خبيرة توصي بتجنب إدراج قائمة المهام اليومية الخاصة بك تحت كل عنوان (رويترز)
عندما تتقدم بطلب للحصول على وظيفة وترسل سيرتك الذاتية إلى شركة ما، يجب أن تلفت انتباه المسؤولين على الفور.
تقول ستيفاني فاكريل، مستشارة الموارد البشرية الحالية ومسؤولة سابقة بقسم التوظيف في شركات مثل «غوغل» و«إنفيديا»، والتي نظرت في «آلاف» السير الذاتية: «السيرة الذاتية تعرض تاريخ عملك ضمن فترة تتراوح بين 10 و60 ثانية على الورق».
توضح أن سرد قصة مقنعة والوضوح والإيجاز قدر الإمكان «هو ما سيجعلك تفوز في بحر» من المرشحين الآخرين. ويشمل ذلك سرد الإنجازات القوية والحفاظ على السيرة الذاتية ضمن صفحة أو صفحتين، اعتماداً على طول حياتك المهنية.
هناك أيضاً بعض «العلامات الحمراء» التي تنصح فاكريل الناس بتجنبها، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي»:
قائمة بمهامك اليومية
بادئ ذي بدء، تجنب إدراج قائمة المهام اليومية الخاصة بك تحت كل عنوان.
تقول: «يرتكب الكثير من الناس أخطاء في سيرتهم الذاتية، حيث إنهم يسردون مهام عملهم اليومية». بدلاً من ذلك، يجب أن تكون سيرتك الذاتية عبارة عن «قائمة بإنجازاتك، ممزوجة ببعض واجبات الوظيفة».
لا يحتاج المُديرون إلى رؤية أنك كتبت رسائل بريد إلكتروني ونسقت الاجتماعات. يحتاجون إلى معرفة أنك أكملت مشاريع مهمة، وحققت إيرادات وساعدت الشركة بشكل عام على النمو.
تقول فاكريل إن سرد واجبات الوظيفة وحدها لا يترك مديري التوظيف يتساءلون عن مدى مساهمتك فحسب، بل يجعلهم يعتقدون أنه «لم يتم بذل الكثير من الجهد» في كتابة السيرة الذاتية. بالنسبة لهم، هذا لا يبشر بالخير فيما يتعلق بنوع الجهد الذي ستبذله في الوظيفة نفسها.
الخطوط الملونة والرسوم البيانية
هناك علامة تحذير أخرى وهي السيرة الذاتية الملونة التي تحتوي على جميع أنواع الرسومات.
توضح الخبيرة: «عندما كنت أعمل في (غوغل)، كان الناس يقدمون دائماً سيراً ذاتية فنية مع مخططات وألوان... فبدلاً من كتابة قائمة واحدة بالعناوين والإنجازات تمتد على عرض الصفحة، كانوا يقسّمون سيرهم الذاتية إلى أعمدة... إن استخدام تنسيق بسيط ومباشر يسمح لإنجازاتك بالتحدث عن نفسها – لكن عبر إنشاء هذه السير الذاتية الملونة، أنت فقط تتصرف بطريقة غير لائقة».
وتتابع: «بعض هذه السير الذاتية ليست سهلة القراءة... مما يجعل من الصعب تمييز مؤهلاتك».
عندما يتعلق الأمر بكيفية تنسيق سيرتك الذاتية، «اجعلها مملة»، كما تنصح فاكريل، مضيفة، «لا ألوان، ولا مخططات، ولا رسوم بيانية، ولا صور».
إدراج سنوات العمل فقط
العنصر الأخير الذي تلاحظه فاكريل في السيرة الذاتية هو كيفية تقديم التواريخ.
عند سرد مدة العمل في وظيفة معينة، يذكر بعض الأشخاص السنوات فقط. قد يقول شخص ما إنه عمل في شركة من عام 2021 إلى عام 2022، لكن «من ديسمبر (كانون الأول) 2021 إلى يناير (كانون الثاني) 2022 يختلف كثيراً عن يناير 2021 إلى ديسمبر 2022، أليس كذلك؟»، كما توضح.
لن يكون هذا بالضرورة علامة حمراء، لكنه سيجعل المسؤولين يتوقفون ويفكرون، «ما الذي يحاول هذا الشخص التهرب منه؟» كما تشير فاكريل. وتوصي باستخدام الشهر والسنة في كل مرة.
إذا كان هناك شيء يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها.
«متحف سرسق» ينفض عنه غبار الحرب ويحتفلhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5093582-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%B3%D8%B1%D8%B3%D9%82-%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%B9%D9%86%D9%87-%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84
احتفال «متحف سرسق» في بيروت، الجمعة، بعودته إلى جمهوره ومحبيه، له طعم آخر هذه المرة. إذ أصرّت إدارة المتحف، على ألا تفتح أبوابها بعد الحرب المدمرة التي شنَّتها إسرائيل على لبنان، من دون أن يجتمع لهذه المناسبة عشاق الفن وأصدقاء المتحف، في ما يشبه تدشيناً جديداً لمؤسسة فنية، عاشت تقلبات الحروب، وعانت إغلاقاً وعودة لمرات عدة.
فإثر انفجار المرفأ عام 2020 تعرَّض المتحف لأضرار بالغة، فقد نسف العصف نوافذه الملونة الجميلة، وأصيب المبنى إضافة إلى تلف لوحات وتحف. واحتاج الأمر، إلى جهد كبير، وتبرعات وفيرة؛ كي يتم ترمم ما تأذّى. وكان «متحف سرسق» في مايو (أيار) من العام الماضي، قد احتفى، بعودته إلى الحياة، بعد غياب ثلاث سنوات. لكن شاءت الظروف أن تعيش بيروت أخطاراً جديدة؛ لذا لجأ المتحف لإجراءات سريعة خشية أن يتعرض لنكسة أخرى، قبل أن ينسى تجربته المريرة السابقة. وباشتداد القصف الإسرائيلي على بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومع صعوبات التنقل للموظفين، قرر إغلاق أبوابه. وحفاظاً على الأعمال الفنية الثمينة تم توضيبها بعناية ووضعت في المستودعات. وأعلن المتحف على صفحته على «إنستغرام»: «مرة أخرى، نجد أنفسنا نزيل الأعمال الفنية التي تملأ جدراننا، ليس بهدف الترميم أو الاحتفال، بل للحماية. هذه ليست المرة الأولى، وللأسف قد لا تكون الأخيرة».
وتقول مديرة «متحف سرسق» كارينا الحلو لـ«الشرق الأوسط»: «عاش فريق العمل، ضغطاً كبيراً. بعضهم لم يكن قادراً على الوصول إلى مكان عمله. لم نرد تعريضهم للخطر، كما أننا لا نزال تحت صدمة انفجار المرفأ، وما تسبب به من كوارث للمتحف. رغبنا في حماية المقتنيات؛ لأننا لم نكن نعلم إلى أين يمكن أن تتجه الأمور».
تم الافتتاح الجديد، بحضور حشد من المحبين، وعُرضت على واجهات المتحف بالأبعاد الثلاثية ثماني لوحات، من مجموعته الدائمة، لوحتان لإيتل عدنان، وثلاث لولي عرقتنجي، وأخرى لجوليانا سيرافيم، وشفيق عبود وسامي عسيران. ونظمت إدارة المتحف جولة للزوار على المعروضات التي عادت إلى مكانها. كما كان حفل موسيقي أحيته الموسيقية يارا أسمر في الساحة الخارجية. ونظّم بهذه المناسبة متجر المتحف سوقاً ميلادية بمناسبة الأعياد يستمر لثلاثة أيام.
وترى الحلو أن الاحتفال الجامع بعودة العمل إلى المتحف، «هو بمثابة إعلان عن عودة الفن إلى أصحابه، وملاقاة الناس له. أردنا أن نؤكد على الصلة الوثيقة بين المتحف والمدينة، لهذا؛ نحن نعمل على تنظيم ورش عمل للأطفال في المدارس لتعريف تلامذتنا بالفن والفنانين اللبنانيين» وتضيف: «نحن حريصون أيضاً، من خلال هذا الاحتفال، أن نرفّه عن نفوس الناس، الذين مرّوا بظروف صعبة من خلال الفن والموسيقى».
وتمكن الزوار خلال هذه الاحتفالية من زيارة ثلاثة معارض أعيدت إلى الصالات.
هناك معرض «أنا جاهل»، الذي يلقي الضوء على أهمية صالون الخريف الذي كان له دور رئيس في إطلاق الكثير من الأسماء الفنية والمواهب، والقيّمان عليه هما: ناتاشا كسبريان وزياد قبلاوي. والمعرض الثاني الذي شاهده الزوار هو «موجات الزمن»، القيّمة عليه مديرة المتحف كارينا الحلو. وهو عبارة عن إعادة تأريخ للمراحل التي مرّ بها المتحف من حين كان منزلاً أنيقاً لصاحبه محب الفن والجمال نقولا سرسق، وصولاً إلى ما حدث بعد انفجار المرفأ، مروراً بخطوات الترميم التي خضع لها ليعود لجمهوره.
ويتضح للزائر من خلال هذا المعرض أن المتحف مرّ بإغلاقات قسرية عدة، غير تلك التي تعرض لها في السنوات الأخيرة، كان أولها بين عامي 1952 و1961، أي أنه دام تسع سنوات، إثر معركة قانونية لتحويل دارة إبراهيم نقولا سرسق إلى متحف للعموم.
المعرض الثالث «رؤى بيروت»، وهو مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة لمدينة بيروت تعكس التحولات التي عاشتها المدينة، والأحداث الجسام التي تعرضت لها، وتعود الصور إلى «مجموعة فؤاد درباس».
ومن خلال فيديو يضم ما يقارب 20 ألف صورة، بطريقة رقمية، نذهب إلى ما يشبه جولة افتراضية على المباني التراثية الجميلة التي نسفها انفجار المرفأ، وقد أعيد تصورها مع الأحياء المحيطة، وكأنها خرجت من كل أزماتها وذهبت إلى المستقبل.
جدير بالذكر أن «متحف سرسق» في جعبته مجموعة فنية ثمينة، مكونة من 1600 عمل فني، ولوحات لما يقارب 150 فناناً لبنانياً يمثلون مراحل ومدارس مختلفة، وفي حوزته أيضاً 12 ألف مادة مؤرشفة، و30 ألف صورة تعود لفؤاد درباس. وكذلك مئات الأعمال المستعارة، أو التي تم التبرع بها، وبعض آخر يوجد بسبب التبادل مع متاحف أخرى.
وتحدثنا الحلو عن إعادة جدولة للبرامج التي خطط لها قبل الإغلاق: «كان ثمة معارض متفق عليها، وارتباط مع فنانين، ومواعيد لمحاضرات. منها ما تم تأجيله، لكن هناك من بين من اتفقنا معهم من غادر، ومن تغيرت ظروفه. لهذا؛ فنحن في طور إعادة الاتصال مع الفنانين، لترتيب برنامجنا وفقاً للمعطيات التي استجدت. فكل إغلاق نعيشه يتبعه جهد لترتيب الأنشطة من جديد».
يعود بناء «متحف سرسق» أو ما يعرف بـ«قصر سرسق» إلى عام 1912. وقد أوصى صاحبه، الرجل المحب للفن نقولا سرسق، قبل وفاته، بأن يُوهب قصره لبلدية بيروت، وأن يقام فيه متحف يشرف عليه رئيس البلدية، وتديره نخبة بيروتية. لكن القصر تحول مكاناً لاستضافة الملوك والرؤساء، قبل أن يُحوّل بالفعل متحفاً عام 1961، وكان في البدء بعرض القطع التي كانت موجودة فيه.
تعرَّض المتحف للإقفال القسري أكثر من مرة. فقد علّق عمله عام 2008 لتجديده وتوسعته، حيث ازدادت مساحته أكثر من 5 مرات، وأضيفت إليه طوابق سفلية مع الحفاظ على مهابته وطرازه القوطي المطعم بالعثماني، كما أُضيفت قاعات عدة ومطعم. أما الإقفال القسري الرابع وقبل الأخير فكان بسبب انفجار مرفأ بيروت.
وقد خرج المتحف كلياً من الخدمة بعد إصابته البالغة في انفجار بيروت يوم 4 أغسطس (آب) 2020، حيث لا يبعد عن موقع المرفأ سوى 800 متر؛ مما دمر 70 في المائة من المتحف.
وهو في حلته الحالية متحف، ومركز ثقافي، وموقع لاستقبال المعارض، وتُنظَّم فيه الأنشطة وتعرض الأفلام، وتعقد المحاضرات.