لماذا يكره الجمهور القصص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي؟

الكتابة بواسطة «شات جي بي تي» أصبحت منتشرة بشكل متزايد في كثير من المجالات (رويترز)
الكتابة بواسطة «شات جي بي تي» أصبحت منتشرة بشكل متزايد في كثير من المجالات (رويترز)
TT

لماذا يكره الجمهور القصص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي؟

الكتابة بواسطة «شات جي بي تي» أصبحت منتشرة بشكل متزايد في كثير من المجالات (رويترز)
الكتابة بواسطة «شات جي بي تي» أصبحت منتشرة بشكل متزايد في كثير من المجالات (رويترز)

أظهرت دراسة أجريت في جامعة فلوريدا الأميركية، أن القصص التي كتبها روبوت الدردشة الشهير «شات جي بي تي» كانت قريبة جداً في جودتها من تلك التي كتبها مؤلفون بشر. ومع ذلك، عندما يُخبَر القراء بأن القصة كُتبت بواسطة الذكاء الاصطناعي -سواء كان ذلك صحيحاً أم لا- فإنهم يُقيّمون القصة بشكل سيئ، مما يشير إلى أن هناك عدم ثقة ورفضاً للعمل الإبداعي الذي يُعتقد أنه ناتج عن الذكاء الاصطناعي.

ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Communication»، وأصبحت الكتابة بالذكاء الاصطناعي منتشرة بشكل متزايد في كثير من المجالات، من كتابة المقالات الإخبارية إلى إنشاء المحتوى التسويقي وحتى كتابة الروايات. ويعتمد كثير من الأفراد والشركات على الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الكتابة وإنتاج نصوص متسقة وسريعة تلبي احتياجات الجمهور. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالجوانب الإبداعية والتفاعلية؛ حيث يظل الذكاء الاصطناعي أداة تكمل الجهود البشرية بدلاً من استبدالها، نظراً لأنه يفتقر إلى العمق العاطفي والرؤية الشخصية التي يتميز بها الإبداع البشري.

وهدفت الدراسة إلى استكشاف تأثير اعتقادات الناس حول المؤلف -سواء كان ذكاءً اصطناعياً أو بشرياً- على تقييمهم للقصص الأدبية. وعُرضت على المشاركين في الاستطلاع قصتان مختلفتان، واحدة كتبها إنسان، والأخرى كتُبت بواسطة «شات جي بي تي». وتم تبادل تسميات المؤلفين أحياناً؛ ما يعني أن القصة المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي تُنسب أحياناً إلى الإنسان، والعكس صحيح. وركز الباحثون على عنصرين رئيسيين في عملية التقييم: الأول هو «التنقل» داخل القصة، والذي يشير إلى مدى انجذاب القارئ للعالم الذي تصفه القصة، والثاني هو «التحليل المضاد» الذي يتضمن محاولة القارئ تحليل القصة وانتقادها.

وأظهرت النتائج أن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي كانت مقنعة بالقدر نفسه في تلك التي كتبها البشر. ومع ذلك، كانت قدرة الذكاء الاصطناعي أقل في جذب القراء إلى عوالم القصص، مما يشير إلى وجود تباين في قدرة كل منهما على خلق تجارب سردية غامرة.

وفقاً للدراسة، يكره الجمهور القصص التي يعتقدون أنها مكتوبة بالذكاء الاصطناعي لأسباب تتعلق بالثقة والتحيز ضد الإبداع الاصطناعي، وهذا ينبع من عدم ثقة الجمهور في قدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة قصص ممتعة أو غامرة، مثل تلك التي يكتبها البشر. من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة فلوريدا، الدكتور هاوران كريس تشو: «الناس لا يحبون القصص التي يعتقدون أنها مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي، سواء كانت جيدة أم لا». وأضاف عبر موقع الجامعة، أن «الذكاء الاصطناعي قادر على كتابة نصوص متسقة ومنطقية وذات ترابط جيد؛ لكنه لا يزال أضعف من البشر في كتابة قصص مثيرة وجذابة». وتابع: «الذكاء الاصطناعي لا يكتب مثل الكاتب المحترف. وربما يكون هذا خبراً جيداً لكُتّاب هوليوود في الوقت الحالي».


مقالات ذات صلة

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

تكنولوجيا غالبية القُرَّاء يرون أن الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد شعر أفضل من البشر (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يكتب قصائد أفضل من البشر

أكدت دراسة جديدة أن قصائد الشعر التي تكتب بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي أفضل من تلك التي يكتبها البشر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)

4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تحقيق ثورة في الرعاية الصحية العالمية، خصوصاً مع وجود 4.5 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على خدمات الرعاية الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «الشورت» يحسّن كفاءة المشي في الهواء لدى كبار السنّ (نيتشر)

«شورت» ذكي لتحسين حركة المرضى وكبار السنّ

أعلن باحثون في «جامعة ميونيخ التقنية» عن تطوير «شورت» ذكي يساعد الأشخاص على المشي بسهولة مع تقليل ملحوظ في استهلاك الطاقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
TT

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)
حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير الذين اختفوا عن حفل الختام الذي أقيم في قصر ثقافة مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.

ووفق نقاد، فإن التضارب الذي يحدث بين مواعيد انعقاد مهرجانات مصرية على غرار «شرم الشيخ المسرحي» و«القاهرة السينمائي» هو السبب وراء اختفاء نجوم الشاشات والمسرح عن حضور فعاليات المهرجان.

ورغم استمرار انعقاد مهرجان القاهرة السينمائي المعروف بكثافة فعالياته، جرى تكريم بعض نجوم الفن والسينما، عبر حفل «غولدن غلوب» ومجلة «Enigma»، بأحد الفنادق الكبرى على النيل، كان من بينهم الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والفنانة يسرا، اللذان تم منحهما جائزة «عمر الشريف».

وشهد حفل ختام «شرم الشيخ المسرحي» حضور عدد قليل من الفنانين والمسرحيين، من بينهم الفنان سيد خاطر، وكيل وزارة الثقافة المصرية الأسبق، وأحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، والفنان علاء مرسي، والفنان والبروفيسور الروسي ميخائيل جوريفوري، والمخرج الروماني قسطنطين كرياك، رئيس مهرجان سيبيو الدولي، والفنانة حلا عمران، والفنانة اللبنانية مروة قرعوني، والفنان أحمد وفيق، والمخرج السوري ممدوح الأطرش، والكاتبة فاطمة المعدول، والدكتور سعيد السيابي من سلطنة عمان، والمخرج عصام السيد، والفنانتان المصريتان عزة لبيب، ومنال سلامة.

حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي (شرم الشيخ المسرحي)

وسيطرت مصر على جوائز حفل الختام؛ إذ حصل شباب مسرحها على جائزة أفضل عرض متكامل بمسرحية «هجرة الماء» وشهادتي تقدير لجودة العمل في مسابقة مسرح الطفل والنشء، كما حصل المصري أحمد بيلا على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع، عن عرض «خلف النافذة»، أما عن أبرز الجوائز العربية فحصل العرض الإماراتي «حكايات صامتة» على جائزة أفضل أداء جماعي في مسابقة مسرح الطفل والنشء، وحصل العرض العماني «فضيلة عبيد» على جائزة لجنة التحكيم في مسابقة الشارع.

وأعلن المخرج مازن الغرباوي، مؤسس ورئيس المهرجان، أن دولة كوريا الجنوبية ستكون ضيف شرف المهرجان في الدورة المقبلة التي ستحمل اسم الفنانة المصرية القديرة إلهام شاهين، لمسيرتها المهمة في المسرح المصري والعربي.

وأعرب المخرج السوري ممدوح الأطرش عن سعادته البالغة لتكريمه في مصر، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتابع المهرجان منذ انطلاقه قبل 9 سنوات، وأراه يتطور سنة تلو الأخرى».

ممدوح الأطرش خلال حفل الختام (شرم الشيخ المسرحي)

وعن أعماله الفنية التي يحضر لها خلال الفترة المقبلة، قال الأطرش: «أجهز لفيلم سينمائي عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان، نجري حالياً تشاورات ونقاشات عدة حوله، حتى يخرج بالصورة الرائعة التي تُمثل قيمة أسمهان بصفتها فنانة عالمية، مع سرد سريع لقصة عائلة الأطرش».

يُذكر أن الدورة التاسعة من المهرجان كانت تحمل اسم المخرج الكبير الراحل جلال الشرقاوي، وشهدت مشاركة 36 دولة، ومنح الفنانة السورية حلا عمران درع «سميحة أيوب»، بجانب تكريم الفنان علاء مرسي، والفنان الروسي ميخائيل جوريفوي، والمخرج السوري ممدوح الأطرش.