«هل هلالك» يجذب آلاف المصريين بدار الأوبرا في ليالي رمضان

البرنامج يتضمَّن استعراضات وفنوناً شعبية وأوبريت «الليلة الكبيرة»

فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)
فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

«هل هلالك» يجذب آلاف المصريين بدار الأوبرا في ليالي رمضان

فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)
فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

اعتاد المهندس إسماعيل محمد (48 عاماً) على قضاء ليالي رمضان يومياً تقريباً في ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية، للاستمتاع ببرنامج «هل هلالك» الذي تُقدِّمه وزارة الثقافة مجاناً إلى الجمهور لمدة 15 يوماً، وقرَّرت مدَّه العام الحالي ليُصبح 20 يوماً.

إسماعيل قال لـ«الشرق الأوسط»: «تُحبّ طفلتي مشاهدة أوبريت (الليلة الكبيرة)، وتشعر ببهجة كبيرة وهي ترى العرائس تتحرك وتغني أمامها، وتشاركها الرقص والغناء، كما أنها تنبهر بالألوان الزاهية والبراقة للفنانين الذين يقدِّمون الفقرات الأخرى».

وعلى الرغم من برودة ليالي القاهرة هذه الأيام، فإن فعاليات برنامج «هل هلالك» وفقراته الرمضانية، بثت فيها الدفء، وجذبت آلاف المصريين الذين حضروا بصحبة أطفالهم وتفاعلوا مع أعمال فنية كثيرة من غناء ورقص شعبي ومسرح.

من بين الفقرات الثابتة للبرنامج الرمضاني الذي يُعدُّه قطاع المسرح في وزارة الثقافة، أوبريت «الليلة الكبيرة» بلوحاته الغنائية المبهجة، وأجواء الموالد الشعبية، التي أبدعها الشاعر صلاح جاهين، ولحّنها الموسيقار سيد مكاوي، وأخرجها الفنان صلاح السقا، فضلاً عن فقرات من الأغنيات القديمة يقدمها الثنائي عبد الرحمن بودا، وأمنية النجار، وعروض فرقتي «رضا» و«القومية للفنون الشعبية» برقصاتها «الحصان»، و«التنورة»، والتحطيب الصعيدي، بالإضافة إلى فقرات السيرك القومي.

ويحظى برنامج «هل هلالك» بحضورٍ جماهيري لافت للسنة التاسعة، حيث يلتقي جمهور دار الأوبرا خلال الشهر الكريم مع عرائس «الليلة الكبيرة»، إلا أن التفاعل والحماس يظلان ممتدَيْن، حسب رأي الدكتور أسامة محمد علي مدير مسرح القاهرة للعرائس. الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تقديم (الليلة الكبيرة) لم ينقطع على مدار السنوات، وهذا العرض بمنزلة أيقونة لمسرح العرائس في مصر، وقد اخترناه ضمن البرنامج ليستمتع الجمهور به، سواء كانوا أطفالاً أو كباراً».

«ولم تُضف أي تغييرات على مستوى الإخراج أو حركة الممثلين، أو الديكور منذ تقديم الليلة الكبيرة قبل أكثر من 60 عاماً، وحتى الآن، فما الذي يمكن إضافته في عناصرها، سواءً على مستوى العرائس التي صنعها الفنان ناجي شاكر، أو إخراج المخرج صلاح السقا، فكل العناصر متكاملة»، وفق محمد علي، «لا يُمكن تجويدها، أو اللعب في مساراتها».

ويوضح: «لأن أوبريت (الليلة الكبيرة) صار من ضمن التراث المصري الذي يجب ألا يُمس بأي نوع من التغيير، ما زال يتمتع بسحره الخاص، الذي يظهر واضحاً في استقبال الجمهور لنا في كل مكان نذهب إليه بمصر وخارجها أيضاً»، مشيراً إلى أن آخر عروض الأوبريت كانت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلال افتتاح «ملتقى الراوي» في إمارة الشارقة، بالإضافة إلى الأسبوع الثقافي المصري في قطر قبل أيام قليلة.

عرض الليلة الكبيرة يحظى بجمهور لافت (الشرق الأوسط)
عرض الليلة الكبيرة يحظى بجمهور لافت (الشرق الأوسط)

ويتضمّن أوبريت «الليلة الكبيرة» مجموعة لوحات ترصد مشاهد من الموالد المصرية، بكل ما تحتويه من دلالات ورموز شعبية، ربما لم تعاصرها الأجيال الجديدة على أرض الواقع. ويؤكد مدير مسرح العرائس: «حين نقدِّمه يكون هدفنا أن نُعيد إلى الأذهان صورة الموالد المصرية المعروفة، نُجدِّدها في عقل الأجيال الجديدة وروحها، في رؤية بصرية راقية يقدمها فنانو تحريكٍ على مستوى عالٍ من التمكن والإبداع، بينهم: الفنان سيد رستم، وياسر عبد المقصود، ومحمد نور، وعدد من أبناء الجيل الجديد في مسرح العرائس».

بالإضافة إلى «الليلة الكبيرة»، يتضمّن برنامج «هل هلالك» مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية، منها حفلات غنائية للفنانين أميرة رضا، وآية عبد الله، وعلي الألفي، وفاطمة عادل، وفاطمة محمد علي، ومعهم فرقة «طبلة الست».

رقصات وأغنيات من الفنون الشعبية في ليالي رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
رقصات وأغنيات من الفنون الشعبية في ليالي رمضان (وزارة الثقافة المصرية)

وكان وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، قد قال في تصريحات صحافية، إن وزارته أعدَّت أجندة ثقافية وفنية ثرية ومتميزة احتفاءً بالشهر الفضيل، تستهدف مختلف الفئات العمرية والاجتماعية في جميع أنحاء مصر، إيماناً بأهمية الثقافة والفنون في تعزيز روح رمضان ونشر القيم الإيجابية بين أفراد المجتمع.

ويشمل البرنامج مجموعة متنوعة من العروض الفنية والموسيقية، والأمسيات الأدبية والشعرية، والمعارض التراثية، والعروض المسرحية، والبرامج المخصَّصة للأطفال والشباب لتعريفهم بعراقة التراث المصري والقيم النبيلة التي يتضمنها.

وقدّمت «الفرقة القومية للفنون الشعبية» مجموعة من أشهر استعراضاتها الفنية ضمن برنامج «هل هلالك»، منها: «الموشح»، و«دبكة المجوز»، و«البمبوطية»، و«التنورة»، و«الحجالة»، و«أم الخلول».

منصة «غناوي زمان» ضمن برنامج «هل هلالك» (الشرق الأوسط)
منصة «غناوي زمان» ضمن برنامج «هل هلالك» (الشرق الأوسط)

في حين تتواصل حفلات «فرقة رضا» للفنون الشعبية الاثنين والثلاثاء، لتقدم مجموعة من أعمالها المميزة في حفلَيْن استثنائيين بعد قرار تمديد فترة برنامج «هل هلالك» إلى 20 يوماً؛ لينتهي في 26 مارس (آذار) الحالي، بعد النجاح الجماهيري غير المسبوق الذي حقّقه البرنامج العام الحالي، وفق إفادة لوزارة الثقافة.

وتفاعل الجمهور مع الأغنيات القديمة التي قدَّمها الدويتو الفني عبد الرحمن عبد الله «بودا»، وأمينة النجار، ورقص الأطفال على مونولوجات وأغنيات «حلو يا حلو»، و«حنكورة»، و«بسلامته خطبني»، و«ظاظا فظاظا». يقول عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «إن ظهوري وزميلتي أمينة النجار في حفلات (هل هلالك)، جاء بعد نجاحنا على (السوشيال ميديا)، حيث كنَّا نغني مونولوجات الفنان محمود شكوكو، وإسماعيل يس، وسيد درويش».


مقالات ذات صلة

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق ياسمين صبري ونيكولا معوض في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

هل استطاعت ياسمين صبري الخروج من عباءة «الفتاة الأنيقة» درامياً؟

قدَّمت الفنانة المصرية من خلال العمل شخصية «زينب»، الفتاة التي تقع ضحية لزوجها النرجسي، المحامي «أسامة».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق فؤاد المهندس في الإعلان المثير للجدل (يوتيوب)

مصر: أزمة إعلانية لاستعانة شركة حلويات بنجوم الزمن الجميل

الإعلان المثير للجدل صُمِّم بالذكاء الاصطناعي بشكل كامل، يُظهر مجموعة من نجوم الزمن الجميل كأنهم يعملون في المحل الشهير ويقدِّمون الحلوى للزبائن...

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق مليونان ونصف المليون مصلٍ شهدوا ختم القرآن بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ليلة 29 رمضان (واس)

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

شهد ملايين المصلين في «الحرمين الشريفين»، ختم القرآن الكريم، مساء الجمعة، حيث أدوا صلاة العشاء والتراويح في ليلة 29 رمضان، وسط أجواء روحانية.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة - المدينة المنورة)
يوميات الشرق في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)

رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

في مسلسل «نفس»، عرفت الممثلة اللبنانية رانيا عيسى كيف تجذب الجمهور بلغة جسد وملامح أسهمت في صقل شخصية العمّة «سوسو» التي تؤدّيها.

فيفيان حداد (بيروت)

ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: المشاهد العربي يحتاج إلى أعمال تمنحه الأمل 

ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
TT
20

ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: المشاهد العربي يحتاج إلى أعمال تمنحه الأمل 

ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)
ياسر جلال يطمح للعودة إلى المسرح عبر نص قوي (حسابه على «فيسبوك»)

تحدَّث الفنان المصري ياسر جلال عن تقديمه مسلسل «جودر» عبر جزأين، عُرض الأول في رمضان الماضي 2024، والجزء الثاني في النصف الأول من رمضان الحالي 2025، مؤكداً أنه توقَّع رواج العمل ومتابعته؛ لأن الناس بحاجة إلى الخروج من الواقع والتعايش مع الشخصيات الخيالية، مثل «جودر»، بسبب الحروب والدمار، وما يحدث في العالم من قتل وتدمير.

وقال جلال لـ«الشرق الأوسط»: «إن المشاهد العربي يحتاج إلى رؤية أعمال فنية تمنحه الأمل والإصرار والتحدي»، مشيراً إلى أن ذلك اتضح من خلال رسالة «جودر»، التي بدأ النُّقاد ينتبهون إليها، وهي علاقة الصراع ما بين «جودر بن عمر المصري»، و«الشمعيين»، وهو انعكاس لما يحدث حولنا.

الفنان المصري ياسر جلال في لقطة من مسلسل «جودر» (الشرق الأوسط)
الفنان المصري ياسر جلال في لقطة من مسلسل «جودر» (الشرق الأوسط)

تبدأ أحداث المسلسل عندما تحكي «شهرزاد» حكاية «جودر» للملك «شهريار»، الذي يتخيَّل نفسه «جودر» ويتوحَّد مع الشخصية، ليرى الناس الأحداث كاملة من خلاله عبر 30 حلقة، لافتاً إلى أن «فكرة تقسيم المسلسل لجزأين كان قرار الشركة المنتجة، وأن النجاح الذي حقَّقه الجزء الأول، حمَّس الناس لمتابعته في الجزء الثاني لإكمال الحكاية التي ارتبطوا بها».

ويُجسِّد ياسر جلال في العمل شخصيتين، هما «شهريار»، و«جودر بن عمر المصري»، موضحاً أن عدم مشاركته في أيِّ عمل فني طوال فترة تصوير «جودر»، جعله يسيطر على كثير من تفاصيل الشخصية، ولم يخرج منها مطلقاً، رغم توقف التصوير لفترات طويلة، وهذا الأمر كان مُرهقاً بالنسبة له.

جلال في لقطة من «جودر» (حسابه على «فيسبوك»)
جلال في لقطة من «جودر» (حسابه على «فيسبوك»)

وأكد جلال أن حكاية «جودر» تصلح لتقديم أجزاء كثيرة.

ويُشارك في بطولة مسلسل «جودر»، بجانب ياسر جلال، نور اللبنانية، وياسمين رئيس، ونخبة من الفنانين وضيوف الشرف، وهو من تأليف أنور عبد المغيث، وإخراج إسلام خيري.

جلال مع إلهام شاهين (حساب جلال على «فيسبوك»)
جلال مع إلهام شاهين (حساب جلال على «فيسبوك»)

وعن إمكانية عودته للمسرح مجدداً يقول جلال: «المسرح بالنسبة لي حالة خاصة جداً، فأنا خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وممثل مسرح في الأساس و(أبو الفنون) هو عشقي الأبدي، والوقوف على خشبته حياة، وانتعاشته تُسعدني؛ لذلك أطمح إلى العودة ومقابلة الجمهور عبر نصٍّ قوي يطرح فكرة مختلفة وبإمكانات مبهرة».

ورحَّب جلال بتجسيد سيرة الفنان الراحل رشدي أباظة درامياً، وذلك بعد ترشيح السيدة منيرة أباظة، شقيقة الفنان الراحل، له لتقديم سيرة أباظة في عمل درامي، بيد أنه أوضح أن تنفيذ الفكرة مسؤولية كبيرة تتطلب إمكانات عالية، بداية من النص وكتابته بشكل جيد ومتقن وموثق، وعناصر العمل الفني جميعها لا بدَّ أن تكون مميزة وتليق بتاريخ الفنان الكبير، لأنه سيكون عملاً تاريخياً. لافتاً إلى أن أفضل مرحلة من حياة الفنان الراحل يمكنه تقديمها هي بداية الـ30 من عمره حتى رحيله.

ياسر جلال وأحمد السعدني (حساب جلال على «فيسبوك»)
ياسر جلال وأحمد السعدني (حساب جلال على «فيسبوك»)

وعَدَّ جلال أن «التعاون المصري - السعودي في مجال الفن يُثري الفن العربي بشكل عام».

وأكد الفنان المصري أن «لكل دور صعوبته ومتعته أثناء القيام به، وكذلك تحضيراته التي يُنسِّقها بإتقان، حتى لو كان العمل بسيطاً، بيد أنه في المجمل يشغله التنوع والاختلاف، وتقديم رسالة في أعماله»، وفق قوله.