السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)
السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)
TT
20

السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)
السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)

جددت رواية السيرة الهلالية وفرق الفنون الشعبية والتراثية ذكريات رمضان ولياليه المُبهجة في الحديقة الثقافية بحي السيدة زينب في القاهرة التاريخية، حيث توالت الفعاليات التي تنظمها هيئة قصور الثقافة المصرية.

وشهِد مقهى نجيب محفوظ في الحديقة الثقافية عرضاً للسيرة الهلالية، قدمته فرقة الفنان عز الدين نصر الدين، حيث تناولت الرواية الملحمية «ناعسة الأجفان»، التي تدور أحداثها حول وصول ثلاثة شعراء إلى ديوان السلطان حسن، ملك العرب، الذي استقبلهم بحفاوة وطلب منهم الغناء والإنشاد وإلقاء أبيات من الشعر. وأثنى عليهم بمنحهم الهدايا والدنانير، وسألهم: «هل قابلتم من هو أكرم مني في البلاد التي زرتموها؟» ليرد الشاعر جميل بن راشد: «لقد قابلنا العديد من الكرماء، ومن بينهم الملك زيد العجادي، والد ناعسة الأجفان، من بلاد إيران، حيث أغدق علينا الكثير من العطايا». ومن بين الهدايا التي قدمها لهم سبحة، تحتوي على حبيتين تجلبان نصف ثروة قبائل زغابة وهلايل، لتتوالى بعدها الأحداث في سياق درامي مشوق.

الفنون الشعبية والتراثية في ليالي رمضان بمصر (هيئة قصور الثقافة المصرية)
الفنون الشعبية والتراثية في ليالي رمضان بمصر (هيئة قصور الثقافة المصرية)

ويقول الشاعر مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية في الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن «برنامج الليالي الرمضانية في الحديقة الثقافية متنوع وثري جداً، ومن بين فقراته أو عناصره عرض السيرة الهلالية»، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف أن السيرة الهلالية من العناصر الثقافية المصرية التي سجّلت على قائمة (اليونيسكو) واهتمامنا بها نابع من أهميتها بوصفها الكنز الأكبر من السير في الوطن العربي».

وتُعد السيرة الهلالية من الملاحم الشعبية التي اشتهرت في بلدان عدّة، حيث تتبع «تغريبة بني هلال» بعد هجرتهم من موطنهم الأصلي المفترض في بلاد نجد بالجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا، وتتضمن السيرة نحو مليون بيت شعر، كما تتضمن قصصاً فرعية متنوعة.

وتابع: «يتحلق الجمهور حول السيرة الهلالية كل ليلة، ونتواصل مع الجمهور يومياً ليس من خلال السيرة فقط، وإنما عبر الحكي والرواة وفقرات للتَّباري بفنون الحكي مثل الواو والمربعات، وغيرها من الفنون الشعبية التي تقدمها الهيئة للجمهور بشكل يومي، إضافة إلى أنشطة مختلفة».

وأشار إلى وجود أكثر من برنامج احتفالي من بينها «عطر الأحباب» المعني بإلقاء الضوء على الراحلين من الكتاب في أقاليم مصر المختلفة، وكذلك هناك اهتمام بالحِرف التراثية عبر عدد كبير من الورش تقدمها إدارات متنوعة لشرائح متميزة.

فن التحطيب في ليالي رمضان بالقاهرة التاريخية (وزارة الثقافة المصرية)
فن التحطيب في ليالي رمضان بالقاهرة التاريخية (وزارة الثقافة المصرية)

وهناك عروض مستمرة للتنورة وألعاب السيرك وفرق الآلات الشعبية والفرق الموسيقية التي تُقدِم يومياً أنشطة للجمهور العريض في مصر، سواء بالقاهرة أو الأقاليم، وفق شومان.

وتضمنت الفعاليات إقامة معرض لإصدارات الهيئة، ومعرض للحرف التراثية واليدوية لمنتجات الجلود، والطَّرق على النحاس، والديكوباج، والإكسسوارات والحلي، وكذلك الخيامية والمكرمية، وفق بيان للهيئة.

وشهدت ليالي رمضان في الحديقة الثقافة أيضاً فرقاً فنيّة شعبية عدّة، ورقصة التّحطيب الصعيدية، وكذلك رقصة التنورة التي قدمتها أكثر من فرقة، وسط حضور حاشد من الجمهور.

وكانت هيئة قصور الثقافة قد أعلنت سابقاً عن برنامج احتفاليات خلال شهر رمضان في القاهرة وباقي الأقاليم يتضمن نحو 4 آلاف فعالية على مدى الشهر في مواقع ثقافية مختلفة.


مقالات ذات صلة

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

رياضة عربية هدف عالمي على طريقة «رابونا» (مقطع فيديو متداول)

مصر: الدورات الرمضانية تكشف عن «مواهب مدفونة»

هدف عالمي على طريقة «رابونا» وفرحة جنونية من اللاعبين والجماهير... مشهد جاء بعيداً عن أضواء المستطيلات الخضراء الشهيرة، وكاميرات القنوات الرياضية ومتابعيها.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق منطقة روكسي بها الكثير من متاجر بيع الملابس

ملابس العيد في مصر... غلاء وحيرة على وقع طقس متقلب

يعدّ شراء ملابس جديدة لاستقبال العيد، أحد أبرز الطقوس التي يحرص عليها المصريون، لا سيما ملابس الأطفال التي يطلق عليها شعبياً تعبير «كسوة العيد».

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق إزالة آخر الرافعات التي كانت شاهدة على أحد أضخم مشروعات التوسعة في تاريخ المسجد الحرام (واس)

الحرم المكي دون رافعات لأول مرة منذ بدء التوسعة السعودية الثالثة

في مشهد غير مألوف منذ أكثر من عقد، شهد الحرم المكي هذه الأيام إزالة آخر الرافعات التي كانت شاهدة على أحد أضخم مشاريع التوسعة في تاريخ المسجد الحرام.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
يوميات الشرق إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

تعرض الداعية المصري الدكتور مبروك عطية لانتقادات عدة ومطالبات بالتحقيق معه وإسقاط أستاذيته جراء استضافته عدداً من مطربي المهرجانات والفنانين بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

«هل هلالك» يجذب آلاف المصريين بدار الأوبرا في ليالي رمضان

من بين الفقرات الثابتة للبرنامج الرمضاني الذي يُعدُّه قطاع المسرح في وزارة الثقافة، أوبريت «الليلة الكبيرة» بلوحاته الغنائية المبهجة، وأجواء الموالد الشعبية.

حمدي عابدين (القاهرة)

تفاعل واسع للموقف «المُحرِج» بين محمد رمضان وياسمين صبري

الفنانة المصرية ياسمين صبري (إنستغرام)
الفنانة المصرية ياسمين صبري (إنستغرام)
TT
20

تفاعل واسع للموقف «المُحرِج» بين محمد رمضان وياسمين صبري

الفنانة المصرية ياسمين صبري (إنستغرام)
الفنانة المصرية ياسمين صبري (إنستغرام)

أثار الموقف «المُحرج» الذي جمع الفنان المصري محمد رمضان، والفنانة المصرية ياسمين صبري، خلال وجودهما في حفل سحور إحدى شركات الإنتاج الفني بمصر تفاعلاً واسعاً، وانتشر الفيديو على نطاق واسع بمواقع التواصل، وتصدر اسم رمضان «الترند» بموقع «غوغل»، الثلاثاء، عقب نشر الفيديو من خلال خاصية «ستوري» بحسابه الرسمي بموقع «إنستغرام»، وقام بحذفه فيما بعد.

وتداولت حسابات «سوشيالية» فيديو الواقعة الذي بدأ بإلقاء ياسمين السلام على رمضان والمباركة له على برنامجه «مدفع رمضان»، بقولها «مبروك يا ابني»، إلا أن الأخير ابتسم ساخراً وقابل سلامها بفتور، موجهاً حديثه لها قائلاً: «انتِ مجنونة»، فما كان منها سوى الانسحاب سريعاً من الموقف الذي شهد حضور المنتج المصري محمد السعدي.

وربط البعض بين انسحاب صبري من الموقف، وخروجها من حفل السحور، حيث ظهرت عليها علامات انزعاج، ووجهت حديثها للكاميرات التي كانت تطاردها مطالبة الجميع بأن يتركوها في حالها لأنها تشعر بالتعب.

وانقسمت الآراء والتعليقات «السوشيالية» بين مؤيد ومعارض، خصوصاً بعد أن تداولت حسابات بمواقع التواصل فيديو للفنانة المصرية أثناء حديثها عن مشاركتها في فيلم «الديزل»، الذي جمعها مع رمضان قبل 7 سنوات، مؤكدة أنها توقعت نجاح الفيلم بشكل أكبر لكن ذلك لم يحدث، معتبرين أن ما حدث هو رد طبيعي من رمضان على حديثها، بينما أكدت تعليقات أخرى أنه جانبه الصواب في تصرفه تجاهها، وأن كلمة «يا ابني» جاءت عفوية.

لقطة من الفيديو الذي يتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
لقطة من الفيديو الذي يتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

الناقد الفني المصري طارق الشناوي أكد أن «رمضان اعتبر كلمة (يا ابني) إهانة أدبية له، برغم أنها كلمة عادية بين الزملاء، خصوصاً الذين جمعتهم أعمال فنية، من قبل، كما أن ياسمين قالتها بشكل ودي وليس تعالياً عليه».

وأضاف الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «ياسمين نجحت مع نجوم عدة في أفلام، من بينهم أمير كرارة ومحمد إمام، لكن تجربتها مع رمضان في فيلم (الديزل) لم تكن ناجحةً»، لذلك يعتقد الشناوي أن انتقادها للفيلم الذي جمعهما، جعل رمضان يتصرف بهذا الشكل معلناً انتصاره من خلال نجاح برنامجه «مدفع رمضان».

ويرى الشناوي أن «تصرف رمضان كان خاطئاً حتى ولو بداخله غضب شديد، فالموقف لا يستحق هذا التجاوز، والرد على كلمتها التي قالتها بعفوية، وربما تقبلها غيره ولم يأخذها بحساسيةٍ»، موضحاً أن ياسمين تصرفت بشكل صحيح حينما انصرفت وأنهت الموقف سريعاً.

ووجه الشناوي نصيحته لرمضان «بالتفكير والحذر في رد الفعل، خصوصاً مع انتشار كاميرات التصوير بكثافة في مثل هذه الفعاليات».

وشاركت ياسمين صبري مع محمد رمضان في مسلسل «الأسطورة» قبل 9 سنوات، بينما تتصدر حالياً بطولة مسلسل «الأميرة... ضل حيطة»، الذي يعرض في الموسم الرمضاني الحالي، ويشارك في بطولته نيقولا معوض ووفاء عامر، من سيناريو وحوار محمد سيد بشير، وإخراج شيرين عادل.

الفنان المصري محمد رمضان (حسابه بموقع «فيسبوك»)
الفنان المصري محمد رمضان (حسابه بموقع «فيسبوك»)

بينما يقدم محمد رمضان هذا العام برنامج «مدفع رمضان»، بعد غيابه للعام الثاني على التوالي عن المشاركة بالأعمال الدرامية، حيث شهد مسلسل «جعفر العمدة» على آخر ظهور درامي له قبل عامين.

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أنه «من المفترض ضبط الانفعالات في الأماكن العامة وفي وجود كاميرات التصوير»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الموقف كان لا بد أن يتم تداركه والصلح بينهما مباشرة حتى لا ينتقل الأمر لمواقع التواصل»، مؤكداً أن «مثل هذه المواقف تجعل الجمهور لا يهتم بأعمالهم الفنية، بل يوجه اهتمامه لحياتهم الشخصية، وهذا أمر يؤدي بالطبع لتراجع قيمة أعمالهم».