«نوبل الآداب» للكورية هان كانغ لـ«نثرها الشعري المكثف»

الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للأدب (رويترز)
الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للأدب (رويترز)
TT

«نوبل الآداب» للكورية هان كانغ لـ«نثرها الشعري المكثف»

الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للأدب (رويترز)
الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للأدب (رويترز)

منحت الأكاديمية السويدية في استوكهولم، الخميس، الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر53 عاماً، جائزة نوبل للآداب لعام 2024.

وأوضحت لجنة نوبل، في بيانها، أن كانغ، التي تكتب الشعر والرواية باللغة الكورية، نالت الجائزة تقديراً «لنثرها الشعري المكثف الذي يعالج الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية».

وأشادت الأكاديمية السويدية بتميز عمل كانغ «لفهمها الفريد للعلاقة بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات»، مشيرة إلى أنها، من خلال أسلوبها الشعري والتجريبي، أصبحت من المبتكرين في النثر المعاصر.

وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية، ماتس مالم، خلال الحفل، إن كانغ «لم تكن مستعدة فعلاً» للفوز بالجائزة، مشيراً إلى وعيها الفريد بالروابط بين الجسد والروح وبين الأحياء والأموات، واصفاً أسلوبها الشعري والتجريبي بأنه جعلها رائدة في النثر المعاصر.

فيما قالت آنا كارين بالم، عضوة لجنة نوبل للآداب، إن القراء الذين لا يعرفون هان كانغ ينبغي أن يبدأوا برواية «الأفعال البشرية» (2014)، التي تستند إلى مذبحة قتل فيها الجيش الكوري الجنوبي أكثر من 100 طالب ومدني عام 1980، مشيدة بنثرها الرقيق الذي يشكل قوة مضادة لبطش السلطة.

وهان كانغ هي أول كورية جنوبية وأول امرأة آسيوية تفوز بجائزة نوبل للأدب، والثامنة عشرة بين النساء الحاصلات على الجائزة. وهي أيضاً ثاني كورية جنوبية تفوز بنوبل بعد الرئيس السابق كيم داي جونغ، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2000.

وُلدت هان عام 1970 في غوانغجو وانتقلت مع أسرتها إلى سيول في سن التاسعة. وتنحدر من أسرة أدبية، حيث كان والدها روائياً مشهوراً. وبدأت مسيرتها الأدبية بنشر قصائدها في مجلة «الأدب والمجتمع» عام 1993، ثم دخلت عالم النثر بنشر مجموعة قصصية في 1995.

وكانت نقطة التحول في مسيرتها عام 2016 عندما فازت بجائزة «مان بوكر» الدولية عن روايتها «النباتية» الصادرة عام 2007، التي تُرجمت إلى الإنجليزية عام 2015. وتستكشف أعمالها مواضيع مثل النظام الأبوي، والعنف، والحزن، وعمق المشاعر الإنسانية.

الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ (رويترز)

وتدور رواية «النباتية» حول ربة منزل مكتئبة تفاجئ عائلتها بقرارها التوقف عن تناول اللحوم، ثم تتوقف عن الأكل تماماً، متمنية أن تتحول إلى شجرة تعيش على ضوء الشمس فقط.

وكتب بويد تونكين، الذي ترأس لجنة التحكيم لجائزة مان بوكر الدولية لعام 2016، عبر منصة «إكس»: «قبل 8 سنوات سخر البعض من اختيارنا لكاتبة كورية غير معروفة، لكن القراء أحبوها. والآن سيكتشف كثيرون هذا الصوت الفريد».

وقال سيمون بروسير، مدير النشر في «هاميش هاميلتون»، في المملكة المتحدة: «يا لها من لحظة رائعة لهان كانغ ولكل من يحب أعمالها. من خلال كتابة استثنائية الجمال والوضوح، تواجه بشجاعة السؤال المؤلم حول ما يعنيه أن تكون إنساناً، أن تنتمي إلى نوع قادر على ارتكاب أعمال قسوة وحب في الوقت نفسه. إنها ترى وتفكر وتشعر بطريقة لا يشابهها أي كاتب آخر».

وستصدر رواية هان الأخيرة «لن نفترق» بالإنجليزية في 2025، بعد أن فازت ترجمتها الفرنسية بجائزة ميديسيس 2023.


مقالات ذات صلة

 منظمة يابانية تحصد «نوبل السلام» لجهودها في إنهاء التهديد النووي

يوميات الشرق توشيوكي ميماكي الرئيس المشارك لمنظمة «نيهون هيدانكيو» (جابان تايمز)

 منظمة يابانية تحصد «نوبل السلام» لجهودها في إنهاء التهديد النووي

أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل منح جائزة نوبل للسلام لعام 2024 لمنظمة «نيهون هيدانكيو»، اليابانية المناهضة للأسلحة النووية والمعروفة أيضاً باسم «هيباكوشا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق مكَّن الذكاء الأصطناعي العلماء من تخليق بروتينات جديدة تماماً (جامعة ولاية بنسلفانيا)

جدل واسع في الأوساط العلمية بعد تصدر «الذكاء الاصطناعي» جوائز نوبل

أثار إعلان جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء لعام 2024 حالة من الجدل في أوساط العلماء والباحثين، بعد هيمنة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الجوائز في المجالين.

أحمد حسن بلح (القاهرة )
ثقافة وفنون الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ (أ.ف.ب)

الكورية الجنوبية هان كانغ تحصد جائزة «نوبل» في الأدب

مُنحت جائزة «نوبل» في الأدب لسنة 2024، الخميس، للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ البالغة 53 عاماً، التي أصبحت الأولى من بلدها تنال هذه المكافأة المرموقة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
يوميات الشرق عالم الكيمياء الحيوية الأميركي ديفيد بيكر والباحث الأميركي جون جامبر وديميس هاسابيس (أ.ب)

«نوبل الكيمياء» لأبحاث اخترقت عالم البروتينات

مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024 إلى ثلاثة علماء هم الأميركي ديفيد بيكر والبريطاني ديميس هاسابيس والأميركي جون جامبر؛ تقديراً لاختراقات.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
يوميات الشرق عالم الكيمياء الحيوية الأميركي ديفيد بيكر والباحث الأميركي جون جامبر وديميس هاسابيس (أ.ب)

3 علماء يفوزون بـ«نوبل الكيمياء» لأبحاثهم المذهلة حول البروتينات

منحت أكاديمية نوبل السويدية، الأربعاء، جائزة الكيمياء لعام 2024 إلى الأميركي ديفيد بيكر، والبريطانيين ديميس هاسابيس وجون إم جامبر من مختبر «غوغل ديب مايند».

أحمد حسن بلح (القاهرة)

روائع متحف نابولي في «مرايا» العُلا

قاعة «مرايا» تستضيف مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية (واس)
قاعة «مرايا» تستضيف مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية (واس)
TT

روائع متحف نابولي في «مرايا» العُلا

قاعة «مرايا» تستضيف مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية (واس)
قاعة «مرايا» تستضيف مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية (واس)

تحتضن قاعة «مرايا» في العلا (شمال غرب السعودية)، معرض «روائع متحف نابولي الوطني للآثار» الذي يقدم مجموعة تحف فنية مأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية، ليوفر للزوار فرصةً فريدةً للتعرف على بعض أشهر الأساطير التاريخية، وذلك ضمن فعاليات «مهرجان الممالك القديمة» خلال الفترة بين 7 نوفمبر (تشرين الثاني) و14 ديسمبر (كانون الأول).

وسيشمل المعرض، الذي يمزج بين العراقة والجمال العصري، قطعاً أثريةً من المدن الرومانية القديمة «بومبي» و«هركولانيوم»، المدفونتين تحت الرماد بعد ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 ميلادي، كذلك مقتنيات من «فارنيزي» الشهيرة، التي تُعد إحدى أبرز مجموعات العصور القديمة اليونانية والرومانية.

ويُجسد الارتباط الثقافي العميق بين روما القديمة وجزيرة العرب، الذي تأسس عبر طرق التبادل التجاري والثقافي الواسعة المعروفة باسم «طريق البخور». وقد قام الأباطرة الرومان، مثل أوغسطس وتراجان وماركوس أوريليوس، بأدوار مهمة في إنشاء شبكات التجارة والتبادل الثقافي والحفاظ عليها، وإرساء مبادئ السياسة الرومانية والمجتمع العربي خلال فترة حكمهم.

وبوصفها محطةً رئيسيةً على «طريق البخور»، كانت العُلا مركزاً حيوياً لتبادل السلع القيّمة، مثل التوابل والبخور، التي كانت تتدفق من جنوب جزيرة العرب إلى أسواق روما القديمة ومصر وبلاد ما بين النهرين وغيرها.

وتتيح تذاكر المعرض المجانية إمكانية الوصول إلى قاعة «مرايا»، وهي أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، مع دليل صوتي مدته 30 دقيقة متاح باللغات العربية والإنجليزية والإيطالية، يسلط الضوء على القصص الرائعة للقطع الأثرية.

«قاعة مرايا» تعد أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم (واس)

من جانبه، قال رامي المعلم نائب رئيس إدارة الوجهات والتسويق بالهيئة الملكية لمحافظة العُلا، إن العُلا اشتهرت كونها وجهة غنية تنبض بالتاريخ والتراث، مبدياً سرورهم باستضافة هذه التجربة، وجلب كنوز لا تُقدر بثمن إليها، وإقامة روابط جديدة بين الثقافات البعيدة.

وأضاف: «يحظى عرض هذه القطع الأثرية بأهمية خاصة، إذ يثبت سعي الحضارات القديمة في العلا إلى الجمال والبراعة الحرفية تماماً، كما فعل شعب روما القديمة، وكلنا أمل أن يتمكن الزوار من تجربة الأمر هنا»، مبيناً أن المعرض يسهم في «إغناء إرثنا العريق، وتعزيز الدور الحيوي للعُلا مركزاً لصون التراث والتبادل المعرفي والاكتشاف».

بدوره، أوضح البروفيسور ماسيمو أوسانا مدير المتحف، أن «العلا تشكل محطة رئيسية على طريق البخور والغني بالتاريخ والإرث العريق»، منوهاً بأن «المعرض يهدف إلى استعراض رحلة شخصيات تاريخية بارزة حلمت بإمبراطورية عالمية تقوم على التكامل والانفتاح، وتقدير إنسانيتنا المشتركة».

وأضاف: «يمثل هذا المعرض المميز جسراً يربط بين البلدين، ويعزز الحوار الثقافي الأعمق مع تقدير أكبر لتراثنا العالمي المشترك»، لافتاً إلى أنه «يمكن التماس قوة روابطنا الثقافية أيضاً من خلال مجموعتنا التي تضم عدداً من القطع الأثرية النبطية».

المعرض يوفّر فرصةً فريدةً للتعرف على بعض أشهر الأساطير التاريخية (واس)

وتشمل التحف الأثرية المعروضة تماثيل مصغرة للإسكندر الأكبر، ورأس المؤرخ اليوناني هيرودوت، ولوحة فسيفسائية أرضية رائعة من بيت الفنون في بومبي، التي تصور نهر النيل، وغيرها. كما تعمل الدروع والخوذ التي ارتداها المصارعون الرومان في القرن الأول الميلادي على إثراء هذا العرض التاريخي.

ويُمكن للزوار استكشاف المزيد عن القادة المشهورين، ورؤيتهم الخاصة بإمبراطورية عالمية شكّلت ملامح العالم القديم. وقد عُثِر على قطع أثرية تمثل بعضهم في العلا وتحديداً بالحِجر، أول موقع سعودي بقائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

ومنذ فتح أبوابها أمام السياح عالمياً، حرصت العُلا على مشاركة إرثها العريق كمفترق طرق قديم، وموطن للممالك القديمة، ومحطة رئيسية على «طريق البخور»، وذلك من خلال توفير تجارب ثقافية عالمية المستوى على مدار العام.

ويعد «مهرجان الممالك القديمة» حدثاً رائداً على أجندة تقويم فعاليات «لحظات العُلا»، ويُتوقع أن يوفر تجارب غامرة وشاملة ترضي جميع الزوار، بدءاً من عشاق التاريخ والثقافة، وصولاً إلى الزوار الشغوفين.