عروض مسرحية قديمة في «بداية السنة الجديدة» بمصر

«نوستالجيا» و«الأرتيست» و«مش روميو وجولييت» بمقدمتها

لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)
لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)
TT

عروض مسرحية قديمة في «بداية السنة الجديدة» بمصر

لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)
لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)

مع بداية العام الجديد، تشهد المسارح المصرية 6 عروض مسرحية قديمة (عرضت في مواسم سابقة)، بعضها على مسارح الدولة (القطاع العام)، وهي «نوستالجيا 80/90»، و«الأرتيست»، و«مش روميو وجولييت»، بالإضافة لمسرحيتين بالقطاع الخاص هما «فارس يكشف المستور»، و«ميمو»، إلى جانب مسرحية «بلاي» والتي تعرض لأول مرة ضمن عروض مسرح الدولة.

وتعاد مسرحية «نوستالجيا 80/90» على خشبة مسرح «البالون» بعد عرضها خلال موسم «عيد الأضحى» الماضي وتقديمها لأكثر من 20 ليلة عرض في القاهرة والمحافظات، والمسرحية فكرة ورؤية إخراجية للفنان تامر عبد المنعم، وهي مستوحاة من الأعمال الفنية خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

وتعرض مسرحية «الأرتيست» على خشبة مسرح «الهناجر» بدار الأوبرا المصرية في موسم جديد، والمسرحية تتضمن بعداً فنياً وإنسانياً بارزاً وفق آراء وتعليقات نقدية خلال موسم العرض السابق، حيث تدور أحداثها حول حدث مر في حياة الفنانة الراحلة زينات صدقي، والمسرحية تأليف وإخراج محمد زكي، وبطولة هايدي عبد الخالق، وحصلت علي جوائز عدة من المهرجان القومي للمسرح المصري.

لقطة من مسرحية «الأرتيست» (حساب العرض بـ«فيسبوك»)

ويحتفي «المسرح القومي» بالليلة الـ100 لعرض مسرحية «مش روميو وجولييت» التي يقوم بطولتها علي الحجار، ورانيا فريد شوقي، وميدو عادل، تأليف عصام السيد وأشعار أمين حداد، وتدور أحداثها في إطار غنائي استعراضي.

وتستمر مسرحية «بلاي» التي بدأت قبل أيام عروض موسمها الأول على مسرح «الغد» في العجوزة من إنتاج فرقة «مسرح الغد»؛ تأليف الدكتور سامح مهران، وإخراج محمد عبد الرحمن الشافعي، وينتمي العرض لكوميديا الارتجال، وتدور أحداثه حول فرقة مسرحية تبحث عن نص لتقدمه في موسم جديد.

من جانبه، علّق المخرج والمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة على ندرة العروض المسرحية وإعادة مسرحيات قديمة بالتزامن مع بداية العام الجديد، موضحاً أن «عام 2024 شهد اختفاء كاملاً لفرق القطاع الخاص باستثناء فريق محمد صبحي».

وأشار إلى أن فرق الهواة هي التي باتت تمثل مصر في المهرجانات الدولية، بل وتحمل راية المسرح المصري، وأن ظاهرة اختفاء الفرق وندرة العروض ليست وليدة العام.

وأرجع دوارة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أسباب تقلص العروض المسرحية في القطاع العام إلى أسباب عدة من بينها «عدم وجود دعاية جاذبة، والأجور العالية، وهدم دور العرض، وتفضيل الدراما التلفزيونية على المسرح».

لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (المركز الإعلامي بالبيت الفني للمسرح)

وأضاف الدكتور عمرو أن «المعطيات كافة تؤكد أن التيار أصبح قوياً، بل وأجبر الناس على التوقف عن العطاء المسرحي»، مؤكداً في الوقت نفسه على «ضرورة وجود خطة سنوية لا تتغير بتغير القيادات في جميع القطاعات الحكومية المنتجة للمسرح».

وفي السياق، يستمر الفنان محمد صبحي في استكمال عرض مسرحيته «فارس يكشف المستور» على مسرح مدينة سنبل من تأليفه وإخراجه، وشاركه في التأليف أيمن فتيحة، كما ينشغل الفنان أحمد حلمي في عرض مسرحية «ميمو» على إحدى المسارح الخاصة بعد أن عرضت لأول مرة في فعاليات «موسم الرياض» خلال عام 2023.

ويشهد موسم «بداية العام» عروضاً مسرحية موجهة للأطفال؛ من بينها مسرحيتا «الفار الطباخ»، و«الساحر العالمي»، على خشبة مسرح «الفن - جلال الشرقاوي».

لقطة من مسرحية «بلاي» (حساب العرض بـ«فيسبوك»)

ويرى المخرج إسلام إمام الذي قدم العرض المسرحي «عامل قلق» في موسم «عيد الأضحى» الماضي وحقق إيرادات لافتة، أن «عرض مسرحيات قديمة على مسارح الدولة في المواسم مشكلة وأزمة كبيرة تواجه المسرح»، كما أكد أن «بعض عروض المسرح الخاص في السنوات الأخيرة فشلت في اجتذاب الجمهور».

وذكر إمام في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسرح الخاص أصبح يعاني من ضعف الإنتاج في ظل إغلاق المسارح في أحياء عدة بالقاهرة، فأصبحت المعاناة تتلخص في ندرة الإنتاج وإغلاق المسارح، ومشكلة الحجز من المسرح مباشرة، وعدم وجود خطة وجدول عرض مسبق». وأشار إلى أن أجور الفنانين العالية تمثل عائقاً أيضاً أمام استمرار وهج المسرح في مصر.


مقالات ذات صلة

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

يوميات الشرق مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً، ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الثلاثي المسرحي في صالة «بيروت هال» (إنستغرام)

مسرحية «حادث أمني صعب»... نقدٌ ذاتي ساخر وضحك متواصل

يحكي قاووق عن المصائب التي عاشها اللبنانيون، من الدمار الهائل والانفجارات، إضافة إلى أحداث أخرى بدأتها المقاومة بحرب مساندة لتنتهي بسقوط نظام الأسد في سوريا.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس أبناء منصور الرحباني يطلقون فعاليات مئوية والدهم (الشرق الأوسط)

أبناء منصور الرحباني يُطلقون مئويته ووزارة التربية تتعاون لترسيخ إرثه في المدارس

بحضور حشدٍ من الشخصيات الثقافية والفنية والإعلامية، أطلق أبناء منصور الرحباني برنامج مئويته من بيروت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان كريم عبد العزيز يقدم شخصية أبو المعاطي الباشا (حساب المستشار تركي آل الشيخ بـ«فيسبوك»)

تمديد عرض مسرحية «الباشا» بعد نجاحها في موسم الرياض

حظي العرض المسرحي «الباشا»، من بطولة الفنان المصري كريم عبد العزيز، بتفاعل «لافت»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصدر «الترند» على منصة «إكس»، الجمعة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تميزت الفرقة بعروضها المبهرة (دار الأوبرا المصرية)

الأوبرا المصرية تعرض «نيران الأناضول»

تستقبل دار الأوبرا المصرية العرض التركي «نيران الأناضول» الذي يستلهم ملامح التراث التركي في تابلوهات راقصة لأحد أشهر فرق الرقص الفلكلوري في تركيا.

محمد الكفراوي (القاهرة)

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
TT

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تصدّرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما، «تريند» موقع «يوتيوب»؛ وخطفت الأغنية الاهتمام مُحقّقة مشاهدات تجاوزت 600 ألف مشاهدة بعد طرحها بساعات. وهي من كلمات عمرو تيام، وألحان شادي حسن. ويدور الكليب الغنائي الذي أخرجه تامر حسني حول علاقات الحب والهجر والندم.

وتعليقاً على فكرة «الديوهات الغنائية» ومدى نجاحها مقارنة بالأغنيات المنفردة، قال الشاعر المصري صلاح عطية إن «فكرة الديو الغنائي بشكلٍ عام جيدة وتلقى تجاوباً من الجمهور حين يكون الموضوع جيداً ومُقدماً بشكل مختلف».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب «فعلاً ما بيتنسيش» (يوتيوب)

ويؤكد عطية أن «الديو» ينتشر أولاً بنجومية مطربيه وجماهريته، ومن ثَمّ جودة العمل. وفي ديو «فعلاً ما بيتنسيش» للنجمين تامر ورامي، قُدّم العمل بشكل يُناسب إمكاناتهما الصّوتية ونجوميتهما، كما أنه خطوة جيدة وستكون حافزاً لغيرهما من النجوم لتقديم أعمالٍ مشابهة.

وشارك تامر حسني فيديوهات كثيرة لتفاعل الجمهور مع ديو «فعلاً ما بيتنسيش»، عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب تعليقاً عبر خاصية «ستوري» لأحد متابعيه بعد إشادته بالديو جاء فيه: «منذ 10 أشهرٍ وأنا أعمل وأفكر مع رامي لتقديم عملٍ يليق بالجماهير الغالية السَّمّيعة».

رامي صبري في لقطة من الكليب (يوتيوب)

وبعيداً عن الإصدارات الغنائية، ينتظر تامر حسني عرض أحدث أعماله السينمائية «ري ستارت». وبدأ حسني مشواره الفني مطلع الألفية الجديدة، وقدّم بطولة أفلام سينمائية عدّة، من بينها «سيد العاطفي» و«عمر وسلمى» و«كابتن هيما» و«نور عيني» و«البدلة» و«الفلوس» و«مش أنا» و«بحبك» و«تاج».

«ولأن الديو وغيره من الألوان مثل (الموشّحات والدور والقصيدة)، لم يعد لها في السنوات الأخيرة وجود لافت على الساحة، فإنه عندما يقدّم أحد النجوم عملاً حقيقياً وصادقاً فإنه يلمس الوتر عند الجمهور ويحقّق النجاح، وهذا ما فعله تامر ورامي»، وفق أحمد السماحي، الناقد الفني المصري.

وتابع السماحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ديو (فعلاً ما بيتنسيش) عملٌ مناسبٌ للأجواء الشتوية، ويتضمّن كلمات هادفة وموضوعاً مهماً مثل (عدم تقدير الحبيب) والندم على ذلك». كما أشاد السماحي بأداء رامي وتامر في الكليب، خصوصاً أن قصته يعاني منها شباب كثر، وظهورهما معاً أظهر فكرة المعاناة في بعض العلاقات العاطفية.

تامر حسني (حسابه في فيسبوك)

لم يكن ديو رامي وتامر الأول في مسيرة الأخير، فقد شارك خلال مشواره في أعمالٍ غنائية مع عدد من الفنانين، من بينهم شيرين عبد الوهاب وعلاء عبد الخالق وكريم محسن والشاب خالد وأحمد شيبة ومصطفى حجاج وبهاء سلطان وغيرهم.

في حين بدأ رامي صبري مشواره بالتلحين، وقدّم بعد ذلك أغنيات خاصة به، من بينها «حياتي مش تمام»، و«لما بيوحشني»، و«أنتي جنان»، و«بحكي عليكي»، و«غريب الحب». وقبل يومين، شارك صبري في حفلٍ غنائيٍّ على مسرح «أبو بكر سالم»، جمعه بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم ضمن فعاليات «موسم الرياض».

من جانبها، نوّهت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذة النقد الموسيقيّ في أكاديمية الفنون، بأنه لا يمكننا إطلاق مصطلح «ديو غنائي» على أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت رامي وتامر، فهي أغنية تصلح لمطرب واحد، مشيرة إلى أن «الديو له معايير أخرى تبدأ من النّص الشعري الذي يتضمّن السؤال والجواب والحوار».

ولفتت ياسمين فراج، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة نجمين من الجيل نفسه في أغنية، تُوحي بالترابط بينهما، ووجودهما على الساحة له مردودٌ إيجابي جاذبٌ للناس نظراً لجماهيريتهما التي رفعت من أسهم الأغنية سريعاً».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب الأغنية (يوتيوب)

ووفق عطية، فإن «فكرة الديوهات قُدّمت منذ زمن طويل وجمعت نجوماً، من بينهم محمد فوزي وليلى مراد في أغنية «شحّات الغرام»، وفريد الأطرش وشادية في أغنية «يا سلام على حبي وحبك»، وحتى في تسعينات القرن الماضي، قدّم الفنان حميد الشاعري كثيراً من الديوهات أشهرها «عيني» مع هشام عباس، و«بتكلم جد» مع سيمون.

وأفاد عطية بأن هناك ديوهات حققت نجاحاً لافتاً من بينها أغنية «مين حبيبي أنا» التي جمعت وائل كفوري ونوال الزغبي، و«غمّض عينيك» لمجد القاسم ومي كساب، حتى في نوعية المهرجانات شارك عمر كمال وحسن شاكوش في أغنية «بنت الجيران».