لطالما ارتبط السكر بتسوُّس الأسنان، لكن دراسة لباحثين من جامعة كورنيل الأميركية كشفت عن أنّ الأطعمة النشوية قد تلعب أيضاً دوراً في زيادة خطر التسوُّس، وفقاً للتركيبة الجينية لكل فرد.
وأوضح الباحثون أنّ النتائج تُضيء على أهمية العناية الفموية الجيدة بعد تناول الأطعمة النشوية، خصوصاً لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؛ ونُشرت الدراسة، الأربعاء، في دورية «Microorganisms».
وتحتوي الأطعمة النشوية مثل الخبز، والأرز، والبطاطا، والمعكرونة، والحبوب على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة، التي تتكوّن من سلاسل طويلة من جزيئات الغلوكوز يحتاج الجسم إلى تكسيرها إلى سكريات بسيطة لتُمتصَّ وتُستَخدم مصدراً للطاقة. ويبدأ هضم النشويات في الفم بفضل إنزيم «الأميليز» اللعابي؛ مما يؤدّي إلى زيادة مستوى السكر في الفم ويُسهم في تسوُّس الأسنان لدى بعض الأشخاص.
واعتمدت الدراسة على تحليل عينات اللّعاب لـ31 متطوعاً في أميركا. وقيس عدد نسخ جين «AMY1» الذي يرمز لإنزيم «الأميليز» اللعابي المسؤول عن تكسير النشويات في الفم، إذ تراوح العدد بين نسختين و20 نسخة لكل شخص. كما دُرس تأثير النشويات في تكوين الميكروبيوم الفموي بناءً على هذا العدد.
ووجد الباحثون أنّ لجين «AMY1» دوراً في تكوين الميكروبيوم الفموي، إذ كلما زاد عدد نسخ هذا الجين، زادت قدرة الشخص على تكسير النشويات في الفم؛ مما يوفّر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا التي تتغذّى على السكريات الناتجة عن هذا التكسير.
في المقابل، كان الأشخاص الذين لديهم عدد أقل من نسخ الجين أقل عرضة لنمو هذه البكتيريا، وهذا يقلّل من خطر تسوُّس الأسنان وأمراض اللثة.
كما كشفت الدراسة عن أنّ الكربوهيدرات النشوية قد تسهم في تسوُّس الأسنان بشكل مماثل للسكر، ولكن التأثير يعتمد على التركيبة الجينية لكل شخص.
ووفق الباحثين، فإنّ هذه النتائج تُعد مهمّة لأنها تقدّم فهماً أوسع لعلاقة النشويات بتسوُّس الأسنان، وتوسّع نطاق ما كان يُعتقد سابقاً، إذ كان يُعدُّ السكر السبب الرئيسي الوحيد.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة أنجيلا بول من جامعة كورنيل: «من المعروف أن تناول السكر يستدعي تنظيف الأسنان جيداً، لكن نتائجنا تشير إلى أن بعض الأشخاص، بناءً على عدد نسخ جين (AMY1) لديهم، قد يحتاجون إلى العناية بأسنانهم بالقدر بعد تناول النشويات القابلة للهضم».
وأضافت عبر موقع الجامعة: «المجتمعات التي تمتلك تاريخاً طويلاً في استهلاك النشويات لديها نسخ أكثر من هذا الجين؛ وهو ما يتماشى مع التطوّر، حيث يمنح الأفراد قدرة أكبر على استخلاص الطاقة من النشويات خلال فترات ندرة الغذاء».
وختمت: «إذا كان لدى شخص عدد مرتفع من نسخ (AMY1)، فإنه يكسر النشويات بكفاءة أعلى، وهذا يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا التي تتغذّى على السكريات، وبالتالي يزيد خطر التسوُّس».