القردة تتفوق على البشر في فن الغناء السريع

الدراسة أُجريت على مجموعة من القردة بينها قردة العواء السوداء والذهبية (جامعة أنجليا روسكين)
الدراسة أُجريت على مجموعة من القردة بينها قردة العواء السوداء والذهبية (جامعة أنجليا روسكين)
TT
20

القردة تتفوق على البشر في فن الغناء السريع

الدراسة أُجريت على مجموعة من القردة بينها قردة العواء السوداء والذهبية (جامعة أنجليا روسكين)
الدراسة أُجريت على مجموعة من القردة بينها قردة العواء السوداء والذهبية (جامعة أنجليا روسكين)

كشفت دراسة بريطانية أن أفضل مَن يجيدون فن «اليودل» ليسوا سكان جبال الألب في النمسا وسويسرا، بل قردة تعيش في غابات أميركا اللاتينية المطيرة.

وقدّم الباحثون من جامعة أنجليا روسكين رؤى جديدة حول التنوع الصوتي للقرود، وكشفوا، لأول مرة، عن كيفية إنتاج بعض النداءات الفريدة. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Philosophical Transactions of the Royal Society B».

و«اليودل» هو نوع من الغناء الذي يتميز بتقلبات سريعة ومفاجئة في الطبقات الصوتية، حيث ينتقل المغنّي بين الأصوات العالية والمنخفضة بشكل سريع ومتعمَّد. ويُعدّ «اليودل» جزءاً من التراث الموسيقي التقليدي في مناطق جبال الألب بأوروبا، خصوصاً في النمسا وسويسرا، وغالباً ما يُستخدم في الأغاني الشعبية والتقاليد الغنائية الريفية.

ويعكس هذا النوع من الغناء قدرة المغني على التحكم في صوته وإنتاج تغيرات كبيرة في النغمات، مما يخلق تأثيراً موسيقياً مميزاً يعبر عن مشاعر متنوعة أو يهدف لجذب الانتباه في المساحات الواسعة.

ووفق الدراسة، تمتلك القردة هياكل تشريحية خاصة في حناجرها تُعرف باسم «الأغشية الصوتية»، والتي فقدها البشر عبر التطور لصالح صوت أكثر استقراراً. لكن الوظيفة الدقيقة لهذه الأغشية لدى القردة لم تكن مفهومة بالكامل حتى الآن.

وأظهرت الدراسة أن هذه الأغشية الرقيقة، الموجودة أعلى الأحبال الصوتية، تُمكّن القردة من إحداث ما يُعرف بـ«انكسارات الصوت»، حيث تتنقل بين استخدام الأحبال الصوتية والأغشية الصوتية لإنتاج النداءات. ونتج عن ذلك أصوات تشبه نداءات «اليودل» الجبلي السريع، أو حتى الصيحة الشهيرة لـ«طرزان»، لكن بترددات أعلى بكثير.

وشملت الدراسة مسحاً بالأشعة المقطعية، ومحاكاة حاسوبية، وأبحاثاً ميدانية في محمية «لا سيندا فيردي» في بوليفيا، حيث سجل الباحثون أصوات أنواع مختلفة من القردة.

وأظهرت الدراسة أن القردة في غابات أميركا اللاتينية تمتلك قدرة على إنتاج «اليودل الفائق»، وهو نوع من الأصوات يشبه نداءات «اليودل» في جبال الألب، لكنه يشمل نطاقات ترددية أوسع بكثير.

كما كشفت الدراسة أن «اليودل الفائق» لدى هذه القردة يتضمن قفزات ترددية تفوق بـ5 أضعاف ما يمكن للبشر إنتاجه. ففي حين أن اليودل البشري يمتد عبر نطاق موسيقي لا يتجاوز الأوكتاف الواحد (الفاصل الموسيقي بين نغمة وأخرى)، فإن القردة قادرة على تجاوز 3 أوكتافات موسيقية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة أنجليا روسكين، الدكتور جاكوب دان: «توضح هذه النتائج كيف تستفيد القردة من تركيب الحنجرة الخاص بها، مما يتيح لها إنتاج مجموعة واسعة من الأصوات، بما في ذلك اليودل الفائق».

وأضاف، عبر موقع الجامعة: «يبدو أن هذا التطور أثرى ترسانة النداءات الصوتية لهذه الحيوانات، مما يساعدها على جذب الانتباه، وتوسيع نطاق اتصالاتها، والتعريف بنفسها في بيئتها الاجتماعية المعقدة».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون مخططاً دقيقاً لتوصيلات دماغ الفأر

يوميات الشرق حدد العلماء البنية الدماغية في عينة نسيجية بحجم حبة رمل (أرشيفية - رويترز)

علماء ينتجون مخططاً دقيقاً لتوصيلات دماغ الفأر

أنتج علماء الأعصاب أكبر مخطط توصيلات عصبية وخريطة وظيفية لدماغ الثدييات حتى الآن، باستخدام أنسجة من جزء من قشرة دماغ فأر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك البحث كشف عن أن امتلاك حيوان أليف يُحسّن مستوى رضاك ​​عن الحياة (أ.ف.ب)

دراسة: امتلاك حيوان أليف يعزز الصحة النفسية بالقدر نفسه كالزواج

كشفت دراسة جديدة عن أن امتلاك قطة أو كلب لمؤانستك قد يعزز صحتك النفسية بقدر ما يعززه الزواج أو لقاء الأصدقاء والأقارب بانتظام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أنجبت بعُمر الـ100 (أ.ب)

سلحفاة تبلغ 100 عام تُرزَق بـ4 مواليد جديدة

وضعت سلحفاة من نوع «غالاباغوس»، المُهدَّد بشدّة بخطر الانقراض، وعمرهما قرابة الـ100 عام، 4 مواليد جديدة.

«الشرق الأوسط» (فيلادلفيا)
يوميات الشرق 30 عاماً من اللطافة (فيسبوك)

أكبر قطّة في العالم تأكل القريدس وتشرب الماء المعبَّأ

يزعم رجل بريطاني أنه يملك أكبر قطّة سنّاً في العالم، ويعزو عمرها الطويل إلى «كثير من الملاطفة والعناق»، بجانب نظام غذائي يتكوَّن من القريدس والماء المعبّأ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق النهاية بداية جديدة (إ.ب.أ)

آخر شمبانزي في الأَسر بكولومبيا يبدأ حياة جديدة

بعدما عاش بمفرده لعامين، نُقل «يوكو»، آخر شمبانزي يعيش في الأَسر بكولومبيا، عبر طائرة إلى البرازيل؛ حيث سيلتقي قردة أخرى من نوعه في محمية للرئيسيات.

«الشرق الأوسط» (بيريرا (كولومبيا))

«سماء العُلا» يعود بتجارب فلكية وسياحية فريدة

تستعرض فعاليات المهرجان علاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك (واس)
تستعرض فعاليات المهرجان علاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك (واس)
TT
20

«سماء العُلا» يعود بتجارب فلكية وسياحية فريدة

تستعرض فعاليات المهرجان علاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك (واس)
تستعرض فعاليات المهرجان علاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك (واس)

يعود مهرجان «سماء العُلا» في نسخته لعام 2025 بمجموعة تجارب جديدة وفريدة على أرض الحضارات (شمال غرب السعودية)، وذلك خلال الفترة من 18 إلى 27 أبريل (نيسان) الحالي.

وتستعرض فعاليات المهرجان السماء الصافية الخالية من التلوث الضوئي، وعلاقة العُلا العميقة والموغلة في القدم بعالم الفلك، وبوصفها موطناً لموقعي «الغراميل» و«منارة العُلا»، أولى الوجهات المعتمدة كـ«مواقع للسماء المظلمة» في الشرق الأوسط من قبل منظمة «دارك سكاي» الدولية، مما يرسّخ مكانة العُلا بصفتها مركزاً عالمياً للسياحة الفلكية.

ويتيح المهرجان للزوار فرصة استثنائية لمراقبة النجوم وسط بيئة طبيعية خالية من التلوث الضوئي، حيث تتحوّل تجربة الرصد في قلب متنزه شرعان الوطني إلى رحلة غامرة في الزمان والمكان، بين تضاريس صحراوية وتكوينات جبلية ساحرة، ويستحضروا تقاليد الأجداد الذين استرشدوا بالنجوم في أسفارهم.

فرصة استثنائية لمراقبة النجوم وسط بيئة طبيعية خالية من التلوث الضوئي (واس)
فرصة استثنائية لمراقبة النجوم وسط بيئة طبيعية خالية من التلوث الضوئي (واس)

ويُقدّم منتجع «أور هابيتاس العُلا»، وسط وادي عشار، تجارب فلكية حصرية على مدار العام، تتضمن جلسات مراقبة خاصة باستخدام التلسكوبات، وسرداً للقصص السماوية في أجواء صحراوية هادئة.

ويوفِّر فندق «تشيدي الحِجر» تجربة مميزة، تشمل عشاءً على ضوء الشموع، يليه جلسة رصد نجوم وسط أجواء دافئة وتلسكوبات مجهزة، إضافة إلى أمسيات جماعية مستوحاة من أجواء البادية الأصيلة.

تتحوّل تجربة رصد النجوم إلى رحلة غامرة في الزمان والمكان (واس)
تتحوّل تجربة رصد النجوم إلى رحلة غامرة في الزمان والمكان (واس)

ويُمكِن لزوار المهرجان التوجه إلى محمية الغراميل لمشاهدة مجرة درب التبانة بالعين المجردة في واحدة من أنقى بيئات السماء في المنطقة، كما تتضمن التجربة جولات مشي ليلية، وجلسات تخييم، وعشاء مشوي حول نيران المخيم.
وتتنوَّع الفعاليات المصاحبة لتشمل عروض المناطيد المضيئة، ورحلات المنطاد الحر والمربوط فوق أبرز معالم العُلا التاريخية، فضلاً عن حفلات فنية تجمع بين الثقافة والاستكشاف والمتعة.