الفواكه والخضراوات تقلل إصابة الأطفال بالاضطرابات الهضمية

تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)
تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)
TT
20

الفواكه والخضراوات تقلل إصابة الأطفال بالاضطرابات الهضمية

تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)
تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لوند السويدية عن أن اتباع الأطفال الصغار نظاماً غذائياً أكثر ثراءً بالألياف الغذائية الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات حتى سن الثانية، يبدو أنه يقلل من خطر الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية (سيلياك). ووفق نتائج الدراسة، فقد كان هذا الارتباط واضحاً بشكل خاص عندما بدأ الأطفال في تناول تلك الأطعمة قبل سن عام واحد.

وحسب إلين هارد آف سيغيرستاد، اختصاصية التغذية المتخصصة في طب الأطفال والباحثة في جامعة لوند، «هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها دراسة كيفية الحد من خطر الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية على أساس تضمين الألياف في وجبات الأطفال الغذائية. ولكن هناك حاجة أيضاً إلى تجربة سريرية لتأكيد هذا الارتباط».

استندت هارد آف سيغيرستاد هي وزملاؤها الباحثون في عملهم على مجموعة TEDDY، وهي دراسة كبيرة تابعت الأطفال المعرضين لخطر وراثي في ​​السويد وألمانيا، وفنلندا، والولايات المتحدة لسنوات عديدة. إذ يتم فحص الأطفال بشكل أساسي بحثاً عن مرض السكري من النوع الأول، وكذلك الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، الذي يعد الإسهال والإمساك وفقدان الوزن وانتفاخ البطن والغثيان والقيء أبرز أعراضه.

تابع باحثو الدراسة الجديدة المنشورة في دورية «طب الجهاز الهضمي» (Gastroenterology)، 6500 طفل منذ الولادة حتى بلوغهم 13 عاماً على الأقل. وبمساعدة عينات الدم، بحثوا عن أجسام مضادة خاصة بالمرض. ومع اكتشاف مثل هذه الأجسام، يصبح من الممكن تحديد وقت ظهوره.

في البداية، اعتقد الباحثون أن نوع الألياف التي يتناولها الأطفال قد يكون عاملاً مهماً. ولكن وفق هارد آف سيغيرستاد: «عندما فحصنا كل نوع من الألياف على حدة، لم يبدُ أن نوع الألياف مهم. كانت نسبة الألياف التي يتناولها الأطفال هي التي يبدو أنها تؤثر على خطر الإصابة بتلك الاضطرابات».

أكمل آباء الأطفال المشاركين بانتظام سجلات الطعام الخاصة بتناول أطفالهم للأطعمة والمشروبات. وقد أخذ الباحثون في الاعتبار ما إذا كان أي من والدي الطفل أو أشقائه مصاباً بالمرض، مع الأخذ في الاعتبار الجنس البيولوجي - وهي عوامل تؤثر أيضاً على خطر الإصابة بالمرض.

وقد يكون مرض الاضطرابات الهضمية وراثي المنشأ، ومن المعروف جيداً أن الفتيات والنساء يشكلن نحو ثلثي جميع حالات الإصابة به، على الرغم من عدم وجود سبب معروف لذلك.

لاحظ الباحثون انخفاض معدل الإصابة بالمرض بحلول سن 13 عاماً بنحو 40 في المائة لدى الأطفال الذين تناولوا نظاماً غذائياً غنياً بالألياف عندما كانوا في سن 6-12 شهراً. يشار إلى أن معدل المخاطر العامة يبلغ 7.8 حالة لكل 1000 شخص في السنة، وفق الدراسة.

«أصيب أكثر من 7 في المائة من الأطفال بمرض الاضطرابات الهضمية أثناء المتابعة، وكان العمر الأكثر شيوعاً لتشخيص المرض نحو 3-4 سنوات. إن زيادة تناول الألياف بنحو 3 جرامات يومياً، مقارنة بالمتوسط، قلل من خطر الإصابة بالمرض في وقت لاحق من الطفولة بنحو 40 في المائة»، كما أوضحت هارد آف سيغيرستاد.

كما لاحظ باحثو لوند تأثيراً مفيداً لدى الأطفال حتى سن عامين، ولكنه تأثير أكثر اعتدالاً يتوافق مع انخفاض المخاطر بنسبة 5 في المائة. أما بعد سن الثانية، فلم يعد تناول الألياف يلعب دوراً في تطور المرض.

ويعتقد باحثو لوند أن ميكروبات الأمعاء لدى الأطفال، التي تتشكل إلى حد كبير خلال العامين الأولين، تحصل على تركيبة أكثر ملاءمة بمساعدة الألياف الغذائية. وهذا بدوره قد يؤدي إلى تقوية جهاز المناعة ودعم الأمعاء.

وهو ما تعلق عليه هارد آف سيغيرستاد: «هذه هي نظريتنا، إنه أمر جديد ومثير أن نتمكن من الإشارة إلى عامل وقائي محتمل. ولكن من أجل تقديم توصيات فعالة يجب اختبار ذلك في تجربة سريرية».


مقالات ذات صلة

دراسة: النوم الجيد بالصغر يحسن صحتنا النفسية في الكبر

صحتك التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية (رويترز)

دراسة: النوم الجيد بالصغر يحسن صحتنا النفسية في الكبر

يُعد فهم التغيرات التي تحدث خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة هدفاً أساسياً لعلم النفس التنموي، وهو ذو أهمية بالغة للآباء ومقدمي الرعاية الصحية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يشاهدون الدمار الذي لحق بمدرسة تأوي نازحين في مخيم جباليا (رويترز) play-circle

«اليونيسف»: تقارير عن مقتل 15 طفلاً في غارات جوية على غزة خلال 24 ساعة

قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت دامية لأطفال غزة بعد مقتل 15 طفلاً في غارات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي سمر أبو العوف تقف بجانب صورتها الفائزة (أ.ف.ب)

صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة «ورلد برس فوتو»

فازت صورة مؤثرة جداً لطفل فلسطيني عمره 9 أعوام بُترت ذراعاه في هجوم إسرائيلي على غزة، بجائزة «ورلد برس فوتو».

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يمزج التسلط بين التعاطف ووضع الحدود (رويترز)

الأسلوب الاستبدادي أو المتسلط... بأيهما يوصي الخبراء لتربية أطفال ناجحين؟

كان الأسلوب «المتسلط» هو أسلوب التربية الأكثر بحثاً في مارس (آذار) 2025.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يحث الباحثون مُصنعي المراتب على ضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة لإيقاف هذا الضرر (معاهد الصحة الأميركية)

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

حذرت دراستان حديثتان من تأثيرات بالغة لمواد كيماوية تنبعث من المراتب على صحة الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

هل يسبب عازفو الموسيقى في الشوارع «العذاب النفسي»؟

مايلز كروسلي يؤدي فقرة غنائية في ساحة «ليستر سكوير» وسط لندن (د.ب.أ)
مايلز كروسلي يؤدي فقرة غنائية في ساحة «ليستر سكوير» وسط لندن (د.ب.أ)
TT
20

هل يسبب عازفو الموسيقى في الشوارع «العذاب النفسي»؟

مايلز كروسلي يؤدي فقرة غنائية في ساحة «ليستر سكوير» وسط لندن (د.ب.أ)
مايلز كروسلي يؤدي فقرة غنائية في ساحة «ليستر سكوير» وسط لندن (د.ب.أ)

أصدرت محكمة بريطانية حكماً قضائياً جديداً يحظر على عازفي الموسيقى في الشوارع العمل في واحدة من أهم المناطق السياحية بوسط لندن بعد شكاوى من «التعذيب النفسي»، لكن هل هذا قرار منصف؟ بحسب «إيفننغ ستاندرد»، فقد أصبح عزف الموسيقى في الشوارع محظوراً رسمياً في «ليستر سكوير» اعتباراً من يوم أمس (الخميس)، الموافق 17 أبريل (نيسان) الحالي، بعد أن حكم قاضٍ لصالح موظفي المكاتب، الذين وصفوا هذا الترفيه في الشوارع بأنه «تعذيب نفسي».

موسيقيون يجتمعون في «ليستر سكوير» ضمن حملة لنقابة الموسيقيين بشأن استئناف حكم قضائي بشأن «الإزعاج القانوني» (د.ب.أ)
موسيقيون يجتمعون في «ليستر سكوير» ضمن حملة لنقابة الموسيقيين بشأن استئناف حكم قضائي بشأن «الإزعاج القانوني» (د.ب.أ)

وفي محكمة وستمنستر الابتدائية، قال موظفون في محطة إذاعة «غلوبال»، المطلة على الميدان المزدحم، إنهم «عانوا» من قوائم الأغاني المتكررة والإزعاج الضوضائي. لكن للمارة في المكان رأياً مخالفاً، قائلين إنهم لا يشعرون بنفس الشيء تجاه الحكم، ووصف البعض الإجراء بأنه «مغالى فيه».

قال أحد أفراد الجمهور: «إنهم لا يجلبون سوى الفرح والبهجة إلى حياة الناس، إنهم يغنون أو يرقصون أو أي شيء آخر، أليس كذلك؟!».

ورأى البعض أن التعذيب النفسي في بيئات العمل لا يقارن بـ«بضعة من عازفي الموسيقى في الشوارع، ربما يصدرون ضوضاء أكثر من اللازم».

وأشار أحد سكان لندن إلى أن عزف الموسيقى في الشوارع هو وسيلة كسب الرزق الوحيدة بالنسبة لكثيرين. حتى أولئك الذين ليسوا من سكان لندن قالوا إنهم يرون عازفي الموسيقى في الشوارع جزءاً من ثقافة لندن.

واعترف البعض بأن مستوى من الرقابة قد يكون «مفيداً»، لكنهم تساءلوا عما إذا كان الحظر التام هو الحل. سوف يواجه الفنانون الذين يتحدون الحظر غرامات ويخاطرون بمصادرة معداتهم.

كما أن تراخيصهم بالعزف في أماكن أخرى في المنطقة مهددة أيضاً. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم عمل عازفي الشوارع في لندن.

يأتي الحكم الأخير بعد أن طُلب من فناني الشارع في منطقة «كوفنت غاردن» الامتثال لنظام ترخيص تنظيمي عام 2023.

مع ذلك، في أماكن أخرى في لندن، لم تتغير القواعد المتعلقة بالعزف الموسيقي في الشوارع في أعقاب الحكم الجديد.

وربما ساد الهدوء ميدان ليستر، لكن الجدل لا يزال محتدماً.