هل تُفاقم الأطعمة النشوية خطر تسوُّس الأسنان؟

السكر ليس وحده ما يُشكّل الأذى

الأطعمة النشوية تحتوي على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة (جامعة بافالو)
الأطعمة النشوية تحتوي على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة (جامعة بافالو)
TT
20

هل تُفاقم الأطعمة النشوية خطر تسوُّس الأسنان؟

الأطعمة النشوية تحتوي على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة (جامعة بافالو)
الأطعمة النشوية تحتوي على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة (جامعة بافالو)

لطالما ارتبط السكر بتسوُّس الأسنان، لكن دراسة لباحثين من جامعة كورنيل الأميركية كشفت عن أنّ الأطعمة النشوية قد تلعب أيضاً دوراً في زيادة خطر التسوُّس، وفقاً للتركيبة الجينية لكل فرد.

وأوضح الباحثون أنّ النتائج تُضيء على أهمية العناية الفموية الجيدة بعد تناول الأطعمة النشوية، خصوصاً لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؛ ونُشرت الدراسة، الأربعاء، في دورية «Microorganisms».

وتحتوي الأطعمة النشوية مثل الخبز، والأرز، والبطاطا، والمعكرونة، والحبوب على نوع من الكربوهيدرات المعقّدة، التي تتكوّن من سلاسل طويلة من جزيئات الغلوكوز يحتاج الجسم إلى تكسيرها إلى سكريات بسيطة لتُمتصَّ وتُستَخدم مصدراً للطاقة. ويبدأ هضم النشويات في الفم بفضل إنزيم «الأميليز» اللعابي؛ مما يؤدّي إلى زيادة مستوى السكر في الفم ويُسهم في تسوُّس الأسنان لدى بعض الأشخاص.

واعتمدت الدراسة على تحليل عينات اللّعاب لـ31 متطوعاً في أميركا. وقيس عدد نسخ جين «AMY1» الذي يرمز لإنزيم «الأميليز» اللعابي المسؤول عن تكسير النشويات في الفم، إذ تراوح العدد بين نسختين و20 نسخة لكل شخص. كما دُرس تأثير النشويات في تكوين الميكروبيوم الفموي بناءً على هذا العدد.

ووجد الباحثون أنّ لجين «AMY1» دوراً في تكوين الميكروبيوم الفموي، إذ كلما زاد عدد نسخ هذا الجين، زادت قدرة الشخص على تكسير النشويات في الفم؛ مما يوفّر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا التي تتغذّى على السكريات الناتجة عن هذا التكسير.

في المقابل، كان الأشخاص الذين لديهم عدد أقل من نسخ الجين أقل عرضة لنمو هذه البكتيريا، وهذا يقلّل من خطر تسوُّس الأسنان وأمراض اللثة.

كما كشفت الدراسة عن أنّ الكربوهيدرات النشوية قد تسهم في تسوُّس الأسنان بشكل مماثل للسكر، ولكن التأثير يعتمد على التركيبة الجينية لكل شخص.

ووفق الباحثين، فإنّ هذه النتائج تُعد مهمّة لأنها تقدّم فهماً أوسع لعلاقة النشويات بتسوُّس الأسنان، وتوسّع نطاق ما كان يُعتقد سابقاً، إذ كان يُعدُّ السكر السبب الرئيسي الوحيد.

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة أنجيلا بول من جامعة كورنيل: «من المعروف أن تناول السكر يستدعي تنظيف الأسنان جيداً، لكن نتائجنا تشير إلى أن بعض الأشخاص، بناءً على عدد نسخ جين (AMY1) لديهم، قد يحتاجون إلى العناية بأسنانهم بالقدر بعد تناول النشويات القابلة للهضم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «المجتمعات التي تمتلك تاريخاً طويلاً في استهلاك النشويات لديها نسخ أكثر من هذا الجين؛ وهو ما يتماشى مع التطوّر، حيث يمنح الأفراد قدرة أكبر على استخلاص الطاقة من النشويات خلال فترات ندرة الغذاء».

وختمت: «إذا كان لدى شخص عدد مرتفع من نسخ (AMY1)، فإنه يكسر النشويات بكفاءة أعلى، وهذا يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا التي تتغذّى على السكريات، وبالتالي يزيد خطر التسوُّس».


مقالات ذات صلة

رقصة التانغو تخفف تأثيرات علاج سرطان الثدي

يوميات الشرق رقصة التانغو ساعدت مريضات سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي (جامعة ولاية أوهايو)

رقصة التانغو تخفف تأثيرات علاج سرطان الثدي

وجدت دراسة أميركية أن رقصة التانغو الأرجنتيني قد تساعد الناجيات من سرطان الثدي على استعادة التوازن والإحساس الطبيعي بعد معاناتهن من الاعتلال العصبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الأرق من المشكلات الشائعة لدى كبار السن (جامعة ولاية بنسلفانيا)

الأرق يُهدد كبار السن بالإعاقة

توصلت دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية وجامعة تايبيه الطبية في تايوان، إلى أن الأرق واستخدام أدوية النوم يرتبطان بزيادة خطر الإعاقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ طلاب يسيرون في جامعة هارفارد في كمبردج بماساتشوستس بالولايات المتحدة في 15 أبريل 2025 (رويترز)

أميركا: إلغاء تأشيرات أكثر من ألف طالب دولي في الأسابيع الأخيرة

ألغت إدراة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأشيرات وأوضاع إقامة قانونية لأكثر من ألف طالب دولي في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أسباب غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي (أ.ب)

15 عادة غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي

على الرغم من وجود العديد من الطرق لخسارة الوزن بأمان وفعالية، فإن بعض العادات الشائعة قد تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعد الاستحمام ضرورياً للحفاظ على صحة الجلد وتنظيم درجة حرارة الجسم (أرشيفية-رويترز)

7 أسباب للاستحمام يومياً في الصيف

هناك العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بالاستحمام اليومي في الصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
TT
20

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

أطلقت مصر جائزة سنوية لأفضل ممارسات الحفاظ المعماري والعمراني في محافظاتها لعام 2025. وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، التابع لوزارة الثقافة المصرية، فتح باب التقدم للأفراد والكيانات المعمارية لجائزة أفضل ممارسات الحفاظ المعماري والعمراني، بدءاً من 20 أبريل (نيسان) الحالي، بالتزامن مع «اليوم العالمي للتراث» الذي يوافق 18 أبريل (نيسان) من كل عام.

وتهدف الجائزة إلى «الحفاظ على التراث المعماري والعمراني وحماية الهوية الوطنية والاستفادة من التراث بصفته مورداً أصيلاً من موارد الدولة وثرواتها»، وفق بيان للوزارة، الجمعة.

وتستهدف الجائزة تحفيز ودعم الأفراد والكيانات للحفاظ والترميم وإعادة الإحياء والتأهيل للعمارة المميزة، وإعادة التوظيف المتوافق، والبناء الجديد في الوسط التراثي.

وأوضح رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، محمد أبو سعدة، أن «الجائزة سوف تستهدف في نسختها الأولى جميع مشروعات إعادة التوظيف وإعادة الاستخدام للمباني التراثية، عن طريق الترميم والتأهيل وإعادة الإحياء».

كما تستهدف الجائزة تشجيع وتعظيم مشروعات الحفاظ المختلفة، وإلقاء الضوء على الأفضل والجيد منها، بهدف خلق حالة من الحراك في نشر الوعي المجتمعي وروح الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية ودفع المبدعين نحو مشروعات الحفاظ على الرصيد المعماري والعمراني بمحافظات مصر، وفق رئيس الجهاز.

إطلاق جائزة للحفاظ على التراث المعماري بمصر (جهاز التنسيق الحضاري)
إطلاق جائزة للحفاظ على التراث المعماري بمصر (جهاز التنسيق الحضاري)

وتضع مصر خطة لإعادة إحياء مناطق القاهرة التاريخية والقاهرة الخديوية والحفاظ على المباني التراثية ذات الطابع المميز في القاهرة وباقي المحافظات، من خلال الترميم والتأهيل وإعادة استخدام بعضها في أنشطة توافق الطابع العمراني والتراثي لها، وكذلك البيئة المحيطة.

وأشار بيان الوزارة إلى أن الجائزة تهدف إلى «تطبيق أسس ومعايير التنسيق الحضاري في الحفاظ على المباني والمناطق التراثية من خلال دمج مفهوم التنمية مع الحفاظ والاستدامة واستخدام مفهوم الابتكار والإبداع، للحفاظ على تراثنا الثقافي المادي واللامادي، وتحقيق تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية».

وسيتم منح جائزة للمشروعات التي قامت على هذه المفاهيم من خلال دعوة جميع المهتمين بالتراث إلى التقدم لهذه الجائزة، بمشروعات تمت بالفعل لعمليات حفظ وإعادة توظيف للمباني التراثية.

وتتكون لجنة تحكيم الجائزة، التي تحدد آخر يوم للتقدم إليها في 22 يونيو (حزيران) 2025، من نخبة من المتخصصين؛ هم: الدكتور جلال عبادة أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والدكتورة سهير زكي حواس أستاذة التصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور عباس الزعفراني أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، والدكتور علي حاتم جبر أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور علاء سرحان أستاذ الاقتصاد البيئي بجامعة عين شمس، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.