نظام إلكتروني لتحسين رعاية مرضى السرطان

السرطان يعد من بين الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة للأعراض (جامعة بنسلفانيا)
السرطان يعد من بين الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة للأعراض (جامعة بنسلفانيا)
TT

نظام إلكتروني لتحسين رعاية مرضى السرطان

السرطان يعد من بين الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة للأعراض (جامعة بنسلفانيا)
السرطان يعد من بين الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة للأعراض (جامعة بنسلفانيا)

توصلت دراسة أميركية إلى نهج جديد يمكن أن يُحسّن رعاية مرضى السرطان، ويُقلّل زيارات الطوارئ، ويُعزّز جودة حياة المرضى، ويمنحهم سيطرة أكبر على رعايتهم الصحية.

وأوضح باحثون من مركز أبحاث السرطان بجامعة نورث كارولاينا،، في الدراسة التي نشرت نتائجها الجمعة، في دورية «Nature Medicine» أن هذا النهج يتمثل في استخدام نظام إلكتروني يسمح للمرضى بالإبلاغ المنتظم عن أعراضهم.

ويعد مرض السرطان من بين الأمراض التي تتطلب متابعة دقيقة للأعراض، إذ قد تتفاقم الآثار الجانبية للعلاج أو تتدهور الحالة الصحية بين الزيارات الطبية دون أن يلاحظها الأطباء.

واعتمدت الدراسة على نظام يُعرف باسم «النتائج المُبلغ عنها من المرضى»، الذي يُتيح تسجيل الأعراض إلكترونياً عبر منصة رقمية أو الهاتف؛ مما يُمكّن الفرق الطبية من التدخل المبكر عند رصد أي تدهور صحي، وبالتالي تقليل المضاعفات وتحسين جودة حياة المرضى. وشملت الدراسة 1191 مريضاً يعانون من السرطان النقيلي، وهي المرحلة التي ينتشر فيها السرطان من موقعه الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا يجعل العلاج أكثر تعقيداً ويتطلب متابعة دقيقة وتدخلاً مبكراً.

وأظهرت النتائج أن المرضى الذين استخدموا النظام الإلكتروني شهدوا تحسناً واضحاً مقارنة بالمجموعة التي تلقت الرعاية التقليدية؛ حيث انخفضت زيارات الطوارئ بنسبة 6.1 في المائة، وتأخر أول دخول لقسم الطوارئ بنسبة 16 في المائة. كما سجل المرضى الذين استخدموا النظام تحسناً في الأداء الجسدي وتأخيراً في تدهور الحالة الصحية بنسبة 31 في المائة، إلى جانب تحسن ملحوظ في نوعية الحياة بنسبة 28 في المائة.

وأفاد 77 في المائة من المشاركين بأن النظام أسهم في تحسين تواصلهم مع الفرق الطبية، بينما شعر 84 في المائة بأنهم أصبحوا أكثر قدرة على التحكم في رعايتهم الصحية. كما أكد 91 في المائة من المرضى أنهم سيُوصون باستخدام هذا النظام لمرضى آخرين. وأثبت النظام فاعليته لجميع الفئات العمرية، بمن فيهم كبار السن ومن لا يجيدون استخدام الإنترنت، إذ يمكنهم الإبلاغ عن أعراضهم عبر الهاتف، وهذا يجعله أداة مرنة قابلة للتطبيق على نطاق واسع.

ووفق الباحثين، فإن هذا النهج الرقمي يُعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة رعاية مرضى السرطان، إذ يُعزز دور المرضى في إدارة صحتهم، ويخفف الأعباء على المرافق الطبية، ويُحسن الاستجابة للعلاج. ومع استمرار الأبحاث، قد يصبح الإبلاغ الإلكتروني عن الأعراض جزءاً أساسياً من أنظمة الرعاية الصحية المستقبلية. ورغم أن الدراسة ركزت على مرضى السرطان النقيلي، يأمل الباحثون في توسيع نطاق الأبحاث لدراسة تأثير النظام على المرضى في المراحل المبكرة من السرطان، وكذلك المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.


مقالات ذات صلة

علماء يكشفون عن دبور طفيلي عاش بين الديناصورات بجسم يشبه «مصيدة فينوس»

يوميات الشرق يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)

علماء يكشفون عن دبور طفيلي عاش بين الديناصورات بجسم يشبه «مصيدة فينوس»

كشف علماء، أمس (الأربعاء)، عن نوع قديم من الدبابير الطفيلية ربما عاش خلال عصر الديناصورات، بجسم يشبه مصيدة فينوس لالتقاط فرائسه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
يوميات الشرق قد تؤثر هذه المحليات على نشاط الدماغ المرتبط بالجوع وتزيد الشهية (جامعة ولاية أوهايو)

بدائل السكر قد تُزيد من الشعور بالجوع

وجدت دراسة أن أحد بدائل السكر الشائعة قد يُغيّر نشاط الدماغ المرتبط بالجوع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الامتناع عن إجراء فحص البروستاتا يزيد مخاطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 45 في المائة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الرجال الذين يغفلون فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان

أظهرت دراسة أجريت على مدار عشرين عاما في 7 دول أوروبية أن الرجال الذين يغفلون إجراء فحص البروستاتا تزداد احتمالات وفاتهم بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسسكو)
يوميات الشرق الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

توصلت دراسة أميركية إلى أن الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية، مع استهلاك منخفض إلى معتدل للأطعمة الحيوانية، يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك غالباً ما تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر والإلكتروليتات التي لا يحتاجها إلا الرياضيون المحترفون (رويترز)

7 أطعمة «صحية» قد تقصر عمرك... احذرها!

الكثير منا يسعى لاتباع نظام غذائي صحي أملاً في العيش حياة أطول وأكثر نشاطاً، لكن المفاجأة أن بعض الأطعمة التي نعتبرها صحية قد تكون عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

علماء يكشفون عن دبور طفيلي عاش بين الديناصورات بجسم يشبه «مصيدة فينوس»

يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)
يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)
TT

علماء يكشفون عن دبور طفيلي عاش بين الديناصورات بجسم يشبه «مصيدة فينوس»

يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)
يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)

كشف علماء، أمس (الأربعاء)، عن نوع قديم من الدبابير الطفيلية ربما عاش خلال عصر الديناصورات، بجسم يشبه مصيدة فينوس لالتقاط فرائسه.

وقال لارس فيلهلمسن، المعد المشارك في الدراسة من متحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك، إن بطن الدبور مزود بمجموعة من الزوائد الشبيهة بالمجاديف المبطنة بشعيرات رفيعة، مما يجعلها «تشبه مصيدة دب صغيرة متصلة بنهاية جسمه»، وفقاً لما ذكرته وكالة أسوشييتد برس.

الباحثون يعتقدون أن هذا الهيكل كان يستخدم لإمساك الحشرات المتلوية بقوة أثناء وضع أنثى الدبور بيضها داخلها (أ.ب)

وتمكن العلماء من العثور على أكثر من 12 أنثى دبور محفوظة داخل كهرمان عمره 99 مليون سنة من منطقة كاشين في شمال ميانمار.

ويشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم، التي تنغلق على الحشرات غير المتوقعة لهضمها، لكن تصميم هذا الدبور لم يكن لكسر الفريسة، بل لتثبيتها.

ويعتقد الباحثون أن هذا الهيكل كان يستخدم لإمساك الحشرات المتلوية بقوة أثناء وضع أنثى الدبور بيضها داخلها، مما يسمح لليرقات بالتغذي على العائل حتى تفقس وتنمو.

يشبه هيكل الدبور ذي الفكين والأسنان الدقيقة نبات مصيدة فينوس آكلة اللحوم (أ.ب)

وتعتمد العديد من الدبابير الطفيلية الحديثة، مثل دبابير الوقواق ودبابير بيتليد، على أساليب مماثلة لاستغلال الحشرات، ولكن لم يسبق رؤية أي دبور معروف بزوائد غريبة كهذه.

وقال عالم الحشرات لين كيمزي من جامعة كاليفورنيا، الذي لم يشارك في البحث: «لقد رأيت الكثير من الحشرات الغريبة، لكن هذا بلا شك من أكثرها غرابة».