600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)
رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)
TT
20

600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)
رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)

أفادت دراسة أميركية بأن فرش الأسنان ورؤوس الدش الخاص بالاستحمام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الفيروسات، تصل إلى أكثر من 600 نوع، معظمها لم يُرَ من قبل.

وأوضح الباحثون في جامعة «نورث وسترن»، أنه على الرغم من القلق الذي يسرّبه هذا الأمر، فالخبر السار هو أن هذه الفيروسات لا تستهدف البشر، بل تستهدف البكتيريا. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Frontiers in Microbiomes».

وتُعد الحمامات من الأماكن التي تقدّم تنوعاً مذهلاً في الحياة البيولوجية، حيث تحتوي على مجموعة واسعة من الفيروسات والبكتيريا غير المعروفة، التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في فهم التنوع الميكروبي.

وتُظهر النتائج أن الفيروسات التي جُمعت من الحمامات، وتحديداً من فرش الأسنان ورؤوس الدش هي من نوع العثيات أو البكتريوفاج، وهي نوع من الفيروسات التي تصيب البكتيريا، وتُطلق عليها أيضاً «آكلة البكتيريا».

وعلى الرغم من أن معظم هذه الفيروسات لم تُرَ من قبل، فإنها تستهدف البكتيريا فقط، ما يعني أنها لا تشكّل خطراً على صحة البشر. وتُعد هذه الفيروسات موضع اهتمام خاص من قِبل الباحثين، نظراً إلى إمكاناتها في معالجة العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.

وتستند هذه الدراسة إلى أبحاث سابقة أجراها الفريق، حيث قاموا بتوصيف البكتيريا الموجودة على فرش الأسنان ورؤوس الدش. وجمع الفريق العينات من أفراد شاركوا في الدراسة، وقد قادهم الفضول إلى فهم أنواع الميكروبات التي تعيش في منازلنا.

وتمكّن الباحثون من تحديد مجموعة متنوعة من الفيروسات، إذ لُوحظ عدم وجود تشابه بين الأنواع الموجودة على فرش الأسنان وتلك الموجودة على رؤوس الدش.

وبعد تصنيف البكتيريا استخدموا تسلسل الحمض النووي لفحص الفيروسات الموجودة على تلك العينات نفسها.

وقد أثار هذا الأمر دهشة الفريق؛ إذ تألفت العينات مجتمعة من أكثر من 600 نوع مختلف من الفيروسات، وكل عينة تختلف عن الأخرى. وعبّر الفريق عن إمكانية استخدام البكتريوفاج، خصوصاً الفيروسات التي تصيب الميكوبكتيريا، وسيلة لتنظيف أنظمة السباكة من مسببات الأمراض.

وعلى الرغم من هذه النتائج المثيرة، طمأنت الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة «نورث وسترن»، الدكتورة إريكا هارتمان، الناس بعدم القلق من هذه الميكروبات، مشددة على أن معظمها لا يُسبب المرض. وأوصت باستخدام الخل لتنظيف رؤوس الدش بدلاً من المواد الكيميائية القاسية، كما أكدت أهمية تغيير رؤوس فرش الأسنان بانتظام.


مقالات ذات صلة

الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

يوميات الشرق رجال الإطفاء يعملون على حماية موائل الحياة البرية (وزارة الزراعة الأميركية)

الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «كاليفورنيا» الأميركية في سان دييغو عن أن الصدمات المناخية مثل التعرض لحريق قد تُخلف آثاراً طويلة على اتخاذ القرارات

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك النساء البالغات أكثر عرضة بأكثر من ضعف الرجال البالغين لتناول أدوية الاكتئاب (أرشيفية - أ.ب)

5 خطوات فعالة لعلاج الاكتئاب

قلة النوم وعدم ممارسة الرياضة واستخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات متأخرة تفاقم أعراض الاكتئاب... فكيف يمكن الوقاية منه؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

تشير دراسة جديدة إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يقلل خطر انتكاس التهاب القولون التقرحي لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مركبات الأنثوسيانين في التوت الأزرق لا تُعزز المناعة فحسب بل تُثبط نمو خلايا سرطان الكبد في المختبر وفق دراسات مخبرية (رويترز)

10 أطعمة تُنقّي كبدك وتبعد عنه شبح الأمراض

الكبد هو محطة الجسم الحيوية التي تُنظِّم التمثيل الغذائي. إليكم 10 أطعمة ومشروبات ذات تأثيرات وقائية وعلاجية مذهلة للكبد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

رجال الإطفاء يعملون على حماية موائل الحياة البرية (وزارة الزراعة الأميركية)
رجال الإطفاء يعملون على حماية موائل الحياة البرية (وزارة الزراعة الأميركية)
TT
20

الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

رجال الإطفاء يعملون على حماية موائل الحياة البرية (وزارة الزراعة الأميركية)
رجال الإطفاء يعملون على حماية موائل الحياة البرية (وزارة الزراعة الأميركية)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «كاليفورنيا» الأميركية في سان دييغو، عن أن الصدمات المناخية - مثل التعرض لحريق غابات مدمر - قد تُخلف آثاراً طويلة الأمد على الوظائف الإدراكية لدى الإنسان، ما قد يؤثر في قدرتنا على اتخاذ القرارات.

ووجدت دراستهم التي ركزت على الناجين من حريق «كامب فاير» الذي اندلع عام 2018 شمال كاليفورنيا، أن الأفراد الذين تعرضوا للكارثة بشكل مباشر واجهوا صعوبة في اتخاذ قرارات تُعطي الأولوية للفوائد طويلة الأمد.

وأظهرت النتائج التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «ساينتفيك ريبورتس»، أن أدمغة المشاركين في الدراسة، الذين تعرضوا مباشرة لحرائق الغابات - على عكس غير المعرضين لها - أصبحت مفرطة النشاط بشكل ملحوظ عند محاولة اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم ظلوا غير قادرين على تنفيذ المهمة بشكل جيد.

قالت الدكتورة جوتي ميشرا، المؤلفة الرئيسة للدراسة، والأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والمديرة المشاركة لمبادرة المرونة المناخية بالجامعة: «أظهرت أبحاثنا السابقة أن الناجين من حريق كامب فاير عام 2018 في كاليفورنيا يعانون من أعراض مُزمنة لاضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب، إلى جانب تشتت الانتباه المفرط».

وأضافت: «تشير الدراسة الجديدة إلى أن الصدمات المناخية قد تؤثر أيضاً على القدرات الإدراكية المهمة في عملية اتخاذ القرار ووظائف الدماغ الأساسية».

ومن المعروف أن حرائق الغابات، التي ازدادت وتيرتها بسبب تغير المناخ، تؤثر على الصحة البدنية والعقلية. وتقدم هذه الدراسة أدلة جديدة على أن الوظيفة الإدراكية، خصوصاً عملية اتخاذ القرار، تتأثر أيضاً.

ومع ازدياد وتيرة الكوارث المناخية وشدتها، يُشدد الباحثون على ضرورة دراسة التغيرات المعرفية قبل الكارثة وبعدها، والتحقيق في الآثار طويلة المدى للتعرض المتكرر لصدمات المناخ، وتطوير تدخلات صحية نفسية للمجتمعات المتضررة.

وكانت الدراسة قد شملت 75 مشاركاً، جرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، إحداها تعرضت للحريق بشكل مباشر، ومجموعة ثانية تعرضت بشكل غير مباشر (شهدوا الحريق لكنهم لم يتأثروا به بشكل مباشر)، بالإضافة إلى المجموعة الضابطة.

أكمل المشاركون بالدراسة أحد اختبارات اتخاذ القرار أثناء خضوعهم لعمل «تخطيط كهربية الدماغ» (EEG)، حيث وجد الباحثون أن الناجين من حرائق الغابات كانوا أقل ميلاً بشكل ملحوظ للالتزام بالخيارات التي تقدم مكافآت طويلة الأمد.

وكشفت تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ عن سبب محتمل لذلك، إذ أظهرت الفحوصات التي أُجريت أثناء انخراط المشاركين في مهام اتخاذ القرار نشاطاً زائداً في المنطقة الجدارية من الدماغ، ومتمركزاً في القشرة الحزامية الخلفية (PCC)، وهي منطقة دماغية مرتبطة بالتفكير العميق والتأمل.

وهو ما علق عليه جيسون نان، طالب دراسات عليا في الهندسة الحيوية بجامعة «كاليفورنيا» في سان دييغو والمؤلف الرئيس للدراسة: «كان من الواضح أن أدمغة المشاركين في الدراسة الذين تعرضوا مباشرة لحرائق الغابات - على عكس غير المعرضين لها - أصبحت مفرطة النشاط بشكل ملحوظ عند محاولة اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم ظلوا غير قادرين على تنفيذ المهمة بشكل جيد».

وتابع: «نفسر هذا على أنه يعني أن أدمغتهم كانت تحاول التركيز على اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك».

وتشدد نتائج الدراسة على أن فهم كيفية تأثير صدمة المناخ على عملية اتخاذ القرار قد يؤدي إلى أدوات تشخيصية وعلاجات جديدة للمتضررين.