لهذه الأسباب اختفى 216 نوعاً من الطيور

طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
TT

لهذه الأسباب اختفى 216 نوعاً من الطيور

طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)
طائر آكيكي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي (جامعة يوتا)

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة يوتا الأميركية عن السّمات البيئية والجغرافية التي جعلت بعض الطيور أكثر عرضة للانقراض منذ عام 1500م.

وأوضح الباحثون أن النتائج تقدّم رؤى جديدة يمكن أن تُوجِّه جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض حالياً، وفق النتائج التي نُشرت الأربعاء، في دورية «Avian Research».

وتضمنت القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة 1314 نوعاً من الطيور مهدداً بالانقراض؛ أي نحو 12 في المائة من إجمالي الأنواع.

ومن بين هذه الأنواع، يُعدّ طائر الآكيكي «Oreomystis bairdi»، الذي يستوطن جزيرة كاواي في هاواي، أحد الأنواع النادرة التي تُعدّ وظيفياً منقرضة.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات شاملة تضمّ السّمات البيئية لأكثر من 11 ألفاً و600 نوع من الطيور حول العالم، جمعتها مختبرات التنوع الحيوي وعلم البيئة الحفظية في جامعة يوتا.

وركّزت الدراسة على تحليل بيانات 216 نوعاً من الطيور التي انقرضت منذ عام 1500م، ووجدت أن الأنواع التي تعيش في الجزر، وتفتقر إلى القدرة على الطيران، وتمتلك أجساماً كبيرة وأجنحة مدبّبة، وتعيش في بيئات متخصصة، كانت الأكثر عرضة للانقراض.

وأظهرت الدراسة أن 87 في المائة من الأنواع المنقرضة كانت مستوطنة في الجزر، حيث جعلتها عزلتها واعتمادها على بيئات محدّدة أكثر حساسية للتغيرات البيئية وللأنواع الدخيلة.

وأشارت إلى أن الطيور ذات الأجنحة المدببة انقرضت في وقت مبكر، على الرغم من قدرتها على الطيران إلى مسافات طويلة؛ بسبب ارتباطها الوثيق بالجزر التي تحتاج فيها إلى الطيران للوصول إليها.

وخلص التحليل إلى أن 45 في المائة من الأنواع المنقرضة كانت تتغذّى على الحشرات، في حين كان 20 في المائة منها غير قادرة، أو تكاد تكون غير قادرة، على الطيران.

وقال الدكتور كايل كيتلبرغر، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة يوتا، إن النتائج أضافت بُعداً جديداً لفهم العوامل المؤدية إلى الانقراض، من خلال الربط بين توقيت الانقراض وصفات الأنواع.

وأضاف، عبر موقع الجامعة: «يمكننا استخدام هذه النتائج لفهم أسباب انقراض الأنواع، ووضع استراتيجيات فعّالة لحماية المهدَّدة منها اليوم».

ووفق الباحثين، فإن الدراسة توفر رؤى قيِّمة عن السمات التي تزيد من تعرض بعض الأنواع للخطر، مما يساعد العلماء وصنّاع السياسات على تطوير استراتيجيات مستدامة لحماية الطيور المهددة.

وشدّد الباحثون على ضرورة مواجهة التهديدات الحالية، مثل فقدان الموائل والصيد الجائر؛ لضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي للطيور.


مقالات ذات صلة

أول علاج للربو يثبت فعاليته منذ نصف قرن

يوميات الشرق الربو مرضٌ مزمنٌ يُصيب الجهاز التنفسي (جمعية القلب الأميركية)

أول علاج للربو يثبت فعاليته منذ نصف قرن

أفادت دراسة بريطانية بأن حقنة من دواء «بينراليزوماب» يمكن أن تُحدث تحولاً في علاج النوبات الحادة من الربو، خصوصاً الناتجة عن مرض الانسداد الرئوي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا غدير البلوي أثناء تسلمها جائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه» (الشرق الأوسط)

ابتكار سعودي لتحسين محطات معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام النانو تكنولوجي

في خطوة علمية مبتكرة، قدمت غدير البلوي، أستاذة مساعدة في جامعة تبوك بقسم الكيمياء، بحثاً رائداً في معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام تقنيات النانو تكنولوجي.

أسماء الغابري (جدة)
صحتك منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن جودة الصداقات عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسهم في تقليل الشعور بالوحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ملتقى مصري لحماية الأراجوز وخيال الظل من الاندثار

عروض الأراجوز تشهد إقبالاً كبيراً من تلاميذ المدارس (إدارة الملتقى)
عروض الأراجوز تشهد إقبالاً كبيراً من تلاميذ المدارس (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى مصري لحماية الأراجوز وخيال الظل من الاندثار

عروض الأراجوز تشهد إقبالاً كبيراً من تلاميذ المدارس (إدارة الملتقى)
عروض الأراجوز تشهد إقبالاً كبيراً من تلاميذ المدارس (إدارة الملتقى)

في مساعٍ لحماية الأراجوز وخيال الظل والعرائس التقليدية من الاندثار بوصفها من فنون الفرجة الشعبية بمصر، استقبل ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية ضيوفه، الخميس، في الحديقة الثقافية بحي السيدة زينب (وسط القاهرة) بممر يتكون من عرائس الأراجوز والتنورة، ثم افتتاح معرض «فرحة العرائسيين»، الذي تضمن كثيراً من أنواع العرائس.

وبدأت فكرة ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية عام 2019، عقب إدراج فن الأراجوز على قائمة الصون العاجل في «اليونسكو» عام 2018، بهدف الحفاظ عليه بوصفه فناً غير مادي قابل للاندثار، وذلك من خلال تدريب لاعبين جدد على استخدام «الأمانة»، وهي أداة الأراجوز في التحدث، ومن خلال تأصيل علمي لفن الأراجوز، وكذلك كتابة مجموعة من النمر الأراجوزية لتواكب الأجيال الجديدة من الأطفال.

ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية (إدارة الملتقى)

وقال الباحث أحمد عبد العليم، مدير المركز القومي لثقافة الطفل، أمين عام الملتقى، إن «فن الأراجوز المصري نشأ بوصفه حاجة أنتجتها خلاصة وعي الذاكرة الجمعية للشعب المصري على مدى آلاف السنين ليعبّر من خلالها عن ضميره ووجدانه النابض، إذ حافظ فن الأراجوز المصري على ثوابت موروثه الثقافي الشعبي، وهذا يجعل منه أيقونة جمالية تاريخية تستحق أن تُدرج ضمن قائمة اليونسكو»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لو عدنا إلى أصل تسمية (الأراجوز) سنجدها مشتقة من كلمة قبطية قديمة (أرجويوس) والتي تعني صانع الحكايات».

وتضمَّن الافتتاح عدداً من العروض الفنية من بينها العروض فريق كورال «سلام» بقيادة المايسترو وائل عوض الذي قدم أغنية جديدة أُنتجت خصيصاً للدورة السادسة من ملتقى الأراجوز، وهي أغنية «تع تع» وهي كلمة شعبية بمعنى «تعالَ»، من كلمات الشاعر أحمد زيدان، وألحان وتوزيع وائل عوض، ثم عرض استعراضي لفرقة «بنات وبس» على أنغام أغنية «أراجوز المدارس» بقيادة الفنان عبد الرحمن أوسكار، ثم عرض لخريجي ورشة الأراجوز.

وأشار عبد العليم إلى أن «الأراجوز المصري هي العروسة القفازية الفاعلة رغم بساطتها لما قدمته من عروض في الموالد والمقاهي والأعياد على مدى عقود عدة، وقد شهدت بتعاقب الأزمان تحديثات على بعض عناصرها أو مقوماتها شكلاً ومضموناً، وهي تحديثات أفرزتها متغيرات العصر كي تضمن مقبوليتها لدى المتفرجين».

أحد عروض الأراجوز (منسق الملتقى المخرج ناصر عبد التواب)

وحرص الملتقى على توثيق وتطوير فن الأراجوز عبر عدد من الإصدارات، من بينها «الأراجوز المصري والعرائس»، من إعداد أحمد عبد العليم وناصر عبد التواب، و«مسرح العرائس في مصر»، من تأليف الدكتور سيد علي إسماعيل، و«حواديت أراجوزية» من تأليف مجموعة من الكتاب، منهم أحمد زيدان وأحمد جابر.

ومن بين أهداف الملتقى الذي يستمر حتى يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، الاحتفاء بلاعبي الأراجوز الشعبيين الذين حافظوا علي هذا الفن وإقناعهم بنقل خبراتهم وتدريب وتخريج جيل جديد يحمل راية هذا الفن ويمرره للأجيال التالية حتى لا يتعرض للاندثار، والأمر نفسه ينطبق على فنون الفرجة التي تعتمد على العرائس التقليدية.