المدائح النبوية تغلّف ليالي رمضان في الإسكندرية

فرقة «الحضرة» قدمت حفلاً بالتعاون مع المنشد المغربي جواد الشاري

جانب من حفل الحضرة في مسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
جانب من حفل الحضرة في مسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT
20

المدائح النبوية تغلّف ليالي رمضان في الإسكندرية

جانب من حفل الحضرة في مسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
جانب من حفل الحضرة في مسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

تحت عنوان «مدائح النيل والأطلسي... ليلة مصرية مغربية»، غلّفت المدائح النبوية مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية)، الاثنين، وذلك من خلال حفل أحيته فرقة الحضرة المصرية بالتعاون مع المنشد المغربي جواد الشاري.

وقدمت الفرقة حفلاً مميزاً، تضمن كثيراً من أغانيها الشهيرة التي اعتادت أن تقدمها في حفلاتها المختلفة، خصوصاً في الليالي الرمضانية، ومن بينها أغنية «المحمدية»، و«يا جمال الوجود»، و«هل دعاك الشوق يوماً للسرى»، و«هنا الحسين»، و«يفديك قلبي» وغيرها من الأغاني التي نالت استحسان الجمهور.

ويأتي الحفل ضمن برنامج الأوبرا المصرية لإحياء ليالي رمضان على مسارحها المختلفة في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، بحفلات وفقرات متنوعة، من بينها مجموعة من الحفلات للإنشاد الديني، مثل حفل الشيخ ياسين التهامي، بالمسرح المكشوف في الأوبرا، الأحد.

وبحسب بيان للأوبرا، استهدف الحفل المشترك بين فرقة الحضرة والمنشد المغربي جواد الشاري، دعم الروابط الروحية بين مصر والمغرب، ويتمثل جانب منها فى ارتحال الكثير من أولياء المغرب إلى مصر.

فرقة الحضرة المصرية أحيت ليلة رمضانية في مسرح سيد درويش (دار الأوبرا المصرية)
فرقة الحضرة المصرية أحيت ليلة رمضانية في مسرح سيد درويش (دار الأوبرا المصرية)

وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن «مشاركة فرقة الحضرة المصرية مع المنشد المغربي جواد الشاري، هو أمر مهم جداً»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «بهذا الحفل المشترك تذكرنا الفرقة بالتراث الصوفي الموجود بقوة في شمال أفريقيا، وفي المغرب وتونس بشكل أكبر، والمستفيد من هذا الحفل هو الجمهور المصري».

وتضمن الحفل ملامح من تراث المدائح والحضرات المصرية والمغربية فى 3 فواصل: الأول مصري خالص من المدائح النبوية التي قدمتها فرقة الحضرة، والفاصل الثاني قدم خلاله الفنان جواد الشاري مختارات من قصائد المديح المغربية مثل «قل للذي لامني»، و«جمال الذات»، و «عبد بالباب»، و«يا سعد قوم».

بينما شهد الفاصل الثالث من الحفل مزيجاً بين فرقة الحضرة المصرية والمنشد المغربى ليقدما معاً قصائد المدائح والذكر من تراث الساحات والزوايا الصوفية بالبلدين.

وأضاف سعد الدين أن «هذا الحفل قدم لنا ثلاثة أبعاد مختلفة من الغناء الصوفي الأول بأعمال الحضرة المميزة التي اعتاد عليها الجمهور المصري، والثاني بالإنشاد الصوفي المغربي، والثالث بالمزيج بين الفرقة والمنشد».

عروض التنورة ضمن احتفالات الأوبرا في رمضان (دار الأوبرا المصرية)
عروض التنورة ضمن احتفالات الأوبرا في رمضان (دار الأوبرا المصرية)

وتابع: «وزارة الثقافة تحاول أن تقدم شيئاً جديداً للجمهور في شهر رمضان، عبر حفلات وفعاليات متنوعة، وأعتقد أن المستفيد الأول من هذه الحفلات هو الجمهور الذي يشاهد فنوناً متنوعة».

وأعلنت الأوبرا المصرية عن برنامج حفلاتها خلال شهر رمضان، متضمنة أكثر من حفل للإنشاد الديني إلى جانب فنون تراثية وفولكلورية تناسب أجواء شهر رمضان.

ومن بين هذه الحفلات ما قدمته فرقة «الحور» على مسرح «معهد الموسيقى العربية» بمجموعة من الأناشيد الدينية، والغناء والموسيقى ذي الطابعين الروحاني والديني، من بينها «عودي يا ليالي الرضا»، و«يا جد السلالة»، و«أسماء الله الحسنى»، و«ماشي في نور الله».

يشار إلى أن فرقة الحضرة أُسست في عام 2015 بغرض نقل تراث الحضرات الصوفية من المساجد والمجالس والساحات إلى المسارح عبر عرض فني، وشاركت من قبل مع كثير من المبتهلين والمنشدين من مصر والوطن العربي في حفلات مختلفة.


مقالات ذات صلة

مصر: «الكنافة البلدي» تحتفظ بمكانتها رغم إغراءات الأصناف الجديدة

يوميات الشرق صانع الكنافة البلدي عنتر أبو زيد  (الشرق الأوسط)

مصر: «الكنافة البلدي» تحتفظ بمكانتها رغم إغراءات الأصناف الجديدة

رغم تنوع أصناف الكنافة وإغراءات أشكالها الحديثة، فإن «الكنافة البلدي» ما زالت تحتفظ بمكانتها في عدد كبير من أحياء وقرى مصر.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق المغني دالي شبيل يؤدي عروضه خلال حفل ختام مهرجان مدينة الأنوار (إ.ب.أ)

المدينة القديمة بتونس تستضيف مهرجاناً موسيقياً في رمضان

استعرضت فرقة «كواترو سطمبالي» إيقاعاتها بين جدران المعهد الوطني للتراث بالمدينة القديمة في تونس، ضمن فعاليات مهرجان «ضوي المدينة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق سوسن بدر في لقطة من مسلسل «الباء تحته نقطة» (الشركة المنتجة)

سوسن بدر: «الباء تحته نقطة» يحتفي بقرار تعليم السيدات في الإمارات

أعربت الفنانة المصرية سوسن بدر عن فخرها بمشاركتها في المسلسل الإماراتي «الباء تحته نقطة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مدحت صالح يختتم ليالي الأوبرا الرمضانية (وزارة الثقافة المصرية)

مدحت صالح يُسدِل ستارة حفلات «ليالي رمضان» مُقدِّماً جميل أغنياته

شدا مدحت صالح على المسرح الكبير في الأوبرا بأشهر أغنياته برفقة عازف البيانو والموزّع الموسيقي عمرو سليم، والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تاريخ من العراقة والحكايات (تصوير: غازي مهدي)

«المظلوم» في جدة... حارةٌ كثُرت حولها الأساطير والحكايات

في أيام رمضان، يُقبل الزوار على حارة «المظلوم» التي شهدت أسوةً بقرى في المدينة التاريخية فعاليات توزَّعت على جميع الأحياء، تشمل عروضاً ثقافيةً وتفاعليةً.

سعيد الأبيض (جدة)

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
TT
20

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)

بعد غيابٍ دام نحو 3 سنوات عن الدراما التلفزيونية، تعود الممثلة السعودية أسيل عمران من خلال مسلسل (لام شمسية)، الذي يشكّل أولى تجاربها في الدراما المصرية، بعد الأصداء الإيجابية التي حققها فيلمها المصري «ضي»، وكلا العملين من إخراج كريم الشناوي، الذي فتح لها باب المشاركة في الأعمال المصرية.

عن هذه التجربة تقول أسيل لـ«الشرق الأوسط»: «بعد فيلم (ضي) نشأت بيني وبين المخرج كريم ثقة متبادلة. لقد عملت سابقاً مع مخرجين كبار، وأؤمن بأن الممثل بحاجة إلى مخرج يستخرج منه مناطق دفينة قد لا يدركها في نفسه. لذلك أحرص دائماً على العمل مع المخرج الجيد، قبل قراءة النص، فهو عيني خلف الكاميرا».

دراما الواقعية

أوضحت أسيل أنها أثناء تصوير «ضي» شعرت برغبة كبيرة في البدء بعمل آخر، ولم تكن تريد لتلك التجربة أن تنتهي. لذا، حين حدثها كريم الشناوي عن «لام شمسية»، وافقت فوراً حتى قبل أن تطّلع على النص، إيماناً منها بحسن اختياره. وترى أسيل أن المشاهد العربي اعتاد نمطاً معيناً من الأداء، يتضمن صراخاً وانفعالات مبالغاً فيها، مضيفة: «لا أستطيع القول إن ذلك صحيح أو خاطئ، لكن مدرسة كريم الشناوي مختلفة تماماً، وواقعية تشبهنا كثيراً».

أسيل عمران تميل للدراما الواقعية التي يقدمها المخرج كريم الشناوي في أعماله (إنستغرام)
أسيل عمران تميل للدراما الواقعية التي يقدمها المخرج كريم الشناوي في أعماله (إنستغرام)

«لام شمسية»

يتناول مسلسل «لام شمسية» واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمع، وهي البيدوفيليا (التحرش بالأطفال)، التي تُطرح للمرة الأولى في الدراما العربية. عن ذلك تقول أسيل: «القضية ليست هي الأساس، بل طريقة طرحها ومعالجتها درامياً... قبل التصوير حذرني البعض من الهجوم المحتمل على العمل نظراً لحساسية موضوعه، لكنني كنت مؤمنة بأن طريقة الطرح هي الفيصل، فمن الممكن أن نعالج موضوعاً دقيقاً بطريقة راقية وهادئة، أو نطرحه بأسلوب مستفز... والجمهور أصبح واعياً لذلك».

وتقدم أسيل في العمل دور هبة، أم الطفل يوسف (علي البيلي) الذي هو محور القصة، حيث تنفجر حادثة تعرضه للتحرش في حفل ميلاده، لتخرج الأمور عن السيطرة، وتشير أسيل إلى أن الجمهور سيكتشف جوانب غامضة في شخصية هبة خلال الحلقات المقبلة، بما يطرح قضية مهمة حول الأم التي لم تختر الأمومة عن قناعة، بل وضعها المجتمع أمام الأمر الواقع، وتضيف: «نحن دائماً نقول إن داخل كل أنثى غريزة الأمومة، لكن السؤال: ماذا لو لم تشعر بذلك؟».

أسيل والطفل عمر البيلي حيث تطرح في شخصية هبة تساؤلات شائكة حول الأمومة (إنستغرام)
أسيل والطفل عمر البيلي حيث تطرح في شخصية هبة تساؤلات شائكة حول الأمومة (إنستغرام)

اللهجة المصرية

وحول تجربتها في التمثيل باللهجة المصرية، أوضحت أسيل أنها لا تشعر بالقلق حيال ذلك، مضيفة: «بطبعي أتحدث بلهجة من أتكلم معه، وهذا أمر أفعله بشكل لاإرادي... فاللهجة المصرية بدأت تخرج مني بسلاسة أثناء عملي بمسرحية في موسم الرياض، ثم ترسخت خلال تصوير (ضي) الذي كان باللهجة الصعيدية». وتتابع: «ما زالت هناك بعض الكلمات التي يتم تصحيحها لي، وفريق (لام شمسية) يدعمني في ذلك بشكل كبير».

ورغم شهرة أسيل عمران في السعودية والخليج، فإنها لا ترى نفسها معروفة بالقدر ذاته في مصر، وفي ذلك تقول: «لا يتابع الجميع الأعمال الخليجية هنا، ويرجع ذلك لاختلاف اللهجة، لذلك أعد نفسي ممثلة جديدة في مصر، وأستكشف مدرسة مختلفة في الأداء». وتعود في حديثها إلى المخرج كريم الشناوي الذي تؤكد أنه يختار الممثل بناءً على الأداء والسلوك المهني معاً، مشيرة إلى أن أجواء التصوير في أعماله تتسم بالانضباط والاحترافية، وتعكس رؤيته الفنية بوضوح.

وبسؤالها عن سر غيابها عن الدراما المحليّة، تجيب: «أفتقد الجمهور السعودي، وأتوق لتقديم عمل محلي قوي... فالدراما السعودية أثبتت مكانتها، خصوصاً في رمضان هذا العام، لكنني لم أجد الدور المناسب بعد، ولا أرغب في تكرار ما سبق أن قدمته». وتختتم حديثها بالإشارة إلى أنها منفتحة على التجارب الجيدة أياً كانت، قائلة: «لا أعتقد أن على الممثل حصر نفسه في إطار محدد أو بقعة جغرافية معينة... وأنا ممثلة سعودية في أي مكان أعمل فيه».