الاكتئاب يجعل قيادة المسنين للسيارات أكثر خطورة

الدراسة تسلّط الضوء على العلاقة بين الاكتئاب وسلوك القيادة بين كبار السِّن (جامعة واشنطن)
الدراسة تسلّط الضوء على العلاقة بين الاكتئاب وسلوك القيادة بين كبار السِّن (جامعة واشنطن)
TT

الاكتئاب يجعل قيادة المسنين للسيارات أكثر خطورة

الدراسة تسلّط الضوء على العلاقة بين الاكتئاب وسلوك القيادة بين كبار السِّن (جامعة واشنطن)
الدراسة تسلّط الضوء على العلاقة بين الاكتئاب وسلوك القيادة بين كبار السِّن (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة أميركية أن كبار السِّن المصابين بالاكتئاب يُظهرون أنماط قيادة للسيارات أكثر خطورة مقارنة بغيرهم؛ مما يشكل تهديداً لسلامتهم وسلامة الطرقات.

وأوضح الباحثون في جامعة واشنطن، أن النتائج تُسلّط الضوء على ضرورة التركيز على الصحة النفسية لدى كبار السِّن لتحسين سلامة قيادة السيارات، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «غاما نتورك».

والاكتئاب هو اضطرابٌ نفسي خطير يتّسم بمشاعر مستمرة من الحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، واضطرابات في النوم والشهية؛ مما يؤدي إلى ضعف في الأداء الوظيفي والحياتي.

وتؤثر هذه الحالة بشكل كبيرٍ على قُدرة الأفراد على اتخاذ القرارات السليمة والحكم على الأمور؛ مما يضاعف من المخاطر في مجالات حيوية، مثل القيادة، والعمل، والتفاعلات الاجتماعية.

وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 5 في المائة من البالغين حول العالم الاكتئاب، مع معدّلات إصابة أعلى بين النساء مقارنة بالرجال.

وشملت الدراسة عيّنة من السائقين الأكبر سناً المصابين وغير المصابين بالاكتئاب.

وكشفت عن أن كبار السِّن الذين يعانون اضطراب الاكتئاب أظهروا أنماطَ قيادة أكثر خطورة مقارنةً بمجموعة التّحكم التي لا تعاني الاكتئاب.

وأظهرت الدراسة أن السائقين كبار السِّن المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة للقيام بسلوكيات قيادة خطرة، مثل الفرامل الحادة، والانعطافات المفاجئة، والأنماط غير المتوقعة أثناء القيادة، وهذه السلوكيات تزيد من احتمالات وقوع الحوادث.

ويرى الباحثون أن الاكتئاب يشكل عاملَ خطرٍ خفيّاً يؤثر على السلامة العامة، خصوصاً أنه يرتبط بعددٍ من المشكلات الصحية المزمنة، مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، التي قد تزيد من تدهور الحالة الصحية العامة والقدرة على القيادة الآمنة.

وشدّد الفريق البحثي على ضرورة إجراء فحوص روتينية للكشف عن الاكتئاب بين كبار السِّن، إلى جانب تطوير تدخُّلات مخصّصة لتحسين سلامة القيادة لدى هذه الفئة.

وتتضمن هذه التّدخلات تقديمَ علاجات نفسية، وتوفير برامج تدريبية للسائقين كبار السِّن لتعزيز قدرتهم على التعامل مع تحدّيات الطريق.

وأشار الباحثون إلى أهمية الحفاظ على استقلالية القيادة لكبار السِّن لدعم جودة حياتهم وصحتهم النفسية، مع العمل على إدارة المخاطر المرتبطة بالاكتئاب بحذر.

ونوّه الفريق بأن الدراسة تُعدّ مرجعاً مهماً لصُنّاع القرار والمختصين في مجالي الصحة العامة وسلامة الطرقات؛ إذ تسلّط الضوء على العلاقة بين الاكتئاب وسلوك القيادة بين كبار السِّن. ودعوا إلى اعتماد سياسات تركّز على الوقاية والتدخل المبكر لدعم هذه الفئة العمرية وحماية سلامة الطرقات.


مقالات ذات صلة

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

يوميات الشرق الفيضانات المدمرة في البرازيل تسببت في مقتل أكثر من 80 شخصاً خلال مايو 2024 (رويترز)

تهجير 40 مليون شخص بسبب كوارث مناخية في 2024

أفادت دراسة دولية بأن عام 2024 شهد درجات حرارة قياسية تسببت في تغييرات جذرية بدورة المياه العالمية، مما أدى إلى فيضانات مدمرة وجفاف شديد في العديد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك المشروبات المحلاة بالسكر تحتوي على سكريات مضافة تُستخدم لتحسين الطعم (جامعة تافتس)

3.4 مليون مريض سنوياً بسبب المشروبات السكرية

كشفت دراسة أميركية حديثة أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يتسبب في 3.4 مليون حالة جديدة سنوياً من مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك قوالب من الجبن الأصفر (رويترز)

تناول الجبن قد يقلل خطر الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم

وجدت دراسة حديثة روابط محتملة بين الجبن والنتائج الصحية الإيجابية خاصةً عندما يتعلق الأمر بالنوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ترفع المكسرات والأسماك الدهنية والخضروات والفواكه من مستويات الكوليسترول الجيد بالجسم  (جامعة ناغويا)

المكسرات والأسماك للوقاية من الإصابة بالخرف

أفاد فريق من الباحثين بأن البروتين الدهني عالي الكثافة قد يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على مادة الدماغ الصحية لدى البالغين في منتصف العمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة الفانوس المرقطة (جامعة كورنيل)

كلاب مدرّبة لرصد آفات مدمّرة في المحاصيل الزراعية

أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الكلاب المدربة وسيلة فعّالة في اكتشاف بيض حشرة «الفانوس المرقطة»، وهي آفة زراعية غازية تُهدد المحاصيل في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
TT

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)
أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

تُعد دراما السيرة الذاتية للمشاهير والشخصيات العامة من أهم أنواع الدراما التي يُقبل عليها المشاهد عالمياً، لكن الأزمة الأساسية التي تواجه هذا النوع الدرامي تتعلق بالصراع مع الورثة حول أحقية تقديم العمل من عدمه، وفق متابعين ونقاد.

وفي الآونة الأخيرة، طالعتنا وسائل إعلام بتصريحات على لسان الممثل كريم نجل النجم الراحل محمود عبد العزيز أنه «يرفض تحويل حياة والده إلى عمل درامي».

في حين أن محمود عبد العزيز قدم أحد أشهر مسلسلات السيرة الذاتية وهو «رأفت الهجان» عن قصة عميل المخابرات المصرية الذي عاش في إسرائيل رفعت الجمال، وحقّق العمل الذي بُث الجزء الأول منه لأول مرة عام 1988 نجاحاً ساحقاً في أجزائه الثلاثة.

مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

وعلى الرغم من أن الفنان الراحل أحمد زكي قدم 3 أفلام سيرة ذاتية عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر «ناصر 56» عام 1996، والرئيس الراحل أنور السادات «أيام السادات» عام 2001، والمطرب الراحل عبد الحليم حافظ «حليم» عام 2006، بيد أن شقيقته إيمان زكي رفضت رفضاً قاطعاً تقديم قصة حياته في مسلسل.

حق عام بضوابط

قال حسن حافظ الباحث في تاريخ مصر لـ«الشرق الأوسط»: إن «سيرة أي شخصية مشهورة هي ملكية عامة، ومن حق أي مبدع تقديمها في عمل فني». وتابع: «بيد أن هناك بعض المعايير، أهمها الاحتفاظ بالسياق التاريخي للأحداث دون تزييف، مع حق المبدع أن يتعمّق في دوافع الشخصية لفهم القرارات التي اتخذتها، وهنا يكون الورثة أحد مكونات عملية البحث، مع التدقيق في ما يقولونه».

أمر آخر لا بد من أخذه في عين الاعتبار حسب حافظ، وهو أن العمل الدرامي لا يحكي قصة الشخصية العامة كما جرت بالضبط، بل هو مبني في جزء منه على الخيال، بعكس العمل الوثائقي.

ويتفق معه الناقد الفني أمجد مصطفى، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يحق للورثة حتى طلب أموال مقابل السماح بتناول القصة، ولكن من حقهم الاطمئنان لخروج العمل الدرامي دون تشويه للشخصية، فهناك بعض كتاب الأعمال الدرامية الذين يتعمدون إضافة أشياء قد تكون غير حقيقية وربما جارحة من أجل التشويق والإثارة».

ولفت إلى أن ذلك لا يعني أن العمل الدرامي يجب أن يُركّز فقط على الجوانب الإيجابية في حياة الشخصية، فهناك أمور قد لا تفيد في رصد حياة الشخصية، وفق مصطفى.

تخليد للشخصية وشركائها

من أهم السير التي قّدّمت وخلقت حالة في مصر، مسلسل «أم كلثوم» (إنتاج 1999)، وحقق نجاحاً كبيراً، وفق نقاد، ومع ذلك يقول حسن حافظ إن «هذا المسلسل قدم سيرة بيضاء لأم كلثوم، ولم ينخرط مثلاً في صراعاتها مع نجوم عصرها».

في حين يرى أمجد مصطفى أن «مسلسل (أم كلثوم) إلى جانب أنه يخلّد سيرتها، فإنه كذلك يرصد حياة جميع من شاركوا في قصة نجاحها من ملحنين وشعراء، ولكن هذا المسلسل مثلاً تجاهل دور الموسيقار محمد الموجي في حياة أم كلثوم، ومن هنا يجب على كاتب دراما السيرة الذاتية أن يكون أميناً في الرصد».

سيرة أم كلثوم في مسلسل من بطولة صابرين (يوتيوب)

الجدية شرط النجاح

على المستوى العالمي هناك انفتاح لتقديم دراما السيرة الذاتية سواء في أميركا أو أوروبا، مثل مسلسل «كليوباترا» الذي عرضته منصة «نتفليكس» الأميركية في مايو (أيار) 2023 وأثار الجدل لأنه قدم الملكة المصرية الفرعونية ذات بشرة سمراء، وهو ما عدّته السلطات المصرية «تزييفاً للتاريخ»؛ لأن المصادر تؤكد أن كليوباترا كانت بشرتها فاتحة اللون.

في حين أن مسلسل «التاج» (The Crown)، الذي يتناول سيرة الملكة إليزابيث الثانية، حقق نجاحاً كبيراً.

ويُرجع حافظ سبب نجاحه إلى «ما لمسه المشاهد من جدية القائمين عليه لتقديمه في أحسن صورة وأدق تفاصيل».

وشدّد على أن «غياب الجدّية والدقة تسبب في فشل مسلسلات عن سير المشاهير في مصر خلال السنوات الأخيرة، مثل مسلسلات (العندليب) عن سيرة عبد الحليم حافظ، و(السندريلا) عن سيرة سعاد حسني، و(الضاحك الباكي) عن سيرة نجيب الريحاني».

ويرى أمجد مصطفى كذلك أن «فيلم حليم لأنه كان في آخر أيام أحمد زكي وقت مرضه أُنجز بسرعة ولم يكن متّقناً بالقدر اللازم لنجاحه».

تصبح المهمة أسهل حينما تكون للشخصية المشهورة مذكرات كتبتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت، الذي يقول نجله الشاعر محمد بهجت لـ«الشرق الأوسط»: «لم يواجه والدي مشكلات مع الورثة عند كتابة الفيلم لأنه اعتمد على كتاب البحث عن الذات للرئيس السادات، وكذلك بعض كتب الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، وأيضاً مذكرات جيهان السادات التي كانت على قيد الحياة وقتها وأثنت على سيناريو الفيلم قبل تصويره حينما عرضه عليها والدي والفنان أحمد زكي».

أحمد زكي في فيلم «أيام السادات» (فيسبوك)

موقف القانون

وعن موقف القانون من دراما السيرة الذاتية يقول المحامي بالنقض محمد إصلاح في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وفق المبادئ القانونية المستقرة في القانون المدني المصري فإن مجرد التجسيد لا يرتب حقاً قانونياً للورثة في الاعتراض، ولكن لهم رفع دعوى تعويض إذا أثبتوا أن النشر والتجسيد قد أضرّ بسمعة المتوفى، ولا يستطيعون رفع دعوى منع ما لم يتمكنوا من إثبات تحقّق هذا الضرر للمحكمة من واقع العمل الفني».