روائع محمد عبد الوهاب في ليلة خلَّدها «موسم الرياض»

«هيئة الترفيه» كرَّمت ابنته تعبيراً عن الوفاء لموسيقار الأجيال

ليلة في الرياض للاحتفاء بعبقري الألحان محمد عبد الوهاب (بنش مارك)
ليلة في الرياض للاحتفاء بعبقري الألحان محمد عبد الوهاب (بنش مارك)
TT

روائع محمد عبد الوهاب في ليلة خلَّدها «موسم الرياض»

ليلة في الرياض للاحتفاء بعبقري الألحان محمد عبد الوهاب (بنش مارك)
ليلة في الرياض للاحتفاء بعبقري الألحان محمد عبد الوهاب (بنش مارك)

أضفت أبرز الأسماء الطربية العربية، بأصواتها البديعة، لمسة خاصة على مساء الجمعة في الرياض، بإحيائها إرث عبقري الألحان وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

وفي أمسية امتدَّت لـ5 ساعات من الغناء، وعَزْف مقطوعات الموسيقى الفاخرة، احتفى «موسم الرياض» بالراحل محمد عبد الوهاب؛ أحد أعلام الموسيقى العربية، وأحد رموز الأغنية المصنوعة على أعلى طراز.

تفاصيل لافتة زيَّنت حفل الاحتفاء بالموسيقار (بنش مارك)

وتحت أضواء ساحرة، اجتمع محبُّو الفنِّ الأصيل في ليلة استثنائية للاحتفاء بإرث قديم متجدِّد، أُقيمت على «مسرح أبو بكر سالم» في «بوليفارد الرياض سيتي»، بحضور أبرز الموسيقيين وكبار صنَّاع الإعلام والرياضة في العالم العربي.

الفنان نور مهنا خلال الحفل (بنش مارك)

شارك في إحياء الحفل الفنانون: ماجد المهندس، وصابر الرباعي، ومي فاروق، ونور مهنا، ومحمد ثروت، بالإضافة إلى 150 عازفاً بقيادة المايسترو الكبير وليد فايد. وقدَّمت الفرقة الموسيقية مقطوعات أبدع فيها عبد الوهاب، لاقت تفاعل جمهور ملأ المدرَّجات.

الفنان صابر الرباعي من الأصوات المميَّزة في الحفل (بنش مارك)

وقدَّم الفنانون باقة من أجمل ما لحَّن الراحل من أغنيات وجواهر خالدة، قدَّمها إلى مكتبة الموسيقى العربية، والتي لطالما صدح بها نجوم عرب كبار، فتألَّقت مواهبهم من خلال ألحانه الفريدة. استمع الجمهور إلى: «مضناك»، و«أغداً ألقاك»، و«فكروني»، و«أهواك»، و«كل ده كان ليه»... وعدد من العناوين التي ارتبطت بتجربة عبقري الألحان ورائد التجديد.

الفنان ماجد المهندس خلال الحفل (بنش مارك)

‏وفي تلك الليلة الاستثنائية، كرَّمت «الهيئة العامة للترفيه» في السعودية، ابنة موسيقار الأجيال، عفت محمد عبد الوهاب، على المسرح، فتسلَّمت التكريم تعبيراً عن الوفاء لهذا العبقري الكبير.

وعبَّرت ابنة المُكرَّم عن سرورها بهذا الاحتفاء الذي تقدِّمه العاصمة السعودية لأساطير الفنِّ العربي، وأبدت -في كلمتها بالمناسبة- إعجابها بالتفاصيل التي زيَّنت الحفل، وارتقائها إلى مستوى المكانة التي شغلها والدها على مدى مشواره.

تكريم عائلة الموسيقار محمد عبد الوهاب (بنش مارك)

وخلال الحفل أيضاً، شاهد الجمهور فيلماً وثائقياً بمشاركة عدد من أفراد عائلة الموسيقار ورفاق رحلته الفنِّية، للحديث عن إرثه ودوره في إضفاء بصمة خاصة على مسيرة فنانين. وبعبقريته في ابتكار الألحان، وثنائياته التي جمعته بالنخبة منهم، حفر اسمه على صفحات التاريخ مُلحِّناً ومؤلِّفاً موسيقياً وممثلاً سينمائياً، وبقيت آثاره محفورة حتى بعد ثلاثة عقود على رحيله.

الفنان محمد ثروت مقدِّماً وصلته الغنائية (بنش مارك)

ويُعدُّ الموسيقار محمد عبد الوهاب أحد أبرز رموز الموسيقى العربية وأكثرهم تأثيراً في القرن العشرين؛ إذ أدَّى دوراً جوهرياً في تطوير الفن العربي وتخليده، مُضفياً على الموسيقى لمسات أخرجتها من الإطار التقليدي، مع الحفاظ -في الوقت عينه- على روحها العربية الأصيلة.

الفنانة مي فاروق خلال أداء «أغداً ألقاك» (بنش مارك)

وأتت ليلة عبد الوهاب ضمن الدور المحوري لـ«الهيئة العامة للترفيه» في السعودية، لدعم الفعاليات الثقافية والفنِّية الكبيرة وتنظيمها، بما فيها الليالي الموسيقية المخصَّصة لتكريم روَّاد الموسيقى العربية.


مقالات ذات صلة

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق حضور لافت شهدته حديقة السويدي خلال فعاليات «أيام السودان» (الشرق الأوسط)

ثراء ثقافي يجذب زوار «أيام السودان» في الرياض

واصلت حديقة السويدي في الرياض استضافة فعاليات «أيام السودان» ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية بالشراكة مع هيئة الترفيه

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنون السودانية زيّنت فعاليات اليوم الأول من الفعاليات (الشرق الأوسط)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... «أيام السودان» تنطلق في الرياض

أطلقت مبادرة «انسجام عالمي» السعودية، فعالية «أيام السودان»؛ بهدف تعزيز التواصل مع آلاف من المقيمين السودانيين في البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق نقلة نوعية لتدعيم المحتوى العربي والعالمي من قلب العاصمة السعودية (هيئة الترفيه)

«الحصن بيغ تايم» وجهة جديدة لإنتاج المحتوى العربي والعالمي من قلب السعودية

دشّنت الهيئة العامة للترفيه في السعودية يوم الاثنين استوديوهات «الحصن بيغ تايم – AlHisn Big Time Studios»

«الشرق الأوسط» (الرياض)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».