«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

يعرض بعض أفلامه في أنحاء العاصمة المصرية للمرة الأولى

إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
TT

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)
إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 التي تقام في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، وذلك بعد عقود من انحسار عروض الأفلام المشاركة في مسابقاته على صالات الأوبرا ومراكز وسط القاهرة.

وقال الناقد عصام زكريا، مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في بيان وزعه المهرجان السبت، إن «القاهرة كبيرة جداً ومترامية الأطراف ولا تقتصر على وسط البلد، لكن لدينا الآن قاعات عرض في التجمع الخامس (شرق القاهرة) والشيخ زايد (غرب القاهرة) بالتعاون مع سينما فوكس».

وأكد أنه «تمت مراعاة أن تكون الأفلام المعروضة بهاتين المنطقتين جذابة جماهيرياً، أما أفلام المسرح الكبير في دار الأوبرا فتكون أقرب للحالة الاحتفائية والسجادة الحمراء، في حين أن أفلام المسرح الصغير وسينما الهناجر أفلام تميل إلى الفنية». مشيراً إلى أن إدارة المهرجان لديها خطط للتوسع في القاهرة ومدن أخرى خلال الدورات المقبلة.

الناقد عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (القاهرة السينمائي)

وعن التحديات المالية التي واجهت المهرجان قال زكريا: «عملنا على ترشيد النفقات من خلال إعادة النظر في كيفية توزيعها بطريقة غير تقليدية تحقق أقصى استفادة من الموارد دون التنازل عن مكانة المهرجان الدولي، مع عقد شراكات مهمة مع كبريات الصحف والمواقع والمنصات الدولية والإقليمية المتخصصة مثل (فارايتي)، و(فيلم فيرديكت) و(سكرين ديلي) و(فيستفال سكوب) بجانب زيادة الاعتماد على الخبرات المصرية».

ووفق مدير المهرجان فإنه تم اتباع سياسة مدروسة جداً في شراء حقوق عرض الأفلام تعتمد على تقليل النفقات من دون التنازل عن جودة الأفلام المختارة بعناية فائقة من خلال تعضيد فريق البرمجة من خلال الجمع بين نظام المبرمجين المتخصصين جغرافياً ونظام لجان المشاهدة.

ويرى زكريا أن العالم مليء بالأفلام الجيدة التي لا تحصل على فرص، لأن الجميع يتسابقون للحصول على عدد محدود من الأفلام فقط. مشدداً على أن برنامج أفلام مهرجان القاهرة هذا العام قوي جداً يجمع بين الجودة الفنية والقصص الإنسانية المؤثرة والمشوقة وهو مفتوح على ثقافات مختلفة وقصص قريبة من واقعنا.

لقطة من أحد الأفلام المشاركة في المهرجان (القاهرة السينمائي)

ولا يعتقد مدير مهرجان القاهرة أن المنافسة مع المهرجانات العربية الأخرى أثرت بالسلب على اختياراتهم: «بالعكس الأفلام العربية الجيدة كثيرة جداً».

وأحدث المهرجان هذا العام تغييرات مهمة فيما يتعلق بالجوائز المقدمة للسينما العربية، وفق زكريا الذي يقول: «هذه التغييرات حققت توازناً مستحقاً، ففي الدورات السابقة كانت هناك جائزة أفضل فيلم عربي تتنافس عليها كل الأفلام العربية المشاركة في المهرجان، بالإضافة إلى مسابقة آفاق السينما العربية، وهو أمر كان مربكاً وغير مفهوم. لكن هذا العام قررنا استحداث (جوائز السينما العربية) وهي جوائز مالية لأول مرة وتتنافس عليها كل الأفلام العربية الطويلة المشاركة في المهرجان سواء في المسابقة الدولية أو في (آفاق السينما العربية) الذي تحول إلى برنامج وليس مسابقة».

مهرجان القاهرة يعرض نحو مائتي فيلم في دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

ويعد اختيار فيلم مصري طويل معضلة سنوية لإدارة مهرجان القاهرة، حيث كان يتم تبرير الأمر بأن صناعة السينما المصرية تهتم بالأفلام التجارية على حساب الأعمال الفنية ما يجعل مشاركاتها ضعيفة في المهرجانات الدولية، لكن مدير مهرجان القاهرة لديه رأي آخر: «لا أرى أن كون المهرجان يحدث في مصر فإن عليه أن يولي عناية خاصة بعرض الفيلم المصري، فهو مهرجان دولي بالأساس. ويهمنا دعم الفيلم المصري لكن من خلال عرضه في مهرجانات أخرى خارج مصر».

ويولي مهرجان القاهرة هذا العام أهمية خاصة بالأفلام القصيرة من خلال برنامج جديد هو «بانوراما الفيلم القصير» الذي يضم عدداً كبيراً من الأفلام القصيرة لصناع أفلام مصريين لكن خارج المسابقة، فالمسابقة الدولية للأفلام القصيرة تقبل بطبيعة الحال عدداً محدوداً من الأفلام القصيرة المصرية.

وخصص المهرجان في دورته الجديدة مساحة لالتقاء المنتجين والموزعين والشركات وصناع الأفلام تحت اسم «سوق مهرجان القاهرة»، التي قد لا تكون سوقاً سينمائية بالمعنى المتعارف عليه في المهرجانات العالمية، لكنها توفر فرصة جيدة جداً للالتقاء والتفاعل والنقاش والاتفاق والبحث في مشروعات مشتركة مستقبلية.

المهرجان يحتفي بالأعمال القصيرة (القاهرة السينمائي)

ويحتفي مهرجان القاهرة السينمائي خلال دورته الـ45 بالسينما الفلسطينية بشكل لافت، حيث وقع اختيار إدارته على الفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ليكون فيلم افتتاح المهرجان، وهو واحد من بين 17 فيلماً تتنافس على جوائز المسابقة الدولية للمهرجان الذي يرأسه الفنان المصري حسين فهمي.

واستحدث المهرجان الذي يعرض في دورته المقبلة نحو مائتي فيلم عدداً من الجوائز؛ منها «جائزة الفيلم الفلسطيني» التي تضم لجنة تحكيمها كلاً من الإعلامي المصري عمرو الليثي والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر، بالإضافة إلى الممثل المصري مصطفى شعبان، بجانب لجنة لتحكيم «أفلام غزة» التي تضم في عضويتها المنتج المصري جابي خوري، والممثلة السورية كندة علوش، بالإضافة إلى الناقد المصري أحمد شوقي.

ويمثل الفيلم المصري «دخل الربيع يضحك» للمخرجة نهى عادل السينما المصرية في المسابقة الدولية، وهو الفيلم الذي يعتمد على مجموعة من الوجوه الجديدة، وتدور أحداثه خلال فصل الربيع من خلال أربع حكايات مختلفة، وسبق أن حصل على دعم من عدة مهرجانات سينمائية.

وتشهد المسابقة عروضاً عالمية أولى لعدد من الأفلام، منها الفيلم اللبناني «موندوف» للمخرج كريم قاسم، الذي تدور أحداثه في إحدى القرى اللبنانية، والفيلم التونسي «نوار عشية» للمخرجة خديجة لمكشر، والياباني «زهرة الثلج» للمخرج كوتا يوشيدا.

ويكرم المهرجان رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج وكاتب السيناريو البوسني دانيس تانوفيتش، فيما يمنح جائزة «فاتن حمامة للتميز» للممثل المصري أحمد عز، مع تكريم المخرج المصري يسري نصر الله بجائزة «الهرم الذهبي لإنجاز العمر».


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية وتاريخها الممتد في عمق الحضارة المصرية.

واستهدفت الفعالية التي نُظمت، الأحد، بالتعاون بين مؤسسة «دروسوس» وجمعية «نهضة المحروسة» تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإبداع في مجالات التراث والفنون والحِرف اليدوية، في الاحتفاظ بسمات حضارية قديمة، كما تستهدف تعزيز دور الصناعات الإبداعية باعتبارها رافداً أساسياً للتنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك إبراز أهمية الابتكار والإبداع في مختلف المجالات.

وأكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن «هذه الفعالية تعزز روح التعاون والرؤية المشتركة وتشجيع التبادل الثقافي»، لافتاً في كلمة خلال الاحتفالية إلى أن «المتحف المصري الكبير ليس متحفاً تقليدياً، وإنما هو مُجمع ثقافي يحتفي بالتاريخ والثقافة المصرية ويشجِّع على الإبداع والابتكار الذي يرتكز على الماضي لينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً».

الحِرف اليدوية تحمل طابعاً تراثياً (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح غنيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المتحف عبارة عن منارة ثقافية هدفها ليس فقط عرض الآثار، لكن أيضاً عرض التراث المصري سواء المادي أو غير المادي، وربطها بالحضارة المصرية القديمة وعبر عصور مختلفة وصولاً إلى العصر الحديث».

وتضمنت الفعالية جولة بالمتحف تمت خلالها زيارة البهو، حيث تمثال الملك رمسيس، والدَّرَج العظيم، وقاعات العرض الرئيسة، وكذلك المعرض الخاص بالفعالية، كما اختتمت فرقة «فابريكا» الفعالية، حيث قدَّمَت أوبريت «الليلة الكبيرة»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

ويضيف الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف أن «الجمعيات الأهلية أو الجهات المتخصصة والمعنية بالتراث نحاول أن نعرضها في المتحف بشكل لائق ومشجع لمن يقومون على هذه الحِرف والفنون».

جانب من فعالية «تأثير الإبداع» للفنون التراثية والحِرف اليدوية (وزارة السياحة والآثار)

وأشار إلى أن الفعالية تضمنت عرض مجموعات من الخزف وكذلك فنون على الأقمشة والأعمال الخاصة بالخشب وأعمال متنوعة في المجالات كافة.

ويعدّ المتحف المصري الكبير من أهم المتاحف المصرية المنتظر افتتاحها، ووصفه رئيس الوزراء المصري في تصريحات سابقة بأنه سيكون «هدية مصر للعالم»، ويقع المتحف على مساحة 117 فداناً، ضمن مشهد مفتوح على منطقة الأهرامات الثلاثة، وتُعوّل مصر عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، ومن المنتظر أن يشهد عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة لدى افتتاحه الرسمي بشكل كامل.

وتضمنت الفعالية التي شهدها المتحف رحلة عبر الزمن اصطحبتهم من الماضي حيث الحضارة الخالدة، مروراً بالحاضر ورموزه الفنية، نحو صورة لمستقبل أكثر ابتكاراً وإبداعاً.

وتعدّ فعالية «تأثير الإبداع» إحدى الفعاليات المتنوعة التي يستضيفها المتحف المصري الكبير في إطار التشغيل التجريبي الذي يشهده ويتيح لزائريه زيارة منطقة المسلة المعلقة، والبهو العظيم والبهو الزجاجي، والمنطقة التجارية، بالإضافة إلى قاعات العرض الرئيسة التي تم افتتاحها جزئياً.