«بوليفارد وورلد» تجمّع حضارات وتراث المناطق السعودية

TT

«بوليفارد وورلد» تجمّع حضارات وتراث المناطق السعودية

أهم معالم المناطق السعودية تجسدت في تفاصيل المكان (تصوير: تركي العقيلي)
أهم معالم المناطق السعودية تجسدت في تفاصيل المكان (تصوير: تركي العقيلي)

بكلمات الترحيب التي تختلف في ألفاظها وتتفق في الحفاوة بالضيف وإحسان استقباله، وبين الأزياء التقليدية التي تتنوع بين منطقة سعودية وأخرى، تستقبل منطقة السعودية في «بوليفارد وورلد» الزوار للتعريف بحضارات وتراث المناطق السعودية في مكان واحد.

وتحتفي المنطقة السعودية بتراث مختلف المناطق السعودية، حيث تبرز كل منطقة تفاصيلها الثقافية وأشهر معالمها، التي تتيح للزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف على الأزياء التقليدية والمأكولات الشعبية والفلكلور الفني ومعالم المدن الرئيسية.

عروض من الفلكلور الشعبي في منطقة السعودية (تصوير: تركي العقيلي)

وعلى بوابتي «بوليفارد ورلد» تمتد المناطق السعودية التي تعكس تنوعها الثقافي وعمقها التاريخي، الذي يتمثل في العناصر والمجسمات التي تمثل نماذج من الاكتشافات الأثرية التي عرّفت بعمق ما تختزنه المناطق السعودية من تراث وحضارة.

فمن المنطقة الغربية للمملكة، حيث تزيّن الرواشين مطالع البيوت بطرازها العمراني العتيق، مروراً بالمنطقة الجنوبية التي تحتفظ بعلاقتها الأثيرة مع الطبيعة وهي تشع بلونها الأخضر وبنائها التقليدي الثابت على قمم الجبال، إلى المنطقة الوسطى حيث البيوت الطينية على الطراز النجدي، ثم مناطق حائل والقصيم الغنية بتراثها وعناصرها الثقافية والآثار العريقة التي أعادت السعودية اكتشافها وتقديمها للعالم، ناهيك عن بقية المناطق السعودية التي لم تغب عن زوار «بوليفارد ورلد»، حيث تُقدم في كل ليلة عروض من الفلكلور الشعبي، تحيي التراث الثقافي والاجتماعي لهذه المناطق جميعها موجودة في منطقة السعودية.

عناصر ثقافية من التراث السعودي تزين منطقة «بوليفارد ورلد» (تصوير: تركي العقيلي)

و‏مع انطلاق موسم الرياض 2024 بنسخة جديدة ومحفزة من الخيارات الترفيهية والتجارب الاستثنائية لإثراء أوقات الزوار، تستعد الرياض أيضاً لاستقبال الزوار في 22 منطقة، يضمّها «بوليفارد وورلد»، تعمل على تقريب الثقافات بعضها من بعض، وتفتح نوافذ للتعريف بتفاصيلها الثقافية والاجتماعية، مع إتاحة فرصة السفر الافتراضي لرواد الموسم إلى تلك البلدان دون تكبد عناء السفر.

 

5 مناطق جديدة من العالم

وتعدّ منطقة «بوليفارد وورلد» واحدة من أكثر مناطق موسم الرياض إقبالاً وشعبية بين السياح من داخل وخارج المملكة، التي فتحت أبوابها مع انطلاق موسم الرياض 2024، بعد إجراء تحديثات، شملت زيادة إجمالي مساحة المنطقة بـ30 في المائة، مع رفع عدد المناطق إلى 5 مناطق جديدة. هي السعودية وتركيا وإيران وأفريقيا وكورشوفيل، ليصبح إجمالي عدد المناطق 22 منطقة من عدة بلدان حول العالم، و300 مطعم ومقهى، وأكثر من 890 محلاً تجارياً.

كما تم تطوير مناطق مصر وإسبانيا وإيطاليا، مع إضافة 21 فعالية جديدة وعروض مسرحية ومتجولة من دول العالم.

تنوع عمراني وتفاصيل ثقافية من مناطق السعودية في «بوليفارد ورلد» (تصوير: تركي العقيلي)

وانطلقت النسخة الخامسة من الموسم الترفيهي الأكبر بالمنطقة، يوم السبت الماضي، بحدث استثنائي تضمن حفلاً غنائياً يشارك فيه فنانون عالميون، وإقامة عدد من مواجهات الملاكمة في منطقة «المملكة أرينا» التي امتلأت بجمهور غفير شهد الليلة الافتتاحية للموسم.

ويحتضن الموسم في نسخته الحالية فعاليات ترفيهية متنوّعة، ضمن مناطق جديدة تمتدّ على مساحة 7.2 مليون متر مربع، وبدأت مجموعة من مناطق الموسم استقبال الزوار في منطقة «بوليفارد وورلد» التي ضمّت 5 دول جديدة، ومنطقة «بوليفارد سيتي» التي استُحدثت فيها فعاليات وتجارب فريدة، بالإضافة إلى الحفلات الغنائية والموسيقية التي تقام على مسارحها المتعددة، وتطوير منطقة «وندر غاردن» بمجموعة من التجارب الاستثنائية.

عروض موسيقية وفنية تحتضنها منطقة السعودية في «بوليفارد ورلد» (تصوير: تركي العقيلي)

 


مقالات ذات صلة

رسالة الملك سلمان لخامنئي... تثبيت للتفاهمات

الخليج وزير الدفاع السعودي لدى لقائه المرشد الإيراني في طهران الخميس (رويترز)

رسالة الملك سلمان لخامنئي... تثبيت للتفاهمات

سلّم الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، رسالة خطية من الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وذلك خلال لقاء.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج جانب من لقاء الأمير خالد بن سلمان بالمرشد علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة فارس)

سفير إيران لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: زيارة خالد بن سلمان مهمة للغاية

في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» وصف السفير الإيراني لدى السعودية علي عنايتي زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى إيران بـ«المهمة للغاية».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين play-circle 00:36

خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين

جاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسط تطورات إقليمية ودولية ذات أبعاد ترتبط بالبلدين.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس السنغال

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رسالة خطية من الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان لدى لقائه علي خامنئي في طهران الخميس (وكالة تسنيم) play-circle 00:36

خالد بن سلمان يلتقي خامنئي وبزشكيان في طهران

التقى الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، المرشدَ الإيراني علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، في طهران، الخميس.

«الشرق الأوسط» (طهران)

«مفكرة أبريل»: لقاء الفنّ والحوار في نسيج تكوينات جديدة

نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة (الشارقة للفنون)
نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة (الشارقة للفنون)
TT

«مفكرة أبريل»: لقاء الفنّ والحوار في نسيج تكوينات جديدة

نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة (الشارقة للفنون)
نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة (الشارقة للفنون)

في امتدادٍ حيٍّ نابض يتقاطع مع روحية بينالي الشارقة الـ16، تُطلق «مؤسّسة الشارقة للفنون» برنامجاً ثقافياً جديداً بعنوان «مفكرة أبريل: في رحالنا تكوينات جديدة»؛ من 18 إلى 20 أبريل (نيسان) الحالي، ضمن مواقع البينالي المتوزّعة في الإمارة.

يُمثّل البرنامج محطةً تأمّليةً وتجريبيةً في آن؛ فيلتقي الفنّ بالحوار، ويتشابك التعبير الأدائي مع النشاط المجتمعي، ليفتح مساحات جديدة للتفكير النقدي في أوضاعنا الراهنة، وفي الكيفية التي يمكن بها إعادة تصوّر واقعنا واستنطاقه عبر تجارب تشاركية متعدّدة الصوت.

بالإضافة إلى كونها حدثاً ثقافياً، تُشكِّل «مفكرة أبريل» دعوةً مفتوحةً لتكوين مقاربات جديدة نحو التبادل وبناء الشبكات المجتمعية، وإعادة تخيُّل الهياكل الداعمة للحياة. وطوال 3 أيام، تستضيف فعاليات حوارية وأدائية وفنّية تتناول موضوعات تتقاطع فيها الرؤى الفردية والجماعية، في مسعى لفهم التحولات البنيوية التي يشهدها عالمنا، وإعادة ترتيب علاقاتنا بالزمن والمكان والآخر. فمن خلال هذه البرمجة، تسعى «الشارقة للفنون» إلى خلق بيئة حاضنة للتفكير العميق والتنظيم الذاتي والإصغاء المتمعّن، فتنصهر التجارب الحيّة مع الأفكار الطازجة، وينشأ من هذا التفاعل حقلٌ خصب لإنتاج معرفة مجتمعية بديلة.

تتماهى «مفكرة أبريل» مع الأعمال المُشارِكة في البينالي، وتُسهم في تعميق النقاشات حول التغيّرات المجتمعية والتحولات الممنهجة واستعادة سرديات أُخضِعت للإسكات أو التمزيق، بالإضافة إلى تأمّل أشكال التنظيم الجماعي، وأنماط القيادة المجتمعية، والمعارف القديمة العائدة بحُلَل جديدة.

ويفتح البرنامج باب التأمّل هذا على مستوى الإنتاج الثقافي التعاوني، والإرث الصوتي، والبنى التحتية الإبداعية المُعرَّضة للتهديد، والحدود النفسية والمكانية التي تُقيّد حركة الإنسان والأفكار. وتُشجِّع رؤيته المُشاركين على اعتماد منهجيات بديلة وتجريبية في التفكير والممارسة، تستند إلى إعادة تأطير العلاقة بين الفرد والمجتمع، والمكان والذاكرة.

ومن قلب الشارقة، حيث يلتقي البرّ بالبحر، ينطلق البرنامج نحو استكشاف البُعد البحري بكونه رمزاً للتنقّل والانتماء وحرّية الملاحة والتبادل الثقافي المفتوح، مستفيداً من الجغرافيا المحيطة لإعادة صياغة أسئلة الهجرة والعبور، بما يتجاوز الحدود التقليدية للمكان والهوية.

وخلال أيامها الـ3، تنسج «المفكرة» طيفاً متنوّعاً من الفعاليات الفنّية والفكرية، من بينها جولات ميدانية بقيادة مرشدين، تُثري تجربة الزوار بإضاءة سياقية على الأعمال والمواقع، إلى جانب جلسة استماع مع مشروع «سينغينغ ويلز»، الذي يلتقط تردّدات الأرض والذاكرة عبر صوتيات عميقة.

تتماهى «المفكرة» مع أعمال البينالي وتُعمّق نقاشات حول التغيّرات المجتمعية (الشارقة للفنون)

وتُقام ورشات عمل للطباعة بتقنية الريزوغراف، وورشات للنشر الذاتي باستخدام تقنيات طباعة متعدّدة، منها الريزوغراف أيضاً. وتخوض ورشة يقودها مؤسِّسا مجلة «أول ذات بلو»، بوميكا ساراسواتي وسيدهِيش غاوتَم، تجربةً تُمكّن المشاركين من إنتاج معارفهم وتجاربهم بصيغة مادية ملموسة.

كما تستضيف «المفكرة» جلسات نقاشية مع فنانين بارزين مثل براين مارتن، ويونني سكارسي، وميغان كوب؛ تُطرح خلالها رؤى نقدية حول الممارسات الفنّية والهموم المجتمعية المتقاطعة. أما في عالم الصورة المتحرّكة، فيُعرَض فيلم «الحصان الأول» (2024) للفنانة أوانوي سيميتش بين، في مساحة تتيح تأمُّل السرد البصري بوصفه امتداداً للذاكرة والهوية.

ويجتمع كلٌّ من باشاك غوناك وبيركي كان أوزكان وساندي شمعون وهاوبتماير ريكر في عرض أدائي تركيبي مستوحى من عملهم الصوتي المُشارك في البينالي، فيُستَحضر الصوت بكونه أداةَ مقاومة ووسيطَ اتصال بين اللامرئي والملموس.

كما تقدّم الفنانة كوليكا بوتوما عرضاً أدائياً بعنوان «ماء (إعادة)»، تستدعي فيه حضور الماء بوصفه عنصراً حيوياً للتحوّل والتطهير وإعادة التكوين.

وأيضاً، تُقام سلسلة عروض أدائية مستندة إلى العمل الاستثنائي، «هي كورويرو بوراكاو مو تي أوانوي أو تي موتو: قصة نهر نيوزيلندي» (2011)، الذي يتمحور حول بيانو أحمر ضخم منحوت بالكامل من طراز «ستاينواي»، من إبداع الفنان الماوري مايكل باركوفاي، حيث يتحوّل الصوت إلى سيرة مكان وتاريخ.

وفي ختام البرنامج، تُعقد ورشة تقييمية مُغلقة للمدعوّين، تتيح مساحة للتأمّل الجماعي في روح البينالي، وما نرثه من معانٍ وتجارب، وما ينبغي أن نحمله معنا، وما يجب علينا إعادة تصوّره من أجل تشكيل تكوينات جديدة للدعم والمقاومة والاستمرارية.

وتُقام فعاليات «مفكرة أبريل» 2025 بوصفها امتداداً محورياً وحيوياً لبينالي الشارقة الـ16، الذي يحتفي بأكثر من 650 عملاً فنياً أبدعها نحو 200 فنان مُشارك، من ضمنها 200 تكليف جديد خُصِّصت لهذا الحدث. وحمل البينالي هذا العام عنوان «رحالنا»، بتقييم مشترك من علياء سواستيكا، وأمل خلف، وميغان تاماتي كوينيل، وناتاشا غينوالا، وزينب أوز؛ إذ قدَّمن مقترحاً فنّياً متعدّد الأصوات والرؤى، يتعمّق في الأسئلة المتنامية بلا انقطاع حول ما الذي نحمله، وكيف إنه نداء مفتوح لمواجهة التكوينات والمواقف المتفاوتة التي تتجسَّد عبر مقاربات القيِّمات الخمس، ودعوة لاستعراض أصداء البينالي ووَقْعه في الوعي الجمعي والفردي.

وتسعى «مؤسّسة الشارقة للفنون»، باستقطابها طيفاً متنوّعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، إلى تفعيل الحراك الفنّي داخل النسيج المجتمعي في الإمارة، وما يتخطّاها جغرافياً؛ فتُعلي من شأن الطاقات الإبداعية، وتدفع بها نحو آفاق من الإنتاج البصري المُغاير، المتّسم بروح البحث والتجريب والفرادة.