فجرت الجمل الحوارية بمشاهد مسلسل «سيد الناس» انتقادات جمهور ومتابعي «السوشيال ميديا» التي انتشرت عبر صفحاتها مقاطع من المسلسل تظهر «لغة حوار مفعمة بالجرأة والصياح والشتائم»، بالإضافة إلى تداول صور لأبطال المسلسل تُظهرهم وهم في حالة غضب وصياح. إذ عَدَّ منتقدو العمل هذه اللقطات المجمعة خير دليل عن الحالة العامة التي ينتهجها المسلسل.
وحذَّر متابعون من تأثير «الحوارات العنيفة» التي تتضمَّن ألفاظاً نابية وشتائم على الأطفال، وسط مطالبات بعضهم بوقف عرض المسلسل الذي يقوم ببطولته عمرو سعد أمام مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم إلهام شاهين، وأحمد زاهر، وأحمد رزق، وخالد الصاوي، وبشرى، وريم مصطفى، وإنجي المقدم، ومنة فضالي، وأحمد فهيم، ونشوى مصطفى، وملك زاهر، ومحمود قابيل، وقصة وإخراج محمد سامي وسيناريو وحوار «ورشة قلم».
وتدور أحداث المسلسل في إطار دراما شعبية من خلال «الجارحي أبو العباس»، الذي يؤدي دوره عمرو سعد، والذي تنقلب حياته بعد وفاة والده فيجد نفسه أمام ثروة ضخمة وماضٍ مظلمٍ، ويصبح كذلك محاطاً بأعداء لا يرحمون، ما يدخله في صراعات ومعارك عديدة محفوفة بالمخاطر.
وشهد موقع «فيسبوك» رفضاً كبيراً لتجاوزات المسلسل، وكتب حساب باسم «محمد عاطف» أن «قصة المسلسل خرجت من فانتازيا المواقع الإباحية، لزوج يخون زوجته مع زوجة شقيقها أمامها».
فيما كتب إسلام أغا أن مسلسل «سيد الناس يثير الاشمئزاز»، مشيراً إلى أن «الحوار في العمل الفني يجب أن يكون مستوحى من الواقع، وألا يكون نقلاً حرفياً له، وأن الحوار الذي يحتوي على ألفاظ خارجة يفقد تأثيره الفني ويصبح ثقيلاً على المشاهدة؛ لأنه ليس فناً بل نقل للواقع»، قائلاً إن «هذا المسلسل ينقل أسوأ ما في الواقع».
في حين كتب حساب باسم أبو هاشم الهاشمي عبر منصة «إكس» أن حلقة أمس من «سيد الناس» نالت سخط كل المصريين بالكلام البذيء والذبح والسكاكين والخيانة الزوجية، متسائلاً كيف سمحت الرقابة بها؟وتُبدي الناقدة خيرية البشلاوي حزنها على ما وصل إليه مستوى بعض الأعمال الدرامية، مؤكدة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الفن عادة يشد المجتمع لأعلى، ويخلق نوعاً من الرَّهافة في المشاعر حتى لو كان يطرح واقعاً خشناً؛ لأن ليس من الواقع أن نقدم دراما مليئة بالتدني والألفاظ السوقية لتكون واقعية».
وتضيف: «الفن إذا لم يرتقِ بذائقة الناس الفنية ويحترم نسق القيم السائدة فلا يستحق أن يكون فناً، لذا نحن لدينا أوجاع اجتماعية في صناعة الدراما، وهناك إحساس بالدونية يسيطر على بعض الكُتَّاب والمخرجين يجعلهم يقدمون نماذج منحطة، فالنساء اللاتي يقدمنها في المسلسلات تجلب العار. فليس هؤلاء كل النساء المصريات، وهم يعتقدون أن طرح النماذج المنحطة هو ما يحقِّق الجاذبية لأعمالهم، لافتة إلى أن هناك مناخاً عاماً يسيطر على صناعة الدراما بعدم تقديم دراما السِّيَر الذاتية، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية الناجحة».
وعدَّ د. حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، أن الدراما بالغة التأثير على المشاهد، وأن شهر رمضان يشهد زخم هذه المسلسلات مثلما يقول لـ«الشرق الأوسط» إن صُنَّاع هذه الأعمال يجب أن يكونوا على وعي باحترام الطابع الروحاني لهذا الشهر، وإن أي كلمة أو مشهد خارج يكون له تأثير سلبي على المتلقي. مضيفاً أن الأعمال الدرامية في الماضي كانت تحترم القيم الدينية والاجتماعية، بيد أن بعض صُنَّاع الدراما الآن يعتقدون أن هذه الألفاظ والمشاهد تجذب الجمهور من دون أي وازع لتأثيرها السَّلبي على المجتمع، وعلى النشء الذين يُردِّدونها مثل أبطالها.