أسرع روبوت مائي مستوحى من «شيطان البحر»

الباحثون استلهموا تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة المانتا راي المرنة (جامعة ولاية نورث كارولينا)
الباحثون استلهموا تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة المانتا راي المرنة (جامعة ولاية نورث كارولينا)
TT

أسرع روبوت مائي مستوحى من «شيطان البحر»

الباحثون استلهموا تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة المانتا راي المرنة (جامعة ولاية نورث كارولينا)
الباحثون استلهموا تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة المانتا راي المرنة (جامعة ولاية نورث كارولينا)

حقّق فريق بحثي أميركي إنجازاً جديداً في عالم الروبوتات اللينة، حيث صمموا أسرع روبوت سباحة لين حتى الآن، مستوحى من حركة سمكة «المانتا راي»، المعروفة أيضاً باسم «شيطان البحر».

وأوضح الباحثون من جامعة ولاية نورث كارولينا، أن هذه التقنية تفتح آفاقاً لتحسين الحركات الجانبية للروبوت في المستقبل، ما يعزز قدراته على المناورة في البيئات المائية المعقدة، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Science Advances».

والروبوتات اللينة هي أجهزة مبتكرة مصممة لاستكشاف المياه والعمل داخل البيئات البحرية، مستوحاة من الكائنات البحرية مثل الأسماك، تتميز بمرونتها العالية، حيث تُصنع من مواد ناعمة وقابلة للانثناء مثل السيليكون، ما يجعلها أكثر أماناً للتعامل مع الكائنات الحية أو الأسطح الحساسة، وتُستخدم في مجالات متعددة، منها البحث العلمي، ومراقبة الحياة البحرية، والعمليات البيئية الدقيقة.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت الجديد من زعانف سمكة «المانتا راي» المرنة، وهي سمكة كبيرة تتميز بجسم واسع يشبه الأجنحة وحركات زعانفها الدقيقة التي تسمح لها بالسباحة بسلاسة، وتعيش في المحيطات الاستوائية والبحار الدافئة، وتُعدّ من الكائنات التي تتغذى على العوالق والجمبري، وتلعب دوراً مهماً في النظام البيئي البحري.

وطوّر الفريق الروبوت باستخدام جسم مصنوع من السيليكون يحتوي على غرفة قابلة لضخّ الهواء، ما يتيح للزعانف الانحناء بحركة تحاكي السباحة الطبيعية للسمكة.

وأكد الباحثون أن الروبوت الجديد يمكنه السباحة بسرعات تصل إلى 6.8 طول جسمه في الثانية، وهي سرعة أعلى من النموذج السابق الذي طوّره الفريق ذاته، وكان يحقق سرعة 3.74 طول جسمه فقط في الثانية.

ويعمل الروبوت عبر ضخّ الهواء في غرفة داخلية، ما يجعل الزعانف تتحرك بانسيابية لدفع الروبوت في الماء. ويتميز الروبوت بقدرته على التحكم في الحركة الرأسية، إذ يمكنه السباحة صعوداً وهبوطاً داخل عمود الماء، من خلال تعديل قوة الدفع الناتجة عن الزعانف، وهذا التصميم يتيح له السباحة نحو السطح، والغوص للأعماق، أو الحفاظ على موقعه، بينما كان النموذج السابق يقتصر على السباحة على السطح فقط.

والروبوت الجديد لا يتفوق في السرعة والكفاءة فقط على الروبوت السابق، بل أظهر أيضاً قدرة على التنقل في بيئات مائية معقدة، وحمل حمولة على سطح الماء، بما في ذلك مصدر الطاقة والهواء الخاص به.

ووفق الباحثين، فإن هذه التكنولوجيا المبتكرة تعدّ خطوة كبيرة نحو تحسين الروبوتات البحرية التي يمكنها التنقل بشكل مرن في الأعماق المختلفة للمحيطات، مع تحسين كفاءتها الطاقية.

ويأمل الباحثون في المستقبل أن يتم تحسين حركات الروبوت الجانبية وابتكار أنماط جديدة من الفعالية الحركية التي ستعزز من قدراته وتفتح آفاقاً جديدة في تطبيقات الروبوتات المائية، سواء في الأبحاث أو العمليات البحرية المعقدة.


مقالات ذات صلة

هل تستطيع الروبوتات الجراحية تعويض نقص الأطباء في مصر؟

يوميات الشرق وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)

هل تستطيع الروبوتات الجراحية تعويض نقص الأطباء في مصر؟

أثار إعلان وزارة الصحة المصرية اعتزامها التوسع في استخدام الروبوتات الجراحية جدلاً.

هشام المياني (القاهرة )
تكنولوجيا روبوت يصافح أحد حضور معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا (أ.ب)

بين تهديدها للعمالة وفوائدها الاقتصادية... الروبوتات تقتحم مجالات أوسع في حياتنا اليومية

كانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، حسب المشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق «صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورةً عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بالأسئلة.

«الشرق الأوسط» (هراري (زيمبابوي))
يوميات الشرق الفريق البحثي بجامعة كورنيل الأميركية يراقب نتائج أصغر روبوت متحرك في العالم (جامعة كورنيل)

روبوت أصغر من الشعرة للتصوير الطبي

نجح باحثون من جامعة كورنيل الأميركية في تطوير أصغر روبوت متحرك في العالم، يتمتع بقدرة استثنائية على التفاعل مع موجات الضوء المرئي، والتحرك بشكل مستقل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نشرة أخبار فرنسية على «تلفزيون لبنان» بعد غياب ربع قرن

«لو جورنال» من «تلفزيون لبنان» بدءاً من 23 الحالي (الشرق الأوسط)
«لو جورنال» من «تلفزيون لبنان» بدءاً من 23 الحالي (الشرق الأوسط)
TT

نشرة أخبار فرنسية على «تلفزيون لبنان» بعد غياب ربع قرن

«لو جورنال» من «تلفزيون لبنان» بدءاً من 23 الحالي (الشرق الأوسط)
«لو جورنال» من «تلفزيون لبنان» بدءاً من 23 الحالي (الشرق الأوسط)

ازدحم المدخل المؤدّي إلى استوديوهات «تلفزيون لبنان» بالمحتفين بالحدث. فالتلفزيون الرسمي الذي ذكَّر وزير الإعلام زياد المكاري، بأنه «أول قناة تلفزيونية في الشرق الأوسط، والشاهد الوحيد على العصر الذهبي للبنان ومهرجان بعلبك الأول عام 1956»، يُحيي في 2025 ما انطفأ منذ 2001. ذلك العام، توقّفت «القناة التاسعة» الناطقة بالفرنسية في «تلفزيون لبنان»، مُعلنةً الانقطاع النهائي للصوت والصورة. بعد انتظار نحو ربع قرن، تعود نشرة الأخبار باللغة الفرنسية بدءاً من 23 يناير (كانون الثاني) الحالي.

ميزة الحدث رفضه التفريط بالقيم الفرنكوفونية (المكتب الإعلامي)

تتوقّف مستشارة وزير الإعلام، إليسار نداف، عند ما خطَّ القدر اللبناني منذ تأسيس هذه الخريطة: «التحدّيات والأمل». ففور اكتمال المدعوّين، من بينهم سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وممثل رئيس الجمهورية لدى المنظمة الفرنكوفونية جرجورة حردان، ورئيس الوكالة الجامعية الفرنكوفونية جان نويل باليو، والمسؤولة عن برامج التعاون في المنظمة الفرنكوفونية نتالي ميجان، بجانب سفراء دول وشخصيات؛ شقَّ الحضور طريقهم نحو الطابق السفلي حيث استوديوهات التلفزيون في منطقة تلّة الخياط البيروتية المزدحمة، مارّين بصور لأيقونات الشاشة، عُلّقت على الجدار، منهم رجل المسرح أنطوان كرباج، ورجل الضحكة إبراهيم مرعشلي... اكتمل اتّخاذ الجميع مواقعه، لإطلاق الحدث المُرتقي إلى اللحظة الفارقة، مُفتَتَحاً بكلمتها.

صورة إبراهيم مرعشلي تستقبل زوّار التلفزيون (الشرق الأوسط)

فيها، كما في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تُشدّد نداف على الأمل: «إنه ما يحرِّض دائماً على استعادة ما خسرناه». تُشبه إحدى مقدّمات النشرة، نضال أيوب، في تمسّكها بالثوابت. فالأخيرة أيضاً تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ ميزة الحدث رفضه التفريط بالقيم الفرنكوفونية، من ديمقراطية وتضامن وتنوّع لغوي.

تُعاهد نداف «بقلب ملؤه التفاؤل والعزيمة» مَن سمّته «الجمهور الوفي»، الذي تبلغ نسبته نحو 40 في المائة من سكان لبنان، بالالتزام والوعد بأنْ تحمل هذه الإضافة إلى عائلة الفرنكوفونية ولادة جديدة، بدءاً من 23 الحالي؛ من الاثنين إلى الجمعة الساعة السادسة والنصف مساء مع «لو جورنال» من «تلفزيون لبنان».

كان كلّ شيء فرنسياً: لغة السلام والخطاب، والروح، وبعض الوجوه. في كلمته، رحَّب زياد المكاري بالآتين إلى «بيت الفنانين اللبنانيين الكبار؛ فيروز، وزكي ناصيف، ووديع الصافي، والإخوة رحباني». وفيما كان الخارج يبعث الأمل لتزامُن الحدث مع يوم الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس للحكومة، ألمح الوزير إلى أنّ اللقاء يجري «غداة فصل جديد من تاريخ لبنان، للاحتفال بإعادة إطلاق أخبارنا التلفزيونية باللغة الفرنسية، بعد مرور 24 عاماً على توقُّف برامج (القناة التاسعة) المُرتبط اسمها بعملاق الإعلام الفرنكوفوني جان كلود بولس». وبأمل أن تلفت هذه النشرة الانتباه وتثير الفضول، أكد التزامها «تقديم رؤية واضحة ودقيقة لموضوعات تمسّنا جميعاً»، متوقفاً عند «رغبة متجدّدة في دعم قيم الانفتاح والتعدّدية وحرّية التعبير تُجسّدها عملية إعادة الإطلاق هذه».

تُشدّد إليسار نداف على الأمل في كلمتها (المكتب الإعلامي)

ليست الأخبار المحلّية والإقليمية والدولية ما ستتضمّنه النشرة فحسب، وإنما ستفسح المجال «للثقافة وصوت الشباب وتطلّعاتهم ورؤيتهم للبنان سيّداً علمانياً متعدّد اللغات؛ يجد كل مواطن فيه مكانه»، بوصف زياد المكاري. تشديده على أهمية الفرنكوفونية في وسائل إعلام القطاع العام مردّه إلى أنّ «الفرنسية ليست مجرّد لغة؛ إنها ثقافة وتاريخ وتراث مشترك؛ فتتيح لنا، في إطار هذه الأخبار، فرصة نقل صوت لبناني قوي ومميّز إلى الساحة الدولية، مع البقاء مُخلصين لجذورنا وثقافتنا وهويتنا».

يعلم أنّ «هذا الحلم لم يكن ليتحقّق من دون شركاء نتشارك معهم الرؤية والقيم»، ويعترف بذلك. ثم يدعو إلى «متابعة نشرة الأخبار الوحيدة باللغة الفرنسية في القطاع العام التي ستشكّل انعكاساً حقيقياً لتنوّع عالم اليوم». وقبل الإصغاء إلى كلمة ممثل المنظمة الفرنكوفونية ليفون أميرجانيان، يُذكّر بأنّ للبنان، بكونه ملتقى الحضارات والثقافات، دوراً أساسياً في تعزيز الفرنكوفونية.

رحَّب زياد المكاري بالآتين إلى بيت الفنانين اللبنانيين الكبار (الشرق الأوسط)

ومنذ افتتاح مكتب المنظمة الفرنكوفونية في بيروت، تراءى ضرورياً النظر في قطاع الإعلام الفرنكوفوني بخضمّ الأزمة الاقتصادية التي تُنهك المؤسّسات ووسائل الإعلام. يستعيد أميرجانيان هذه المشهدية ليؤكد أنّ الحفاظ على اللغة الفرنسية في المؤسّسات الإعلامية مسألة حيوية للحفاظ على التنوّع الثقافي والتعبير الديمقراطي. يتوجّه إلى الإعلاميين الآتين بميكروفونات مؤسّساتهم وكاميراتها وهواتفهم الشخصية: «دوركم نقل القيم الأساسية للفرنكوفونية، مثل التعدّدية اللغوية، وتنوعّ الآراء، والانفتاح على العالم». ثم يتوقّف عند استمرار نموّ عدد الناطقين بالفرنسية في شكل ملحوظ، مع توقّعات بأنْ يصل إلى 600 مليون نسمة في حلول 2050. من هنا، يعدّ الترويج للغة الفرنسية «مسألة ضرورية لتعميق الروابط بين الدول والحكومات الناطقة بها، والسماح لسكانها بالاستفادة الكاملة من العولمة المتميّزة بالحركة الثقافية العابرة للحدود وبالتحدّيات التعليمية العالمية».

إعادة إطلاق النشرة تُعزّز هذا الطموح، وسط أمل جماعي بالنجاح، وأن تُشكّل مثالاً للقنوات الأخرى، فتُخطِّط لزيادة بثّ برامجها بلغة فيكتور هوغو.