أوبريت «الليلة الكبيرة» يجوب قرى مصر

بعد مرور 64 عاماً على عرضه الأول

جانب من أوبريت «الليلة الكبيرة» في قرية بالمنوفية (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من أوبريت «الليلة الكبيرة» في قرية بالمنوفية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

أوبريت «الليلة الكبيرة» يجوب قرى مصر

جانب من أوبريت «الليلة الكبيرة» في قرية بالمنوفية (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من أوبريت «الليلة الكبيرة» في قرية بالمنوفية (وزارة الثقافة المصرية)

يجوب أوبريت «الليلة الكبيرة» قرى مصر من خلال مشروع «مسرح المواجهة والتجوال»، الذي أطلقه «البيت الفني للمسرح»، ليقدم عروضاً مسرحية في قرى «حياة كريمة» (المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري). وتشهد قرى محافظة المنوفية (دلتا مصر) عرض الأوبريت حتى 15 فبراير (شباط) الحالي.

وقال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، المخرج خالد جلال، إن مشروع «مسرح المواجهة والتجوال» من المبادرات الثقافية البارزة التي أطلقها «البيت الفني للمسرح»، ويهدف إلى تقديم عروض مسرحية مجانية في القرى والمناطق النائية، ويعكس المشروع أيضاً التزام وزارة الثقافة المصرية بتوسيع نطاق وصول الفنون والثقافة، وتوفير تجربة مسرحية مميزة للمواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية، وفق بيان نشرته الوزارة، السبت.

«الليلة الكبيرة» ضمن «مسرح المواجهة والتجوال» (وزارة الثقافة المصرية)

وأوبريت «الليلة الكبيرة» يحظى باهتمام كبير وشهرة واسعة رغم مرور 64 عاماً على عرضه الأول عام 1961، وهو من تأليف صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، وإخراج صلاح السقا، بينما أبدع عرائسه الفنان ناجي شاكر، ويتناول الأوبريت الليلة الكبيرة في الموالد المصرية بكل ما تتضمَّنه من عناصر شعبية شيقة وطريفة عبر شخصيات متنوعة.

ومن الشخصيات التي يضمها الأوبريت «صاحب المقهى»، و«المطربة»، و«المنشد»، و«بائع الحمص»، و«الأراجوز»، و«الفلاح»، و«منادي السيرك»، و«مدرب الأسود»، و«العمدة» والبائعون، وشارك في الأغاني سيد مكاوي، وشفيق جلال، وعبده السروجي، وحورية حسن، ومحمد رشدي، وهدى سلطان، وشافية أحمد، وإسماعيل شبانة، وصلاح جاهين.

ويعدّ مشروع «مسرح المواجهة والتجوال»، الذي أطلقته وزارة الثقافة، في إطار مبادرتَي رئيس الجمهورية للتنمية البشرية تحت عنوان «بداية جديدة لبناء الإنسان»، و«حياة كريمة»، من المشروعات التي تهدف إلى توفير فرص الترفيه والتعليم الثقافي للمجتمعات المحلية. والعروض المسرحية التي يقدمها المشروع ينتجها قطاع الإنتاج الثقافي و«البيت الفني للمسرح»، ويشرف على المشروع المخرج محمد الشرقاوي.

جانب من الحضور في أوبريت «الليلة الكبيرة» في إحدى قرى المنوفية (وزارة الثقافة المصرية)

ويرى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أن «أوبريت (الليلة الكبيرة) من أهم الأعمال الغنائية التي قُدِّمت في تاريخ الفن الغنائي المصري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار هذا العمل لتقديمه في قرى مصر، وتحديداً في محافظة المنوفية هذه الأيام، يدل على ذكاء القائمين على مشروع (مسرح المواجهة والتجوال)؛ لأنه من الأعمال التي أصبحت تراثاً فنياً مهماً يتغلغل في وجدان المصريين، وهو أوبريت عابر للأجيال يتفاعل معه ويحبه الجميع من كل الأعمار».

ويحظى أوبريت «الليلة الكبيرة» باهتمام كبير، بوصفه من أفضل عروض مسرح العرائس المصري، ويتم تقديمه كل عام في شهر رمضان مجاناً للجمهور في ساحة الهناجر بدار الأوبرا المصرية لسنوات متصلة عدة، كما تم تقديمه ضمن الأسبوع الثقافي المصري في قطر الذي انتهت فعالياته قبل أيام.

وتابع السماحي: «هذا الأوبريت ليس مجرد مجموعة من الأغنيات أو الاسكتشات الغنائية، وإنما هو بمثابة عمل ملحمي متكامل يصلح لكل الأزمان وكل الأجيال، وهو نتاج تعاون اثنين من عباقرة مصر، هما الشاعر الكبير صلاح جاهين، والموسيقار الكبير سيد مكاوي».

ويشير إلى أن «ما يقدمه أوبريت (الليلة الكبيرة) ما زال موجوداً وحياً، نرى معظم مشاهده في الموالد المزدحمة التي تعدّ طقساً من الطقوس الاحتفالية الروحانية التي تمسُّ قلوب الجمهور، والأوبريت عبَّر عن هذه الحالة بطريقة مذهلة من فرط بساطتها وصدقها وأصالتها».


مقالات ذات صلة

مصر: المسرح القومي يحتضن الملتقى الدولي الأول للحكي 

يوميات الشرق افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للحكي (فيسبوك)

مصر: المسرح القومي يحتضن الملتقى الدولي الأول للحكي 

برعاية وزارة الثقافة المصرية، احتضن «المسرح القومي» حفل افتتاح الدورة الأولى لـ«ملتقى القاهرة الدولي للحكي»، الذي شهد حضور نخبة من الفنانين.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فيلم تسجيلي عن الفن في مكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

مصر تحشد قواها الناعمة في اليوم العالمي للفن

تحشد مصر قواها الناعمة، ممثلة في الفعاليات الفنية والثقافية؛ احتفالاً باليوم العالمي للفن، الذي يحلُّ في 15 أبريل (نيسان) من كل عام.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من المسرحية تتناول الوظيفة الرسمية (الشرق الأوسط)

«مش مسرحية» لطارق سويد رسائل اجتماعية بومضات سريعة

من عنوانها «مش مسرحية» يُدرك المشاهد أن العرض لا بد أن يخرج عن المألوف.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حركات الفنانة المتكرّرة اختزلت رتابة المصير (الشرق الأوسط)

«وحدنا تحت الشمس نمشي»... مسرحٌ حركيّ يُجسّد الانعتاق من الشقاء

العرض يتمهّل في فَلْش أوراقه ويتعمّد خيار النار الهادئة. مساحته عريضة بوسع المعنى خلف الحركة. بعضُ لغز العالم تُفكّكه أنثى تتمايل في خفايا الصمت. 

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق جانب من العرض المسرحي «لعبة النهاية» لصامويل بيكيت (وزارة الثقافة)

مسرح بيرم التونسي بحُلّة جديدة على شاطئ الإسكندرية

على شاطئ الإسكندرية (شمال مصر) وفي حي الشاطبي المواجه للبحر، أُعيد افتتاح مسرح بيرم التونسي في حلّة جديدة، الأحد، بعد إغلاقه قبل عامين للترميم والتجديد.

محمد الكفراوي (القاهرة)

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
TT

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)
أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)

سلّط معرض ⁧فني، انطلق في الرياض الاثنين، الضوء على فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، من خلال أعمال تتيح للجمهور خوض تجربة فنية فريدة، واكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن، وتأمل الحدود بين الإنسان والآلة.

ويقدم معرض «مكننة» الذي افتتح أبوابه في مركز الدرعية لفنون المستقبل، رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، وعلى ممارسات فن الإعلام الجديد في العالم العربي، بمشاركة أكثر من 40 فناناً عربياً لاستكشاف تصوراتهم في توظيف التقنيات المعاصرة للتعبير الفني، وتكيفهم معها للتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والتراث الثقافي والتحديات المعاصرة.

ويحتفي المعرض بإبداعات فناني الإعلام الجديد العرب، ويضعهم في قلب الحوار العالمي حول تأثير التكنولوجيا على الفن والمجتمع، من خلال 4 رحلات فكرية، هي «مكننة، الاستقلالية، التموجات، الغليتش»، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية، واختيرت لاستكشاف الحضور العربي في قلب الحوارات الرقمية المعاصرة.

اكتشاف عالم يعيد فيه الفنانون العرب تشكيل التكنولوجيا بالفن (مركز الدرعية)

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معرضه الفني الثاني «مَكْنَنَة... أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي».

ويقدّم المعرض التاريخ الغني لفنون الوسائط الجديدة في العالم العربي من خلال أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال، ويستلهم عنوانه من الكلمة العربية «مَكْنَنَة»، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ويطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا توظيفها وتحدّوها لصياغة مفرداتهم الإبداعية الخاصة.

وتتفاعل الأعمال المختارة مع سياقات اجتماعية وسياسية راهنة، بدءاً من الاحتجاجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية، وجماليات الغليتشات.

70 عملاً فنياً لـ40 فناناً عربياً في المعرض (مركز الدرعية)

رؤية استثنائية على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي (الشرق الأوسط)

ريادة سعودية في احتضان الفنون الرقمية

إلى جانب ما يعكسه معرض «مكننة» من تاريخ غني للفنانين العرب الذين خاضوا تجارب مع وسائط تكنولوجية غير تقليدية، في إطار التجدد والتفاعل مع قضايا العصر، يمثل المعرض من جهة أخرى ريادة السعودية في احتضان الفنون الرقمية، وجهود قطاعها الثقافي للاحتفاء بريادة الفنانين العرب، وفتح الأبواب أمام المبتكرين في مجالي الفن والتكنولوجيا عبر طيف ملهم من المواهب والأعمال الفنية.

المعرض الثاني لأول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مركز الدرعية)

ويفتح المعرض آفاق التأمل في مستقبل الفنون الرقمية والوسائط الجديدة، في أروقة أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي انطلق كصرح للفنون والبحوث والتعليم، يهدف إلى ريادة الآفاق الجديدة للممارسة الإبداعية في تخصصات متنوعة، يتقاطع فيها الفن مع العلوم والتكنولوجيا.

وأُسّس المركز السعودي ليكون مساحة للمُبدعين من حول العالم للتعاون والتفكير والابتكار، مركّزاً على البحث والتوثيق وإنتاج الأعمال الفنية الجديدة المُلهمة.

ويقدّم المركز فرصةً للفنانين والباحثين للمشاركة في أنشطته المقرّرة، من فعاليات عامة وبرامج تعليمية وبرامج إقامة للفنانين والباحثين، إسهاماً منه في إثراء المشهد الفني في السعودية، وتعزيز مكانتها كوُجهة عالمية لفنون الوسائط الجديدة والرقمية، مع إبراز مواهب الفنانين الفاعلين في المنطقة ليتركوا بصمتهم المؤثرة في الفن والعلوم والتكنولوجيا.