تستعد مصر بشكل مكثف لاستضافة الدورة الـ16من مهرجان المسرح العربي، عقب تسلمها الراية من سلطنة عُمان التي استضافت الدورة الـ15، بعدما أعلن إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن اختيار مصر لاستضافة الدورة القادمة والمقرر إقامتها خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2026.
وتسلم المخرج المصري خالد جلال، رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة، ملف الاستضافة، حيث أكد أن «القرار يبرز أهمية مصر بصفتها محوراً رئيسياً للحركة المسرحية في الوطن العربي»، لافتاً إلى «استعداد الوزارة والجهات المعنية كفة لتقديم نسخة متميزة تعكس غنى وتنوع المشهد المسرحي المصري والعربي».
وخلال حفل ختام الدورة الـ15 التي أقيمت في العاصمة العمانية مسقط بتنظيم من الهيئة العربية للمسرح، ووزارة الثقافة والشباب والجمعية العمانية للمسرح بداية من 9 حتى 15 يناير الحالي، أُعلن عن فوز العرض التونسي «البخارة» بعد أن شهد المهرجان تنافساً كبيراً بين العروض الـ5 التي ترشحت في التصفية النهائية لنيل جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهم «أسطورة شجرة اللبان» لفرقة مسرح مزون من سلطنة عُمان إخراج يوسف البلوشي، و«سيرك» للفرقة الوطنية للتمثيل من العراق إخراج جواد الأسدي، و«البخارة» من تونس إخراج صادق الطرابلسي، و«هُمْ» لمسرح أنفاس من المغرب إخراج أسماء الهوري، و«كيف نسامحنا» لمسرح الشارقة الوطني من الإمارات، إخراج محمد العامري.
وعدّ وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، اختيار مصر لاستضافة الدورة الـ16 «محطة مهمة تعكس الثقة في دور مصر الثقافي الرائد على مستوى المنطقة، وتبرز إمكاناتها الهائلة في تنظيم الفعاليات الفنية الكبرى»، وفق بيان للوزارة.
وأكد هنو أن «الوزارة ستسعى جاهدة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح لجعل هذه الدورة منصة لتبادل الثقافات والخبرات بين المسرحيين العرب، وفرصة لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال لغة المسرح، التي تجمع الشعوب؛ ليكون المهرجان احتفالاً بالفن المسرحي في أبهى صوره».
من جانبها، أشادت «سيدة المسرح العربي»، الفنانة المصرية سميحة أيوب، بالقرار الذي أسعدها كثيراً، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود المهرجان في مصر أمر طبيعي؛ لأنها رائدة الفنون التي اعتادت على احتضان المواهب، وخلال المهرجان ستحتضن كل المسرحيين العرب».
وتطمح أيوب إلى «تحضير الكثير من العروض التي تليق باسم مصر»، مشيرة إلى أن «مسارح القطاعين العام والخاص على أتم استعداد لاستقبال العروض والجمهور الذي لن يضيع الفرصة في المتابعة بنهم من أجل التنوير وزيادة الوعي بعروض رصينة ستتم صناعتها بعناية لتعزيز قيمة المسرح والتأكيد على رسالته البناءة».
وتعد الدورة الـ16من المهرجان هي الثالثة بمصر بعد أن نظمته من قبل مرتين، الأولى عام 2009 وهي الدورة الأولى من عمر المهرجان، والأخرى كانت الدورة الـ10 أقيمت عام 2019.
بدوره، وجَّه الناقد المسرحي المصري محمد الروبي الشكر للهيئة العربية للمسرح على هذا القرار البنَّاء، لافتاً إلى أن «المهرجان له تأثير كبير على المسرح المصري واتضح ذلك جلياً في الدورتين السابقتين اللتين أقيمتا بمصر».
وأضاف الروبي لـ«الشرق الأوسط» أن «المسرح يستحق مكانة كبيرة، ومصر تملك القدرة على صناعة عروض ذات قيمة، ويكفينا فخراً أن أحد عروض شباب الجامعات وهو (ماكبث المصنع) شارك ممثلاً لاسم مصر في الدورة الـ15، ونال استحسان الجمهور».