السعودية تبدأ «عام الحرف اليدوية» احتفاءً بقيمتها التاريخية وتراثها الثقافي

يأتي العام لحفظ وتوثيق الحِرف اليدوية السعودية التقليدية وترسيخ حضورها دولياً (وزارة الثقافة)
يأتي العام لحفظ وتوثيق الحِرف اليدوية السعودية التقليدية وترسيخ حضورها دولياً (وزارة الثقافة)
TT

السعودية تبدأ «عام الحرف اليدوية» احتفاءً بقيمتها التاريخية وتراثها الثقافي

يأتي العام لحفظ وتوثيق الحِرف اليدوية السعودية التقليدية وترسيخ حضورها دولياً (وزارة الثقافة)
يأتي العام لحفظ وتوثيق الحِرف اليدوية السعودية التقليدية وترسيخ حضورها دولياً (وزارة الثقافة)

صوناً للمعنى الثمين الذي تشكله الحرف اليدوية، وإبرازاً لعناصر الثقافة المحلية على المستوى الدولي؛ قررت السعودية تسمية 2025 «عام الحرف اليدوية»، والاحتفاء بقيمتها التاريخية وتراثها الثقافي؛ حيث جسّدت الحرف اليدوية أصالة ملموسة موروثة من الآباء والأجداد، ارتبطت بسلسلة من القصص الممتدة بين الماضي والحاضر إلى المستقبل.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، إن عام الحرف اليدوية هو «عام ثقافي نؤمن فيه بواجبنا في التعرُّف على إبداعات وطنية قدّمها ويُقدّمها حِرفيون مبدعون من جميع مناطق وطننا الكبير». وأضاف وزير الثقافة في كلمته المنشورة على المنصة الإلكترونية للمبادرة: «نحن السعوديين نفخر بتراث غني، وتقاليد عريقة ومتنوعة تنتمي لـ13 منطقة، كما نعتز بسعوديات وسعوديين مبدعين في مجالات حِرفية متنوعة، فاز عدد منهم بجوائز عالمية، واستضيفت أعمالهم في محافل دولية مختلفة، ومن خلال عام (الحرف اليدوية 2025) سنقترب أكثر من حِرفنا، ومن الحِرفيين والمنتجات الحِرفية، ونحث على اقتناء رموز حسية تجسّد ثقافتنا، وننطلق من ذلك كله نحو آفاق أعلى تليق بمكانة بلادنا وثقافتها الأصيلة، ونحو مستقبل مزدهر، يُعزز مهاراتنا وإحساسنا بالجمال والفائدة من خلال مزاولة الحِرف اليدوية».

وأكد الأمير بدر أن وزارة الثقافة تحت مظلة «رؤية السعودية 2030»، أولت عناية كبيرة بالتراث الثقافي الوطني بمختلف أنماطه وقوالبه المادية وغير المادية، وأن عام الحِرف اليدوية يأتي ضمن سعي الوزارة الدؤوب لحفظ وتوثيق الحِرف اليدوية السعودية التقليدية، وترسيخ حضورها في الحياة المعاصرة، وحفظها للمستقبل.

وتسلط وزارة الثقافة السعودية من خلال منظومة المبادرات والأنشطة الفعاليات التي تندرج ضمن عام الحرف اليدوية، على التراث الثقافي الذي يُصنع أو يُنسج ويُغزل أويُنقش بأيدي الحرفيين، ويعيد عام الحرف اليدوية صِلة الأجيال بكل قطعة حرفية، وبما لها من قيمة تراثية وفنية وجمالية، ومنفعة مرتبطة بالحياة اليومية للأجيال السابقة، وما تعكسه البراعة في أداء وإنتاج تلك الحرف، من إبداع وإتقان السعودي، وانسجامه مع مكونات وخامات بيئته المحلية.

براعة المنتجات اليدوية... إبداع وإتقان السعودي وانسجامه مع مكونات وخامات بيئته المحلية (وزارة الثقافة)

ولترسيخ مكانة الحِرف اليدوية محلياً وعالمياً، تُنظّم وزارة الثقافة السعودية وشركاؤها على مدار العام حزمة منوّعة من البرامج النوعيّة، والفعاليات الثريّة، والمسابقات التفاعليّة؛ لتحقيق رؤية العام الثقافي المتمثلة في «ترسيخ مكانة الحِرف اليدوية محلياً وعالمياً بوصفها تراثاً ثقافياً، وركيزة من ركائز الهوية السعودية»، وتحقيق رسالته التي نصّت على «مزاولة الحِرف اليدوية، وصوْنها، واقتنائها، وتوثيق قصصها، وتعزيز حضورها في الحياة المعاصرة».

يعيد عام الحرف اليدوية صِلة الأجيال بكل قطعة حرفية وبما لها من قيمة تراثية وفنية (وزارة الثقافة)

وتهدف وزارة الثقافة من خلال عام «الحِرف اليدوية 2025» إلى تمكين الحِرفيين السعوديين، ودعم إنتاجهم الحِرفي، واستثمار الفرص المساهِمة في تعزيز الصناعات الوطنية، وتنويع الاقتصاد الثقافي، إضافةً إلى التوعية بأهمية وقيمة المهن والمنتجات التي تعتمد على الحِرف، وما تُجسّده من عمق تاريخي يُمثّل الهوية الثقافية السعودية، إلى جانب تسليط الضوء على أنواع الحِرف اليدوية السعودية، وتعزيز حضورها وارتباطها في الحياة اليومية للمجتمع، وفتح نوافذ التواصل بين الحِرفيين السعوديين والمجتمع المحلي والدولي بمختلف أطيافه.

تسلط المبادرة الضوء على ما يُصنع أو يُنسج ويُغزل أو يُنقش بأيدي الحرفيين (وزارة الثقافة)

ودشَّنت وزارة الثقافة (الأربعاء) أعمال مبادرة عام «الحِرف اليدوية 2025»، بإطلاق المنصة الإلكترونية للعام الثقافي على شبكة الإنترنت، وتتضمن الواجهة الإلكترونية للمبادرة، وصفاً لها ولأهدافها، إلى جانب دليل الهوية البصرية الذي يحتوي على مبادئ توجيهية وإرشادات لاستخدامات شعار العام والهوية.

ويُجسّد شعار «الحِرف اليدوية 2025» جماليات الحِرف اليدوية عبر تصميمه المستوحى من التراث الحِرفي، الذي يتألف من اسم العام الثقافي مكتوباً باللغتين العربية والإنجليزية، ويستند إلى ملامس من مواد طبيعية مثل الأخشاب، والطين، والجلد، التي تُعدُّ مواد رئيسية في الحِرف اليدوية التقليدية، كما يشتمل الشعار على أيقونات تُبرز منتجات الحرف السعودية، مثل المشغولات المعدنية، والدِّلال، ومشغولات النخيل، بتصاميم أصيلة وبسيطة ومرنة قابلة للتطوير والتعديل.


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين يتلقى رسالة من رئيس السنغال

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يتلقى رسالة من رئيس السنغال

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)

السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

نال «مركز إكثار وصون النمر العربي» في السعودية اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية.

«الشرق الأوسط» (العلا)
الخليج وفد سعودي يتفقد مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق للاطلاع على الواقع الصحي وتحديد الاحتياجات (سانا‬⁩)

السعودية: 3 آلاف متطوع مستعدون لدعم القطاع الصحي السوري

أكثر من ثلاثة آلاف متطوع من الكوادر الطبية السعودية أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى برنامج «أمل» الذي أتاحه المركز لدعم القطاع الصحي في سوريا.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ظواهر جوية حادة أثّرت على مناطق السعودية خلال عام 2024 (الأرصاد)

15 ظاهرة تجسّد واقع التغيرات المناخية في السعودية

كشف المركز السعودي للأرصاد عن 15 ظاهرة جوية حادة أثّرت على مناطق المملكة خلال عام 2024 وتجسّد بوضوح تأثير التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الملتقى يتيح فرصة مشاهدة عملية النحت الحي والتمتُّع بتفاصيل الصناعة (واس)

«ملتقى طويق للنحت» يحتفي بتجارب الفنانين

يحتفي «ملتقى طويق الدولي للنحت 2025» بتجارب الفنانين خلال نسخته السادسة التي تستضيفها الرياض في الفترة بين 15 يناير الحالي و8 فبراير المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.