الفنان اللبناني نيكولا معوض: لا أخشى تقديم أدوار الشر

قال لـ«الشرق الأوسط» إن استفزازه للجمهور في «الأميرة ظل حيطة» دليل نجاح

نيكولا معوض في مشهد من المسلسل  (الشركة المنتجة)
نيكولا معوض في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT
20

الفنان اللبناني نيكولا معوض: لا أخشى تقديم أدوار الشر

نيكولا معوض في مشهد من المسلسل  (الشركة المنتجة)
نيكولا معوض في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

أرجع الفنان اللبناني نيكولا معوّض مشاركته في مسلسل «الأميرة ظل حيطة»، الذي عُرض في النصف الأول من رمضان، إلى إعجابه بالسيناريو وطبيعة شخصية «أسامة» التي يقدمها، باعتبارها جديدة عليه، ومختلفة عن جميع الأدوار التي قدمها من قبل، بالإضافة إلى كونها تأتي بعد تجربته العام الماضي في تجسيد شخصية عمر الخيام في مسلسل «الحشاشين».

وقال معوّض لـ«الشرق الأوسط» إن «الانتقال من شخصية فيلسوف حالم العام الماضي إلى شخصية شريرة مهووسة بالسيطرة والتلاعب كان فرصةً لا تُعوّض لتقديم تجارب تمثيلية جديدة وغير متكررة»، وعدّ استفزاز شخصية «أسامة» للجمهور بشكل كبير نجاحاً حقيقياً في تجسيد الدور.

وأكد أنه لا يخشى الأدوار الشريرة، بل يعدَّها فرصةً لاستكشاف جوانب جديدة في أدائه، خصوصاً أن دور «أسامة» يجسد شخصية ذكية وخطيرة، لكونه لا يعتمد على العنف المباشر، بل يتلاعب نفسياً بكل من حوله للوصول إلى أهدافه، الأمر الذي دفعه إلى الاستعانة بأطباء نفسيين ومحامين من أصدقائه، وقراءة الكثير عن الشخصية النرجسية وأساليب التلاعب العاطفي.

الفنان اللبناني اعتبر استفزاز الجمهور نجاحاً للعمل (الشركة المنتجة)
الفنان اللبناني اعتبر استفزاز الجمهور نجاحاً للعمل (الشركة المنتجة)

وأوضح: «اكتشفت خلال مرحلة التحضير أن النرجسيين يتمتعون بقدرة مذهلة على إقناع الآخرين بأنهم المخطئون، حتى لو كانوا هم الضحايا، وهذه القدرة في قلب الأمور كانت واحدة من أصعب التحديات التي تطلبت تركيزاً كبيراً مني أثناء التصوير».

وأشار إلى أن «أسامة» ليس فقط شخصية نرجسية، بل محامٍ بارع أيضاً، مما يجعله أكثر خطورةً، فهو يمتلك ذكاءً قانونياً يمكّنه من توجيه أي موقف لصالحه، ويجيد اختيار كلماته بعناية ليحسم أي نقاش لصالحه، موضحاً أن هذا المزيج بين النرجسية والقدرة القانونية جعله شخصية معقدة، يصعب التنبؤ بخطواته، وفق قوله.

وعن تعاونه مع الفنانة المصرية ياسمين صبري في هذا العمل، قال الممثل اللبناني: «أحرص أولاً على قراءة النص والتعرف على فريق العمل قبل اتخاذ قرار المشاركة في المشروع من عدمه»، مضيفاً أن «ياسمين اسم حاضر على الساحة الفنية، وشعرت عند قراءة سيناريو المسلسل بأنها ستكون مناسبة جداً للدور، وتأكدت من ذلك بعد عرض المسلسل، لذا لم أتردد في الموافقة على التجربة».

تحولات كثيرة مرت بها الشخصية في المسلسل (الشركة المنتجة)
تحولات كثيرة مرت بها الشخصية في المسلسل (الشركة المنتجة)

وأشاد معوّض بالمخرجة شرين عادل، مؤكداً أنها «تحرص دائماً على إجراء بروفات مكثفة قبل التصوير، ورغم أن ضيق الوقت لم يسمح بإجراء بروفات مطوّلة قبل بدء العمل، لكننا كنا نعقد جلسات تحضيرية قبل كل مشهد، مما ساعدني على ضبط أدائي وفق ردود فعل زملائي».

من بين المشاهد الصعبة في الأحداث، مشهد الصفعة التي يتعرض لها من الفنانة وفاء عامر، وهو المشهد الذي يقول نيكولا إنه «جرى تصويره مرتين لتردد عامر في صفعي بجدية، ومع تمسكي وتمسك المخرجة بأن تكون الصفعة واقعية وبارزة، طلبت منها أن تؤدي الصفعة بقوة تعبر عن حالتها في المشهد، خصوصاً أن طبيعة (أسامة) ستجعله يظل صامداً، دون أن يبدو عليه تأثر حقيقي من الصفعة».

وأوضح أن «طبيعة الدور تجعل الشخصية بعيدة عن الاندفاعية، فهو يفكر جيداً قبل أن يظهر أي رد فعل أمام الآخرين، مع تصرفات يفاجئ بها من حوله»، مشيراً إلى أن «الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة على التلاعب بالآخرين موجودون بالفعل في الواقع، لكنهم يخفون حقيقتهم ببراعة، ولا يدرك الآخرون حقيقتهم إلا بعد فوات الأوان، الأمر الذي تعمّد إبرازه في العمل».

مع ياسمين صبري في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
مع ياسمين صبري في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

ووصف نيكولا المشهد الذي يخبر فيه والد زوجته وشقيقها بأن زوجته ستتركه، ثم يتمكن في لحظة واحدة من قلب الموقف لصالحه، بأنه «أحد أصعب المشاهد تمثيلياً»، موضحاً أن «المشهد بدأ بحالة من الغضب والثقة التامة من عائلة الزوجة، لكنه استطاع أن يقلب الأمر تماماً، ويجعلها هي التي تشعر بالذنب وتعتذر».

وأشاد نيكولا معوض بتجربة المسلسلات القصيرة، وتقديم أعمال مكوّنة من 15 حلقة فقط بدلاً من 30، لأن الإيقاع يكون أسرع، والأحداث أكثر كثافة، وفق قوله، مشيراً إلى أن قصر مدة العمل لم يكن عائقاً في مسلسل «الأميرة ظل حيطة»، بل على العكس، أسهم في جعله أكثر تركيزاً، لكون الأهم هو أن يترك المسلسل مساحةً مكثفةً للتشويق لدى المشاهد، بدلاً من الإطالة التي قد تفقد العمل متعته، حسب تعبيره.


مقالات ذات صلة

رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

يوميات الشرق في مسلسل «نفس» أدّت رانيا عيسى دور العمّة «سوسو» (صور الفنانة)

رانيا عيسى لـ«الشرق الأوسط»: الدراما اللبنانية لا بدَّ أن تبلغ القمة

في مسلسل «نفس»، عرفت الممثلة اللبنانية رانيا عيسى كيف تجذب الجمهور بلغة جسد وملامح أسهمت في صقل شخصية العمّة «سوسو» التي تؤدّيها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

«عايشة الدور»... كوميديا تبرز لغة الشباب في الشارع المصري

يبرز مسلسل «عايشة الدور» لغة الشباب من أجيال مختلفة في الشارع المصري، ضمن إطار كوميدي اجتماعي، عبر أحداثه الممتدة على مدار 15 حلقة، لم تخلُ من الأغنيات.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الملصق الدعائي للمسلسل - حساب غادة عبد الرازق على فيسبوك

هل تعرضت غادة عبد الرازق لـ«الظلم» بسبب مقارنتها بتحية كاريوكا؟

أعادت الفنانة غادة عبد الرازق تجسيد شخصية «شفاعات»، التي قدمتها الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في فيلم «شباب امرأة».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من مسلسل «لام شمسية» - الشركة المنتجة

مصر: تصوير مسلسلات رمضانية مستمر «حتى آخر نفس»

يتواصل في مصر تصوير المسلسلات الرمضانية حتى الأيام الأخيرة من رمضان في عدد من مواقع التصوير المختلفة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

تبلغ الفكرة المُشاهد بقدم واحدة. لديها ما تقوله عن الأنفاق التي تنتهي بضوء هو قدَر المؤمنين بعظمة تخطّي العتمة. لكنَّ النيّة شيء وترجمتها على الشاشة شيء آخر.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«عايشة الدور»... كوميديا تبرز لغة الشباب في الشارع المصري

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
TT
20

«عايشة الدور»... كوميديا تبرز لغة الشباب في الشارع المصري

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

يبرز مسلسل «عايشة الدور» لغة الشباب من أجيال مختلفة في الشارع المصري، ضمن إطار كوميدي اجتماعي، عبر أحداثه الممتدة على مدار 15 حلقة، لم تخلُ من الأغنيات الاستعراضية التي اعتادت بطلته دنيا سمير غانم تقديمها على الشاشة في تجاربها الدرامية المختلفة.

المسلسل الذي كتبه كريم يوسف بالمشاركة مع مخرجه أحمد الجندي، يشارك في بطولته مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب، منهم أحمد عصام السيد، وأميرة أديب، وأحمد فاضل، بالإضافة إلى كلٍّ من نور محمود، وفدوى عابد، ورحاب الجمل، وماجد القلعي، فيما كُتب على شارته إهداء لوالدي بطلته، الفنانين الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز.

وتدور أحداث المسلسل حول شخصية «عايشة»، التي تجسدها دنيا سمير غانم، وهي امرأة في أواخر الثلاثينات من عمرها، تعيش حياة روتينية بائسة بعد طلاقها، حيث تتحمل مسؤولية طفليها بالكامل؛ مما يجعلها تشعر بالإحباط وفقدان الشغف.

دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في الملصق الدعائي للعمل (الشركة المنتجة)

تتغير حياة عايشة بشكل غير متوقع عندما تضطر إلى الذهاب للجامعة بدلاً من ابنة شقيقتها «فاطيما» المقيمة في الخارج، التي تجد نفسها مهددة بالفصل، لتعيش عايشة تجربة مغايرة تماماً لعالمها المعتاد، فتتقمص دور فتاة عشرينية وتبدأ في الانخراط وسط الشباب، متبنية سلوكياتهم، وتتفاعل مع مشكلاتهم اليومية، وتتعلم لغتهم الجديدة؛ مما يؤدي إلى العديد من المواقف الطريفة والمفارقات الكوميدية.

على مدار الأحداث، نشاهد المفاجآت والصدمات التي تتلقاها «عايشة» بسبب اختلاف طرق التعامل، مع انتقادات لبعض السلوكيات التي تراها غير مناسبة، بالإضافة إلى رصد العديد من المتغيرات التي طرأت على المعرفة والأدوات المستخدمة في الدراسة والتعلم وغيرها من الأمور التي شهدت تغيرات جذرية على مدار العقدين الماضيين.

المسلسل لا يقتصر على قصة «عايشة» فقط، بل يسرد جوانب من حياة الشخصيات المحيطة بها، مثل صديقتها المقربة، التي تلعب دورها فدوى عابد، والتي تواجه تحديات مختلفة أثناء محاولاتها المستمرة للزواج، وما يصاحب ذلك من مواقف كوميدية مليئة بالغرابة والطرافة، بجانب تفاصيل حياة الطلاب والمقالب التي ينفذونها ضد بعضهم بعضاً.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن مسلسل «عايشة الدور» يعكس ذكاء دنيا سمير غانم في اختيار أدوارها، مع محاولاتها الدائمة تقديم شخصيات تجمع بين الطموح وتحقيق الذات، لكنه في الوقت نفسه يرى أن «السيناريو لم يكن على المستوى المطلوب، خصوصاً أن الجمهور كان ينتظر عملاً أقوى من حيث الكتابة والمعالجة الدرامية».

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة المسلسل جيدة، لكنه لم يرتقِ إلى مستوى أعمال دنيا السابقة التي رفعت سقف التوقعات بشأن ما تقدمه فنياً»، مشيراً إلى أن «السيناريو كان بحاجة إلى تطوير ليحقق التوازن بين الكوميديا والدراما الاجتماعية». وعدّ العمل «تجربة كوميدية خفيفة تناسب العرض في رمضان».

في كواليس التصوير مع الفنان إيهاب توفيق (حساب دنيا على «فيسبوك»)
في كواليس التصوير مع الفنان إيهاب توفيق (حساب دنيا على «فيسبوك»)

ويصف الناقد محمد عبد الخالق، العمل بأنه «غلب عليه الطابع الخطابي في بعض المشاهد»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العمل لم يحقق التوازن المطلوب بين الكوميديا والدراما، وكان من الأفضل تقديمه في إطار فانتازي بدلاً من الطرح المباشر».

وأشار إلى أن «المسلسل لم يستغل إمكاناته بشكل جيد، حيث بدت الحوارات أحياناً وكأنها رسائل مباشرة للجمهور بدلاً من أن تكون جزءاً طبيعياً من سياق الأحداث»، لافتاً إلى أن «الكوميديا لم تكن عنصراً أساسياً في العمل، حيث ظهرت في مشاهد محدودة فقط، معظمها كان مرتبطاً بأداء فدوى عابد، التي استطاعت أن تضيف طابعاً مرحاً لبعض المشاهد».

وقال عبد الخالق إن «دنيا سمير غانم اعتمدت على أسلوبها المعتاد دون بذل مجهود واضح للخروج من منطقة الأمان الخاصة بها»، وفي الوقت نفسه اعتبر المسلسل «منح فرصة جيدة لمجموعة من الوجوه الشابة، لكن أكثرهم تميزاً ووضوحاً هو أحمد عصام السيد».