السينما المصرية تودّع «ولدها الشقي» حسن يوسف بعد حياة حافلة

قدّم أكثر من 200 عمل... ورحل عن 90 عاماً

رحيل الفنان المصري حسن يوسف (وزارة الثقافة المصرية)
رحيل الفنان المصري حسن يوسف (وزارة الثقافة المصرية)
TT

السينما المصرية تودّع «ولدها الشقي» حسن يوسف بعد حياة حافلة

رحيل الفنان المصري حسن يوسف (وزارة الثقافة المصرية)
رحيل الفنان المصري حسن يوسف (وزارة الثقافة المصرية)

ودّعت مصر، الثلاثاء، الفنان حسن يوسف، عن عمر 90 عاماً، الذي اشتهر بتأدية أدوار «الولد الشقي» في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، واختتم مسيرته الفنية بتقديم الأعمال الدينية، من بينها بطولة مسلسل «إمام الدعاة» عن سيرة حياة الشيخ الشعراوي.

وأعلنت الفنانة شمس البارودي رحيل زوجها الفنان حسن يوسف، كما نشر شقيقه محمد يوسف خبر الرحيل على صفحته بـ«فيسبوك».

ونعت وزارة الثقافة المصرية الفنان الراحل، وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة: «استقبلنا ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل الفنان القدير حسن يوسف، أيقونة السينما المصرية والعربية، وأحد أعلام الفن المصري والعربي، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم السينما والتلفزيون»، مشيراً في بيان إلى أن الفنان الراحل «أثرى الحياة الفنية بعدد من الأعمال الخالدة التي ستظل في ذاكرة الأجيال».

الفنان حسن يوسف (الصفحة الرسمية لسينما الشعب)

كما نعته نقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية في مصر، وأشادت بمشواره الفني الحافل في السينما والتلفزيون، وكتب عدد كبير من الفنانين نعياً للفنان الراحل على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم خالد النبوي ونبيل الحلفاوي، وكتب الفنان أحمد السقا على «إكس»: «رحل الولد الشقي... الفنان القدير حسن يوسف، كنتَ دائماً رمزاً للبهجة والعفوية والابتسامة، وجزءاً من ذكرياتنا الجميلة».

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي «حسن يوسف الفنان الأكثر قرباً للشباب في جيله منذ الخمسينات، وتميّز أداؤه بالبساطة والعفوية، وهذا هو سر نجاحه ونجوميته»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «حياة الفنان الراحل كانت حافلة بالتحولات، وهو يجسد المعادل الموضوعي للحالة المصرية في ارتباطها بالدين»، ومشيراً إلى أنه «اعتزل الفن عام 1990 مع آخر أفلامه (الشقيقتان)، بالتزامن مع اعتزال زوجته شمس البارودي وارتدائها النقاب، إلا أنه عاد مرة أخرى للدراما بمسلسل (إمام الدعاة) عام 2002، وتعرض لصدمة بعد رحيل ابنه عبد الله في صيف 2023، وأعلن اعتزاله الفن في يناير (كانون الثاني) الماضي».

الفنان المصري حسن يوسف يرحل عن عمر 90 عاماً (المركز القومي للمسرح)

ولد حسن يوسف في حي السيدة زينب بوسط القاهرة، عام 1934، وبدأ مشواره في السينما نهاية الخمسينات، واشتهر بأدواره في أفلام «الخطايا» و«أنا حرة» و«للرجال فقط» و«الشياطين الثلاثة»، وظل لفترة يلعب أدوار البطولة أو دور «الولد الشقي» أو «الدنجوان». وإلى جانب التمثيل عمل بالإخراج والإنتاج، وقدّم أكثر من 200 عمل بين السينما والدراما والمسرح، ومن أعماله الدرامية «ليالي الحلمية» و«زينب والعرش» و«إمام الدعاة».


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».