جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

قالت لـ«الشرق الأوسط»: تستهويني أدوار الشر... وشخصية «أمل» تشبهني إلى حد كبير

جود السفياني (الشرق الأوسط)
جود السفياني (الشرق الأوسط)
TT

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

جود السفياني (الشرق الأوسط)
جود السفياني (الشرق الأوسط)

على الرغم من أن الممثلة السعودية جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال عدد من المسلسلات المحليّة التي حققت نسب مشاهدة عالية، من ذلك مسلسل «خريف القلب» الذي يجمع عدداً كبيراً من نجوم الدراما السعودية، وتقدم فيه جود السفياني دور الفتاة «أمل» التي تم تبديلها وهي رضيعة في المستشفى، قبل 17 عاماً، لتعيش مع عائلة أخرى، ثم تكتشف لاحقاً والديها الحقيقيَّين.

تبدو شخصية أمل التي تقدمها جود مليئة بالتناقضات، فهي ذكية ومغامرة ومندفعة، وفي الوقت نفسه تحمل الكثير من الشر ضد أقرب الناس إليها؛ حيث تتنكّر للسيدة التي ربتها (إلهام علي) بعد أن تكتشف أن والديها الحقيقيين من طبقة ثرية، ترى من خلالهما فرصة لانتشالها من الفقر والعيش في حياة الرفاهية التي طالما طمحت إليها، وهنا تظهر دوافعها الدفينة من الطمع والمكر، لمحاولة تعويض ما تظن أنه فاتها.

⁨جود السفياني في مشهد من مسلسل «خريف القلب» الذي تؤدي فيه شخصية الفتاة المتمردة أمل (شاهد)⁩

«خريف القلب»

وعن دورها في «خريف القلب»، تقول جود لـ«الشرق الأوسط»: «تستهويني الأدوار الشريرة لأنها تأخذ صدى كبيراً وتعلق في أذهان الجمهور؛ لذا كنت سعيدة جداً باختياري لهذا الدور، حيث كانت المنافسة الشديدة لاختيار الممثلة التي ستؤدي شخصية أمل، وكنت متوجسة بألا تناسب لهجتي الجداويّة دوري في المسلسل، لكن أعمالي السابقة باللهجة النجدية ساعدتني كثيراً في تجاوز ذلك، وتم قبولي لهذا الدور».

بسؤالها عن النقاط المشتركة بينها وبين شخصية أمل، تقول: «أمل تشبهني في صفات معينة، فهي عاشت فترة طويلة مع فقد الأب، وأنا فقدت والدتي لفترة كبيرة من حياتي، كما أن أمل ربت نفسها بنفسها بين الناس، وتعلمت الكثير لتبني شخصيتها منذ عمر صغير، وتحقق ما كانت تصبو إليه، وهو أمر يشبهني كثيراً، إضافة إلى أني شخصية مغامرة مثلها... لذا أعتقد أن أمل تمثلني في مرحلة المراهقة، قبل أن أنضج وأتزن في الحياة».

تخطط جود للاتجاه نحو الكتابة والإخراج في الفترة المقبلة (إنستغرام)

قصة البداية

جود السفياني التي ما زالت على مقاعد الجامعة، لها حكاية لافتة في دخول عالم التمثيل؛ حيث تشير إلى أنها تجاوزت عدداً من التحديات، من ذلك كونها فتاة سعودية تنتمي لعائلة من قبيلة معروفة، ولا يوجد أحد من عائلتها امتهن التمثيل، كما أن التمثيل لم يكن ضمن خياراتها، بل كانت تخطط لأن تصبح طبيبة نساء وولادة.

وتضيف: «لقد تفاجأت عائلتي عندما فتحت حساباً عاماً على (إنستغرام) و(تيك توك)، وأصبحت أنشر يومياً ما بين 15 و20 مقطعاً، وأصنع الكثير من الأنشطة، مما جذب عدداً كبيراً من المتابعين لحساباتي».

وتشير جود إلى أن هذه الحسابات لفتت أنظار المنتجين نحوها؛ حيث جاءها العرض الأول لتمثيل المسلسل السعودي الطويل «الميراث»، الذي تم تصويره في دولة الإمارات، ولم يتجاوز عمرها 19 عاماً، مضيفة: «صادف ذهابي إلى دولة الإمارات فترة جائحة كورونا، ما اضطرني للبقاء فيها نحو سنة ونصف السنة، دون أن أتمكن من العودة لرؤية أهلي، حينها شعرت أن التمثيل هو أمر مناسب جداً لي».

لفتت جود أنظار المنتجين نحوها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

شبكات التواصل

وفيما يتعلق بالتمثيل وشهرتها على منصات التواصل الاجتماعي، تقول جود: «ارتباطي بالسوشيال ميديا كبير، فهي جسر تربط بيني وبين الجمهور وتسهّل عليّ مهمّة التواصل معهم، بحيث أكون حاضرة دائماً في أذهانهم. وهي المنطقة التي أفرّغ بها طاقتي وأكون على طبيعتي، فالمقاطع التي أشاركها الجمهور هي بالنسبة لي أشبه بسرد للمذكرات».

وبسؤالها عن طموحها وخططها المستقبلية، تكشف جود أنها تعتزم دخول عوالم الكتابة والإخراج لتلم بهذه المجالات، ولا تنوي الاكتفاء فقط بمهنة التمثيل.

جدير بالذكر أن مسلسل «خريف القلب» الذي يُعرض حالياً على قناة «MBC1»، ويتصدر قائمة أفضل الأعمال في السعودية على منصة «شاهد»؛ مستلهم من قصة العمل التركي «Autumn in my heart»، كتب سيناريو العمل علاء حمزة، وشارك في بطولته كل من: عبد المحسن النمر، وإلهام علي، وفيصل الدوخي، وجود السفياني، ولبنى عبد العزيز، وإبراهيم الحربي، وهند محمد، ونجوم آخرون.


مقالات ذات صلة

حديث لبلبة عن اضطرارها لـ«التمثيل من أجل المال» يثير تفاعلاً

يوميات الشرق الفنانة لبلبة خلال حديثها في البرنامج (صفحتها على «فيسبوك»)

حديث لبلبة عن اضطرارها لـ«التمثيل من أجل المال» يثير تفاعلاً

أثار حديث الفنانة المصرية لبلبة عن مشوارها الفني وحياتها الشخصية وكيف أنها اضطرت للمشاركة في أعمال فنية لحاجتها إلى المال تفاعلاً على «السوشيال ميديا».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

«يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند)».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
TT

تانيا صالح تُغنّي للأطفال وترسم لُبنانَهم الأحلى

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)
باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال تشعر بالاستراحة (صور تانيا صالح)

أمَّنت الإقامة في باريس للفنانة اللبنانية تانيا صالح «راحة بال» تُحرِّض على العطاء. تُصرُّ على المزدوجَين «...» لدى وصف الحالة، فـ«اللبناني» و«راحة البال» بمعناها الكلّي، نقيضان. تحطّ على أراضي بلادها لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه إلى الأطفال. موعد التوقيع الأول؛ الجمعة 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. والأحد (8 منه) تخصّصه لاستضافة أولاد للغناء والرسم. تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة.

تريد من الفنّ أن يُهدّئ أنين أطفال الصدمة ويرأف بالبراءة المشلَّعة (صور تانيا صالح)

وطَّد كونها أُماً علاقتها بأوجاع الطفولة تحت النار؛ من فلسطين إلى لبنان. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها اعتادت اختراع الأغنيات من أجل أن ينام أطفالها وهم يستدعون إلى مخيّلاتهم حلاوة الحلم. لطالما تمنّت الغناء للصغار، تشبُّعاً بأمومتها وإحساسها بالرغبة في مَنْح صوتها لمَن تُركوا في البرد واشتهوا دفء الأحضان. تقول: «أصبح الأمر مُلحّاً منذ تعرُّض أطفال غزة لاستباحة العصر. لمحتُ في عيون أهاليهم عدم القدرة على فعل شيء. منذ توحُّش الحرب هناك، وتمدُّد وحشيتها إلى لبنان، شعرتُ بأنّ المسألة طارئة. عليَّ أداء دوري. لن تنفع ذرائع من نوع (غداً سأبدأ)».

غلاف الألبوم المؤلَّف من 11 أغنية (صور تانيا صالح)

وفَّر الحبُّ القديم لأغنية الطفل، عليها، الكتابةَ من الصفر. ما في الألبوم، المؤلَّف من 11 أغنية، كُتب من قبل، أو على الأقل حَضَرت فكرته. تُكمل: «لملمتُ المجموع، فشكَّل ألبوماً. وكنتُ قد أنقذتُ بعض أموالي خشية أنْ تتطاير في المهبّ، كما هي الأقدار اللبنانية، فأمّنتُ الإنتاج. عملتُ على رسومه ودخلتُ الاستوديو مع الموسيقيين. بدل الـ(CD)؛ وقد لا يصل إلى أطفال في خيامهم وآخرين في الشوارع، فضَّلتُ دفتر التلوين وفي خلفيته رمز استجابة سريعة يخوّلهم مسحه الاستماع المجاني إلى الأغنيات ومشاهدتها مرسومة، فتنتشل خيالاتهم من الأيام الصعبة».

تُخطّط تانيا صالح لجولة في بعلبك وجنوب لبنان؛ «إنْ لم تحدُث مفاجآت تُبدِّل الخطط». وتشمل الجولة مناطق حيث الأغنية قد لا يطولها الأولاد، والرسوم ليست أولوية أمام جوع المعدة. تقول: «أتطلّع إلى الأطفال فأرى تلك السنّ التي تستحقّ الأفضل. لا تهمّ الجنسية ولا الانتماءات الأخرى. أريد لموسيقاي ورسومي الوصول إلى اللبناني وغيره. على هذا المستوى من العطف، لا فارق بين أصناف الألم. ليس للأطفال ذنب. ضآلة مدّهم بالعِلم والموسيقى والرسوم، تُوجِّه مساراتهم نحو احتمالات مُظلمة. الطفل اللبناني، كما السوري والفلسطيني، جدير بالحياة».

تعود إلى لبنان لتُطلق ألبومها الجديد الموجَّه للأطفال (صور تانيا صالح)

باكتمال الألبوم واستعداد الفنانة لنشره بين الأطفال، تشعر أنها تستريح: «الآن أدّيتُ دوري». الفعل الفنّي هنا، تُحرّكه مشهديات الذاكرة. تتساءل: «كم حرباً أمضينا وكم منزلاً استعرنا لننجو؟». ترى أولاداً يعيشون ما عاشت، فيتضاعف إحساس الأسى. تذكُر أنها كانت في نحو سنتها العشرين حين توقّفت معارك الحرب الأهلية، بعد أُلفة مريرة مع أصوات الرصاص والقذائف منذ سنّ السادسة. أصابها هدوء «اليوم التالي» بوجع: «آلمني أنني لستُ أتخبَّط بالأصوات الرهيبة! لقد اعتدْتُها. أصبحتُ كمَن يُدمن مخدِّراً. تطلَّب الأمر وقتاً لاستعادة إيقاعي الطبيعي. اليوم أتساءل: ماذا عن هؤلاء الأطفال؛ في غزة وفي لبنان، القابعين تحت النار... مَن يرمِّم ما تهشَّم؟».

تريد الموسيقى والرسوم الوصول إلى الجميع (صور تانيا صالح)

سهَّلت إقامُتها الباريسية ولادةَ الألبوم المُحتفَى به في «دار المنى» بمنطقة البترون الساحلية، الجمعة والأحد، بالتعاون مع شباب «مسرح تحفة»، وهم خلف نشاطات تُبهج المكان وزواره. تقول إنّ المسافة الفاصلة عن الوطن تُعمِّق حبَّه والشعور بالمسؤولية حياله. فمَن يحترق قد يغضب ويعتب. لذا؛ تحلَّت بشيء من «راحة البال» المحرِّضة على الإبداع، فصقلت ما كتبت، ورسمت، وسجَّلت الموسيقى؛ وإنْ أمضت الليالي تُشاهد الأخبار العاجلة وهي تفِد من أرضها النازفة.

في الألبوم المُسمَّى «لعب ولاد زغار»، تغنّي لزوال «الوحش الكبير»، مُختَزِل الحروب ومآسيها. إنها حكاية طفل يشاء التخلُّص من الحرب ليكون له وطن أحلى. تقول: «أريد للأطفال أن يعلموا ماذا تعني الحروب، عوض التعتيم عليها. في طفولتي، لم يُجب أحد عن أسئلتي. لم يُخبروني شيئاً. قالوا لي أنْ أُبقي ما أراه سراً، فلا أخبره للمسلِّح إنْ طرق بابنا. هنا أفعل العكس. أُخبر الأولاد بأنّ الحروب تتطلّب شجاعة لإنهائها من دون خضوع. وأُخبرهم أنّ الأرض تستحق التمسُّك بها».

وتُعلِّم الصغار الأبجدية العربية على ألحان مألوفة، فيسهُل تقبُّل لغتهم والتغنّي بها. وفي الألبوم، حكاية عن الزراعة وأخرى عن النوم، وثالثة عن اختراع طفل فكرة الإضاءة من عمق خيمته المُظلمة. تقول إنّ الأخيرة «حقيقية؛ وقد شاهدتُ عبر (تيك توك) طفلاً من غزة يُفكّر في كيفية دحض العتمة لاستدعاء النور، فألهمني الكتابة. هذه بطولة».

من القصص، تبرُز «الشختورة» (المركب)، فتروي تانيا صالح تاريخ لبنان بسلاسة الكلمة والصورة. تشاء من هذه الحديقة أن يدوم العطر: «الألبوم ليس لتحقيق ثروة، وربما ليس لاكتساح أرقام المشاهدة. إنه شعوري بتأدية الدور. أغنياته حُرّة من زمانها. لم أعدّها لليوم فقط. أريدها على نسق (هالصيصان شو حلوين)؛ لكلّ الأيام».