من دون إحداث ضجيج... 4 خطوات ذكية لجذب الانتباه والنجاح في العمل

إذا كنت تريد الحصول على تلك الترقية الكبيرة أو المشاركة في مشروع مرغوب فعليك أن تطلب ذلك (رويترز)
إذا كنت تريد الحصول على تلك الترقية الكبيرة أو المشاركة في مشروع مرغوب فعليك أن تطلب ذلك (رويترز)
TT
20

من دون إحداث ضجيج... 4 خطوات ذكية لجذب الانتباه والنجاح في العمل

إذا كنت تريد الحصول على تلك الترقية الكبيرة أو المشاركة في مشروع مرغوب فعليك أن تطلب ذلك (رويترز)
إذا كنت تريد الحصول على تلك الترقية الكبيرة أو المشاركة في مشروع مرغوب فعليك أن تطلب ذلك (رويترز)

هل سبق لك أن نظرت من حولك لتجد زملاءك الذين يبدو أنهم يبذلون نصف الجهد، يحصلون على كل التقدير والاهتمام لمجرد أنهم يتحدثون كثيراً؟ الحقيقة هي أنه في الكثير من أماكن العمل المؤسسية، يميل الناس إلى التركيز على من يتحدث أكثر. ووجدت الأبحاث أن أولئك الذين يتحدثون كثيراً كانوا أكثر عرضة للنظر إليهم بوصفهم أشخاصاً قياديين، بغض النظر عن جودة أفكارهم.

بالنسبة لأولئك منا الذين يرون أنفسهم أكثر ذكاءً وصمتاً، قد يكون هذا الواقع محبطاً.

لهذا السبب؛ ألّفت جيسيكا تشين، خبيرة التواصل العالمية وصحافية تلفزيونية سابقة وحائزة جائزة «إيمي»، كتاباً بعنوان «ذكي، وليس صاخباً: كيف تحظى بالاهتمام في العمل لجميع الأسباب الصحيحة؟»، لتعليم المهنيين الأذكياء كيفية النجاح في العمل، والتواصل بثقة، وتسليط الضوء على عبقريتهم - دون الحاجة إلى أن يكونوا الأعلى صوتاً في الغرفة.

إليك أهم أربعة أشياء يفعلها الأشخاص الأذكياء دائماً لجذب الانتباه والنجاح في العمل:

توقف عن الانتظار وابدأ في المشاركة

في بعض الأحيان قد تمتنع عن قول ما يدور في ذهنك لأنك تريد التأكد من أنك تساهم بشيء ذي قيمة. قد ينبع هذا من التوقعات العالية التي تضعها على نفسك، أو الحاجة إلى الكمال، أو الرغبة في الحصول على كل المعلومات قبل أن تزن الأمور. لكن ما قد يكون معروفاً بالنسبة لك قد يكون في الواقع عبقرياً بالنسبة إلى شخص آخر.

بعبارة أخرى، ما هو قيّم هو أمر شخصي. لا ترفض أو تقلل من أهمية أفكارك قبل أن تحاول حتى المساهمة بها في مناقشة.

وإضافة القيمة لا تعني دائماً تقديم معلومة جديدة. يمكنك طرح سؤال عميق، أو التحقق من صحة فكرة، أو الإشارة إلى الافتراضات، أو تسليط الضوء على المخاطر. قدّم هذه المعلومات بوضوح، وسيراك الناس شخصاً ذكياً ومنخرطاً، بحسب ما تؤكده تشين.

اطلب ما تريد

من السهل أن تشعر أن عملك المذهل يجب أن يتحدث عن نفسه. لكن إذا كنت تريد الحصول على تلك الترقية الكبيرة، أو المشاركة في ذلك المشروع المرغوب، أو متابعة فكرة مبتكرة، فعليك أن تطلب ذلك. لا تفترض أن مديرك سيعرف ما يثير اهتمامك.

يضع الأشخاص الأذكياء الأولوية لطلب ما يريدونه، وهم يفعلون ذلك دائماً بلباقة.

المتابعة

من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحقيق النجاح في العمل أن تشعر بالراحة في العودة إلى التواصل مع الأشخاص مجدداً.

قد يبدو هذا الأمر محرجاً بالنسبة للكثير منا لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا متسلطون. لكن الحقيقة هي أن الأشخاص الأكثر نجاحاً يعرفون أن المتابعة جزء من العملية، حيث إنها الطريقة التي يمكنك من خلالها ضمان بقائك في أذهان الآخرين.

للقيام بذلك بطريقة لبقة، لا تقل فقط «سأتابع الأمر هنا...». بدلاً من ذلك، قدّم مجموعة جديدة من المعلومات، أو نظرة ثاقبة جديدة، أو بحثاً إضافياً، أو المزيد من البيانات. يمكن أن يجعل ذلك المتابعة تبدو منطقية، وفي وقتها المناسب، ويدفع المحادثة إلى الأمام، ويساعدك في الحصول على ما تحتاج إليه.

احتفل بانتصاراتك

بالنسبة للكثير منا، فإن الاحتفال بانتصارات الأشخاص الذين نهتم بهم - مثل الأصدقاء والعائلة - أمر طبيعي. لكن عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بالعمل المذهل الذي نقوم به، فإننا نتجاهله أحياناً؛ لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا أنانيون أو صاخبون.

ومع ذلك، يعرف الأشخاص الأذكياء أن تسليط الضوء على مساهماتهم يمكن أن يفتح فرصاً أكبر في العمل.

للقيام بذلك بطريقة لا تجعلك تشعر وكأنك تتفاخر، لا تتحدث فقط عن إنجازاتك، بل تحدث أيضاً عن الدروس التي تعلمتها على طول الطريق.


مقالات ذات صلة

يتجنبه الكثيرون... تكتيك مهم لحل المشكلات «في أوقات عدم اليقين»

يوميات الشرق حل المشكلات يصبح أسهل إذا طلبت النصيحة من ذوي الخبرة (رويترز)

يتجنبه الكثيرون... تكتيك مهم لحل المشكلات «في أوقات عدم اليقين»

إذا لم تنجح في البداية، فتوقف عن إضاعة الوقت واطلب المساعدة، كما تقول تيفاني دوفو، رئيسة مؤسسة «توري بيرش».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قبل تغيير مسارك المهني حدّد بدقة مقدار الدخل الذي ستحتاجه لتغطية نفقاتك (رويترز)

«لا ترتجل»...3 خطوات مالية عليك إتباعها قبل تغيير مسارك المهني

تدفع عوامل عدة مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، وقلة فرص العمل، واحتدام المنافسة، كثيرين إلى إعادة النظر في مساراتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تعلُّم مواجهة التحديات غير المتوقعة يؤدي إلى مزيد من النمو والنجاح (رويترز)

بعد مقابلة 100 مليونير... ما العادات الـ4 التي جعلتهم ناجحين؟

خلال مسيرتها المهنية كاتبةً أجرت جيمي كاتمول، خبيرة في التمويل الشخصي تتمتع بخبرة تزيد على 16 عاماً، مقابلات مع أكثر من 100 مليونير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الخبراء يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير إيجابي على كيفية أداء الناس لوظائفهم (رويترز)

ما أبرز الوظائف المعرضة للاختفاء خلال 20 عاماً بسبب الذكاء الاصطناعي؟

كشف تقرير جديد أن الخبراء الذين يدرسون الذكاء الاصطناعي أو يعملون فيه، أكثر إيجابية وتفاؤلاً بشأن كيفية تحسينه للوظائف والاقتصاد، مقارنة بعامة الناس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق التوتر يمكنه إقناعنا بأننا لا نستطيع تحقيق أهدافنا (رويترز)

طبيبة من «هارفارد» تكشف مفتاح تحقيق أهدافك

في عام 2024، أفاد 43 % من البالغين بأنهم شعروا بقلق أكبر مقارنة بالعام السابق، وفقاً لاستطلاع أجرته «الجمعية الأميركية للطب النفسي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

في عالم تزيد فيه العدائية... كيف تربي أطفالاً لطفاء؟

يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
TT
20

في عالم تزيد فيه العدائية... كيف تربي أطفالاً لطفاء؟

يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)
يمكن أن يكون اللطف وسيلة فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة (أرشيفية - رويترز)

في عالمٍ تكثر فيه العدائية، قد يشعر العديد من الآباء بالقلق حيال كيفية تربية جيلٍ أكثر لطفاً. ويمكن أن يكون اللطف وسيلة بسيطة لكنها فعّالة لمساعدة الأطفال على الشعور بمزيد من الهدوء والسعادة، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتقول جيسيكا رولف، المؤسسة المشاركة لشركة «Lovevery» لتنمية الطفولة المبكرة، إن الأطفال الأكثر تعاطفاً «يميلون إلى إقامة تفاعلاتٍ أكثر إيجابية وعلاقاتٍ أكثر إرضاءً مع الأصدقاء والعائلة». وتُضيف أن الدراسات تُظهر أن الأطفال الذين يُمكنهم تكوين علاقات قوية يُحققون نتائج أفضل في المدرسة.

بدورها، تقول جايمي ثورستون، الرئيسة التنفيذية لمنظمة «مدرسة اللطف» لتشجيع اللطف في الفصول الدراسية في المملكة المتحدة، إن اللطف هو «أهم شيء يُمكننا تعليمه للأطفال». وتُضيف: «اللطف لا يُفيد الشخص الذي نُعامله بلطفٍ فحسب، بل له تأثيرٌ إيجابيٌّ على صحتنا الجسدية والعقلية».

وتقول المعالِجة النفسية آنا ماثور: «ينشأ الأطفال في عالم يشهدون فيه الصراعات والمعلومات المضللة والمشاعر غير المدروسة»، وتؤكد أن اللطف «يتعلق بالمرونة والتفكير النقدي وفهم كيفية التعامل مع العالم بوعي، والدفاع عن الحق، والمساهمة في ثقافة الاحترام والتعاطف».

فما هي أفضل طريقة لتربية أطفال لطيفين؟

كن أنت القدوة

يتفق الخبراء بالإجماع تقريباً على أن القدوة هي الأساس. ويقول بروس هود، عالم النفس التنموي ومؤلف كتاب «علم السعادة»: «تُظهر دراساتنا أن الأطفال يتأثرون بشدة بما يشاهدونه من البالغين». ويضيف: «إذا كنا قدوة للآخرين في المشاركة واللطف والكرم، فسيقلد الأطفال هذا السلوك غريزياً. وبالمثل، إذا رأوا البالغين يُظهرون الجشع والقسوة، فسيُعتبر ذلك أمراً طبيعياً».

تدرب على استخدام الجُمل اللطيفة

تقول لافيرن أنتروبوس، اختصاصية علم نفس الأطفال، إن الأمر لا يقتصر على المواقف الكبيرة. فكلمات مثل «من فضلك» و«شكراً لك» مهمة. وتضيف: «هذه الكلمات هي التي تُرسّخ بالفعل لبِنَات اللطف»، واصفةً إياها بـ«الزيت في محرك» اللطف والاهتمام.

المحادثات هي الأساس

تقترح ثورستون إضافة سؤال «ما هو الشيء اللطيف الذي فعلته أو رأيته اليوم؟» إلى محادثات ما بعد المدرسة. وتضيف: «قال ابني إن هناك صبياً يعامله بقسوة... تحدثنا عما قد يدور في ذهن ذلك الصبي. ربما يشعر بالحزن أو الغضب، أو ليس لديه الكثير من الأصدقاء، أو لا أحد يُعامله بلطف. لا نعرف سبب تصرف ذلك الصبي بهذه الطريقة، لكن الأشخاص السعداء والواثقين من أنفسهم لا يميلون إلى أن يكونوا قساة». وتساعد مثل هذه المحادثات الأطفال على فهم أن اللطف خيار جيد وترسخ أهميته لديهم.

الاعتراف بالجميل والثناء

تنصح ماثور قائلةً: «امدح الجهد، وليس النتيجة فقط»، بقول عبارات مثل: «كان من اللطف أن تسأل أختك إن كانت بخير عندما سقطت». هذا يُعزز ويشجع التعاطف واللطف. وتؤكد أنتروبس أن الأطفال بحاجة إلى رؤية فوائد اللطف في شكل ردود فعل إيجابية، وهو ما يشجعهم على التمسك به.

لا تخشَ «القسوة»

إن رؤية طفلك ينفجر غضباً قد تشعرك بالخوف أو الفشل. لكن من المهم عدم الذعر أو التصرف بسلبية. بدلاً من ذلك، تنصح أنتروبس بطمأنتهم، قائلة: «مهمتنا هي مساعدتهم على إدراك قُدرتهم على التعافي من الموقف، وأننا لا نعتقد أنهم السبب». وتقول ماثور: «من المهم أن تتخلص من الخوف. لحظات القسوة لا تعني أن طفلك شخص قاسٍ... غالباً ما تنبع القسوة من احتياجات غير مُلباة: التعب، الجوع، الإرهاق، أو الشعور بفقدان السيطرة». ولا بد للوالد أن يضع نفسه في موضع الطفل، فـ«اللطف ليس أمراً طبيعياً دائماً، حتى للبالغين».

تعليم الأطفال أن يكونوا لطفاء مع أنفسهم

من المهم مساعدة الأطفال على تنمية الشعور بأن لدينا جميعاً جوانب جيدة وجوانب أخرى سيئة، وأننا نستحق اللُطف ونستحق أن نكون لطفاء مع أنفسنا حتى مع وجود هذه الجوانب السيئة.