكوتسوود بمدينة نيوكاسل، شمال شرقي إنجلترا. ووفق مستشار أمن المعلومات، غاري هيبرد، فإنّ هذه الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها.
من جانبها، نقلت «بي بي سي» عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إنها تُحقّق في الأمر «بشكل عاجل»، وستُجري تحقيقاً داخلياً.
تبدو الوثائق مرتبطة بوحدات الجيش البريطاني وثكنات في «قاعدة كاتريك العسكرية». إحداها كانت معنونة بـ«مفاتيح مستودع الأسلحة وأكواد نظام كشف التسلّل»؛ تتعلّق بالوصول إلى مستودع الأسلحة، وهو منطقة تخزين للأسلحة والذخيرة ونظام كشف المتسلّلين.
وثيقة أخرى ذُيِّلت بعبارة «رسمي - حسّاس»؛ وهو تصنيف حكومي قد يعني، في بعض الحالات، أنّ تسريب المعلومات قد يؤدّي إلى «تهديد للحياة».
احتوت المستندات المُلقاة على معلومات متنوّعة، بدءاً من نصائح طبّية عامة، وصولاً إلى قوائم طلب مكوّنات، إلى جانب أرقام تعريف الأشخاص وعناوين بريدهم الإلكتروني.

وعثر مايك غيبارد، من منطقة غيتسهيد، على الأوراق خلال ركن سيارته قبل التوجُّه إلى منطقة المشجّعين لمشاهدة فوز نيوكاسل يونايتد على ليفربول في نهائي كأس كاراباو في ويمبلي.
قال: «ألقيتُ نظرة إلى الأسفل، وبدأتُ أرى أسماء وأرقاماً على قصاصات الورق. قلتُ لنفسي: ما هذا؟».
كانت الأوراق مكدَّسة بجانب الحائط في كيس أسود، كما كانت «منتشرة على الطريق، أسفل السيارات، وعلى امتداد الشارع بالكامل». وأضاف: «وجدتُ مزيداً على الجانب الآخر من الطريق خارج الكيس».
سأل غيبارد زوجته: «لماذا هذه الأوراق هنا؟ لا يجب أن تكون هنا، يمكن لأي شخص التقاطها». ووصف الأمر بأنه «جنوني»، مشيراً إلى أنه رأى «تفاصيل عن المحيط الأمني، والدوريات، وتسجيل الأسلحة الصادرة والواردة، وطلبات الإجازات، وأرقام الهواتف المحمولة، ومعلومات عن ضباط رفيعي المستوى».
بدوره، قال مستشار أمن المعلومات غاري هيبرد، الذي يتمتّع بخبرة 35 عاماً، إنّ الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها، مضيفاً: «يمكن تحديد هويتهم بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتعرَّضون للإكراه أو المضايقة».
وتكشف التوجيهات الحكومية بشأن المعلومات الحسّاسة أنّ مثل هذه الوثائق قد تؤدّي، إذا وقعت في الأيدي الخطأ، إلى «أضرار متوسّطة وقصيرة المدى» للعمليات العسكرية للقوات البريطانية أو الحليفة.
وأضافت التوجيهات: «مع ذلك، في بعض الحالات الاستثنائية، قد يؤدّي تسريب معلومات رسمية حسّاسة إلى تهديد للحياة. يجب التخلُّص من جميع هذه المستندات عبر أكياس الحرق أو تمزيقها في آلة معتمدة».
أبلغ غيبارد الشرطة في نورثمبريا عن اكتشافه، وأكد متحدّث باسمها أنّ «القوة تلقّت بلاغاً يفيد بالعثور على وثائق ربما تكون سرّية في شارع ريلواي بمنطقة سكوتسوود في نيوكاسل».
وأضاف: «الوثائق سُلّمت إلى وزارة الدفاع»، في حين قال متحدّث باسم هذه الوزارة: «نُحقّق في الأمر بشكل عاجل، والمسألة تخضع لتحقيق داخلي جارٍ حالياً».