أسباب غير متوقعة للإصابة بالسمنة

تُعدّ السمنة مصدر قلق عالمياً للصحة العامة (جامعة غرانادا)
تُعدّ السمنة مصدر قلق عالمياً للصحة العامة (جامعة غرانادا)
TT
20

أسباب غير متوقعة للإصابة بالسمنة

تُعدّ السمنة مصدر قلق عالمياً للصحة العامة (جامعة غرانادا)
تُعدّ السمنة مصدر قلق عالمياً للصحة العامة (جامعة غرانادا)

وجدت دراسة بريطانية أن العوامل الاجتماعية وعوامل الحياة المبكرة تؤثر على خطر إصابة الشخص بالسمنة. وأفادت النتائج بأن عوامل خارجة عن سيطرة الشخص، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وما إذا كانت والدته تُدخن أو تعاني السمنة، يمكن أن تؤثر على ما إذا كان سيعاني زيادة الوزن أو السمنة في مرحلة المراهقة أو البلوغ.

ونشرت جلينا نايتنجيل، من جامعة إدنبرة بالمملكة المتحدة وزملاؤها، هذه النتائج، الأربعاء، في دورية «بلوس وان (PLOS One)» مفتوحة المصدر، حيث قدَّر الباحثون تأثير عدة عوامل على وزن الشخص، بما في ذلك العوامل المجتمعية، مثل نوع وظيفة الشخص، بالإضافة إلى عوامل الحياة المبكرة، مثل ترتيب ميلاد الشخص، وكيفية ولادته، وما إذا كانت والدته مُدخنة أو تعاني السمنة.

وركز الباحثون تحديداً على ما إذا كان الشخص يعاني زيادة الوزن أو السمنة أو السمنة المفرطة في سن 16 و42 عاماً.

وقال الباحثون: «يُظهر بحثنا أن التأثيرات الأمومية تستمر حتى سن 42 عاماً، ومن اللافت للنظر أن هذه العوامل كانت بالقوة نفسها، في الفترة التي سبقت بدء جائحة السمنة الحالية بالمملكة المتحدة».

وأوضحوا، في بيان صادر، الأربعاء، أن هناك حاجة إلى دراسات جديدة حول العوامل المجتمعية، والتي ربما تكون قد تسببت في جائحة السمنة الحالية، حيث يبدو أن عوامل الخطر على مستوى سلوكيات الفرد ونمط حياته لم تتغير، خلال الفترة الزمنية التي امتدت من بداية الجائحة إلى نموها لتصل إلى وضعها الحالي.

وتُعدّ السمنة مصدر قلق عالمياً للصحة العامة، لكن الخبراء لا يزالون يختلفون حول الأصول والأسباب الدقيقة لارتفاع معدلات السمنة.

أحد الموضوعات قيد النقاش هو ما إذا كانت الجينات والسلوكيات الفردية للشخص أكثر أو أقل أهمية من العوامل البيئية، مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، في الإصابة بالسمنة.

واستمد باحثو الدراسة البيانات من الدراسة الوطنية لنمو الطفل، لعام 1958، وهي دراسة طويلة الأمد تابعت حياة أكثر من 17 ألف شخص وُلدوا في أسبوع واحد في مارس (آذار) 1958 في جميع أنحاء إنجلترا وأسكوتلندا وويلز.

وأظهر التحليل أنه إذا كانت الأم بدينة أو مدخنة، فإن طفلها يكون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو السمنة المفرطة في كل من الأعمار التي خضعت للدراسة.

وتُظهر النتائج أن عوامل الحياة المبكرة هذه يمكن أن يكون لها تأثير مستمر على وزن الشخص. وتشير إلى إمكانية استخدام عوامل الخطر المجتمعية وعوامل الخطر في المراحل المبكرة من العمر لتوجيه برامج الوقاية من السمنة للأطفال والبالغين.


مقالات ذات صلة

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

صحتك جراحة إنقاص الوزن مصممة للأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة (رويترز)

ما هي «سادي»؟ جراحة إنقاص الوزن الجديدة التي تزيل 80 % من المعدة

في مقابلة جديدة مع كلوي كارداشيان، كشفت المؤثرة ريمي بدر عن أنها خضعت لجراحة إنقاص وزن جديدة، نتج عنها إزالة 80 في المائة من معدتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة (د.ب.أ)

متى يكون فقدان الوزن ضاراً بصحتك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن فقدان الوزن قد يكون ضاراً بالصحة في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أبرزت دراسة جديدة أن المُحلّيات الصناعية وبدائل السكر التي يتم تسويقها غالباً كبدائل صحية للسكر لديها ارتباطات محتملة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (أ.ب)

دراسة: المُحلّيات الصناعية وبدائل السكر مرتبطة بشكل مباشر بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

تخضع المُحلَّيات الصناعية وبدائل السكر التي تسوَّق غالباً كبدائل صحية للسكر، للتدقيق من الخبراء بسبب ارتباطاتها المحتملة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك لقاحا إنقاص الوزن «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك» و«ويغوفي» قد يتسببان في تساقط الشعر

كشفت دراسة جديدة أن علاجات إنقاص الوزن الشهيرة، مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي»، قد تتسبب في زيادة خطر تساقط الشعر، وخصوصاً بين النساء.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

الاستحمام بالماء البارد يُعزز مقاومة الجسم للإجهاد

الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
TT
20

الاستحمام بالماء البارد يُعزز مقاومة الجسم للإجهاد

الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)
الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية (جمعية القلب الأميركية)

كشفت دراسة كندية حديثة عن أن التعرض المتكرر للماء البارد قد يُعزِّز قدرة خلايا الجسم على التكيف مع الإجهاد، مما قد ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.

وأوضح باحثون من جامعة أوتاوا أن نتائج الدراسة تدعم الأدلة المتزايدة على أن العلاجات القائمة على التعرض للعوامل البيئية الطبيعية، مثل الاستحمام بالماء البارد أو الغمر فيه، يمكن أن تكون استراتيجية فعالة لتحسين الصحة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Advanced Biology).

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الغمر في الماء البارد ممارسة شائعة بين الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية؛ حيث يُعتقد أنه يساعد في تقليل الالتهابات، وتحسين الدورة الدموية، وتعزيز التعافي بعد التمارين المكثفة. كما ارتبط بزيادة اليقظة وتحسين الحالة المزاجية من خلال تحفيز إفراز الإندورفين، المعروف باسم «هرمون السعادة». بالإضافة إلى ذلك، ينجذب بعضهم إلى هذه الممارسة لدورها المحتمل في تقوية جهاز المناعة وتعزيز مقاومة الجسم للتغيرات البيئية.

وأُجريت الدراسة في مختبر أبحاث فسيولوجيا الإنسان والبيئة التابع لجامعة أوتاوا، بمشاركة 10 رجال أصحاء خضعوا لجلسات غمر في الماء البارد بدرجة حرارة 14 درجة مئوية لمدة ساعة يومياً على مدار 7 أيام متتالية.

وأظهرت تحليلات عيِّنات الدم التي جُمعت من المشاركين قبل وبعد فترة التكيف أن التعرض المتكرر للبرودة أدى لتحسن ملحوظ في عملية الالتهام الذاتي (Autophagy)، وهي آلية خلوية تعمل على إزالة المكونات التالفة وإعادة تدويرها للحفاظ على صحة الخلايا.

وفي بداية التجربة، سجَّل الباحثون زيادة في الإشارات الدالة على تلف الخلايا بعد أول جلسة غمر، لكن مع استمرار التعرض للماء البارد، انخفضت هذه الإشارات بشكل واضح، مما يشير إلى تحسُّن قدرة الخلايا على تحمل الإجهاد الناتج عن البرودة. وبحلول اليوم السابع من التجربة، أظهرت الاختبارات الخلوية تحسناً ملحوظاً في قدرة الخلايا على التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة، مما يدل على استجابة تكيفية للجسم مع الظروف البيئية القاسية.

ووفقاً للباحثين، تُعزِّز هذه النتائج الفهم العلمي لآلية تكيُّف الجسم مع التغيرات البيئية القاسية؛ خصوصاً فيما يتعلق بصحة الخلايا، إذ يُعتقد أن تعزيز نشاط الالتهام الذاتي يقلِّل من تراكم الجُزيئات التالفة داخل الخلايا، مما قد يسهم في إبطاء الشيخوخة وتعزيز طول العمر.

وأشار الفريق البحثي إلى أن لهذه النتائج تطبيقات محتملة على الرياضيين والأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة منخفضة بانتظام، إذ قد يساعد التكيف مع البرد في تحسين قدرة الجسم على تحمل الإجهاد الحراري وزيادة الكفاءة البدنية.

وعلى الرغم من أن الدراسة أُجريت على عينة صغيرة من الشباب الذكور، فإن الباحثين يرون أنها تفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لاستكشاف تأثير الغمر في الماء البارد على فئات أخرى، مثل النساء وكبار السن، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.