كيف حققت مصر رقماً قياسياً في أعداد السائحين عام 2024؟

استقبلت 15.7 مليون زائر

معالم الأقصر الأثرية تجتذب آلاف السائحين (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معالم الأقصر الأثرية تجتذب آلاف السائحين (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

كيف حققت مصر رقماً قياسياً في أعداد السائحين عام 2024؟

معالم الأقصر الأثرية تجتذب آلاف السائحين (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معالم الأقصر الأثرية تجتذب آلاف السائحين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

رغم الأحداث الإقليمية المضطربة في الشرق الأوسط، تمكّنت مصر وفق بيانات رسمية من استقبال 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقمٍ تحققه البلاد في تاريخها، وسط مؤشرات تتوقع زيادة هذه الأعداد في العام الجديد. فكيف استطاعت القاهرة الوصول إلى هذا الرقم رغم الصعوبات.

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وصف تدفقات السائحين في عام 2024 بـ«المبشرة»، عادّاً أنه لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بمصر لارتفع هذا الرقم إلى 18 مليون سائح بدلاً من 15 مليوناً و700 ألف.

وأكد مدبولي خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، عمل حكومته على استهداف 18 مليون سائح خلال عام 2025، مستفيداً من الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، وزيادة الغرف الفندقية، مشيراً إلى أن «آلاف الغرف الفندقية للخدمة أُدخلت خلال الآونة الأخيرة ما ساعد على استيعاب هذا العدد».

المتحف القومي للحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

ويُعدد الخبير السياحي محمد كارم، أسباب نجاح مصر في زيادة الحركة السياحية الوافدة العام الماضي، قائلاً إن «الاستقرار الأمني داخل مصر واهتمام الملايين حول العالم بالسياحة الثقافية والشاطئية، وكذلك تطوير وتغيير البنية التحتية في القطاع السياحي على غرار شبكة الطرق بين المدن السياحية، كانت بين الأسباب التي ساهمت في زيادة أعداد السائحين».

ويضيف كارم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أدى تنوّع المنتج السياحي في البلاد حيث السياحة الدينية والعلاجية والاستشفائية والريفية، مع زيادة الغرف الفندقية، وتنويع الأسواق المصدّرة للسائحين، وتنظيم معارض أثرية في الخارج، إلى زيادة استيعاب تلك التدفقات».

ووفق حسام هزاع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، فإن مصر حقّقت دخلاً يُقدّر بأكثر من 14 مليار دولار (الدولار الأميركي يعادل نحو 51 جنيهاً) من السياحة العام المنصرم، وعدّ هذا الرقم «جيداً» في ظل الظروف الجيوسياسية في المنطقة.

وفسّر هزاع زيادة أعداد السائحين، قائلاً في تصريحات تلفزيونية إنّ «زيادة عدد الغرف الفندقية خلال عام 2024، ودعم الطيران منخفض التكاليف لزيادة عدد المقاعد، وإطلاق مبادرات لتطوير الفنادق وبنائها، وأخرى للمركبات السياحية، والمشاركة في جميع المعارض السياحية الدولية، كلها أمور ساهمت في الوصول إلى هذا الرقم».

هدف مصر الوصول إلى 18 مليون سائح خلال العام الحالي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتُمثل السياحة الشاطئية نحو 62 في المائة من إجمالي السياحة القادمة إلى مصر، وفق هزاع الذي يؤكد أن مدن القاهرة والأقصر وأسوان والإسكندرية كانت من أكثر المقاصد جذباً للسائحين.

وكانت مصر تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031، ورهنت تحقيق ذلك بعدم حدوث «متغيرات جيوسياسية جديدة في المنطقة»، وفق تعبير شريف فتحي وزير السياحة والآثار المصري، الذي قال إن «الاستراتيجية الذي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

من جانبه، أكّد فتحي في حديث سابق، استمرار حكومة بلاده في العمل ببرنامج تحفيز الطيران لتشجيع شركات السياحة على جلب السائحين إلى مصر، مشيراً إلى أن الدعم الذي تُقدّمه الحكومة أسفر عن متغيّرات إيجابية، إذ تُوضح التقديرات الرسمية أن كلّ دولار أُنفق ضمن هذا البرنامج أسفر عن عائد يُقدَّر بـ70 دولاراً.

وقال إنه سيُعلَن عن حزمة تحفيز أعلى إلى الأقصر وأسوان خلال الصيف المقبل، مضيفاً أن «حزمة التّحفيز التي أُطلقت إلى شرم الشيخ خلال عام 2024 رفعت من نسبة السياحة في المدينة 5 في المائة».

وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت في بداية شهر يوليو (تموز) الماضي، أن إجمالي أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال النصف الأول من العام الحالي، بلغ 7.069 مليون سائح، وهو ما يماثل تقريباً الرقم القياسي التاريخي الذي حققَته السياحة في مصر بأعداد السائحين الوافدين خلال الفترة نفسها من عام 2023، التي بلغت 7.062 مليون سائح.

وشهدت أعداد الليالي السياحية نمواً خلال النصف الأول من 2024، حيث بلغت 70.2 مليون ليلة سياحية، لتتجاوز بذلك المستويات القياسية السابقة، وهو ما انعكس إيجاباً على النِّسب التقديرية للإيرادات السياحية، حيث حققت مبلغ 6.6 مليار دولار، مقارنةً بمبلغ 6.3 مليار دولار خلال الفترة من عام 2023.

ووفق فتحي، فإن مصر تهدف لأن تكون الدولة رقم 1 في التنوع السياحي؛ لما تمتلكه من مقومات ومقاصد متعددة.، مشيداً بالمستوى السياحي للساحل الشمالي الذي اجتذب سائحين وزوّاراً من 104 دول مختلفة خلال عام 2024، وقال إنها «منطقة واعدة للغاية، وتحافظ على السياحة ذات الإنفاق المرتفع».

وتدرس وزارة السياحة والآثار منح تراخيص لبعض أصحاب المنازل في المناطق السياحية، مثل الأقصر وأسوان ونزلة السمان بالجيزة، لتأجير غرف في منازلهم للسياح، بشرط توافر النظافة والأمن والسلامة، حسب فتحي.

مصر تتمتع بتنوع منتجاتها السياحية (الشرق الأوسط)

ووفق تصريحات مدبولي العام الماضي، فإن عدد الغرف السياحية في مصر لا يستوعب أكثر من 18 إلى 19 مليون سائح، وهذا تحدٍّ كبير يعملون على حلّه، عبر استهداف إضافة مزيد من الغرف الفندقية لاستيعاب الزيادة المستهدفة من السياح.

وتأمل مصر في زيادة عائدات قطاع السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنوياً، عبر تنويع المنتج السياحي، بين ديني وعلاجي وثقافي وشاطئي.

ويؤكد كارم قدرة مصر على استضافة أكثر من 18مليون سائح خلال العام الجديد، بفضل الخطط الحكومية التي تستهدف ذلك، ومن بينها تشغيل خطوط طيران مباشرة إلى الوجهات المصرية المتعدّدة، بالإضافة إلى مناخ مصر الدافئ خلال موسم الشتاء، وتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة داخل مصر وافتتاح المتحف الكبير رسمياً.


مقالات ذات صلة

مصر: اهتمام رئاسي بالخطة الترويجية للمتحف الكبير

يوميات الشرق بهو المتحف الكبير (الشرق الأوسط)

مصر: اهتمام رئاسي بالخطة الترويجية للمتحف الكبير

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، اجتماعاً لمناقشة التحضيرات المتعلقة بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي تتركز السياحة الإسرائيلية الوافدة إلى مصر في مدن طابا ودهب وشرم الشيخ (محافظة جنوب سيناء)

هل ينعش الإسرائيليون حركة السياحة في سيناء المصرية؟

أثارت تقارير عبرية تحدثت عن تدفق الآلاف من السياح الإسرائيليين على مصر رغم تحذيرات تل أبيب من خطورة السفر، تساؤلات بشأن إسهامها في إنعاش حركة السياحة بمصر.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا محمد علي حفيد الملك فاروق يقرر العودة إلى مصر (أ.ف.ب)

تفاعل «سوشيالي» مع عودة حفيد الملك فاروق للإقامة بمصر

حظيت تصريحات الأمير محمد علي، حفيد الملك فاروق عن عودته إلى مصر بعد أن قضى معظم حياته في فرنسا، موطن والدته، بتفاعل «سوشيالي».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يبدأ فعالياته في محطته السادسة بطوكيو (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تراهن على تنوع منتجها السياحي لاجتذاب الآسيويين

تراهن مصر على تنوع منتجها السياحي لجذب العديد من السائحين، خصوصاً من قارة آسيا، مع توقعات بزيادة الاستثمارات والغرف الفندقية بمصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تراهن سياحياً على «المتحف الكبير» في «بورصة برلين»

تراهن مصر على المتحف الكبير المقرر افتتاحه رسمياً في شهر يوليو (تموز) المقبل، في بورصة برلين السياحية الدولية بألمانيا لاجتذاب أكبر عدد ممكن من السائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

رحيل أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج

الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
TT

رحيل أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج

الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)

توفي الممثل اللبناني أنطوان كرباج، اليوم (الأحد)، عن عمر ناهز 90 عاماً بعد أن أمضى سنواته الأخيرة في أحد مستشفيات بيروت فاقداً للذاكرة بفعل مرض ألزهايمر.

وقالت نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان في بيان: «غادرنا عظيم من بلادنا. بدأ حياته ملكاً وبقي كذلك طيلة مسيرته الفنية. قامة مسرحية ودرامية أغنت المكتبة الإبداعية بالعديد من الأعمال العظيمة خاصة على المسرح الجاد والاستعراضي مع العمالقة الأخوين الرحباني والأيقونة اللبنانية السيدة فيروز».

ولد كرباج عام 1935 في قرية زبوغا بمحافظة جبل لبنان وبدأ مسيرته الفنية مطلع الستينات حين التحق بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس.

أدى كرباج أدواراً بارزة في عدد من مسرحيات الأخوين رحباني وجسد شخصيات تتطلب أداء مركباً مثل «فاتك المتسلّط» في مسرحية «جبال الصوان»، و«الملك غيبون» في مسرحية «ناطورة المفاتيح»، و«الوالي» في «صح النوم»، و«القائد الروماني» في مسرحية «بترا»، و«اليوزباشي عسّاف» في «صيف 840».

أجاد أدوار الشر والخير على حد سواء في الدراما التلفزيونية منذ تجسيده شخصية «جان فلجان» في مسلسل «البؤساء» لفيكتور هوغو عام 1974.

وتوالت مسلسلاته التي تنوعت بين الشعبية والمستوحاة من الأعمال الأدبية، فقدم مسلسل «ديالا» مع الفنانة اللبنانية الراحلة هند أبي اللمع، ومسلسل «لمن تغني الطيور»، ومسلسل «أوراق الزمن المر» مع منى واصف وجوليا بطرس.

لمع في مسلسل «بربر آغا» الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار أنطوان غندور وأخرجه باسم نصر لتلفزيون «لبنان» عام 1979.

وعلى المسرح أدى كرباج أدواراً تنقل فيها بين روايات الأدب العالمي مثل «ماكبث» للإنجليزي ويليام شكسبير، و«الذباب» للفرنسي جان بول سارتر.

تقلد منصب نقيب الممثلين في لبنان من عام 2005 إلى عام 2009.