منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

الفائزون يكشفون لـ«الشرق الأوسط» عن تجاربهم ومشروعاتهم ضمن مبادرة بالتزامن مع «كوب 16»

تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)
تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)
TT

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)
تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

فعلى هامش المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول)، تنافَس عددٌ من الشباب والشابات العرب ضمن النسخة السادسة من مبادرة «حلول شبابية» التي تنعقد لأول مرة في السعودية.

رغد الزهراني حائزة المركز الأول (الشرق الأوسط)

تقول المتسابقة السعودية رغد الزهراني، وهي الحائزة المركز الأول في المبادرة عن مشروع منصة «سلم تك» لـ«الشرق الأوسط»: «الدوافع الأساسية التي دفعتني لتأسيس شركة في مجال البيئة، هي أن والدي ناشط اجتماعي يعمل في مجال إصلاح ذات البين، وهو الذي غرس حب المبادرات البيئية والمجتمعية في نفسي منذ الصغر، فضلاً عن تخصصي الذي يركز ويهتم بتقنية المعلومات... كما أن دعم عائلتي وأصدقائي اللامحدود، ووجود شريكتي الهنوف العتيبي يعدَّان سبباً رئيسياً في نمو المشروع ووصوله إلى مراحل متقدمة».

وأوضحت رغد، خلال حديثها، أن مشروعها يعدّ منصةً تقنيةً متقدمةً تهدف إلى تقديم حلول مبتكرة لتعزيز استدامة الأراضي ومكافحة التصحر، معتمدةً على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات؛ لتوفير توصيات دقيقة لتحسين التربة واستعادة الأراضي المتضررة. وسلّطت الضوء على الهدف الأساسي لمشروعها المتمثِّل في «دعم المجتمعات الزراعية في تحسين إنتاجيتها وتقليل أثر التصحر» ليحصل مشروعها في نهاية المطاف على الجائزة الكبرى، المقدرة بـ50 ألف دولار؛ لدعم تطويره وتنفيذه على نطاق أوسع.

أما المركز الثاني فكان من نصيب السعودي محمد الخالد عن مشروعه منصة «زيرو نت»، في حين حلَّ مشروع شركة «ميمبرولوجي» للسعودية إيمان رضا اليوسف في المركز الثالث، من بين أصحاب المشروعات المشاركين من الشباب السعوديين، ونظرائهم العرب المقيمين بالسعودية، الذين عرضوا مشروعاتهم وإبداعاتهم التي قدمت حلولاً مبتكرة لمختلف التحديات المرتبطة بالعمل البيئي ضمن المبادرة التي تهدف، وفقاً لما تحدَّث به القائمون عليها لـ«الشرق الأوسط»، إلى تمكين الشباب العرب من تقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية والتنموية الملحة، بالتزامن مع «كوب 16» في العاصمة السعودية الرياض، بالإضافة إلى تركيز المبادرة في نسختها السادسة، السبت، تحت شعار «شبابنا... أرضنا... مستقبلنا»، على تقديم حلول مبتكرة للتصدي لقضايا التصحر، ومكافحة الجفاف، وإدارة الأراضي المستدامة، وتحسين الزراعة، الأمر الذي من شأنه إبراز دور الشباب في مواجهة التحديات البيئية العالمية.

محمد الخالد الفائز بالمركز الثاني عن مشروع منصة «زيرو نت» (الشرق الأوسط)

وللتعليق على هذا الإنجاز، قال الخالد: «اليوم وبصفتي أحد الشباب العرب والسعوديين، أجد أنه من واجبي بصفتي مواطناً مسؤولاً وطموحاً أن أسهم في إيجاد الحلول المبتكرة في مواجهة التحديات والقضايا العالمية التي تواجه كوكبنا، مثل التصحر، وتدهور الأراضي، والتغير المناخي، ولنكون مثالاً يحتذى به أمام الأمم الأخرى».

الخالد، وهو حائز المركز الثاني في المبادرة، وحصل على 20 ألف دولار لدعم تنفيذ مشروعه وتوسيع نطاق العمل، تابع خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم نعيش في قرية عالمية واحدة، ومشكلاتنا البيئية تتشابه إلى حد كبير مع الدول الأخرى، وجميعنا نشترك في هدف واحد؛ هو الحفاظ على مكتسبات هذه الأرض المباركة».

ولشرح طريقة عمل المنصة، قال الخالد: «تعمل المنصة على مكافحة الجفاف من خلال استخدام تقنيات حديثة في تجميع المياه من الهواء (Air-to-Water Technology)، وتشجيع الابتكار في مجال الاستمطار الاصطناعي، ويركّز المشروع أيضاً على تقليل استهلاك المياه في الزراعة، وتحسين إدارة الموارد المائية».

وبسؤاله عن أهداف المشروع، أجاب: «الهدف الأساسي هو تقديم حلول عملية للمجتمعات التي تعاني من ندرة المياه».

إيمان اليوسف حائزة المركز الثالث (الشرق الأوسط)

حائزة المركز الثالث، بجائزة قدرها 10 آلاف دولار تمويلاً أولياً لدعم تنفيذ الحلول المقترحة، إيمان اليوسف، عن مشروع شركة «ميمبرولوجي»، كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن أن شغفها بتقنية الأغشية والفلاتر للمياه، بدأ بعد العمل على عدد من المشروعات البحثية لهذا المجال في آيرلندا والصين والمملكة المتحدة.

وأردفت: «للأسف، لم أجد أي شركة سعودية متخصصة في تقنية الأغشية للمياه في السوق المحلية، لذلك أنشأت شركة الابتكار المستدام للخدمات البيئية».

وعن وصف مشروعها، قالت إنها «شركة متخصصة في تحسين تقنيات الزراعة الذكية من خلال تطوير برامج وخدمات رقمية تسهم في إدارة الأراضي بشكل مستدام».

ولفتت إلى أن «ميمبرولوجي» تقدِّم أدوات رقمية لتحليل التربة، ومتابعة نمو المحاصيل، وإدارة الموارد الزراعية بفعالية. وأكّدت أن «الهدف من المشروع يتمثّل في تعزيز الزراعة الذكية وتحسين استدامة الإنتاج الزراعي».

يذكر أن «مركز الشباب العربي»، بالتعاون مع «مؤسسة الملك خالد»، أعلنا أسماء الفائزين الثلاثة في النسخة السادسة من مبادرة «حلول شبابية»، التي أطلقها المركز بالتزامن مع (كوب 16)، بهدف تمكين الشباب العرب من المبدعين والمبتكرين وأصحاب الشركات والمشروعات الناشئة من تقديم حلول للتحديات التي تطرحها المبادرة عبر جولاتها المختلفة، وتحت شعار «متحدون من أجل الأرض».


مقالات ذات صلة

«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

الخليج صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» في الرياض: 35 قراراً لمكافحة التصحر

اختتم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) اجتماعاته في الرياض، أمس، بالموافقة على 35 قراراً حول مواضيع محورية تسهم في الحد من تدهور

عبير حمدي ( الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثّلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
خاص وضعت السعودية كثيراً من المبادرات لمكافحة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) play-circle 01:48

خاص «فاو»: شح التمويل والنزاعات يهددان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قدّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التمويل المطلوب لمشروعات الزراعة في المنطقة بـ500 مليون دولار سنوياً.

عبير حمدي (الرياض)

«ماتسوري حيّ»... جسرٌ ثقافيٌّ بين السعودية واليابان بقلب جدة

دايسكي تانيبي يقدّم عرضه الأول في السعودية (حيّ جميل)
دايسكي تانيبي يقدّم عرضه الأول في السعودية (حيّ جميل)
TT

«ماتسوري حيّ»... جسرٌ ثقافيٌّ بين السعودية واليابان بقلب جدة

دايسكي تانيبي يقدّم عرضه الأول في السعودية (حيّ جميل)
دايسكي تانيبي يقدّم عرضه الأول في السعودية (حيّ جميل)

عاد «ماتسوري حي»، المهرجان الثقافي البارز الذي تنظّمه مؤسّسة «فنّ جميل»، بنسخته الثانية في حيّ جميل بجدة، ليقدّم طوال 3 أيام تجربة فريدة تحتفي بالتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية واليابان.

وهو يجمع بين الفنّ والموسيقى والطعام والابتكار، بهدف الإضاءة على نقاط الالتقاء بين الثقافتين من خلال عروض وفعاليات تناسب جميع الأعمار.

القنصل الياباني دايسوكي ياماموتو خلال افتتاح الحيّ بجدة (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، تحدَّث القنصل الياباني في جدة، دايسوكي ياماموتو، عن دور المهرجان في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين. وقال: «الحدث ثقافي ياباني يُقام للعام الثاني توالياً بتعاونٍ رائع مع حيّ جميل، ويهدف إلى تعزيز روابط الصداقة والتبادل الثقافي مع السعودية من خلال تقديم أشكال مختلفة من الثقافة اليابانية وتعريف المجتمع السعودي بها. سُررنا باستقبال أكثر من 5000 زائر لحيّ ماتسوري العام الماضي، ونأمل ارتفاع العدد هذا العام».

أضاف ياماموتو: «للمهرجان دور محوري في تعزيز التفاهم المُتبادل بين الشعبين، خصوصاً في ظلّ الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة ضمن (رؤية 2030) بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويُعدُّ إحدى القنوات التي تُسهم في تحقيق أهداف الرؤية الثقافية».

مُشاركة القنصلية اليابانية بجدة في «ماتسوري حيّ» (الشرق الأوسط)

وإذ بيَّن أنّ الاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة يعكس قوّتها التاريخية، أشار إلى مذكرة التفاهم التي وُقِّعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية؛ والتي تمثّل خطوة مهمّة نحو تعميق التعاون الثقافي.

وأوضح القنصل أنّ اليابان والمملكة تتقاسمان القيم الثقافية الشرقية مع الانفتاح على الثقافات الأخرى، مبدياً أمله بأن «يستمتع زوار حيّ جميل بعروض هذا العام، ويتعرّفوا إلى عاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا وإبداعات اليايان، خصوصاً أنّ المهرجان سيقدّم فرقة إلكترونية يابانية تعمل في مجال الموسيقى الكهرومغناطيسية، بالإضافة إلى حضور دايسكي تانيبي، الموسيقي الإلكتروني الشهير؛ فتقدّم الفرقة موسيقى باستخدام الإلكترونيات المُعاد تدويرها، ما يجعلها تجربة فريدة تتيح الشعور بألفة خاصة تجاهها».

عرض موسيقي للفرقة اليابانية «إلكترونكوس فانتا ستكوس» للمرة الأولى في السعودية (حيّ جميل)

كما أشاد القنصل بالتعاون مع حيّ جميل قائلاً: «أودّ الإعراب عن خالص امتناني لمؤسّسة (فنّ جميل) التي أسَّسها فادي جميل، وحيّ جميل بجدة لاستضافة هذا الحدث الثقافي. فالحيّ يلعب دوراً حيوياً في تعريف المجتمع السعودي بثقافة الآخرين، وهو تطبيق عملي لأجندة الرؤية. أتمنّى التوفيق في الجهود الثقافية النبيلة، وللمملكة وشعبها الصديق كل التقدّم والازدهار في ظلّ قيادتها الحكيمة».

وهذا العام، يزخر المهرجان ببرنامج غنيّ ومتنوّع يشمل عروضاً موسيقية لفرق وفنانين يابانيين وسعوديين، وورشات عمل تفاعلية مثل فنّ الأوريغامي، والرسم التصويري، وصناعة المصابيح اليابانية التقليدية. كما يقدّم تجربة مميّزة للزوار من خلال سوق حيّة تجمع بين المنتجات السعودية واليابانية المبتكرة، ومأكولات شهية تعكس ثقافة البلدين.

«ماتسوري حيّ»، منصة تفاعلية تتيح للزوار اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف بين الثقافتين، لتعزيز التفاهم المُتبادل والاحترام العميق بين الشعبين السعودي والياباني. وهو احتفال حقيقي بالصداقة والإبداع في أجواء نابضة بالحياة.