روبوت متناهي الصغر يُحقق اختراقات طبية مهمة

الروبوت الجديد يأتي بقطر لا يتجاوز 0.95 ملم (جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا)
الروبوت الجديد يأتي بقطر لا يتجاوز 0.95 ملم (جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا)
TT

روبوت متناهي الصغر يُحقق اختراقات طبية مهمة

الروبوت الجديد يأتي بقطر لا يتجاوز 0.95 ملم (جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا)
الروبوت الجديد يأتي بقطر لا يتجاوز 0.95 ملم (جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا)

تمكّن فريق بحثي، من كلية الهندسة بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، من تطوير أصغر روبوت طبي متعدد الوظائف في العالم، بحجم يقل بنسبة 60 في المائة عن النماذج الحالية.

وأوضح الباحثون، في شرح مفصل نُشر الاثنين، في دورية «Nature Communications»، أن هذا الروبوت المبتكر يتميّز بقدرات تصوير فائقة، ودقة حركة عالية، ووظائف طبية متعددة، مثل أخذ العينات، وتوصيل الأدوية، وإجراء عمليات دقيقة باستخدام الليزر.

ووفق الفريق، توفر روبوتات التدخل الطبي صغيرة الحجم حلولاً هائلة للتشخيص والعلاج، ولكن النماذج الحالية تواجه تحديات في الجمع بين الحجم الصغير والدقة والتنقل، مع تقديم علاج مرئي فعال، ويُمثل الروبوت الجديد تقدماً كبيراً في تحقيق هذه الأهداف.

ويأتي الروبوت الجديد بقطر لا يتجاوز 0.95 ملم؛ ما يُتيح له التنقل في قنوات ضيقة ومعقدة داخل جسم الإنسان، مثل الشعب الهوائية الدقيقة وقنوات فالوب، ما يفتح آفاقاً جديدة لاستخدام الروبوتات الطبية في التشخيص المبكر والعلاج التداخلي.

ويتميز الروبوت بأداء تصويري متقدم، وقدرة محسنة للكشف عن العقبات تصل إلى 9.4 ملم، أي بزيادة 10 أضعاف عن الحدود النظرية الحالية، إضافة إلى دقة حركة فائقة تقل عن 30 ميكرومتراً، وتوسيع منطقة التصوير بنحو 25 ضعفاً.

وجرى تطوير الروبوت بالاعتماد على 4 مكونات رئيسية هي: مصدر ألياف ضوئية للحصول على صور من داخل الجسم، وأداة علاجية تُتيح التدخل الطبي بدقة متناهية، وهيكل مجوّف خفيف الوزن مصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة، وجلد وظيفي مغناطيسي مغطى بطبقة هلامية تقلل الاحتكاك وتسهل الحركة أثناء العمليات الجراحية.

ووفقاً للباحثين، يتم تصنيع الهيكل المجوّف باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد صغيرة جداً، في حين يتم إنتاج الجلد الوظيفي بتقنية رش مغناطيسي، تجعل الروبوت ينزلق بسهولة خلال العمليات الجراحية. كما يحتوي على طبقة خارجية هلامية تقلل الاحتكاك، ما يُعزز من كفاءته أثناء التنقل في المساحات الضيقة.

وخضع الروبوت لاختبارات ناجحة في نماذج مختبرية للشعب الهوائية وفي رئات الخنازير، أثبت قدرته على التنقل بسلاسة في الأماكن الضيقة، مع التقاط صور واضحة وإجراء عمليات دقيقة.

ووفق النتائج، يُمثل هذا الروبوت أداة واعدة للتشخيص والعلاج التداخلي في مناطق يصعب الوصول إليها داخل الجسم، مثل الرئتين وقنوات فالوب. وبفضل حجمه الصغير، وقدرته على الحركة الدقيقة، يُمكنه الكشف عن الأمراض في مراحل مبكرة، ما يزيد من فاعلية التدخل العلاجي.

كما يُسهم تصميم الروبوت في تقليل مخاطر الجراحة التقليدية، مثل النزيف أو العدوى، نظراً لقدرته على إجراء العمليات في المناطق المستهدفة دون الحاجة إلى فتح جروح كبيرة.

ويُخطط الفريق البحثي لمواصلة تطوير الروبوت لتحسين تصميمه وضمان سلامته وموثوقيته في العمليات الجراحية، مع العمل على إجراء تجارب داخل جسم الإنسان لإثبات كفاءته في الممارسات السريرية.


مقالات ذات صلة

علوم في غرف العمليات حول العالم يُعزز الذكاء الاصطناعي دقة الجراحة وكفاءتها من خلال أنظمة روبوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي (رويترز)

روبوت يُجري عملية استئصال مرارة بكفاءة بشرية

أعلن باحثون من جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية نجاح روبوت جراحي في إجراء عملية استئصال مرارة بشكل مستقل وبدقة بلغت 100 في المائة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا كيف تقود الصين سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر

كيف تقود الصين سباق الروبوتات الشبيهة بالبشر

سوف تُنتج بكميات كبيرة خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الروبوتات تمكنت من تحديد موقع الكرة والتنقل في الملعب بفضل أجهزة استشعار متقدمة (أ.ب)

في مبارياتها الأولى... الروبوتات تثير إعجاب جماهير الصين أكثر من البشر

في حين لم يُثر فريق كرة القدم الصيني للرجال حماساً كبيراً في السنوات الأخيرة، فقد نالت الروبوتات الشبيهة بالبشر إعجاب الجماهير في بكين خلال مبارياتها الأولى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا الدراسة حذَّرت من استخدام روبوتات الدردشة لأخذ مشورة تتعلق بالصحة النفسية (رويترز)

باحثون يحذرون: روبوتات الدردشة تحفز الأفكار الانتحارية لدى المستخدمين

حذَّرت دراسة جديدة من استخدام روبوتات الدردشة لأخذ مشورة تتعلق بالصحة النفسية، قائلة إنها تُقصّر في تقديم العلاج، وغالباً ما تُعطي ردود فعل مُتملقة ومتحيزة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أشرف زكي يُجدد الهجوم على المؤثرين ويرفض مشاركاتهم الفنية

مؤثرون على السجادة الحمراء لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)
مؤثرون على السجادة الحمراء لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)
TT

أشرف زكي يُجدد الهجوم على المؤثرين ويرفض مشاركاتهم الفنية

مؤثرون على السجادة الحمراء لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)
مؤثرون على السجادة الحمراء لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)

جدّد نقيب الممثلين المصريين، أشرف زكي، موقفه الرافض الاستعانة بالمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية التي يجري تقديمها، مؤكداً تمسكه بالغرامة المفروضة على الشركات التي تستعين بهم في الأعمال الفنية، والتي حددتها النقابة بمليون جنيه (الدولار يساوي 49.4 جنيه في البنوك).

ورفض زكي، في تصريحات متلفزة، السماح لهم بالتمثيل ومساواتهم بمن درسوا بمعهد الفنون المسرحية، لافتاً إلى أنه لم ينشغل بالآراء المناهضة لموقفه، والتي تطلب السماح بظهورهم في الأعمال الفنية.

وجاءت تصريحات نقيب الممثلين بعد الحضور اللافت لعدد من المؤثرين العرض الخاص لفيلم «الشاطر» الذي أقيم الأسبوع الماضي، وشهد وجود عدد من المشاهير عبر مواقع التواصل، وبث مقاطع مباشرة من السجادة الحمراء التي وجد عليها أبطال العمل.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها دعوة مؤثرين على مواقع التواصل لحضور فعاليات فنية؛ حيث سبق تكرار دعوتهم لعدد من العروض الخاصة، سواء للأفلام أو المسلسلات، مع السماح بوجودهم بالأماكن المخصصة للنجوم أمام عدسات المصورين.

مؤثرون خلال العرض الخاص لفيلم «الشاطر» (الشركة المنتجة)

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «فكرة الاستعانة بالمؤثرين للترويج للأفلام السينمائية تبدو مقبولة لأسباب عدة، في مقدمتها أن حساباتهم يتابعها الملايين، بما يشكل نافذة ترويجية باتت مناسبة لتغيرات الترويج الإعلامي في الوقت الحالي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «حضورهم العروض الخاصة والمناسبات الفنية يجب ألا تُثير أي حساسيات، خصوصاً أنه معمول بها في الخارج، ونشاهدها في العديد من عروض الأفلام ضمن وسائل الدعاية التي تزداد تنوعاً يوم بعد الآخر، لكن إشراكهم بالتمثيل في الأعمال الفنية أمر يجب التوقف عنده».

وشدد على ضرورة التفرقة بين الاستعانة بالمؤثرين للترويج للأعمال الفنية، خصوصاً السينمائية المعتمدة على شباك التذاكر، والاستعانة بهم في الأعمال الفنية بصفتهم ممثلين، مشيراً إلى أن وجودهم في العروض الخاصة للأفلام يعد جزءاً من المحتوى الذي يقومون بتقديمه.

وطبقت نقابة «الممثلين» في مصر غرامة «مليون جنيه» في وقت سابق على شركات إنتاج، نظراً للاستعانة بالمؤثرين من دون تصاريح نقابية، من بينهم الشركة المنتجة لمسلسل «بطن الحوت» التي أشركت كروان مشاكل، أحد مشاهير «التيك توك» في العمل من دون الحصول على تصريح.

ويُشير سعد الدين إلى «ضرورة الالتزام بالضوابط المفروضة للتمثيل، فحتى لو كان الشخص المؤثر لديه متابعون بالملايين على مواقع التواصل فإن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن لديه موهبة في التمثيل، أو يمكن ظهوره في الأعمال الفنية»، لافتاً إلى أن النقابة تمنح تصاريح بالعمل وفق ضوابط مطبقة على جميع الراغبين في خوض تجربة التمثيل.