توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

حديث عن سعي إلى تصدُّر «التريند» وتحقيق أموال ونسب مشاهدة

«البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)
«البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)
TT

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

«البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)
«البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس»، السبت. وذكرت السلطات أنّ مواد مخدِّرة وُجدت بحوزة صانعة المحتوى.

وتوالت ردود الفعل عبر مواقع التواصل، بين استنكار لِما فعلته صانعة المحتوى التي تعمل أيضاً مذيعةً وممثلةً، واشتهرت بفيديوهات عبر «يوتيوب» و«فيسبوك» وصفها متابعون بـ«الجريئة»، في حين عدَّها بعضٌهم خادشة للحياء وتتنافى مع الآداب العامة؛ وما بين التشكيك في أهلية «البلوغرز» لتصدُّر الواجهة الإعلامية.

وذكرت وزارة الداخلية المصرية في بيان، السبت، أن تحرياتها أكدت «اتجار أحد العناصر الإجرامية، يحمل جنسية إحدى الدول، ويقيم بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، بمخدّر (GHP) المعروف بـ(مخدّر اغتصاب الفتيات)، عبر شرائه من موقع إلكتروني بإحدى الدول، ثم شحنه إلى دولة أخرى تمهيداً لتهريبه إلى داخل البلاد في عبوات مُثبت عليها ملصق لإحدى شركات النظافة، بغرض التمويه؛ وذلك لترويجه بين أوساط الشباب وتحقيق أرباح غير مشروعة».

وبعد تقنين الإجراءات، ضُبط وبحوزته 180 لتراً من مخدر «GHP»، وبمواجهته، أقرّ بنشاطه الإجرامي، كما حُدِّدت إحدى المتعاملات معه وجرى ضبطها؛ فوصفها البيان بأنها «صانعة محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي لها سوابق جنائية»، لترويجها المخدّر بين أوساط الشباب نظير مقابل مادي، وعُثر بحوزتها على زجاجة تحتوى بداخلها كمية من مادة «GHP» المخدّرة، وعدد من الأقراص المخدّرة، وقدَّرت السلطات القيمة المالية للمضبوطات بقرابة 145 مليون جنيه.

السلطات المصرية تقبض على «بلوغر» لحوزتها مخدرات (وزارة الداخلية)

وأكد البيان أنّ الإجراءات القانونية اتُّخذت، وتولّت النيابة العامة التحقيق. وتوالت التعليقات عبر مواقع التواصل بين مَن يرى المذيعة دون الكفاءة العالية، ولكن برز تساؤل عن العقار المضبوط «GHP».

واشتهرت داليا فؤاد بتقديم فيديوهات عبر «يوتيوب»، ووصل متابعوها إلى أكثر من 200 ألف، في حين وصل متابعوها عبر «فيسبوك» إلى نحو مليونَيْن، ووصفها برنامج «بودكاست» استضافها مؤخراً بأنها «أجرأ بنت في مصر».

في هذا السياق، يرى المخصّص في الإعلام بـ«جامعة القاهرة»، الدكتور عثمان فكري، أنّ «المسألة هنا ليست لها علاقة بكونها صانعة محتوى، بقدر علاقتها بالبعد الأخلاقي»، وحول المحتوى «الجريء» الذي تقدّمه، يقول: «كيف تقدّم هذا النوع من المحتوى وتُترك طوال تلك الفترة؟ وتعمل أيضاً في قناة معروفة؟ خروج صناع المحتوى عن الآداب العامة دون رادع قانوني أصبح محيّراً ومثيراً للانتباه».

وسبق أن تعرّضت أكثر من صانعة محتوى في مصر لإلقاء القبض في الفترة الأخيرة، بسبب المحتوى غير اللائق الذي يقدّمنه، وأبرز تلك الحالات كانت «البلوغر» هدير عبد الرازق، وسوزي أيمن المعروفة بـ«سوزي الأردنية»، و«بلوغر حلوان»، في حين تعرّض ممثلون للتوقيف لحيازة مخدرات كان أحدث حالة الفنان سعد الصغير، وقبله الفنانة منة شلبي.

ويعدّ الأستاذ في «المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية» بمصر، الدكتور فتحي قناوي، «القبض على (بلوغر) بتهمة حيازة مخدرات نتيجة طبيعية لما يحصل عليه بعض مَن يسمّون أنفسهم صنّاع محتوى من أموال مصدرها غير معروف، أو نتيجة نشرهم فيديوهات منافية للآداب». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «مَن لا حسَّ أخلاقياً لديه حيال مجتمعه، لن يرى مشكلة في تقديم أي محتوى للوصول إلى (التريند)، وتحقيق نسب مشاهدة عالية، وأموال طائلة لإثبات أنّ له وزناً اجتماعياً».

ويضيف: «حين ينشر أحدهم مقاطع خادشة، فذلك لا يُعدّ نابعاً من حُسن نية. فهو يسعى إلى الثراء بصرف النظر عما إذا كان مصدر الأموال مشروعاً، وبالتالي يتّجه في كثير من الأحيان إلى صرفها على المخدرات، فهذا أشهر فخ يصطاد المشاهير وأصحاب الثروات السهلة».


مقالات ذات صلة

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المذيعة المصرية ياسمين الخطيب (حسابها بفيسبوك)

مصر: وقف برنامج «شاي بالياسمين» لنشره محتوى فاضحاً

قرر «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر إيقاف برنامج «شاي بالياسمين» الذي تقدمه المذيعة المصرية ياسمين الخطيب لمدة 6 أشهر وتغريم قناة «النهار».

داليا ماهر (القاهرة )

تقنية واعدة لإعادة تدوير البطاريات بكفاءة عالية

توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)
توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)
TT

تقنية واعدة لإعادة تدوير البطاريات بكفاءة عالية

توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)
توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)

أظهرت نتائج دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين الصينيين، أن عملية بسيطة وعالية الكفاءة وغير مكلفة وتتميز بأنها صديقة للبيئة، يمكن أن توفر مساراً لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون (NCM) المستنفدة بشكل مستدام.

وكان فريق بحثي مشترك بين عدد من الجامعات بالصين، بقيادة قوانغمين تشو، ورويبينغ ليو، قد طوّر طريقة جديدة تعتمد على استخدام حمض الستريك لاستخلاص المعادن من كاثودات بطاريات (NCM)، وفصلها واستعادتها للاستخدام مجدداً.

وأفاد الفريق البحثي، في بيان، الجمعة، على منصة «تيك إكسبلور»، بأنه لا يلزم إضافة أي مواد كيميائية بخلاف حمض الستريك لتصفية وفصل أكثر من 99 في المائة من معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت والمنجنيز الموجودة في هذا النوع من بطاريات.

إذ يمكن تحويل المواد المعاد تدويرها مباشرة لاستخدامها مجدداً كمادة أقطاب كهربائية عالية الجودة، وفقاً لنتائج الدراسة المنشورة في ​​مجلة «أنجيوندت كيمي إنترناشيونال إديشين».

وذكر باحثو الدراسة أن «الطريقة الجديدة تتفوق على الطرق التقليدية المستخدمة الآن، وبدلاً من استخدام كميات زائدة من حمض الستريك، يستخدمون كمية صغيرة نسبياً منه».

وتوجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية الآن، من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية، كما أنها عنصر مهم في انتقالنا إلى الطاقة المتجددة، حيث يتم استخدامها لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الزائدة وإرسالها مرة أخرى إلى شبكات الطاقة عند الطلب.

وتتكون بطاريات الليثيوم (NCM) الكيميائية من مزيج من مركبات النيكل والكوبالت والمنجنيز، مما يمنحها كثافة طاقة عالية. أما الجانب السلبي هو أن عمرها المحدود يؤدي إلى تراكم أعداد هائلة من البطاريات المستنفدة التي تحتوي على معادن ثقيلة خطيرة، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى خطرة على الصحة والبيئة، فضلاً عن أنها تسهم في استنفاد مخزون المعادن المتاح على كوكب الأرض.

وتعاني معظم عمليات إعادة التدوير من ارتفاع استخدام الطاقة، والانبعاثات العالية، وعادة ما تكون المواد المستردة محدودة من حيث الكميات أو منخفضة الجودة، أو أنها تتطلب كميات كبيرة جداً من المواد الكيميائية في عمليات الاستخلاص، وهي عمليات معقدة ومكلفة، وتنتج غازات سامة.

ووفق باحثي الدراسة فإن عمليات الاستخلاص بالأحماض المتوافقة حيوياً مثل حمض الستريك يعد أحد البدائل لهذه العمليات التقليدية المكلفة والضارة بيئياً، وتتطلب العمليات التقليدية فائضاً كبيراً من الحمض، ويجب تعديل قيمة الرقم الهيدروجيني -معدل الحامضية- باستمرار باستخدام الأمونيا، وهي عمليات معقدة وغير صديقة للبيئة.

ويوضح الباحثون أن الطريقة الجديدة تؤدي إلى انطلاق أيونات الليثيوم إلى المحلول الموجود داخل البطارية، وكذلك الحال فيما يتعلق بمعادن النيكل والكوبالت والمنجنيز، حيث ترتبط في مركبات مستقرة، ويساعد تفاعل المواد الوسيطة مع بعضها بعضاً لتكوين مادة البوليستر التي تتحول إلى جزيئات صلبة يمكن فصلها بسهولة من البطارية.

ويشدد الباحثون على أن استهلاك الطاقة المطلوبة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هذه الحالة تكون أقل بكثير من عمليات إعادة التدوير التقليدية.