استعادت منصات عدة وقنوات مصرية أعمال المخرج حسن الإمام في الذكرى 37 لرحيله التي تحل، الأربعاء، من خلال عرض أفلامه الشهيرة مثل «خلي بالك من زوزو» أو ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية».
واشتهر حسن الإمام في الأوساط الفنية بلقب «مخرج الروائع»، واتسمت أعماله في البدايات، خلال أربعينات القرن الماضي، بالطابع المأساوي الحزين، ولكنه اتجه في السبعينات إلى أفلام يغلب عليها الطابع الاستعراضي الفكاهي.
وحظيت أعمال حسن الإمام الأولى بنجاح واهتمام لافت، ما دعا إلى ترشيحه بديلاً للمخرج صلاح أبو سيف لإخراج فيلم «بين القصرين»، وكان قد أخرج بالفعل فيلم «زقاق المدق» عن قصة نجيب محفوظ، وكان هذا العمل بمنزلة تحول في مساره، وقدم خلال تلك الفترة «الخطايا» و«شفيقة القبطية» بداية الستينات من القرن الماضي، وفق موقع «السينما دوت كوم».
![المخرج المصري حسن الإمام (صورة أرشيفية)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/938221.jpeg)
و«يعدّ الإمام من أهم المخرجين الذين مروا في تاريخ السينما المصرية، حيث استطاع بذكائه فك شفرة الشاعر المصري»، وفق كلام الناقد الفني المصري أحمد السماحي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعمال الإمام كانت تحظى بإقبال جماهيري كبير لمجرد وجود اسمه على الفيلم في السينما، بصرف النظر عن الأبطال الذين معه رغم سطوة النجوم في هذه الفترة».
ولفت السماحي إلى جانب مهم في مسيرة الإمام، موضحاً أنه «كان صاحب أذن موسيقية، وشاعراً، فما لا يعرفه البعض أنه كتب أغنيات كثيرة لعدد من المطربين قبل أن يحترف الإخراج، مثل ثريا حلمي وسعاد مكاوي وعبد الحليم حافظ، لذلك عندما قدم الملمح الغنائي، وكذا الاستعراض، في أفلامه، أنجزهما بطريقة نعجز عن إعادتها بالجودة والجمال نفسيهما رغم توافر الإمكانيات التكنولوجية والتقنية الحديثة التي لم تتح للمخرج الراحل وأبناء جيله».
وأبرزت قنوات مصرية كثيرة مثل «الوثائقية» و«سي بي سي إكسترا» مسيرة الفنان الراحل، ونوهت بأهم أعماله، كما نشرت صفحات على «السوشيال ميديا» صورة المخرج الراحل، داعية المتابعين لاختيار أفضل الأفلام التي يحبونها من إخراجه.
https://x.com/Extranewstv/status/1884507773523640657
وعلى مدى أربعين عاماً بداية من فيلم «ملائكة في جهنم» عام 1946 من بطولة زوزو حمدي الحكيم وسراج منير وفريد شوقي، وحتى فيلم «بكرة أحلى من النهاردة» آخر أفلامه عام 1986، من بطولة لبلبة وعبد المنعم مدبولي؛ قدم أفلاماً لا تنسى، وفق الناقد المصري، الذي أشار إلى «أننا حين نتحدث عن ثورة 1919، لا بد أن نستدعي مشاهد حسن الإمام من فيلم (بين القصرين)، وحين نتحدث عن الأفلام الاستعراضية، نستدعي (خلي بالك من زوزو)، وحين نذكر الأفلام الغنائية نستدعي (الخطايا)».
![مشهد من فيلم «خلي بالك من زوزو» (يوتيوب)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/938240.jpeg)
ولد حسن الإمام عام 1919 في المنصورة (دلتا مصر)، ودخل إلى عالم الفن مساعداً للمخرج يوسف وهبي، وقدم للسينما المصرية أكثر من 100 فيلم، جاء بعضها ضمن قوائم أعدها نقاد لأفضل الأفلام في القرن العشرين.
ووصفه الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، بأنه «مخرج الروائع»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا اللقب هو الذي اشتهر به في الوسط الفني، وقد قدم أعمالاً كثيرة تجعله جديراً بهذا اللقب، من بينها الثلاثية (بين القصرين - قصر الشوق - السكرية)، التي حاول الكثيرون إعادتها، وجرى إنتاجها درامياً في مسلسل من بطولة محمود مرسي، ولم تحقق النجاح الذي حققته الثلاثية السينمائية».
وأشار سعد الدين إلى أن «إعادة أعماله شيء جيد، لكن بصمة حسن الإمام لن يستطيع أحد استعادتها، لأنه كان صاحب فكر ورؤية».