اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الرضاعة الطبيعية

اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز لبن الأم (جامعة ولاية واشنطن)
اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز لبن الأم (جامعة ولاية واشنطن)
TT
20

اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الرضاعة الطبيعية

اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز لبن الأم (جامعة ولاية واشنطن)
اكتئاب ما بعد الولادة يؤثر على الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز لبن الأم (جامعة ولاية واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية أن اكتئاب ما بعد الولادة قد يؤثر على نظام هرمون الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز إفراز لبن الأم وتعزيز الترابط بينها وبين رضيعها أثناء الرضاعة الطبيعية.

وأوضح الباحثون من كلية لندن الجامعية أن النتائج تفتح المجال أمام تطوير استراتيجيات علاجية فعالة لمساعدة الأمهات، اللاتي يواجهن تحديات في الرضاعة الطبيعية بسبب هذه الحالة، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Psychoneuroendocrinology».

واكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي يصيب بعض الأمهات بعد الإنجاب، ويتميز بمشاعر الحزن العميق، والتعب الشديد، وصعوبة الترابط مع الطفل، إضافةً إلى القلق المستمر ونوبات البكاء غير المبرَّرة.

قد يبدأ هذا الاكتئاب، في الأسابيع الأولى بعد الولادة، أو يتطور تدريجياً خلال السنة الأولى. وتتنوع أسبابه بين التغيرات الهرمونية الحادة، والضغوط النفسية، ونقص الدعم الاجتماعي. وإذا لم يُعالَج، فقد يؤثر على صحة الأم وعلاقتها بطفلها، مما قد ينعكس سلباً على نموه العاطفي والاجتماعي.

واستهدفت الدراسة فهم العلاقة بين الحالة المزاجية للأمهات، خلال فترة ما بعد الولادة ونظام الأوكسيتوسين أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك لدى الأمهات اللاتي يعانين أعراض الاكتئاب، مقارنةً بنظيراتهن غير المصابات به.

وشملت الدراسة 62 أماً تتراوح أعمارهن بين 23 و44 عاماً، ولديهن أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و9 أشهر. وجرى إعطاء الأمهات بخاخاً أنفياً يحتوي إما على هرمون الأوكسيتوسين، أو علاجاً وهمياً قبل جلسة الرضاعة، ثم قام الباحثون بجمع وتحليل عينات من حليب الأمهات.

ويُعرف هرمون الأوكسيتوسين بأنه يُفرَز في كل من الدماغ والجسم، ويلعب دوراً رئيسياً في الولادة والرضاعة الطبيعية، إضافةً إلى تأثيره في تعزيز الروابط الاجتماعية والعاطفية بين الأمهات وأطفالهن.

وخلال الرضاعة، يحفز هذا الهرمون نزول حليب الثدي، حيث يجري إفرازه بفعل التلامس الجلدي بين الأم والرضيع، كما يسهم في تخفيف التوتر وتعزيز مشاعر المكافأة والسعادة لدى الأم، مما يعزز الروابط بينهما ويساعد في التطور النفسي المبكر للرضيع.

وأظهرت النتائج أن مستويات «الأوكسيتوسين» في الحليب لم تكن متأثرة بمزاج الأمهات في البداية، لكن عند استخدام بخاخ الأوكسيتوسين، زادت مستويات الهرمون في حليب الأمهات غير المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، بينما كانت هذه الاستجابة ضعيفة لدى الأمهات المكتئبات.

وغالباً ما تشعر الأمهات اللاتي يعانين اكتئاب ما بعد الولادة بضغط نفسي خلال الرضاعة، وقد يتوقفن عن الإرضاع مبكراً. وعلى الرغم من اعتقاد أن العوامل الاجتماعية قد تكون السبب، فإن الدراسة الجديدة تكشف أن اضطراب «الأوكسيتوسين» قد يكون عاملاً بيولوجياً مؤثراً أيضاً.

وقال الباحثون: «بما أن ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين لدى الأمهات يرتبط بتطور اجتماعي وعقلي إيجابي لدى الأطفال، فإن هذه النتائج قد تفسر لماذا يكون أطفال الأمهات المصابات بالاكتئاب أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية في المستقبل».


مقالات ذات صلة

دراسة: الرجال الذين يغفلون فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان

صحتك الامتناع عن إجراء فحص البروستاتا يزيد مخاطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 45 في المائة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الرجال الذين يغفلون فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان

أظهرت دراسة أجريت على مدار عشرين عاما في 7 دول أوروبية أن الرجال الذين يغفلون إجراء فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسسكو)
يوميات الشرق الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

توصلت دراسة أميركية إلى أن الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية، مع استهلاك منخفض إلى معتدل للأطعمة الحيوانية، يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك غالباً ما تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر والإلكتروليتات التي لا يحتاجها إلا الرياضيون المحترفون (رويترز)

7 أطعمة «صحية» قد تقصر عمرك... احذرها!

الكثير منا يسعى لاتباع نظام غذائي صحي أملاً في العيش حياة أطول وأكثر نشاطاً، لكن المفاجأة أن بعض الأطعمة التي نعتبرها صحية قد تكون عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين تحافظ على صحة الدماغ (رويترز)

12 نوعاً من الأطعمة المعززة للدماغ يوصى بتناولها بعد سن الخمسين

يوصي خبراء التغذية والأطباء بإدراج هذه الأطعمة الـ12 المدعومة بأبحاث علمية في النظام الغذائي للأشخاص فوق سن الخمسين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الأشجار تُعزِّز جودة الحياة في المدن (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ)

التوزيع الجيّد للأشجار في المدن يُقلّل الوفيات

توزيع الأشجار في المدن لا يقل أهمية عن عددها، إذ يمكن لتخطيط المساحات الخضراء بشكل مترابط أن يُسهم في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة والشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

فرقة موسيقية ألمانية أعضاؤها مصابون بأمراض الرئة

الغناء علاج (غيتي)
الغناء علاج (غيتي)
TT
20

فرقة موسيقية ألمانية أعضاؤها مصابون بأمراض الرئة

الغناء علاج (غيتي)
الغناء علاج (غيتي)

شكَّل طبيب ألماني فرقة موسيقية وغنائية خاصة، مؤلَّفة من أشخاص يعانون أمراض الرئة. ويتجمَّع أفراد الفرقة معاً للعمل على تحسين قدرات الرئة والتحكُّم في التنفس، ويعود الفضل في ذلك إلى التجمّعات التي نظّمها اختصاصي الرئة توماس دابر، وزوجته مارتينا.

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنّ أعضاء الفرقة يعانون أمراضاً في الرئة مثل الربو، أو التليّف الرئوي، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

ويقول دابر إنّ المرضى غالباً يستخدمون أجهزة لتحسين قدرة الرئة، غير أنّ هذا ليس خياراً متاحاً للجميع، لأنّ قيوداً تصيب البعض بعد إجراء عمليات جراحية معيّنة، مؤكداً أنهم مع ذلك يمكنهم مساعدة الرئة عن طريق الغناء، لأنه يقوّي عضلات الجهاز التنفّسي المُساعِدة، خصوصاً الحجاب الحاجز.

ويضيف دابر، وهو نفسه موسيقي هاوٍ، أنّ الغناء «يساعد على تخفيف الأعراض مثل ضيق التنفُّس، وتعلُّم كيفية التحكُّم في النَّفَس».

ويوضح أنّ التنفُّس العميق يجلب الأكسجين أيضاً إلى أجزاء من الرئتين، التي قد تكون غير قادرة على الحصول عليه، وهذه الطريقة تحمي هذه الأجزاء من البكتيريا.

وهذه الفرقة الغنائية مثل أيّ فرقة أخرى، ولكنها تختلف لجهة أنها تضمّ 25 رجلاً وامرأة تزيد أعمارهم على الـ60 عاماً؛ يجتمعون أسبوعياً ويَشْدُون بالأغنيات الشعبية والترانيم الروحية، ويعزفون الموسيقى الأجنبية.

ولا توجد في الفرقة أصوات سوبرانو مميّزة، ويتوقّف بعض أفرادها للحظات لأخذ نَفَس عميق أو الحصول على رشفة من الماء، وبعضهم متّصل بأجهزة الأكسجين المحمولة.

وهناك اختلاف آخر عن الفرق الغنائية يتمثَّل في أنّ هناك مزيداً من التدريبات على التنفُّس والإحماء قبل بدء الغناء. وأحياناً تطلُب مديرة الفرقة، كلوديا كمرير، وهي مغنّية أوبرا وحفلات موسيقية، من الأعضاء أن يغنّوا بمزيد من الهدوء، بدلاً من الشدو بحماسة جماعية.

ويركز دابر، المتخصِّص في أمراض الرئة على حركة الجسم، ويقول دائماً لأعضاء الفرقة إنه ليس من المهم أن يغنّوا بصوت جميل، ولكن المطلوب الغناء بصوت عالٍ، والإمساك بالنغمة لفترة طويلة لتقوية التنفُّس.

وغنَّت الجوقة مؤخراً مع أوركسترا الآلات النحاسية، بقيادة طبيب الرئة بولاية راينلاند بالاتينيت، مايكل كروتر، الذي يرأس مركز الرئة بمدينة ماينتس. وهو اعتاد على مدى 15 عاماً تنظيم حفلات غنائية وموسيقية للأشخاص المصابين بأمراض الرئة المزمنة، لزيادة الوعي بهذا الأسلوب العلاجي.

ويقول إنّ الدراسات تشير إلى أنّ الأشخاص المصابين بهذه الأمراض يشعرون بتحسُّن ملحوظ وتقلّ مشكلاتهم إلى حد كبير، عندما يعزفون هذه النوعية من الموسيقى.

وصلت الفكرة إلى ألمانيا بفضل الرئيس الفخري لشبكة «المستشفيات المغنّية» المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، نوربرت هيرمانز. وكان قد توجَّه إلى مدينة كانتربري بإنجلترا عام 2011، لتعلُّم برنامج الغناء لعلاج مرض

الانسداد الرئوي المزمن.

ويدفع كل مغنٍّ في فرقته الغنائية رسوماً عضوية تبلغ نحو 10 دولارات شهرياً.