نينا وريدا بطرس... حان وقت العودة

الثنائي الغنائي الأشهر خلال التسعينات في حوارٍ بين الأمس واليوم

شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
TT

نينا وريدا بطرس... حان وقت العودة

شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)
شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)

هما اليوم نينا الحايك وريدا خوري. تفصل بينهما 3 ساعات بالطائرة تمتدّ مسافةً بين ولايتَي أوهايو وهيوستن الأميركيتَين.

لكن في الماضي القريب، عُرفتا بـ«نينا وريدا بطرس»، الثنائي النسائي الغنائي الأول والأشهر في العالم العربي، والمؤلّف من شقيقتَين. جمعت بينهما آنذاك الحفلات والأغنيات والفيديو كليبات، التي ما زال يذكرها جيلٌ كامل من جمهور الموسيقى العربية.

رغم المسافات الجغرافية والسنوات الكثيرة التي وضعت الديو الشهير في الأرشيف، فإنّ احتمال العودة الفنية واردٌ أكثر من أي وقت، وفق ما تؤكّد الشقيقتان نينا وريدا بطرس في حوارٍ مع «الشرق الأوسط».

عندما تُسأل الفنانتان اللبنانيتان عن إمكانية الغناء مجدّداً، تجيبان بصوتٍ واحد: «نفكّر جدياً بالأمر». تَشي اللهفة في نبرتهما بأنهما افتقدتا عالماً كانتا فيه نجمتَين خلال حقبة التسعينات.

ما زالت أغنيات مثل «لولي لولي»، و«بأمارة إيه»، و«البلدي وبس» عالقة في ذاكرتَيهما، وهي أعمالٌ ردّدها الجمهور من المحيط إلى الخليج. حدثَ ذلك قبل أن تغادر نينا الديو بداعي الزواج والسفر، لتغرّد ريدا وحيدةً بضع سنوات التحقَت بعدها بشقيقتها.

نينا وريدا بطرس في أحدث إطلالاتهما (صور الفنانتين)

عام 2002، حزمت الأخت الكبرى نينا حقائبها ولبّت نداء قلبها. «عندما التقيت بزياد الحايك، الذي أصبح لاحقاً زوجي، وقعنا فوراً في الغرام»، تتحدّث نينا عن الحب الذي استطاع أن يغلب شغفها بالفن.

تضيف أنّ اتخاذ قرار الزواج والسفر كان الأصعب في حياتها، «خصوصاً أنه كان عليّ التضحية بأختي ريدا». لكنّ الشقيقة الصغرى، ورغم غصّة الفراق والقلق من مصيرٍ فني مجهول، وقفت سنَداً لنينا وشجّعتها على الارتباط بالرجل الذي أحبّت.

نينا بطرس وزوجها زياد الحايك (صور الفنانة)

نينا بطرس اليوم أمٌ لثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم ما بين 17 و21 عاماً، وهي تكرّس وقتها لهم. «أوهايو ولاية باردة جداً لكنّي محاطة هنا بعائلة كبيرة وهذا يمنحني الدفء». ما عادت تشعر بالضيق كلّما شاهدت حفلاً غنائياً لأحد زملائها على التلفزيون، مثلما كان يحصل في بداية انتقالها إلى الولايات المتحدة وانسحابها من تحت الأضواء.

تقيم نينا بطرس مع عائلتها في ولاية أوهايو الأميركية (صور الفنانة)

أما ريدا فكان عليها انتظار 10 سنواتٍ إضافية حتى تلتقي بالرجل الذي خفق له قلبها. في الأثناء، تابعت مسيرتها الغنائية منفردة وواصلت الإصدارات والحفلات. تقرّ بأنّ «الفترة الأولى بعد مغادرة نينا كانت صعبة ولم تخلُ من بعض الإحباط والضياع». إلّا أنّ الحظّ ابتسمَ لها مجدّداً على هيئة عقدٍ وقّعته مع شركة «سوني ميوزيك» العالمية، التي اختارتها من بين فنانين كثر لتُصدر لها ألبوماً.

تذكر سباقات الأغاني على الإذاعات العربية أغنيتَين تصدّرتا الاستماعات آنذاك، هما «علّقتني» و«ماشي يا زمن». غنّت ريدا بطرس من كلمات وألحان مروان خوري، فكانت النتيجة «أغنيتَين لا تموتان»، وفق ما كان يكرّر لها الموسيقار ملحم بركات.

من بيتها البعيد، راقبت نينا فخورةً نجاح أختها التي تمكّنت من التحليق بجناحٍ واحد. كانت في تلك الآونة منشغلةً بتربية ابنتها البكر التي منحتها اسمَ توأم روحها، فتوزّع اهتمام نينا على ريدا الصغرى وريدا الكبرى. «حتى بعد ابتعادي عن الساحة الفنية، كنت أتواصل معها يومياً لمناقشة الأفكار والمشاريع ومتابعة تفاصيل قراراتها».

توالت نجاحات ريدا بطرس باللهجات العربية كافةً، فدخلت أغنية «شكلك ما يطمّنش» المصريّة بدَورها السباق الموسيقي العربي عام 2006. وحتى عام 2011، واظبت ريدا على نشاطها الفني، إلى أن التقت بجورج خوري. «هو الشخص الوحيد الذي شعرت بأنني أستطيع أن أكمل حياتي معه»، تقول. تردّ نينا ممازحة: «بقيت خلفها حتى سحبتُها خلفي».

ريدا بطرس وزوجها جورج خوري (صور الفنانة)

بعد مسيرةٍ حافلة، عاد القدَر بريدا بطرس إلى أحَبّ الناس على قلبها. اجتمع شمل الشقيقتَين، فاستقرّت ريدا في أوهايو حيث أنجبت ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و12 سنة، وتحمل الكبرى من بينهم اسمَ خالتها.

بين الشقيقتَين ذكرياتٌ لا تُحصى وسِماتٌ مشتركة كثيرة، في طليعتها القناعة والرضا بطريقٍ أخذهما إلى الاستقرار العائلي، حتى وإن أبعدَهما مؤقّتاً عن الشهرة والأضواء. تسترجعان مقولةً كان يردّدها لهما الوالد: «أنا فخور بنجاحكما لكن هذا كلّه مجد باطل ولا يدوم».

تقيم ريدا بطرس وعائلتها في ولاية هيوستن الأميركية (صور الفنانة)

اليوم، وأكثر من أي وقت، تستشهد نينا وريدا بحكمة والدهما. لكن ذلك لا يعني أنّ القابليّة ليست مفتوحة على عودةٍ تكون بمثابة إحياءٍ لصورتهما وصوتهما في ذاكرة جيل التسعينات، وتعريفٍ للجيل الجديد على هويّتهما الفنية التي شكّلت حالة استثنائية قبل 20 عاماً.

لم تبتعد ريدا كلياً عن المجال فهي واصلت حفلاتها في الولايات المتحدة، لا سيّما في هيوستن حيث تقيم حالياً. كما حافظت الشقيقتان على علاقاتهما مع زملاء المهنة من مغنّين وشعراء وملحّنين. «في كل مرةٍ نزور لبنان ونغنّي نزولاً عند رغبة الحاضرين في سهرةٍ ما، نسمع تعليقاتٍ جميلة على أدائنا كما نشعر بشوق الناس إلى إطلالتنا»، هذا يحفّز نينا وريدا على التفكير جدياً للعودة الفنية.

تفكّر الشقيقتان بطرس جدياً بالعودة إلى الغناء وهما في طور البحث عن الأغنية المناسبة (صور الفنانتين)

هما حالياً في طور الاطّلاع على مجموعة من الألحان والنصوص، بحثاً عن أغنيةٍ تحمل ما يكفي من التميّز كي تفتح باب الرجوع على مصراعَيه. تؤكّدان بالصوت ذاته الذي تملأه الحماسة: «العودة قريبة ونحن بانتظار الأغنية المناسبة».

في الماضي، كان الوالد يساعد ابنتَيه أحياناً في اختيار الأغاني، كما وقف إلى جانبهما كبار المهنة. تذكران من بين هؤلاء المنتج طوروس سيرانوسيان الذي ابتكر فكرة الديو «نينا وريدا بطرس»، والموسيقار ملحم بركات الذي كان «بمثابة عرّابٍ لنا ومنحَنا لحناً من ألحانه».

من الإطلالات القليلة لنينا وريدا بطرس بعد الزواج والسفر (صور الفنانتين)

اليوم، القرار لهُما وحدَهما. وهو قرارٌ دعائمه مصنوعةٌ من شوقٍ كبير. تقول ريدا إنها تشتاق إلى أيامها وأختها، إلى «السفر والضحك والحزن والنجاح، إلى المشوار الصعب الذي كانت نينا تؤنسني فيه»، أما نينا فتحنّ إلى «أحلى أيام عمرنا خلال تلك السنوات الـ10، والتي أمضيناها معاً بحلوِها ومُرِّها».


مقالات ذات صلة

إلغاء الحفل الغنائي لهيفاء وهبي في الكويت

يوميات الشرق ملصق حفل هيفاء في الكويت

إلغاء الحفل الغنائي لهيفاء وهبي في الكويت

أعلن زيد عبد الرضا، مدير عام شركة «مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع»، إلغاء حفل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في الكويت، دون إبداء أسباب.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق المغني الشهير جاستن بيبر (رويترز)

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

كشف المغني الشهير جاستن بيبر أنه يشعر باستمرار بأنه «محتال» أثناء حديثه مع متابعيه عن معاناته مع متلازمة المحتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بورتريه نحتي لموسيقار الأجيال ومجموعة من مقتنياته الشخصية (الشرق الأوسط)

متحف عبد الوهاب يبرز رحلة «موسيقار الأجيال» في دنيا الفنون

بين شوارع «وسط البلد» في القاهرة، وفي مبنى تراثي يمتد تاريخ إنشائه لأكثر من 100 عام، يحكي متحف الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب «أنشودة الفن».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الحفل يتضمن أغنيات لفيروز وأسمهان ووردة الجزائرية (جاهدة وهبه)

جاهدة وهبه تحيي حفل «كوكب الشرق وأيقونات من الزمن الجميل»

خلال الحفل الذي ستحييه جاهدة وهبه سيلتقي الغناء بالشعر وذكرى الماضي بالحاضر.

فيفيان حداد (بيروت)
متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب

تحتفي مصر بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب التي تحل في 13 مارس (آذار) الجاري، بإقامة حفل غنائي كبير لأعمال الفنان الراحل.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«زجاج الغسالة» يدين رجلاً في كوريا الجنوبية بجرائم جنسية

رصد المحققون الاعتداء في انعكاس صورة زجاج الغسالة (أرشيفية - رويترز)
رصد المحققون الاعتداء في انعكاس صورة زجاج الغسالة (أرشيفية - رويترز)
TT

«زجاج الغسالة» يدين رجلاً في كوريا الجنوبية بجرائم جنسية

رصد المحققون الاعتداء في انعكاس صورة زجاج الغسالة (أرشيفية - رويترز)
رصد المحققون الاعتداء في انعكاس صورة زجاج الغسالة (أرشيفية - رويترز)

أكَّدت محكمة عليا في كوريا الجنوبية إدانة رجل يبلغ من العمر 24 عاماً بسلسلة من الجرائم الجنسية، بما في ذلك الاغتصاب، بعد أن انعكس الاعتداء على غطاء الغسالة ووثّقته كاميرات المراقبة، وفقاً للتقارير.

لم يُظهر مقطع فيديو كاميرات المراقبة الذي قدمته الضحية، الجريمة، حتى رصد المحققون الاعتداء في الانعكاس على غطاء الغسالة، وفقاً لما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.

وُجّهت للرجل بالفعل تهم أخرى، بما في ذلك الاشتباه باغتصاب صديقته السابقة وممارسة الجنس مع قاصر، وفقاً للتقارير.

وأُدين الرجل في البداية وحُكم عليه بالسجن ثماني سنوات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكنه استأنف الحكم. ثم حكمت عليه المحكمة العليا بالسجن سبع سنوات، قائلةً إنها أخذت في الاعتبار التسوية التي توصل إليها مع إحدى الضحايا.

اليوم الاثنين، حكمت عليه محكمة تشونتشيون العليا في سيول بالسجن سبع سنوات، وهي مدة أقل من ثماني سنوات التي حكمت بها عليه محكمة أدنى درجة في البداية.

وأوضح قاضي الاستئناف أن الحكم خُفّف لمراعاة التسوية التي توصل إليها الرجل مع إحدى ضحاياه، وعدم وجود سجل جنائي سابق له.

كما طُلب من الرجل ارتداء سوار كاحل لمدة سبع سنوات بعد إطلاق سراحه، ومُنع من العمل في مرافق رعاية الأطفال والأحداث وذوي الإعاقة لمدة سبع سنوات.