القردة تتواصل بذكاء يفوق التوقعات

قردة البونوبو تتميز بسلوكها الاجتماعي المسالم وذكائها اللافت (جامعة جونز هوبكنز)
قردة البونوبو تتميز بسلوكها الاجتماعي المسالم وذكائها اللافت (جامعة جونز هوبكنز)
TT
20

القردة تتواصل بذكاء يفوق التوقعات

قردة البونوبو تتميز بسلوكها الاجتماعي المسالم وذكائها اللافت (جامعة جونز هوبكنز)
قردة البونوبو تتميز بسلوكها الاجتماعي المسالم وذكائها اللافت (جامعة جونز هوبكنز)

كشفت دراسة أميركية أن قردة «البونوبو» تتواصل بذكاء يفوق التوقعات، فهي قادرة على إدراك متى يفتقر البشر إلى معلومة معينة والتواصل معهم لمساعدتهم في الحصول عليها.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز، أن هذا السلوك يعكس قدرة ذهنية متقدمة كانت تُعتبر حكراً على البشر، ونُشرت الدراسة، الاثنين، بدورية «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».

وتنتمي قردة البونوبو إلى فصيلة الشمبانزي، لكنها تتميز بسلوكها الاجتماعي المسالم وذكائها اللافت. وتعيش هذه القردة في الغابات الاستوائية المطيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتعتمد في تواصلها على الإيماءات والتعبيرات الصوتية والتفاعل الاجتماعي القوي.

وشملت التجربة ثلاثة ذكور من البونوبو هي نيوتا (25 عاماً)، وكانزي (43 عاماً)، وتيكو (13 عاماً)، جميعها تعيش في معهد أبحاث (Ape Initiative) المتخصص في الحفاظ على القردة في الولايات المتحدة.

في أثناء التجربة، جلس أحد قردة «البونوبو» مقابل الباحث لوك تاونرو، طالب الدكتوراه بجامعة جونز هوبكنز، عبر طاولة. وراقب القرد بينما كان شخص آخر يخفي مكافأة غذائية (عنب) تحت أحد ثلاثة أكواب. في بعض الأحيان، كان تاونرو يرى مكان إخفاء الطعام، وفي أحيان أخرى لم يكن يراه. وكان بإمكان القرد الحصول على المكافأة إذا تمكن تاونرو من العثور عليها.

وكشفت النتائج أن قردة البونوبو قادرة على تمييز متى يفتقر شريكها البشري إلى معلومات معينة، حيث قامت القردة بالإشارة إلى مكان الطعام عندما أدركت أن الإنسان لا يعرف موقعه، بينما لم تكن تفعل ذلك إذا كان على علم بالموقع. وعندما كان الإنسان يجهل مكان الطعام، أظهرت القردة استجابة سريعة وأشارت إلى موقعه بوضوح، ما يدل على أن لديها إدراكاً لحالة المعرفة لدى الآخرين وتتصرف بناءً على ذلك.

كما أظهرت القردة سلوكيات واضحة للتواصل، مثل الإشارة بإصرار على مكان الطعام، حيث قام أحدها، وهو «كانزي»، بالنقر المتكرر على الكوب الصحيح لجذب انتباه الباحث، مما يعكس وعياً متقدماً بضرورة إيصال المعلومات، وفق الباحثين.

وتمكنت القردة من الاحتفاظ بمعلومتين في وقت واحد: معرفة موقع الطعام وإدراك أن شريكها لا يعرفه، وهي قدرة معرفية تُعتبر متقدمة للغاية وتُعرف بـ«نظرية العقل»، التي كان يُعتقد أنها تقتصر على البشر.

وأشار الباحثون إلى أن هذه أول دراسة في بيئة خاضعة للرقابة تُثبت ما لوحظ سابقاً في البرية، حيث يُعرف أن الشمبانزي يُصدر أصواتاً لتحذير أفراد مجموعته غير المدركين لوجود تهديدات، مثل الثعابين.

قال الدكتور كريس كروبيني، الباحث المشارك بالدراسة من جامعة جونز هوبكنز، إن القدرة على إدراك الفجوات في معرفة الآخرين تعدُّ أساسية للسلوكيات الاجتماعية المتطورة، مثل التعاون والتواصل والعمل الاستراتيجي. وأضاف عبر موقع الجامعة، أن هذه الدراسة تثبت وجود أساس معرفي مشترك بين البشر والقردة، بعد أن كان يُعتقد أن هذه القدرة غائبة لدى الحيوانات.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون مخططاً دقيقاً لتوصيلات دماغ الفأر

يوميات الشرق حدد العلماء البنية الدماغية في عينة نسيجية بحجم حبة رمل (أرشيفية - رويترز)

علماء ينتجون مخططاً دقيقاً لتوصيلات دماغ الفأر

أنتج علماء الأعصاب أكبر مخطط توصيلات عصبية وخريطة وظيفية لدماغ الثدييات حتى الآن، باستخدام أنسجة من جزء من قشرة دماغ فأر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك البحث كشف عن أن امتلاك حيوان أليف يُحسّن مستوى رضاك ​​عن الحياة (أ.ف.ب)

دراسة: امتلاك حيوان أليف يعزز الصحة النفسية بالقدر نفسه كالزواج

كشفت دراسة جديدة عن أن امتلاك قطة أو كلب لمؤانستك قد يعزز صحتك النفسية بقدر ما يعززه الزواج أو لقاء الأصدقاء والأقارب بانتظام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أنجبت بعُمر الـ100 (أ.ب)

سلحفاة تبلغ 100 عام تُرزَق بـ4 مواليد جديدة

وضعت سلحفاة من نوع «غالاباغوس»، المُهدَّد بشدّة بخطر الانقراض، وعمرهما قرابة الـ100 عام، 4 مواليد جديدة.

«الشرق الأوسط» (فيلادلفيا)
يوميات الشرق الدراسة أُجريت على مجموعة من القردة بينها قردة العواء السوداء والذهبية (جامعة أنجليا روسكين)

القردة تتفوق على البشر في فن الغناء السريع

كشفت دراسة بريطانية أن أفضل مَن يجيدون فن «اليودل» ليسوا سكان جبال الألب في النمسا وسويسرا، بل قردة تعيش في غابات أميركا اللاتينية المطيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق 30 عاماً من اللطافة (فيسبوك)

أكبر قطّة في العالم تأكل القريدس وتشرب الماء المعبَّأ

يزعم رجل بريطاني أنه يملك أكبر قطّة سنّاً في العالم، ويعزو عمرها الطويل إلى «كثير من الملاطفة والعناق»، بجانب نظام غذائي يتكوَّن من القريدس والماء المعبّأ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: مشاركة الآباء في التربية تحسّن أداء الأطفال بالمدرسة

الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في أنشطة تعليمية كالقراءة يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة (رويترز)
الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في أنشطة تعليمية كالقراءة يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة (رويترز)
TT
20

دراسة: مشاركة الآباء في التربية تحسّن أداء الأطفال بالمدرسة

الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في أنشطة تعليمية كالقراءة يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة (رويترز)
الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في أنشطة تعليمية كالقراءة يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة (رويترز)

كشف بحث جديد من المملكة المتحدة عن أن الأطفال الذين يشاركهم آباؤهم القراءة والغناء والرسم قد يتمتعون بميزات عند التحاقهم بالمدرسة، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

وجد تقرير نشرته جامعة ليدز البريطانية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن «مشاركة الآباء في رعاية الأطفال لها تأثير فريد ومهم على النتائج التعليمية للأطفال، يتجاوز تأثير مشاركة الأمهات».

ويبدو أن هذا التأثير يمتد عبر سنوات الدراسة الابتدائية.

ووجد التقرير أن الأطفال الذين يشارك آباؤهم غالباً في «أنشطة تعليمية منظمة»، كالقراءة مثلاً، يتمتعون بميزة في عامهم الأول من المدرسة الابتدائية.

ويستمر الأمر على هذا النحو، إذا شارك الآباء في أنشطة تفاعلية مع أطفالهم في سن الثالثة تقريباً، فإنهم يحققون نتائج أفضل في المدرسة عند بلوغهم الخامسة. أمّا الأطفال في سن السابعة الذين شارك آباؤهم في أنشطة معهم في سن الخامسة، فقد حققوا نتائج أفضل فيما يسمى تقييمات المرحلة الأساسية، وهي اختبارات على المنهج الوطني يخضع لها الأطفال البريطانيون غالباً.

ويظل التأثير الإيجابي قائماً بغض النظر عن جنس الطفل، أو عرق الأسرة أو دخلها، وفقاً للتقرير.

حلل الباحثون بيانات من دراسة استقصائية شملت ما يقرب من 5 آلاف أسرة في المملكة المتحدة، تضم أماً وأباً، ورُبطت بالبيانات الأكاديمية. وقد أجرتها جامعة ليدز، بالتعاون مع منظمات بحثية مختلفة في المملكة المتحدة.

تأثير الأمهات مقابل الآباء

كانت أنشطة مثل القراءة، ورواية القصص، والغناء أو الأنشطة الموسيقية الأخرى، والرسم والأشغال اليدوية، بالإضافة إلى اللعب في الداخل والخارج، من بين العوامل التي أخذها الاستطلاع في الاعتبار عند تفاعل الآباء مع أطفالهم.

ويشير التقرير إلى وجود سببين رئيسيين لأهمية تأثير الآباء.

أولاً، إن وجود والدين مُشاركين بدلاً من واحد يعني أن الأطفال يتعرضون لأمور مُختلفة تُحفزهم بطرق متعددة. يشمل ذلك اختلاف سلوك الآباء والأمهات، واستخدامهم لغة مُختلفة مع أطفالهم، وأساليبهم التربوية المُتنوعة.

وأشار التقرير إلى أن الآباء يُقدمون «شيئاً مُختلفاً». فمشاركتهم لها فوائد فريدة مُقارنة بمشاركة الأمهات، إذ عادة ما يتفاعلون مع أطفالهم بطرق مُختلفة.

وأكدت الدراسة أن الأمهات اللاتي يُشاركن ويتفاعلن مع أطفالهن يُؤثرن عليهم بشكل كبير، ولكن بطريقة مُختلفة.

وأضاف التقرير: «تختلف مشاركة الآباء عن مشاركة الأمهات، إذ تُساعد على زيادة التحصيل التعليمي للأطفال، بينما تُعزز مشاركة الأمهات سلوكهم المعرفي».

وتابع: «وعلى وجه التحديد، تُساعد مشاركة الأمهات على تقليل فرط النشاط لدى الأطفال، وتُعزز مهاراتهم في التنشئة الاجتماعية مع أقرانهم، بالإضافة إلى سلوكهم العاطفي والسلوكي والاجتماعي».

لذلك، من الضروري أن يشارك كلا الوالدين في تربية الأطفال، إذا أمكن.