الطفل الأوسط أكثر صدقاً وتعاوناً

وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)
وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)
TT

الطفل الأوسط أكثر صدقاً وتعاوناً

وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)
وجد الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته (جامعة بروك)

توصّل اثنان من علماء النفس إلى أدلة جديدة تشير إلى أن الطفل الأوسط الذي يكبر مع أشقاء متعددين يميل إلى أن يكون أكثر صدقاً وتعاوناً من الأطفال الذين يكبرون من دون أشقاء.

ووجد الباحثان، من جامعة بروك، وجامعة كالجاري في كندا، أن الأطفال الأوسطين (الذين لديهم أشقاء أكبر وأصغر منهم) حصلوا على أعلى الدرجات في الصدق والتواضع والودّ. تلاهم الأشقاء الأصغر سناً، ثم الأشقاء الأكبر سناً، ثم الأطفال الوحيدون.

ووفق بيان صحافي، الثلاثاء، أوضح الباحثان أن عدد الإخوة والأخوات الذين يكبر الشخص معهم يؤثر أيضاً على شخصيته؛ فكلما زاد عدد الإخوة والأخوات زادت درجاته في الصدق والتعاون. وفي بحثهما المنشور في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، وصف مايكل أشتونا وكيبوم ليب كيف حلّلا البيانات لآلاف الأشخاص الذين ملأوا ملفات تعريف على موقع ويب للشخصية. كتب الباحثان في مقدمة ورقتهما البحثية: «إن مستويات السمات الشخصية تختلف بالفعل بوصفها دالة على ترتيب الميلاد وعدد الإخوة».

وقبل هذا العمل البحثي الجديد، طوّر الثنائي البحثي ما وصفوه بتصنيف 6 أبعاد رئيسية للشخصية (HEXACO) - الصدق والتواضع، والعاطفية، والانفتاح، والود (مقابل الغضب)، والضمير والانفتاح على التجارب. كما أنشأوا ونشروا موقعاً على الويب يمكن للزوار استخدامه لإجراء جرد شخصية وفقاً لهذا التصنيف. وتضمن البحث الجديد تحليل بيانات أكثر من 700 ألف شخص زاروا الموقع وأكملوا التحليل.

في هذه الدراسة، اتبع الباحثان نهجاً جديداً، فقد بحثا عن الاختلافات الشخصية بين الأطفال الذين نشأوا مع أعداد متفاوتة من الأشقاء والأطفال الذين نشأوا من دون أي أشقاء.

وأشار الباحثان إلى أن زيادة عدد الإخوة والأخوات تعني المزيد من التنازلات من قبل الجميع، مما يؤدي إلى الود، كما يؤدي إلى المزيد من الصدق، لأن الإفلات من الكذب يصبح أكثر صعوبة مع زيادة حجم الأسرة.

يشار إلى أن النقاش محتدم لأكثر من قرن من الزمان حول: هل يساعد ترتيب الميلاد في تشكيل الشخصية، أم أن الأمر يستند إلى أدلة واهية؟ إذ يزعم بعض الباحثين أنهم وجدوا أنماطاً تؤكد ذلك، بينما لم يجد آخرون أياً منها - في حين وجد البعض خطأ في ادعاءات قدمها آخرون. وبسبب هذا، ليس من المعروف ما إذا كانت مثل هذه الأنماط فعلاً موجودة.


مقالات ذات صلة

تقنية ليزرية تحسن الدعامات القلبية

يوميات الشرق تعمل الدعامة على فتح الأوعية الدموية المسدودة، ومع ذلك يمكن أن تؤدي لآثار جانبية (معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا)

تقنية ليزرية تحسن الدعامات القلبية

نجح فريق بحثي من «معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا» (KIST) في تطوير تقنية جديدة لمعالجة أسطح الدعامات القلبية باستخدام الليزر، من أجل تعزيز نمو الخلايا البطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك العلماء يعتقدون أنّ الإنفلونزا تُشكِّل أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

لقاح الإنفلونزا فعّال ضدّ الحالات المرضية الشديدة للأطفال

أظهرت دراسة أجراها فريق من الباحثين من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا بالولايات المتحدة، أنّ لقاح الإنفلونزا فعال في منع الإصابات الشديدة

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المتزوّجون أكثر رضا عن الحياة مقارنة بالعازبين (جمعية علم النفس الأميركية)

دراسة: العازبون أقل رضا عن الحياة من المتزوّجين

أظهرت دراسة ألمانية أنّ الأشخاص الذين عاشوا حياة العزوبية طوال حياتهم يختلفون عن المتزوّجين أو المرتبطين في سمات شخصيتهم ودرجة رضاهم عن الحياة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التمارين الرياضية الهوائية جزء أساسي من نمط الحياة الصحي (رويترز)

150 دقيقة رياضة أسبوعياً تُقلّص الوزن الزائد

كشفت دراسة تحليلية بريطانية أن كل 30 دقيقة أسبوعياً من التمارين الرياضية الهوائية «الكارديو» ترتبط بانخفاض الوزن بمقدار 0.52 كيلوغرام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
بيئة تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مقهى الشابندر» من قلب بغداد إلى الرياض... سفيرُ لقاءات الفنّ والمعرفة

TT

«مقهى الشابندر» من قلب بغداد إلى الرياض... سفيرُ لقاءات الفنّ والمعرفة

أُنشئ المقهى في بغداد عام 1917 (تصوير: تركي العقيلي)
أُنشئ المقهى في بغداد عام 1917 (تصوير: تركي العقيلي)

بعمره الذي يتجاوز القرن، وشهرته في الآفاق، حضر «مقهى الشابندر» الذي يوصَف برئة بغداد الثقافية، إلى العاصمة السعودية الرياض، ضمن مهرجان «بين ثقافتين» الذي تنظّمه وزارة الثقافة في المملكة بنسخته الثانية، للاحتفاء بعمق العلاقات الثقافية بين البلدين، وتقديم فعاليات تعزّز أواصر التعاون، وتوفّر فرصة لاستكشاف ثراء العلاقة وتبادُل الفنون المشتركة.

وفي محاكاة للمقهى الذي أُنشئ عام 1917، في حين يعود إنشاء مبناه إلى نهاية القرن الـ19؛ حضر على امتداد أيام المهرجان شعراء وأدباء ومثقّفون لإحياء أمسيات أدبية وشعرية وفنّية، استمتع بها الضيوف وروّاد المقهى في الرياض.

ومن نوافذ «مقهى الشابندر»، يطلّ المستمتع بأحاديث السمر والفكر على «شارع المتنبي» في محاكاة للشارع البغدادي الشهير الذي يُجسّد القيمة الثقافية للشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية، وتمتدّ على جانبيه أبرز المعالم الثقافية، والأجواء الأدبية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب وروح المكان.

أمسيات أدبية وشعرية وفنّية يستمتع بها ضيوف المهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

 

يتسامر زوّاره بأحاديث الثقافة والفنّ والشعر والسياسة (تصوير: تركي العقيلي)

ويحتفي المقهى بدوره في إيقاد مشاعل الفكر وإثراء مواسم الثقافة والأدب والمعرفة، من خلال حضوره في ذاكرة العراقيين لعقود؛ ويحتفي بصاحبه محمد الخشالي الذي تسلَّم إدارته عام 1963 بعدما كان مخصّصاً سابقاً لمطبعة الشابندر التي تأسّست عام 1907.

بُني المقهى التاريخي على الطراز المعماري البغدادي الأصيل، ويُعدُّ شاهداً على نمط معماري فريد عرفته العاصمة العراقية في تاريخها. وكان روّاده تاريخياً من كبار موظفي الحكومة، نظراً إلى موقعه المهم في قلب المدينة العتيقة، بالإضافة إلى مختاري بغداد وأجيال من روّاد الثقافة والأدب والفكر العربي.

أمسيات أدبية وشعرية وفنّية يستمتع بها ضيوف المهرجان (تصوير: تركي العقيلي)

 

المقهى جوهرة ثقافية بغدادية (تصوير: تركي العقيلي)

يعود اسم المقهى إلى انتماء أصحابه لعائلة الشابندر؛ وهي عائلة بغدادية قديمة، عُرفت بالغنى والجاه والعمل في التجارة؛ وقد أُطلق على عميد الأسرة، رئيس التجار أو شابندر التجار.

وتشهد جدرانه ومقاعده على تاريخ ارتبط بأحداث بغداد وتحوّلاتها. ويحتوي أرشيفه على صور لوالي بغداد خليل باشا، والملك فيصل الأول، ووزراء في العهد الملكي، إلى جانب أهل الفنّ، منهم الراحلة أم كلثوم.

ويستذكر المتسامرون في «مقهى الشابندر» بالرياض، حكاية الخشالي عندما أعاد إلى المقهى روحه من جديد، بعد الحادثة الإرهابية التي تعرَّض لها عام 2007 في ذروة عصف الصراع الطائفي ببغداد، إذ أودت سيارة مفخَّخة بنحو 68 ضحية، بينهم 4 من أبناء صاحب المقهى وحفيده، لكنّ الخشالي تمكن من إعادة بثّ الروح فيه واستئناف دوره الثقافي وسط شارع المتنبي البغدادي، ولم يبقَ من أثر الحادثة الدموية إلا وصف «مقهى الشهداء» على لوحة الاستقبال.

«شارع المتنبي» في الرياض يُحاكي الشارع البغدادي الشهير في العراق (تصوير: تركي العقيلي)

 

حضر المقهى المعروف برئة بغداد الثقافية إلى العاصمة السعودية (تصوير: تركي العقيلي)

وظلَّ المقهى التاريخي جوهرة ثقافية بغدادية وواحداً من أشهر الأندية الاجتماعية المهمّة في العاصمة العراقية؛ يتسامر زواره بأحاديث الثقافة والفنّ والشعر والسياسة، ويتردّد عليه عامة الناس والتجار والموظّفون والأدباء.

ويستمرّ مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في الرياض، حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لإظهار القواسم المشتركة بين الثقافتين السعودية والعراقية عبر أنشطة وفعاليات تُعزّز أواصر التعاون الثقافي بين البلدين، وتوفّر الفرصة لاستكشاف الثقافة العراقية وعلاماتها الإبداعية المميّزة.