ينضمّ المترو، بوصفه وسيلة جديدة، إلى وسائل النقل في العاصمة السعودية الرياض ليكون خياراً مفضلاً لكثيرين من قاطني المدينة، يُساعدهم على إنجاز أعمالهم وقضاء مشاويرهم خلال أيام رمضان، بعيداً عن زحام الشوارع واكتظاظها بالسيارات وقلق الساعات الأخيرة قبل غروب شمس النهار.
رافقت «الشرق الأوسط» عدداً من رحلات مترو الرياض خلال نهار رمضان، حيث يتفاوت الاكتظاظ بين أوله وآخره، وتبلغ ساعة الذروة عند انصراف الموظفين واقتراب موعد الإفطار.

يُخيِّم الهدوء على المدينة خلال منتصف اليوم، وينشغل معظم الرُّكاب بتلاوة القرآن والأذكار، فيما تكتظ المحطات لدى اقتراب موعد أذان المغرب، الذي يلتقي مع موعد انصراف عدد كبيرٍ من الموظفين إلى منازلهم.
وللتَّكيُّف مع طبيعة التغير الذي يفرضه شهر رمضان على ساعات العمل، ومواعيد الإفطار والسُّحور، أعلن النقل العام لمدينة الرياض، عن ساعات التَّشغيل اليومية لتسهيل التنقلات خلال الشهر الفضيل، التي تبدأ من الثامنة صباحاً وتنتهي عند الثانية بعد منتصف الليل.

«المترو» خيار مفضل في أوقات الذروة
ورصدت «الشرق الأوسط» حركة المتنقلين في محطة «قصر الحكم»، أحدث محطات مترو الرياض افتتاحاً، التي تُعدُّ خياراً لكثيرٍ من المتسوقين في نهار رمضان، حيث تحيط بها الأسواق العتيقة في وسط العاصمة.
وبعد صلاة العصر من ثاني أيام رمضان، بدأت محطة «قصر الحكم» استقبال أعداد تزيد تدريجياً كلّما تقدم الوقت، حيث يتدفق مستخدمو المترو بعد نهاية أوقات الدوام، أو انتهاء جولتهم التسوقيّة في أسواق الديرة وسط الرياض القديمة، التي يقصدها الناس لتأمين احتياجاتهم.

وبحلول وقت الرحلة، تستعد المركبة للانطلاق، في حين لا يتوقف الرُّكاب عن التّدفق في رحلة تمرّ بعدد من المحطات قبل أن تتوقف في محطة مركز الملك عبد الله المالي، إحدى المحطات الرئيسية التي يتوزَّع من خلالها الناس إلى وجهاتهم المختلفة.
وفي المركبة التي امتلأت جزئياً، يبدو الرُّكاب منشغلين باستغلال الوقت في قراءة القرآن، وعاكفين على هواتفهم يقلبون صفحات القارئ الإلكتروني ويتابعون وردهم من القرآن.

وفي الطريق إلى محطة المركز المالي، يتوقَّف المسار الأزرق في عدد من المحطات بين الوجهتين، وفي كل محطة، يلتحق رُكاب آخرون في طريقهم إلى وجهتهم التالية، ويزداد امتلاء المركبة، ويزيد معه قراءة القرآن استثماراً للوقت قبل الوصول.
وما إن تصل المركبة إلى محطتها في المركز المالي حتى يتضاعف فيها الاكتظاظ، في وقت يقترب معه موعد رفع أذان المغرب، حيث يتدفق الناس بلا توقف للوصول إلى وجهاتهم المختلفة، ويحاول الرُّكاب الالتحاق برحلاتهم والوصول في وقت مناسب.

وفي طريق العودة، من محطة المركز المالي، يحاول كثيرون الالتحاق بالرحلة المقبلة، إلى أن تغصّ مركبة المترو بالعائدين من وسط الرياض باتجاه الوجهات الجنوبية المتعدّدة، التي تشهد إقبالاً كثيفاً بعد انتهاء فترة الدَّوام الرَّسمي، واقتراب موعد رفع أذان المغرب.
وفي رحلة العودة، تتضاعف أعداد الرّكاب في كل مرَّة، وتكتظ المحطة بهم، ويحاول بعضهم أن يدرك الساعة الفاضلة ما قبل رفع أذان المغرب بالدعاء وسط المركبة، وعند الوصول إلى محطة قصر الحكم، ينشغل بعضهم بالتَّزود ببعض ما أعدّوه لتناول الإفطار، أو إدراك إفطارهم في المنزل، قريباً من المحطة.

