مبادرات شبابية للفوز بإفطار الصائمين على الطرقات في جدةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5122236-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%A8%D8%A5%D9%81%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D8%A9
مبادرات شبابية للفوز بإفطار الصائمين على الطرقات في جدة
عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
يردد الصائمون مع رفع أذان المغرب وقبل أن يتسلل الطعام إلى جوفهم قول الرسول الكريم «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، هذه هي الحالة التي يخرج بها الصائم من يوم طويل لينهي صيامه برشفة ماء وحبات من التمر.
جانب من توزيع الإفطار في المدينة التاريخية بجدة (تصوير: عدنان مهدلي)
غير أن كثيراً من الصائمين يُداهمهم وقت الإفطار وهم في مواقع مختلفة من مسارات الحياة في الأسواق أو في الطرقات العامة، فتجدهم يهرولون -كل حسب وجهته- للوصول إلى منازلهم قبل الأذان، ومنهم من يُسعفه الحظ في ذلك، وآخرون جُلّ أمانيهم أن يجدوا في طريقهم مَن يطلق عليهم تسمية «زوار المساء»، الذين ينتشرون قبل الأذان بساعة.
«زوّار المساء» هم مجموعات من الشباب من الجنسين، ينتشرون على كامل مِساحة محيطهم في مدينة جدة، حاملين معهم الماء والتمر ليقدموها للمارة والسائقين الذين داهمهم وقت الإفطار، قبل وصولهم إلى منازلهم. تجد هذه المجموعات عادة في مواقع جرى تحديدها بعناية، مثل عند إشارات المرور أو المراكز التجارية، وفي الشوارع الرئيسية، وغيرها من المواقع.
إحدى الفتيات تُقدم وجبة الإفطار للمارة قبل صلاة المغرب (تصوير: عدنان مهدلي)
هذا المشهد ليس جديداً على المجتمع السعودي، فقد ألفه كثير على مدار الأعوام الماضية، وتغنَّى به كل من وفد للبلاد من معتمرين وزوّار، إلا أن هناك إضافات وتغييرات تتعلق بكيفية تقديم هذه الأطعمة على المارة، فقد خرجت هذه الأعمال الخيرية من نطاق الفردية للمشاركة الجماعية، وزاد على ذلك أن كثيراً من المؤسسات الأهلية دخلت هذا السباق بأفكار وطرق مستحدثة بدعم ومشاركة الشباب.
عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
قبل أعوام كانت المجهودات فردية وبسيطة في شكلها، ولكنها تحمل معاني كبيرة، فتجد شاباً أو أكثر هنا وهناك يحملون عبوات المياه وحبات التمر المغلفة على نحو تقليدي، يهرولون من موقع إلى آخر، لعلهم يكونون سبباً في إفطار صائم.
وجبة الإفطار أيضاً تغيَّرت من الأساسيات، وهي الماء والتمر، لتضاف إليها عناصر أخرى، مثل اللبن الرائب أو العصير وعبوات للبسكويت.
تقول مريم أحمد، إحدى المشاركات في تقديم وجبات الإفطار، إن الفكرة تبلورت قبل شهر رمضان مع بعض صديقاتها، ومن ثم جرى الاتفاق مع شركة لإنتاج العبوات، وتضيف: «ومن ثم بدأنا بتحديد مكونات العبوة والعدد اليومي المراد توزيعه في مواقع مختلفة من مدينة جدة»، موضحة أنها تقوم مع صديقاتها بتوزيع وجبات الإفطار؛ بهدف المشاركة وكسب الأجر.
راهنت وزارة الحج والعمرة في السعودية على التقنية ورقمنة الخدمات المقدمة للزائر والمعتمر والحاج من مختلف دول العالم وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.
أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية (موانئ)، عن إضافة خدمة الشحن الجديدة «AL PAKISTAN GULF» التابعة لشركة «AP LINE» إلى ميناء الملك عبد العزيز في الدمام.
في امتدادٍ حيٍّ نابض يتقاطع مع روحية بينالي الشارقة الـ16، تُطلق «مؤسّسة الشارقة للفنون» برنامجاً ثقافياً جديداً بعنوان «مفكرة أبريل: في رحالنا تكوينات جديدة»؛ من 18 إلى 20 أبريل (نيسان) الحالي، ضمن مواقع البينالي المتوزّعة في الإمارة.
يُمثّل البرنامج محطةً تأمّليةً وتجريبيةً في آن؛ فيلتقي الفنّ بالحوار، ويتشابك التعبير الأدائي مع النشاط المجتمعي، ليفتح مساحات جديدة للتفكير النقدي في أوضاعنا الراهنة، وفي الكيفية التي يمكن بها إعادة تصوّر واقعنا واستنطاقه عبر تجارب تشاركية متعدّدة الصوت.
بالإضافة إلى كونها حدثاً ثقافياً، تُشكِّل «مفكرة أبريل» دعوةً مفتوحةً لتكوين مقاربات جديدة نحو التبادل وبناء الشبكات المجتمعية، وإعادة تخيُّل الهياكل الداعمة للحياة. وطوال 3 أيام، تستضيف فعاليات حوارية وأدائية وفنّية تتناول موضوعات تتقاطع فيها الرؤى الفردية والجماعية، في مسعى لفهم التحولات البنيوية التي يشهدها عالمنا، وإعادة ترتيب علاقاتنا بالزمن والمكان والآخر. فمن خلال هذه البرمجة، تسعى «الشارقة للفنون» إلى خلق بيئة حاضنة للتفكير العميق والتنظيم الذاتي والإصغاء المتمعّن، فتنصهر التجارب الحيّة مع الأفكار الطازجة، وينشأ من هذا التفاعل حقلٌ خصب لإنتاج معرفة مجتمعية بديلة.
تتماهى «مفكرة أبريل» مع الأعمال المُشارِكة في البينالي، وتُسهم في تعميق النقاشات حول التغيّرات المجتمعية والتحولات الممنهجة واستعادة سرديات أُخضِعت للإسكات أو التمزيق، بالإضافة إلى تأمّل أشكال التنظيم الجماعي، وأنماط القيادة المجتمعية، والمعارف القديمة العائدة بحُلَل جديدة.
ويفتح البرنامج باب التأمّل هذا على مستوى الإنتاج الثقافي التعاوني، والإرث الصوتي، والبنى التحتية الإبداعية المُعرَّضة للتهديد، والحدود النفسية والمكانية التي تُقيّد حركة الإنسان والأفكار. وتُشجِّع رؤيته المُشاركين على اعتماد منهجيات بديلة وتجريبية في التفكير والممارسة، تستند إلى إعادة تأطير العلاقة بين الفرد والمجتمع، والمكان والذاكرة.
ومن قلب الشارقة، حيث يلتقي البرّ بالبحر، ينطلق البرنامج نحو استكشاف البُعد البحري بكونه رمزاً للتنقّل والانتماء وحرّية الملاحة والتبادل الثقافي المفتوح، مستفيداً من الجغرافيا المحيطة لإعادة صياغة أسئلة الهجرة والعبور، بما يتجاوز الحدود التقليدية للمكان والهوية.
وخلال أيامها الـ3، تنسج «المفكرة» طيفاً متنوّعاً من الفعاليات الفنّية والفكرية، من بينها جولات ميدانية بقيادة مرشدين، تُثري تجربة الزوار بإضاءة سياقية على الأعمال والمواقع، إلى جانب جلسة استماع مع مشروع «سينغينغ ويلز»، الذي يلتقط تردّدات الأرض والذاكرة عبر صوتيات عميقة.
تتماهى «المفكرة» مع أعمال البينالي وتُعمّق نقاشات حول التغيّرات المجتمعية (الشارقة للفنون)
وتُقام ورشات عمل للطباعة بتقنية الريزوغراف، وورشات للنشر الذاتي باستخدام تقنيات طباعة متعدّدة، منها الريزوغراف أيضاً. وتخوض ورشة يقودها مؤسِّسا مجلة «أول ذات بلو»، بوميكا ساراسواتي وسيدهِيش غاوتَم، تجربةً تُمكّن المشاركين من إنتاج معارفهم وتجاربهم بصيغة مادية ملموسة.
كما تستضيف «المفكرة» جلسات نقاشية مع فنانين بارزين مثل براين مارتن، ويونني سكارسي، وميغان كوب؛ تُطرح خلالها رؤى نقدية حول الممارسات الفنّية والهموم المجتمعية المتقاطعة. أما في عالم الصورة المتحرّكة، فيُعرَض فيلم «الحصان الأول» (2024) للفنانة أوانوي سيميتش بين، في مساحة تتيح تأمُّل السرد البصري بوصفه امتداداً للذاكرة والهوية.
ويجتمع كلٌّ من باشاك غوناك وبيركي كان أوزكان وساندي شمعون وهاوبتماير ريكر في عرض أدائي تركيبي مستوحى من عملهم الصوتي المُشارك في البينالي، فيُستَحضر الصوت بكونه أداةَ مقاومة ووسيطَ اتصال بين اللامرئي والملموس.
كما تقدّم الفنانة كوليكا بوتوما عرضاً أدائياً بعنوان «ماء (إعادة)»، تستدعي فيه حضور الماء بوصفه عنصراً حيوياً للتحوّل والتطهير وإعادة التكوين.
وأيضاً، تُقام سلسلة عروض أدائية مستندة إلى العمل الاستثنائي، «هي كورويرو بوراكاو مو تي أوانوي أو تي موتو: قصة نهر نيوزيلندي» (2011)، الذي يتمحور حول بيانو أحمر ضخم منحوت بالكامل من طراز «ستاينواي»، من إبداع الفنان الماوري مايكل باركوفاي، حيث يتحوّل الصوت إلى سيرة مكان وتاريخ.
وفي ختام البرنامج، تُعقد ورشة تقييمية مُغلقة للمدعوّين، تتيح مساحة للتأمّل الجماعي في روح البينالي، وما نرثه من معانٍ وتجارب، وما ينبغي أن نحمله معنا، وما يجب علينا إعادة تصوّره من أجل تشكيل تكوينات جديدة للدعم والمقاومة والاستمرارية.
وتُقام فعاليات «مفكرة أبريل» 2025 بوصفها امتداداً محورياً وحيوياً لبينالي الشارقة الـ16، الذي يحتفي بأكثر من 650 عملاً فنياً أبدعها نحو 200 فنان مُشارك، من ضمنها 200 تكليف جديد خُصِّصت لهذا الحدث. وحمل البينالي هذا العام عنوان «رحالنا»، بتقييم مشترك من علياء سواستيكا، وأمل خلف، وميغان تاماتي كوينيل، وناتاشا غينوالا، وزينب أوز؛ إذ قدَّمن مقترحاً فنّياً متعدّد الأصوات والرؤى، يتعمّق في الأسئلة المتنامية بلا انقطاع حول ما الذي نحمله، وكيف إنه نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة التي تتجسَّد عبر مقاربات القيِّمات الخمس، ودعوة لاستعراض أصداء البينالي ووَقْعه في الوعي الجمعي والفردي.
وتسعى «مؤسّسة الشارقة للفنون»، باستقطابها طيفاً متنوّعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، إلى تفعيل الحراك الفنّي داخل النسيج المجتمعي في الإمارة، وما يتخطّاها جغرافياً؛ فتُعلي من شأن الطاقات الإبداعية، وتدفع بها نحو آفاق من الإنتاج البصري المُغاير، المتّسم بروح البحث والتجريب والفرادة.