الشيف أميرة حسن تجمع أطباق السعودية ومصر بـ«الحب»

ترى أن هناك وصفات تقليدية لا يمكن تعديلها

الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)
الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)
TT

الشيف أميرة حسن تجمع أطباق السعودية ومصر بـ«الحب»

الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)
الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)

منذ طفولتها ارتبطت شيف أميرة حسن، بالمطبخ الشرقي عامةً. فما بين مولدها ونشأتها في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إرثها الغذائي القادم من موطن أبيها بالصعيد (جنوب مصر)، تكونت ذاكرتها الوجدانية والبصرية عن الطعام.

تحتفي الشيف المصرية مقدمة فقرة «الطعام الشرقي والشعبي» في البرنامج التلفزيوني «4 شارع شريف» بالأكلات اللذيذة والأطباق الشهية من مختلف مطابخ العالم، لكنها تعد المطبخ الشرقي مميزاً، والطعام الشعبي الأكثر جذباً للناس حول العالم.

الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)

وترجع أميرة اختلاف المطبخ الشرقي عن أي مطبخ آخر إلى أنه يرتبط بـ«لمة العائلة» والأصدقاء والجيران؛ حيث اعتاد الناس على التجمع في المناسبات السعيدة. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنه طعام مُحمل بذكريات الطفولة وإرث الأجداد في البيوت العربية».

وتنصح أميرة متابعيها بالطهي بـ«الحب»، وتعدد أميرة حسن أكلات مشهورة في المنطقة العربية ارتبطت بأيام لا تُمحى من الذاكرة: «لم أعرف في طفولتي سوى الأكلات السعودية؛ كنا نجتمع في الولائم، والعزومات».

وتتابع: «أتذكر على سبيل المثال (المرسة)، وهي تشبه الفطير في مصر، كانت ترتبط بوجبة الإفطار الجماعي بعد صلاة العيد مباشرة، وتتكون (المرسة) من الدقيق والموز والعسل والسمن، وتكون المكونات مهروسة مع بعضها، وما زلت أحرص على تقديم طريقتها للمشاهدين والمتابعين لي على إنستغرام».

«أما (التميس) فكان ولا يزال الخبز المفضل لي، أجيد صنعه ويذكرني بنوع خبز في الصعيد أقدمه مع زيت الزيتون، وأتبع الطريقة التقليدية الخاصة بتحضيره، ولكم تأخذني إلى طفولتي لحظات وضع كريات عجينة خبز التميس في صينية مدهونة بالزيت، وخبزها في الفرن».

تضيف: «عندما عدت إلى مصر، نمت فكرة أن أصبح طاهية، كنت أعمل على ابتكار أطباق جديدة، لا سيما بين المطبخين المصري والسعودي، لكن لم أكن ألقى ترحيباً كافياً بالفكرة من قبل أبي الذي يعشق الأكل التقليدي».

وتلفت إلى حرصها منذ بدايتها على متابعة برنامج الطاهي أسامة السيد، والشيف منى عامر، ثم برامج طهاة أجانب من بينهم إيميرل لاغاسي، ومارثا ستيوارت، وجيمي أوليفر.

«فرصتي الحقيقية للانطلاق في عالم الطهي، جاءت بعد أن أنهيت دراستي وتزوجت»، وفق تعبيرها، لافتة إلى أنها حصلت على دروس متخصصة في فنون الطهي، وإدارة المطاعم والسلامة المهنية والإسعافات الأولية في المطبخ. كما عملت أميرة في شركة تطبيقات ذكية للطعام.

وتعتمد فكرة برنامجها على الأكل الشرقي «على أصوله»، وتقول: «المشاهدون يهتمون للغاية بأكل جداتنا والوصفات القديمة، ولا يزال الرجل الشرقي شغوفاً بالطواجن والصواني والأرز المعمر والمحاشي والبط والحمام المحشي».

تقر أميرة بأن هناك وصفات أصيلة لا يمكن المساس بها أو الاقتراب منها لتعديلها أو تطويرها؛ في مقدمتها الملوخية والمحاشي والصواني، وتضيف: «البعض حاول تطوير بعض الأطباق الشهيرة مثل الكشري، فرأيناه بالكبدة والشاورمة على سبيل المثال، لكنني أرى أنها ظلت محاولات محدودة وغير ناجحة ومحصورة بين فئة الشباب».

أكثر ما تنصح به أميرة للحصول على أكلات شرقية مثل الجدات بطعمها الأصلي، هو حب هذه الأكلات وحب الطهي: «لا أحد يمكن أن يطهو طعاماً شهياً من دون حب، كما أن من أهم مقومات النجاح في إنجاز الوصفات ما نطلق عليه في مصر (النفس)، وهو شيء لا يكتسب، إنما يكون بمثابة موهبة إجادة الطهي بالفطرة». بحسب قولها.

السمك والطحينة على الطريقة المصرية من شيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

ولا يقل أهمية عن ذلك التدقيق في اختيار مكونات الطعام، تقول الشيف أميرة: «تذوق مقادير طعامك بنفسك، وبالتجربة ستكتسب خبرة اختيار المكونات والتمييز بين الطازجة وغير الطازجة، مثل الخضراوات والبقوليات والطيور واللحوم».


مقالات ذات صلة

بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة

مذاقات الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة

بيير هيرميه، حائز لقب «أفضل طاهي حلويات في العالم» عام 2016، ويمتلك خبرةً احترافيةً جعلت منه فناناً مبدعاً في إعداد «الماكارون» الفرنسيّة.

جوسلين إيليا (لندن )
مذاقات الشيف طارق إبراهيم في مطبخه (إنستغرام)

طارق إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: نعيش مرحلة انتقالية للعودة إلى الجذور

في جعبته أكثر من 30 عاماً من الخبرة في صناعة الطعام. مستشار هيئة اللحوم والماشية الأسترالية.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات «السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«السوشي»... شارة اجتماعية أم أكلة محبوبة؟

«جربت السوشي؟»... سؤال يبدو عادياً، لكن الإجابة عنه قد تحمل دلالات اجتماعية أكثر منها تفضيلات شخصية لطبق آسيوي عابر من ثقافات بعيدة.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف العالمي أكيرا باك (الشرق الأوسط)

الشيف أكيرا باك يفتتح مطعمه الجديد في حي السفارات بالرياض

أعلن الشيف العالمي أكيرا باك، اكتمال كل استعدادات افتتاح مطعمه الذي يحمل اسمه في قلب حي السفارات بالرياض، يوم 7 أكتوبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)

محبو الحلويات أكثر عُرضة للاكتئاب

تفضيل الحلويات يزيد مخطر الاكتئاب (جامعة ولاية ميسيسيبي)
تفضيل الحلويات يزيد مخطر الاكتئاب (جامعة ولاية ميسيسيبي)
TT

محبو الحلويات أكثر عُرضة للاكتئاب

تفضيل الحلويات يزيد مخطر الاكتئاب (جامعة ولاية ميسيسيبي)
تفضيل الحلويات يزيد مخطر الاكتئاب (جامعة ولاية ميسيسيبي)

كشفت دراسة بريطانية عن أن الأشخاص الذين يفضلون الحلويات يواجهون خطراً أكبر للإصابة بأمراض في مقدمتها الاكتئاب والسكتات الدماغية.

وأوضح الباحثون بجامعة سري أن تفضيلات الطعام تؤثر مباشرة على الصحة، مما يجعل من الضروري التفكير في الخيارات الغذائية بشكل أكثر وعياً، وفق النتائج المنشورة، الأربعاء، في دورية (Journal of Translational Medicine).

واعتمد الباحثون في دراستهم على معلومات حول بيانات عن تفضيلات الطعام لـ180 ألف متطوع من قاعدة بيانات البنك الحيوي للمملكة المتحدة. واستعانوا بالذكاء الاصطناعي لتصنيف المشاركين إلى 3 مجموعات رئيسية بناءً على اختياراتهم الغذائية.

وشملت المجموعة الأولى الأشخاص «الواعين بالصحة» الذين يفضلون الفواكه والخضراوات على الأطعمة الحيوانية والحلويات. أما المجموعة الثانية فكانت «آكلي كل شيء»، الذين يتناولون معظم أنواع الأطعمة، بما في ذلك اللحوم والأسماك وبعض الخضراوات والحلويات. بينما تضمنت المجموعة الثالثة «محبي الحلويات» الذين يميلون لتناول الأطعمة والمشروبات السكرية ويتجنبون الخيارات الصحية مثل الفواكه والخضراوات.

وقام فريق البحث بتحليل عينات الدم للمشاركين، بقياس مستويات 2923 بروتيناً و168 مستقبلاً أيضياً لتحديد كيفية اختلاف هذه المستويات بين المجموعات. وتُعد البروتينات جزءاً أساسياً في الوظائف الحيوية للجسم، في حين تشير المستقبلات إلى مدى كفاءة العمليات الكيميائية التي تحدث داخله.

وتشير الدراسة إلى أن مجموعة «محبي الحلويات» كانت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 31 في المائة، كما سجلت ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بالمجموعتين الأخريين.

كما أظهرت الاختبارات البيوكيميائية في الدم مستويات أعلى من بروتين «سي» التفاعلي، الذي يُعد مؤشراً على الالتهاب، إلى جانب ارتفاع مستويات الغلوكوز وسوء الدهون في الدم، مما يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

في المقابل، كانت مجموعة «الواعين بالصحة» التي تتناول الألياف الغذائية بكميات أكبر أقل عرضة للإصابة بفشل القلب، وأمراض الكلى المزمنة، والسكتة الدماغية، بينما كانت المخاطر الصحية في مجموعة «آكلي كل شيء» متوسطة.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة سري، الدكتورة نوفار جيفمان: «يبدو أن الأطعمة التي نحبها أو نكرهها ترتبط مباشرة بصحتنا»، وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كانت الحلويات والمشروبات السكرية هي أطعمتك المفضلة، فإن نتائج دراستنا تشير إلى أن هذا قد يكون له آثار سلبية على صحتك».

ووفقاً لمؤسسة التغذية البريطانية، تتراوح نسبة السعرات الحرارية للفرد في بريطانيا القادمة من السكر المضاف إلى الطعام أو الشراب في المتوسط بين 9 إلى 12.5 في المائة.

ويُعدّ البسكويت والكعك والمعجنات وفطائر الفاكهة أكبر المساهمين الفرديين في هذا المدخول لدى البالغين، ولكن تُساهم المشروبات الغازية السكرية والمشروبات الكحولية معاً بأكبر قدر في مدخول السكر في الجسم.