«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

بعد 10 سنوات من التوقف

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT
20

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)

يعود التلفزيون المصري للإنتاج الدرامي من خلال تقديم مسلسل «طلعت حرب»، الذي يتناول سيرة «رائد الاقتصاد المصري» محمد طلعت حرب، والمقرر عرضه في رمضان 2026، ليكون المشروع الذي يستأنف التلفزيون المصري من خلاله مسار الإنتاج الدرامي بعد 10 سنوات من التوقف، وفق بيان للهيئة الوطنية للإعلام، الأربعاء.

وأعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، الاتفاق مع مدينة الإنتاج الإعلامي، التي تُعد الهيئة المالك الأكبر لها، على إنتاج المسلسل وبدء الاتفاق على تفاصيله قريباً، مؤكداً خلال لقائه مؤلف العمل محمد السيد عيد، الاتفاق على تواصل التحضيرات للمشروع.

وقال مؤلف المسلسل إن «المشروع كُتب بالفعل قبل عدة سنوات بمبادرة لتقديم عمل درامي يرصد رحلة طلعت حرب ومسيرته، بدعم من بنك مصر، الذي قام بتأسيسه، على أن تتولى مدينة الإنتاج الإعلامي مسؤولية إنتاجه، لكن المشروع تأجل خروجه للنور».

وأضاف عيد لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل مكتوب في 30 حلقة، وتم الانتهاء منه بشكل كامل، وأُعيد إحياؤه مجدداً في الأيام الماضية»، لافتاً إلى أن «المشروع يلقى دعماً كبيراً من (الهيئة الوطنية للإعلام)، مع رغبة في تقديمه بصورة جيدة وبشكل يناسب القيمة التاريخية لطلعت حرب.

وجاء الإعلان عن المشروع بعد أيام من حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية الدراما وضرورة مناقشتها لقضايا تعزز القيم الاجتماعية، وعلى أثر ذلك أعلنت «الوطنية للإعلام» تنظيم مؤتمر حول «مستقبل الدراما» الشهر المقبل، بجانب إعلان الشركة «المتحدة» تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى الدرامي، ضمن الاستراتيجية القائمة على تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية.

وأكد رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، عبد الفتاح الجبالي، لـ«الشرق الأوسط»، اعتزامهم إقامة مؤتمر صحافي موسع بعد إجازة عيد الفطر، من أجل الكشف عن تفاصيل مسلسل «طلعت حرب» بشكل كامل والإعلان عن فريق العمل.

تسهم الهيئة الوطنية للإعلام بالحصة الكبرى في ملكية مدينة الإنتاج الإعلامي (مدينة الإنتاج الإعلامي)
تسهم الهيئة الوطنية للإعلام بالحصة الكبرى في ملكية مدينة الإنتاج الإعلامي (مدينة الإنتاج الإعلامي)

وحسب محمد السيد عيد، فإن المسلسل يرصد، من خلال حياة طلعت حرب وسيرته، الفترة التي عاش فيها، عبر استعراض كثير من الأحداث التاريخية المهمة التي عاصرها.

ويشكل المسلسل الجديد عودة للتلفزيون المصري لساحة الإنتاج الدرامي، بعد 10 سنوات من توقفه بشكل كامل عن الإنتاج منذ عام 2015، بعدما قدم مسلسل «دنيا جديدة» للمخرج عصام شعبان، بسبب تراكم المديونيات على الأعمال التي أنتجها، وعدم القدرة على سدادها.

ويشيد الناقد الفني محمود قاسم بخطوة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامي، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار سيناريو «طلعت حرب» ليكون أول عمل، خطوة تبدو موفقة في ظل سابقة أعمال مؤلفه التاريخية المميزة، على غرار (مشرفة... رجل لهذا الزمان» و«علي مبارك».

وأضاف قاسم أن «التليفزيون قدّم، على مدى عقود، روائع درامية بكوادر لا يزال بعضها موجوداً في الوقت الحالي، وأن توقفه خلال السنوات الماضية لم يكن قراراً صائباً، باعتبار أن الأعمال التي يقدمها من الصعب إنتاجها عبر القطاع الخاص، إلى جانب طبيعة القضايا التي يطرحها، مما يستلزم ضرورة التشجيع على الاستمرارية وزيادة الأعمال التي يجري إنتاجها».

وتعد شركة «صوت القاهرة»، التي أسسها الفنان محمد فوزي عام 1959، من أذرع التلفزيون الإنتاجية في الدراما التلفزيونية، والمتوقفة عن تقديم أعمال جديدة منذ سنوات، في وقت يعمل فيه القائمون على الشركة للعودة والانخراط في تقديم أعمال جديدة قريباً، حسب رئيسة الشركة الإعلامية نادية مبروك.

وقالت مبروك لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة لديها بالفعل كثير من السيناريوهات الدرامية الجيدة التي يمكن تقديمها، لكن هناك مشكلات مالية يجري العمل على معالجتها من أجل إعادة الشركة كجهة منتجة للأعمال الدرامية»، مشيرةً إلى أن هدفهم هو العودة لتقديم أعمال جيدة درامياً، لا سيما أن نجاح الدراما اليوم لم يعد مرتبطاً بوجود النجوم بقدر ما يعتمد على الفكرة التي يقدمها العمل».


مقالات ذات صلة

«عشرون»: في مواجهة الذاكرة المُهدَّدة والفراغ المُعلَّب

يوميات الشرق إعادة الإضاءة على الأعمال التي صنعت الذاكرة الثقافية العربية (صور مايا الحاج)

«عشرون»: في مواجهة الذاكرة المُهدَّدة والفراغ المُعلَّب

يَعبُر «عشرون» من مجرّد برنامج عن ترتيب الأعمال، إلى مشروع في قلب المعركة الثقافية. وهي معركة لا تُخاض بالسلاح، وإنما بالكلمة والذاكرة والاختيار.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يحيى الفخراني في مسرحية "الملك لير" (يوتيوب)

«الألكسو» تختار يحيى الفخراني شخصية العام الثقافية عربياً

اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (الألكسو) الفنان المصري يحيى الفخراني لتتويجه بلقب «شخصية العام الثقافية»؛ تقديراً لإسهاماته في الساحة الفنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تودّع «ملك الأدوار القصيرة» الكوميدي سليمان عيد

خيّم الحزن على الوسط الفني بمصر، الجمعة؛ لرحيل الفنان سليمان عيد، عن عمر ناهز 63 عاماً، تاركاً أعمالا فنية تضعه في قائمة صناع البهجة بالدراما والسينما المصريتين

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إلهام شاهين في مسلسل «سيد الناس» (الشركة المنتجة)

إلهام شاهين: كرهت دوري «الشرير» في مسلسل «سيد الناس»

شاركت الفنانة المصرية إلهام شاهين في موسم الدراما الرمضاني 2025 بعملين؛ أحدهما للتلفزيون والآخر للإذاعة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق وفاء عامر في لقطة مع ياسمين صبري في مسلسل «الأميرة» (حسابها على «إنستغرام»)

وفاء عامر: قدّمت صورة مختلفة للمرأة المصرية في الدراما الخليجية

أكّدت الفنانة المصرية وفاء عامر أن الشخصيات التي قدّمتها في دراما رمضان 2025 لم تكن متشابهة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
TT
20

فكّ رموز رسائل سرية على مسلة الأقصر في باريس

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)
مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (أرشيفية - أ.ب)

كشف عالم مصريات فرنسي ما وصفه بسبع رسائل سرية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر، ذلك النصب التذكاري المصري الذي يعود تاريخه إلى 3000 عام ويقبع في ساحة الكونكورد بوسط باريس.

وفكّ جان غيوم أوليت-بيليتييه، المتخصص في علم التشفير الهيروغليفي بجامعة السوربون، رموز نقوش وصور على صخرة الغرانيت الأحمر التي يبلغ ارتفاعها 22.5 متر، والتي يمكن قراءتها معاً كرسائل تُبرز قوة الملك رمسيس الثاني.

وقال الباحث البالغ من العمر 37 عاماً إن إحدى هذه الرسائل، الموجودة على الواجهة الغربية، والمصممة خصيصاً ليراها الأرستقراطيون الذين يمرون على متن قوارب في نهر النيل، هي «رسالة دعائية حقيقية حول السيادة المطلقة لرمسيس»، حسبما نقلت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية. وكانت المسلة واحدة من مسلتين رغب نابليون بونابرت في اقتنائهما عام 1798 بعد غزوه مصر، وقد أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا عام 1830.

مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)
مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد بوسط باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)

ونُصبت المسلة عام 1836 في الساحة التي كانت مقر المقصلة الرئيسية خلال الثورة الفرنسية. تُرجمت الهيروغليفية المصرية - وهي صور ورموز منحوتة تُمثل أساس أنظمة الكتابة الحديثة - في عشرينات القرن التاسع عشر بالاستفادة من الإنجازات التي حققها جان فرنسوا شامبليون، عالم المصريات، في عمله على فك رموز حجر رشيد - لوحة اللغتين اليونانية والمصرية التي استولى عليها البريطانيون من الفرنسيين في مصر عام 1801 ونُقلت إلى المتحف البريطاني عام 1802.

ومع ذلك، اعتقد أوليت-بيليتييه بوجود رسائل خفية في النقوش، وبدأ بفحصها بدقة في جولاته اليومية حول المسلة خلال فترة الجائحة. وقد مكّنته السقالات التي وُضعت على النصب التذكاري أثناء أعمال التجديد قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024 من دراسة أدلة حيوية قرب قمته. وقال إنه من خلال تجميع العلامات والأشكال، اكتشف ألغازاً وتلاعباً بالألفاظ، مثل قراءة الرموز أفقياً بدلاً من الاتجاه الرأسي للنقوش الهيروغليفية. وصرح لمجلة «أفنير» الفرنسية: «فهمت أن المسلة تحتوي على العديد من الرموز الهيروغليفية المشفرة». وأردف: «ولم يكن بإمكان سوى النبلاء المثقفين فهم الرسائل الخفية».

وكان الهدف من هذه الشفرة هو تعزيز الرسالة القائلة إن رمسيس الثاني قد اختارته الآلهة، وإنه من سلالة إلهية، وإنه سليل مباشر للإلهين آمون رع وماعت، وفقاً لأوليت-بيليتييه.

النقوش على الجوانب الأربعة لمسلة الأقصر في باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)
النقوش على الجوانب الأربعة لمسلة الأقصر في باريس (موقع أركيولوجي ترافيل)

ويعود تاريخ مسلة الأقصر إلى نحو 1300 قبل الميلاد، وهي واحدة من مسلّتين نُحتتا في عهد رمسيس الثاني لتقفا على جانبَي بوابة معبد الأقصر. وتم نحتهما من قطعة واحدة من الغرانيت استُخرجت من أسوان، وجُلبت عبر النيل على متن زوارق. أُهديت المسلة اليسرى أيضاً إلى فرنسا، لكنها لا تزال في مكانها الأصلي. وكان الحاكم العثماني ينوي إهداءها لبريطانيا، لكن دبلوماسياً فرنسياً أقنعه بتفضيل فرنسا.

وستُنشر نتائج أوليت-بيليتييه التي أوردتها وسائل الإعلام الفرنسية، بالتفصيل في مجلة «ENiM» (مصر النيل والبحر الأبيض المتوسط)، وهي مجلة فرنسية متخصصة في علم المصريات، مقرها مونبلييه.