أنسباء دونالد ترمب في كفرعقا اللبنانية يحتفلون بالفوز

جدة الصهر مايكل تنوي السفر والمباركة للرئيس الجديد

ماري تيريز جدة مايكل (وسائل التواصل)
ماري تيريز جدة مايكل (وسائل التواصل)
TT

أنسباء دونالد ترمب في كفرعقا اللبنانية يحتفلون بالفوز

ماري تيريز جدة مايكل (وسائل التواصل)
ماري تيريز جدة مايكل (وسائل التواصل)

لم تتمكن جدة مايكل بولس، زوج تيفاني الابنة الصغرى لدونالد ترمب، من حبس دموع الفرح في منزلها ببلدة كفرعقا، بقضاء الكورة (شمال لبنان)، في لحظة تلقيها نبأ فوز نسيبها بالرئاسة الأميركية، وأيضاً وهي تتقبل التهاني. فقد تابعت الجدة ماري تيريز (75 عاماً) الانتخابات بتفاصيلها عبر تلفزيون منزلها، ومن خلال مكالماتها الهاتفية المتواصلة مع أولادها في أميركا، الذين شاركوا بفاعلية في الحملة الانتخابية.

فقد تجنّدت عائلة بولس، وبعضهم ذهب من كفرعقا خصيصاً، لمساندة ترمب، وجابوا الولايات لتأمين فوزه، وعلى رأسهم مسعد والد مايكل، الذي تولّى بمهارة كبيرة تنسيق العلاقات بالجالية العربية، وكان له دور في تأمين أصوات العرب بولاية ميشيغان المتأرجحة، خصوصاً الناخبين اللبنانيين.

و«شارك مع مسعد في دعم الحملة شقيقُة ميشال الذي ذهب من لبنان، وأخته فيفيان وابنتها، ولم يتمكن الشقيق الرابع فيليب من الالتحاق بهم، بسبب انشغاله في إدارة أعماله بين أفريقيا ولبنان»، وفق ما تخبر «الشرق الأوسط» الدكتورة ليلي مليحة فياض، صديقة العائلة المقرّبة. ومن عادة ترمب إشراك أقربائه وأنسبائه في حملاته الانتخابية.

مايكل وتيفاني (يمين) ووالداه (يسار) وترمب وزوجته ميلانيا (وسط)... (وسائل التواصل)

أهالي قضاء الكورة احتفلوا بفوز دونالد ترمب؛ لأن ابنهم مايكل بولس له منه نصيب. وتدفّق المهنئون على منزل العائلة، ولم يتوقف الهاتف عن الرنين. وتقول مارلين، ابنة كفرعقا: «سعدنا كثيراً يوم تزوج مايكل وتيفاني، وفرحنا ونحن نرى والده مسعد يتحدّث على التلفزيون، ونفتخر بالدور الذي لعبه مع الجاليات العربية هناك لإقناعها بانتخاب ترمب. وننتظر أن نراه، قريباً، مبعوثاً من قبل الإدارة الأميركية الجديدة إلى لبنان؛ ليساعد في إعادة السلام إلى البلاد، كما وعدنا».

قلة في كفرعقا هم الذين يعرفون صهر ترمب مايكل، عن قرب، فقد وُلد ببلدته في لبنان ونشأ بنيجيريا، ودرس في أميركا، لكنه كان يقضي إجازاته كلها هنا... «كنا نراه حين يزور البلدة مع عائلته، لكننا نعرف جيداً والده مسعد الذي تربى بيننا، وهو محبّ وعلاقاته ودّية بالجميع»، تقول مارلين.

أما عن مسعد، فتخبرنا الدكتورة مليحة فياض أنه «ابن رضيّ لوالديه، يتردّد دائماً للاطمئنان على والدته. وعندما مرض والده الذي رحل قبل نحو 12 سنة، كان لافتاً في عنايته به، لتأمين كل احتياجاته وراحته. إنه مثال للابن البار، وهذا أمر يكبّر القلب، وزاد من محبة وتقدير محيطه له».

الأهالي في كفرعقا يثنون على عائلة بولس، ومعجبون بتكاتفهم، وبحرص مسعد على العودة إلى لبنان باستمرار، هو وزوجته سارة زهير فضّول، وأولادهما: فارس ومايكل وصوفي وأوريان، بعد انتقالهم للعيش في لاغوس. «يغتنمون أي فرصة ليكونوا مع العائلة» التي تصفها الدكتورة مليحة فياض بأنها «أسرة متواضعة، وأصيلة، وودودة، لا تشبه في سلوكها الأغنياء الجدد». وتضيف: «إنهم أهل خير، وأبوابهم كانت دائماً مفتوحة للجميع، ولهم مكانة عالية في قلوب جيرانهم ومحيطهم».

ماري تيريز جدّة مايكل (وسائل التواصل)

تيفاني (31 عاماً) هي ابنة دونالد ترمب الوحيدة من زوجته السابقة الممثلة مارلا ميبلز، وقد التقى بها مايكل بولس (27 عاماً) في ميكونوس باليونان صيف عام 2018، خلال إجازة له مع أصدقائه، فيما كانت هي الأخرى في إجازة مع صديقتها، واستمرت قصة حبهما 3 سنوات.

وفي اليوم الأخير لترمب بالبيت الأبيض عام 2021، وقبل خروجه منه، أعلن العروسان خطبتهما رسمياً، وتزوجا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. لكن شاء الحظ أن يعود مايكل وتيفاني إلى المركز الرئاسي الأميركي، وهما ينتظران قدوم مولودهما الأول بعد 5 أشهر. وتَعدّ الجدة ماري تيريز الأيام لتحتفي بحفيدها الجديد، وقد أسرّت لتيفاني، حين تعرفت إليها، بأنها متلهفة لرؤيته في أسرع وقت.

لم تتمكّن الجدة من حضور العرس لمشقة السفر، رغم إصرار ابنها مسعد، لكن كثيرين من أهالي البلدة ومحيطها، لبوا الدعوة، والتقطوا صوراً مع ترمب ونشروها على صفحاتهم في «فيسبوك» يوم فوزه، مقرونة بعبارات التهنئة والمحبة. أما اليوم، فبات عند ماري تيريز رغبة كبيرة في أن تسافر إلى أميركا لتبارك لنسيبها ترمب بفوزه، كما تخبرنا الدكتورة مليحة.

عائلة بولس لها تاريخ سياسي طويل وعريق في كفرعقا، يعود إلى ما قبل الاستقلال، حيث تولى أبناء من العائلة، على مدى عقود، مناصب وزارية وبلدية ونيابية.

أما فارس، جدّ مايكل، فقد كان رئيساً لبلدية كفرعقا لمدة طويلة، وهو الذي شيّد المبنى البلدي الحالي على نفقته الخاصة وعلى أرض مملوكة له، وترشح تكراراً للنيابة ولم يوفق. وحاول ابنه مسعد خوض الانتخابات النيابية اللبنانية عام 2009، وله علاقات وطيدة بسياسيين لبنانيين بفضل تجاربه الانتخابية مع والده ثم من خلال مسيرته الشخصية.

تيفاني ومايكل بولس مع ترمب (وسائل التواصل)

مايكل، الذي نشأ في نيجيريا، وصفه عمه ترمب تكراراً بأنه «شاب ذكي للغاية واستثنائي، ومن عائلة عظيمة»، وأثنى على والديه. وهو رجل أعمال يدير شركة والده المختصة في قطع غيار المركبات وفي تجارة الدراجات النارية بأنواعها، وكذلك هو المساعد في إدارة شركة عائلة والدته بنيجيريا أيضاً.

وفي السنوات الأخيرة، وبسبب الأحداث الأمنية الطارئة، انقطعت العائلة عن زيارة لبنان، وصار القسم اللبناني يلتقي عائلة مسعد المغتربة في أماكن مختلفة. وللتعرف على تيفاني رُتّب لقاء عائلي جامع في اليونان، بسبب تعذّر قدومها إلى كفرعقا.

وحين نسأل عن زواج مايكل المبكر في سن صغيرة، تضحك الدكتورة مليحة، وتقول: «والده أحب والدته سارة حباً جارفاً وتزوجها وهو في السابعة عشرة، ولم يرد تأجيل العرس، وكانت قد كُسرت رجلها، ولا يزال الذين حضروا حفل الزفاف يذكرون جيداً أن والدته احتفلت بعرسها وهي على عكازين». وتكمل مارلين ضاحكة: «مايكل تأخر عن والده كثيراً».


مقالات ذات صلة

5 أطعمة تجنب تسخينها في الميكروويف

يوميات الشرق تعدّ أفران الميكروويف من الأجهزة التي يعتمد عليها كثيرٌ منا بشكل يومي (رويترز)

5 أطعمة تجنب تسخينها في الميكروويف

يحذر خبراء الصحة من استخدام أفران الميكروويف في تسخين بعض الأطعمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الممثلة الأميركية الشهيرة كاميرون دياز (د.ب.أ)

كاميرون دياز: عشت أفضل سنوات حياتي أثناء اعتزالي للتمثيل

قالت الممثلة الأميركية الشهيرة كاميرون دياز إن فترة الـ10 سنوات التي اعتزلت فيها التمثيل كانت «أفضل سنوات في حياتها».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الرسوم تتحوّل انعكاساً للروح كما تغذّي الروح الفنّ فيتكاملان (زينة الخليل)

التشكيلية اللبنانية زينة الخليل... الألم خطَّاطُ المسار

يأتي الألم بوعي مختلف لم يُعهَد من قبل ويتيح النموّ الداخلي. الألم أحياناً يختار المرء؛ يتعرّف إليه. ولا ينتظره. يُناديه ليخطَّ مساره.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق لوحة المشرد كما رسمتها كاثرين غيلبي منذ 60 عاماً (صورة من موقع متحف تشيلمسفورد على فيسبوك)

لوحة مُشرَّد رسمتها ربّة منزل تنتشر على الإنترنت بعد 50 عاماً

قال رجلٌ تبرَّعت والدته المتوفّاة بلوحة لمتحف، إنه شعر بفخر كبير لرؤيتها تنتشر من جديد بعد أكثر من 50 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق للبيع... بيضة كروية «نادرة جداً» لا يملك مثلها حتى إيلون ماسك

للبيع... بيضة كروية «نادرة جداً» لا يملك مثلها حتى إيلون ماسك

اكتشفت عاملة مزرعة في مقاطعة ديفون الإنجليزية ما تعتقد أنها بيضة كروية «نادرة جداً». 

«الشرق الأوسط» (لندن)

علي جابر «العائد من الموت» يروي ما رأى على «الضفة الأخرى»

مدير القنوات في «MBC» علي جابر يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عودته من المرض والغيبوبة (علي جابر)
مدير القنوات في «MBC» علي جابر يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عودته من المرض والغيبوبة (علي جابر)
TT

علي جابر «العائد من الموت» يروي ما رأى على «الضفة الأخرى»

مدير القنوات في «MBC» علي جابر يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عودته من المرض والغيبوبة (علي جابر)
مدير القنوات في «MBC» علي جابر يروي لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عودته من المرض والغيبوبة (علي جابر)

«رأيت الموت وصافحته، لكنه قال لي إنّ أواني لم يَحِن بعد»، هكذا يختصر علي جابر سنةً من عمره كادت أن تكون الأخيرة، لولا حصول «أعجوبة» على حدّ وصف الأطبّاء.

كانت 2024 أشبهَ بدرب آلامٍ طويل بالنسبة إلى مدير عام القنوات في مجموعة «إم بي سي»، والذي يناديه الجمهور العربي تحَبُّباً «العميد». بدأت السنة بجراحةٍ فشلت بسبب خطأٍ طبي، مروراً بكسورٍ في القدَم، وصولاً إلى نزيف معويّ حادّ وسكتات قلبيّة متتالية، وانتهت بغيبوبة دامت أكثر من أسبوع.

علي جابر «الراجع من الموت»، وفق تعبيره، يروي الحكاية لـ«الشرق الأوسط» بينما الابتسامة لا تفارق وجهه. فرغم الآلام المبرّحة التي قاساها وانتقاله المؤقّت إلى «الضفّة الأخرى»، هو ممتنّ للحياة التي منحته الباز الذهبي (the golden buzz) وجعلت منه «إنساناً جديداً».

في استوديوهات «Arabs Got Talent» بعد بدء رحلة التعافي (علي جابر)

مشوار الوجع بدأ بإبرة

انقلب المشهد في 3 يناير (كانون الثاني) 2024؛ «كنت أعاني من ألم مزمن في العنق، فنصحني أحد الأطباء بالخضوع لجراحة متطوّرة تقوم على حرق الأعصاب بالإبَر»، لم يكن يدرك جابر حينها أن نسبة نجاح هذه الجراحة لا تتخطّى 30 في المائة.

وقع الخطأ الأول عندما أُخضِع لتخديرٍ عام فانعدمت قدرته على التفاعل مع الوخز، أما الخطأ الثاني فكان استهداف العنق بدل أسفل الظهر، وهي المنطقة التي يُجرى فيها هذا النوع من الجراحة عادةً. يشرح كيف أن الطبيب أحرق العصب المسؤول عن تغذية أعصاب الوجه والرأس والكتف والمنطقة العلويّة من الصدر.

خرج جابر من المستشفى وكلُ آلام الكون متجمّعة في الجهة اليسرى من وجهه. هو الذي عايش الحرب اللبنانية وأصيب خلالها، ليس غريباً عن الوجع، «لكن ما أصابني من ألم بعد الجراحة كان يفوق أي طاقة بشريّة على التحمّل». ظنّ الأطبّاء أنهم بإعطائه مسكّناتٍ من العيار الثقيل، قد يسيطرون على الأوجاع، غير أنّ الكابوس الأوّل جلب كابوساً ثانياً.

«بعدما تمكّنتِ المسكّنات من جسدي، ومن بينها مضادات للقلق ودواء للصَرع، صرتُ أصاب بالدوار. وفي إحدى الليالي، سقطتُ أرضاً ما أدّى إلى 6 كسورٍ في القدم». أمضى جابر 3 أشهر أسيرَ الآلام والمنزل، غير قادرٍ على السير؛ «في تلك الفترة، كنت غاضباً من نفسي وأحمّلها ذنب الخضوع لجراحة غير مضمونة».

مع ابنه مالك خلال العلاج (علي جابر)

خسرتُ دمي كلّه ودخلت «الكوما»

يأتي الأمل على هيئة أصدقاء أحياناً وهكذا حصل مع علي جابر، إذ أصغى إلى نصيحة المقرّبين وتوجّهَ إلى الولايات المتحدة الأميركية. كان قد شرح له أطبّاء ملمّون بحالته أنّ التوقّعات شبه معدومة، ويجب انتظار الأعصاب حتى ترمّم نفسها بنفسها، الأمر الذي قد يستغرق سنوات. لم يبقَ أمامه بالتالي سوى ترويض الألم.

في نيويورك كانت المحطة الأولى، حيث اقترح عليه أحد أهمّ أخصائيي مداواة الألم الخضوع لجراحة دقيقة، يجري بموجبها اختراق العصَب المتضرّر بهدف تخديره. «لم أحصل على ضمانات، لكن كان يجب أن ألتقط أي فرصة»، يقول جابر.

خضع للجراحة على دفعتَين، وما بينهما جلسات طويلة لعلاج الألم، تنقّل خلالها بين لوس أنجلس وكونيتيكت. لكن موعد الاستراحة لم يكن قد حان بعد، فالقطار كان يسير به نحو محطة جديدة مع الأوجاع، لعلّها الأخطر في جلجلته.

«قبل بدء إحدى الجلسات، تبيّن أنّ ضغطي منخفض جداً ليتّضح أن الأمر ناتج عن نزيف معويّ حادّ»، يخبر جابر. لو لم يكن مركز العلاج محاذياً للمستشفى، لكان خسر حياته خلال نصف ساعة في نهاية يونيو (حزيران) 2024.

في تلك اللحظات الحاسمة، أصابته 4 تقرّحات متتالية في المعدة مزّقت إحداها الغشاء الواقي وشريان الدم الأساسي. «خسرتُ دمي كلّه في غضون 4 ساعات ودخلتُ في غيبوبة (كوما) إثر ذلك».

مع زوجته تامارا وأخصائي المعدة د. مايكل فاوست (علي جابر)

3 سكتات قلبية و8 أيام غيبوبة

بينما حاول الفريق الطبي إنقاذه بضخّ 17 وحدة دم في عروقه، كان جسده يرفض الدم الجديد بعد أن خسر دمه الأصليّ. ولم يتوقّف النزيف إلّا بعد أن أُخضع لجراحة ترميم الشريان المتمزّق. لكن في الأثناء، «أصيبت أعضائي الحيويّة بالجنون بسبب انخفاض ضخّ الدم إليها، فتعطّل الكبد والكليتان والطحال والقلب».

وسط هلع عائلته وجنون ماكينات المراقبة ومحاولات الأطبّاء المستميتة لإنعاشه، كان علي جابر يتعرّض لثلاث سكتاتٍ قلبيّة متتالية. غاب الرجل، فحضر إخوته وانضمّوا إلى زوجته تمارا وولدَيه معين ومالك، ظناً منهم أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.

استقرّت الأعضاء الحيويّة بعد جهد كبير، لكنّ «العميد» لم يَعُد إلى وعيِه. بقي متأرجحاً بين الحياة والموت 8 أيام، كل ما سمعَ أهلُه خلالها من الأطبّاء: «عليكم الصلاة والانتظار». في الأثناء، تفرّغ ابنُه معين لمراقبة كل تفصيلٍ متعلّق بحالة والده، وحرص على إرسال تحديثاتٍ يومية إلى الأطباء والأصدقاء، من بينهم رئيس مجموعة «إم بي سي» الشيخ وليد الإبراهيم والوزير الإماراتي محمد القرقاوي، اللذَين كانا يتابعان وضعه الصحي من كثب.

مع ولدَيه معين ومالك في استوديوهات «MBC» (علي جابر)

ملائكة الموت... والحياة

في «الهُناك»، جلس «ملاك الموت» إلى يساره وقد اتّخذ شكل دخان أسود، وفق وصف جابر. في المقابل، وقفت ملائكة الحياة إلى يمينه على هيئة راهباتٍ يرتدين أثواباً بيضاء. يذكر ما رأى بالتفاصيل، وكأنّه يسرد مناماً طويلاً أو مسلسلاً كتلك التي يُشرف على إنتاجها على شاشة «إم بي سي» ومنصة «شاهد».

في غيبوبته، أبصرَ أقرباء وأصدقاء وزملاء وشخصيات سياسية حالية وراحلة، فتداخلت المهنة بالحياة الخاصة وتجربة الحرب اللبنانية. كثرت من حوله المؤامرات ومحاولات التخلّص منه على خلفيّة سعيه إلى فضح قضية فساد. تنقّل في لا وعيِه بين بغداد وبيروت، حيث أحاطت به مشاهد دماء وقتل لا تنتهي. يفسّر جابر تلك الرؤى على أنها رواسب الحرب اللبنانية التي اختبرها لحظة بلحظة خلال مراهقته وشبابه.

لكن كيف انتهى المشهد، وما الذي أعادَ علي جابر من الضفّة الأخرى؟ أتى مَن يخبره في المنام الطويل بأنّ ابنَه مالك قد قُتل، فأصيبَ بانهيارٍ استفاق على إثره من الغيبوبة.

دخل جابر في غيبوبة استمرت 8 أيام على إثر نزيف في الأمعاء (علي جابر)

العودة على أجنحة «نجمة الحظ»

بعد شهرَين أمضاهما في مركزٍ لإعادة التأهيل في الولايات المتحدة على إثر خسارته عضلاته وصوته وقدرته على الشرب ومضغ الطعام، يسترجع علي جابر عافيته تدريجياً. عاد إلى دبي حيث استأنف عمله بنشاطٍ غير مسبوق، ضخّه فيه «الدم الجديد».

أراد من خلال إطلالته عبر Arabs Got Talent القول إنه على قيد الحياة وبكامل قواه الذهنية والجسدية. قطع وعداً على نفسه بعدم تعريض صحّته للأذى طعاماً وتدخيناً وخمولاً وقلّة نوم. الموعد يوميّ مع الرياضة، وأسبوعيّ مع العلاج النفسيّ.

بين الزملاء في مكاتب «MBC» بعد العودة من الولايات المتحدة (علي جابر)

«أعيش حالياً على الامتنان للملائكة الحقيقيين الذين أحاطوا بي، من أطباء وأصدقاء وأفراد العائلة»، يختم جابر. لكنّ الامتنان تشوبه غصة «فبينما كنت أحظى بأفضل رعاية طبية في الولايات المتحدة، كان آلاف الغزيين واللبنانيين والسوريين يخسرون حياتهم وأطرافهم في المذبحة الإسرائيلية».

ما عاد النجم التلفزيوني المحبوب يرى من البريق، سوى «نجمة الحظّ» التي تسطع فوق رأسه والتي أعادته من الموت إلى الحياة إنساناً جديداً.