مصر تخصص يوماً للاحتفاء بـ«عمنا صلاح جاهين»

عبر ندوات وترجمات واستعادة أشعاره ورسوماته

يوم للاحتفاء بصلاح جاهين (وزارة الثقافة المصرية)
يوم للاحتفاء بصلاح جاهين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

 مصر تخصص يوماً للاحتفاء بـ«عمنا صلاح جاهين»

يوم للاحتفاء بصلاح جاهين (وزارة الثقافة المصرية)
يوم للاحتفاء بصلاح جاهين (وزارة الثقافة المصرية)

خصصت مصر اليوم (الأربعاء)، للاحتفال بالفنان والشاعر ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين في كثير من المواقع الثقافية عبر معارض تستعيد رسوماته، وندوات لقراءة أعماله ودراستها، وحفلات لتقديم أغنياته.

ومن بين هذه الفعاليات معرضان لمستنسخاته في دار الكتب المصرية، وآخر تقيمه الجمعية المصرية للكاريكاتير ويضم 32 نسخة أصلية من أعماله، تُعرض لأول مرة في مركز الهناجر، و60 لوحة لشخصية جاهين أبدعها رسامون للكاريكاتير من السعودية والبحرين وإسبانيا والبرتغال والهند والصين وإندونيسيا والبرتغال.

وقال الفنان مصطفى الشيخ، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير: «إن معظم المشاركين في المعرض، والذين جاؤوا من بلدان مختلفة للمشاركة في الاحتفاء بصلاح، هم أعضاء في الجمعية، ويرتبطون بعلاقات معنا، وقد أرسلنا لهم بعضاً من أعماله وبورتريهاته لتُعينهم على رسمه بالطريقة التي تروق لهم».

وأضاف الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: «بالطبع بينهم من لم يقابلوا جاهين، وقد كان من الضروري أيضاً أن يقرأوا عنه، حتى تكون مشاركاتهم معبِّرة عنه، وقد شارك بعضهم بعمل واحد، ومنهم من قدم أكثر من بورتريه لجاهين».

بورتريه رسمه أحد الفنانين المشاركين في الاحتفاء بصلاح جاهين (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

وتابع قائلاً: «الجمعية تملك أكثر من 400 رسمة كاريكاتير أصلية لصلاح جاهين، من بينها اللوحات الـ32 الموجودة في المعرض، وجميعها تعكس خصوصيته وشخصيته التي تَميَّز بها في الرسم الكاريكاتيري، فقد كان صاحب ما يمكن وصفه بـ(الكادر الكاريكاتيري)، لا يترك تفصيلة في المشهد إلا وضعها؛ لتعكس الرسالة التي يسعى لتوصيلها»، وأشار إلى اختيار أعمال لجاهين تواكب الأوضاع الحالية، وتُظهر أن رسوماته ما زالت معبِّرةً عن المجتمع المصري حتى الآن.

وُلد صلاح جاهين عام 1930 في حي شبرا بالقاهرة، وعُرف بكتابة الشعر والسيناريو ورسم الكاريكاتير، وأطلق عليه نقاد الأدب ألقاباً عدة من بينها «فيلسوف البسطاء»، استناداً إلى كتابه الشعري «الرباعيات» الذي يتضمن مقطوعات قصيرة تضم حكماً عميقاً بأسلوب يتسم بالبساطة، ومن أعماله الشهيرة أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفيلم «خلّي بالك من زوزو»، ومسلسل «هي وهو»، ورحل عن عالمنا عام 1986.

وتتضمن الاحتفالية التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية الكثير من الفعاليات، وتشارك فيها مؤسساتها المختلفة ومعها الأكاديمية المصرية في روما بمعرض «في محبة فيلسوف البسطاء... عمنا صلاح جاهين»، وتخصص دار الأوبرا المصرية 3 فعاليات ثقافية وفنية وشعرية في القاهرة والإسكندرية ودمنهور لتسليط الضوء على إبداعات جاهين.

وتبرز ضمن احتفالية «عمنا صلاح جاهين» فعاليات هيئة قصور الثقافة، ودار الكتب والوثائق المصرية، والمجلس الأعلى للثقافة، وتشارك بالكثير من الندوات والأمسيات الشعرية والحفلات الغنائية التي تستحضر تراث وأعمال جاهين، وما تركه من إبداعات مهمة.

بورتريه لصلاح جاهين ضمن المعرض (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

وعدّ وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، المبدع الراحل صلاح جاهين أحد أبرز أعمدة الإبداع المصري. وقال في تصريحات صحافية إنه «ترك بصمة لا تُمحى في الشعر والأدب والصحافة والفن التشكيلي، ويأتي احتفاء وزارة الثقافة به تقديراً لمسيرته الثرية وإسهاماته التي لا تزال تلهم الأجيال الجديدة».

ووصف رسام الكاريكاتير سمير عبد الغني الاحتفال بصلاح جاهين بأنه «يوم مبهج في حياة فناني مصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن جاهين واحد من أعظم فناني الكاريكاتير في العالم، وجاء تميزه من كونه متعدد المواهب؛ إذ كان ممثلاً وشاعراً وكاتب سيناريو، وهذا كله جعل رسوماته المبهجة قريبة من الناس، كان يمتلك عالماً براحاً واسعاً أتاح له التعبير بحرية عن قضايا كثيرة دون التقيد بزاوية واحدة، وقد قال عنه الفنان ناجي العلي، وهو واحد من أهم فناني الكاريكاتير في العالم العربي، إنه تعلم من رسومات جاهين».

ولصلاح جاهين عالم خاص يميزه، فقد كان يرسم كل تفاصيل المشهد الكاريكاتيري بخطوط خاصة به، وبحس فكاهي اكتسبه من قربه من الناس واندماجه معهم، وهذا يتضح، حسب قول عبد الغني، من صوره الشعرية التي رسمها في أوبريت الليلة الكبيرة، وجميعها مشاهد كاريكاتيرية من المولد.


مقالات ذات صلة

محمود البريكان... الشعر في ضوء متغيّرات العالم

ثقافة وفنون محمود البريكان... الشعر في ضوء متغيّرات العالم

محمود البريكان... الشعر في ضوء متغيّرات العالم

كل قراءة أو «إعادة» قراءة لشاعر هي قراءة جديدة. ما مِن إعادة بمعنى التكرار إزاء النصوص المخترقة لزمنها، المتقدمة عليه.

باسم المرعبي
يوميات الشرق لوحات مرسي حملت كثيراً من الطابع السكندري (إدارة الغاليري)

50 لوحة تمزج بين الشعر والتشكيل لأحد روّاد الفنّ في مصر

الوجوه المسحوبة المنقسمة إلى نصفَيْن، والأقنعة الملوّنة والطيور والكائنات التي زوّدها الفنان بعين واحدة تُشبه إلى حد بعيد عين حورس، تبدو سابحة في الفراغ.

حمدي عابدين (القاهرة )
ثقافة وفنون «كشتبان»... أم مصرية ترمّم تصدعات الذات في الهند

«كشتبان»... أم مصرية ترمّم تصدعات الذات في الهند

يحفل تاريخ الشعرية العربية بهاجس الارتحال، فقد كانت الرحلة غرضاً رئيسياً ومركزياً من أغراض الشعر العربي، واحتلت الناقة رمزيتها في تراثنا الشعري بصفتها رفيقة.

عمر شهريار
ثقافة وفنون قصيدة المقاومة عند سميح القاسم

قصيدة المقاومة عند سميح القاسم

يتناول الناقد والشاعر المصري د. محمد السيد إسماعيل في كتابه «انفتاح النص الشعري» الصادر في القاهرة ضمن سلسلة «كتابات نقدية» التي تصدرها «الهيئة المصرية العامة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك من بين أسباب تساقط الشعر لدى مرضى السكري: ضعف الدورة الدموية الناتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم مما يقلل من تدفق الأكسجين والمواد المغذية إلى بصيلات الشعر (رويترز)

كيف يؤثر مرض السكري على صحة الشعر؟

يمكن لمرض السكري التأثير على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء
TT

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء

«مغرس»... تقاطعات البيئة والثقافة والذاكرة في مدينة الأحساء

«مغرس: مزرعة تجريبية» هو اسم عرض الجناح السعودي الأول في ترينالي ميلانو للتصميم والعمارة المنعقد حالياً، ربما يكون من أكثر المعارض المتكاملة؛ سواء في موضوعها أو في فريق العمل أو في الرسالة التي تصل للمشاهد عبر عناصر العمل المختلفة، كل منها، بدءاً من التصميم إلى المقاطع الصوتية أو التركيبات الفنية والرسوم المصاحبة، كل منها يتحدث عن الفكرة الرئيسة، وينوع على النغمة الأساسية للعرض، وهي استكشاف التقاطعات والصلات الوثيقة التي تجمع بين البيئة والثقافة والذاكرة في الأحساء.

ممتع جداً التجول في هذه المساحة المترعة بالأفكار والتأملات والتعبيرات الفنية، نشعر بروح الجماعة والمجتمع الحساوي فأهل الواحة حاضرون هنا عبر قصصهم ورائحة ترابهم وسعف النخيل المتمثل في الأبسطة والمنسوجات البسيطة.

لولوة المانع وسارة العمران (ناصر الناصر)

تقابلنا مع المشرفتَيْن على المعرض لولوة المانع وسارة العمران للحديث عن فكرة العرض وأقسامه.

تختار سارة العمران البداية بتفسير معنى كلمة «مغرس»، وهي وحدة قياس محلية تقليدية تشير إلى مِساحة الأرض التي تحيط بها أربع نخلات كان مزارعو الأحساء يحسبون بها قياسات الأرض في الماضي. وأمامنا في الجناح مماثلة فنية لشكل المغرس، وهي مِساحة مغطاة بالتراب تحددها أربعة تشكيلات فنية على هيئة النخل مغطاة بقطع المرايا.

جانب من العرض (إنستغرام)

ما الذي يجعل من هذه القطعة جذابة للنظر؟ عوامل كثيرة في الحقيقة، بعضها جمالي بحت يتمثل في التشكيل الفني للتربة بمرتفعات ومنخفضات، النخلات الأربع تتكون من قطع المرايا التي ثبتت عليها صور مختلفة مأخوذة من ورش العمل التي ق قام بها الفريق مع أهالي الواحة. المساحة أيضاً بها تكوين يرمز للآبار المائية ثم هناك ركن رابع به ما يشبه قطع مصنوعة من سعف النخل وشتلات تمر ذهبية اللون تغطيها قطع من الخصف المجدول. يكتمل المشهد الرمزي بسجادة حمراء في أحد الأطراف وشريط صوتي متنوع ما بين الأحاديث والأهازيج.

على الحوائط حول التركيب البديع، هناك إطارات مختلفة تحمل معلومات وخرائط وصور وتخطيطات معمارية، إضافة إلى زوايا مخصصة للحديث عن ثلاث شخصيات من الأحساء، وهي: مزارع أرز وحرفي وبائع في سوق شعبية.

مدلولات «مغرس»

كل هذه الخطوط تلتقي في المدلول العام لكلمة «مغرس»، وليس فقط في المعنى، توضح لنا سارة العمران أكثر: «نتحدث هنا عن مغرس المزرعة التجريبية، وهي مساحة مجتمعية قمنا بتأسيسها أنا ولولوة، العام الماضي، لجذب الممارسين من مختلف الخلفيات، فلدينا الفنانون والمعماريون ومجتمع مدينة الأحساء، نتأمل في بيئة الواحة والحياة فيها، ونحاول عبر مشروعنا اختبار نموذج جديد لمساحة فنية ومجتمعية تطمح لإقامة حوار عن التغيرات التي تشهدها مدينة الأحساء وتخيل مستقبل واحتمالات جديدة».

ورشة عمل: جولة بين أزقة ومزارع قرية قديمة (مغرس)

تأخذ لولوة المانع الحديث عن أهمية المزرعة التجريبية في الأحساء، وتشير إلى التغيرات البيئية والمجتمعية التي طرأت في المائة عام الماضية بفعل التوسع الحضري والتحديث وتغير البنية التحتية: «وجدنا أنه من المهم أن نخصص وقتاً لفهم ما يحدث، ونجري هذه الحوارات مع الممارسين الآخرين وأفراد المجتمع المحلي، بل حتى مع المجتمع العالمي هنا في ميلانو». تضيف المانع: «رأينا أنه من المهم حقاً دراسة المناطق الريفية في البلاد، وخاصةً تلك التي تشبه الأحساء، التي تزخر بتاريخ عريق وتراث غني».

تلتقط العمران الخيط، وتتحدث عن التغيرات البيئية في واحة الأحساء والمسجلة على قائمة «اليونيسكو»، بوصفها أكبر واحة في العالم، وتضيف: «أصبحت التغييرات جليةً جداً منذ نحو 30 أو 40 عاماً. لكن ما يهمنا، هو كيف ارتبطت الثقافة، سواءً كانت أساطير، أو قصصاً، أو أغاني أو وصفات طعام أو حرفاً يدوية، بسياق بيئي معين، وهو الماء الموجود في هذه الواحة. عندما يجف هذا الماء، ماذا يحدث للأشياء الأخرى المتشابكة مع هذه البيئة؟ كيف نحافظ على ثقافة مستوحاة من تلك البيئة؟ وماذا يحدث عندما ينفصل هذان العنصران، أو الرابط بينهما؟ هذا ما يركز عليه الفنانون والبحث».

محصول التمر في الأحساء (أليخاندرو ستين)

بالعودة إلى عنوان العرض أو لكلمة «مغرس»، تشير المانع إلى ارتباطها بصفتها وحدة قياس غير معمول بها الآن بالكثير من الممارسات الماضية في الأحساء، «إنها أحد الأمور التي كشفت عنها الأبحاث، من تقويمات الأشهر، ووحدات القياس، والممارسات التي كانت سائدة، وطرق توزيع المياه في الماضي، وأنظمة نقل المياه من مزرعة إلى أخرى، التي تلاشت تدريجياً مع مرور الزمن، مع بداية الحداثة والتحضر».

فريق العمل

لتكوين صورة أكثر وضوحاً عن التغيرات المختلفة التي طرأت على الأحساء، قامت العمران والمانع بتكوين فريق متعدد المهارات للعمل على المشروع، «ركزنا في جزء كبير من البحث على الاستفادة من السرديات الشفهية والأغاني والأساطير والقصص. قمنا أيضاً بإجراء كثير من المقابلات مع المزارعين والحرفيين والمؤرخين والمهندسين المعماريين والبنائين، لفهم بعض هذه الأسئلة من وجهة نظرهم، مثل: ما تجربتهم مع التغيير في البيئة؟ وكيف يرتبط ذلك بالثقافة بأشكالها المختلفة؟»، استعان الفريق أيضاً بأرشيفات لشركات أجنبية عملت في المنطقة في فترة الستينات والسبعينات وأيضاً بأرشيف شركة «أرامكو».

حول قطعة العرض الأساسية في المعرض، نلاحظ وجود الأطر المختلفة على الجدران، هنا توجد المعلومات والرسوم الهندسية، وأيضاً الصور التي تبرز واحة الأحساء قديماً ونخلها وقراها. تشير المعلومات أيضاً إلى مجاري الماء والآبار التي كانت موجودة في الأحساء وجف ماؤها بفعل التغير المناخي، هنا أيضاً نرى تخطيطاً لشبكة الري نفّذها عالم أنثروبولوجيا كان يعمل في شركة «أرامكو» في الأربعينات والخمسينات. «تظهر الرسوم كيف كانت القنوات تُركّب فوق بعضها البعض، وتُظهر تحوّلها إلى قنوات خرسانية جف ماؤها في النهاية».

يبدو العرض مثل قطعة النسيج المتشابكة، تتكون من عشرات الخيوط المنفصلة، ولكنها تجتمع لتكون صورة متكاملة لعالم متغير.

من الخيوط المختلفة، اختارت العمران والمانع تقديم ثلاث قصص عن حرفيين يعملون في الأحساء، منهم مُزارع الأرز الأحمر الذي تشتهر به المدينة.

الشخصية الثاني هي البائع في السوق الشعبية الأسبوعية التي كانت جزءاً من القرى والنسيج الحضري في الواحة، وأخيراً آخر حرفيي صناعة «المداد»، وهي فُرُش تصنع من الأسل المستخرج من النخيل، ويتم خصفها لتشكل فرشاً للمساجد والمنازل.

مشاركات فنية

يعرض «مغرس» ثلاثة أعمال ضمن الجناح السعودي،؛ الأول للمصمّمة المعمارية لين عجلان، ويتكوَّن من مخلفات ثانوية لعملية الزراعة، ويدرس توسُّع الزراعة الأحادية، وتأثير الأسمدة الاصطناعية على البيئة المحلية. أما العمل الثاني، فهو فيلم متعدد الوسائط للفنان البصري محمد الفرج من الأحساء، يُعيد فيه تخيُّل حكاية شعبية محلية عن أحد معالم القرية. والعمل الثالث هو مادة صوتية لمؤسسة «صوت وصورة»، يتمحور حول تسجيلات وحوارات متعلقة بالتاريخ الشفهي والذاكرة الصوتية للنساء بوصفها تمثِّل أحد مظاهر المعرفة البيئية.

الفنان محمد الفرج (الشرق الأوسط)

محمد الفرج وقصة طليعة

في ركن من العرض، نرى تحت شكل النخلة عرضاً للفيديو منعكساً على الأرضية، مكوناً ما يشبه الماء الجاري، الانعكاسات هي جزء من فيديو للفنان محمد الفرج، يستعين بمفردات إضافية، فنجد مجسمات لضفدع وهياكل أسماك وأيضاً قطع الطين الموجود عليه طبعات أقدام وأيادٍ أخذها من الحقول الزراعية في المدينة. الفرج ينقلنا إلى الأحساء عبر العمل، نتخيل آبارها ونخيلها وتراثها الشفوي عبر قصة تناقلت الأجيال.

يقول لنا الفرج خلال حوار قصير إنه تحمس للمشاركة في الجناح، بناء على طلب من العمران والمانع: «رأيت في الأمر فرصة حلوة للعمل المشترك مع الفريق والفنانتَين لين العجلان وتارا الدغيثر».

يتعلق عمل الفرج بعالم الري والآبار في الأحساء، وعن «القصص والكائنات الموجودة هناك». يستخدم فيلم فيديو صوّره سابقاً في قنوات مائية في الواحة: «جاءتني فكرة أن أقدم فيلماً تتحدث من خلاله الكائنات مثل الضفدع والنخلة، ويحمل أيضاً صوت الفلاح، يروون كلهم قصة خيالية تراجيدية، ولكنهم يجدون فيها الجانب الإيجابي».

الفيلم يعتمد على قصة عن فتاة غرقت في إحدى قنوات الري، وعثر عليها لاحقاً عند نخلة صغيرة أطلق عليها السكان اسم الفتاة، وهو طليعة: «النخلة لا تزال موجودة حتى الآن، وتثمر كل عام. يعجبني الخيال الذي ينسجه أهل القرى». بشكل ما، يرى الفرج أن الإيجابية التي صبغت قصة «طليعة» أيضاً يمكن من خلالها رؤية جفاف قنوات الصرف حالياً والأمل في عودتها مرة أخرى.

يعلق على أن رواة القصة من الكائنات في الواحة: «الكائنات شاهدة أيضاً على ما يحدث في العالم، الطبيعة بها جانب ساحر، فهي دائماً تعود، وتتعافى، حتى الحِرَف التي تندثر، هناك من يعيدها مرة أخرى للحياة، وهو ما نراه يحدث في حرفة المداد في الأحساء فهي في طريقها للاندثار هنا، ولكن هناك مجهودات لإحيائها في أماكن أخرى».