يعتقد بعض الناس أن طرح الأسئلة - للأصدقاء أو الأقران أو الرؤساء - يمكن أن يجعلك تبدو ضعيفاً.
لكن هذا الفعل البسيط يمكن أن يساعدك في الواقع على اكتساب النفوذ وحتى دفع الأشخاص من حولك لتغيير آرائهم - كما يقول خبير التواصل مات أبراهامز - إذا كنت تعرف الأسئلة الصحيحة التي يجب طرحها.
يشرح أبراهامز، المحاضر في جامعة ستانفورد، لشبكة «سي إن بي سي»: «إن طرح سؤال يضعك في موقف قوة... يمكنني في الواقع رفع مكانتي وخفض مكانتك عندما أطرح سؤالاً صعباً».
يضيف أن طرح الأسئلة الجيدة «يُظهر اهتمامك واستعدادك للتعلم، وفي بعض الحالات، تعترف بأنك لا تعرف كل شيء... هذه كلها أدوات وأصول قيّمة يجب أن تمتلكها عندما تحاول تنمية حياتك المهنية أو تعميق العلاقات».
يشير الخبراء إلى أن القادة الفاعلين غالباً ما يوازنون بين مصداقيتهم والتواضع، والاستعداد للتعلم والتواصل الجيد مع زملائهم. لكن ليس كل سؤال سيساعدك على المضي قدماً. يقول أبراهامز إنك تحتاج إلى معرفة كيف ومتى ولماذا تطرح السؤال حتى يساعدك ذلك على أن تصبح أكثر تأثيراً.
ويكشف أبراهامز عن أن الأسئلة الجيدة تحتوي على ثلاثة عناصر:
- أن تكون موجزة؛ حتى لا يشتت انتباه المستمع.
- تُبنى على ما قاله الشخص الآخر؛ مما يعزز المحادثة، بدلاً من إعادة الصياغة أو التلخيص.
- تدور حول فكرة محددة، أو «الخلاصة» لموضوع المحادثة.
يضيف أبراهامز: «قد يكون لها أغراض متعددة، لكن يجب أن تكون سريعة وواضحة ومُركزة بما يكفي حتى يفهم الناس النقطة التي أحاول طرحها».
كيف تتدرب على طرح الأسئلة؟
تتطلب عملية طرح الأسئلة الجيدة، وخصوصاً لإقناع شخص ما أو التأثير عليه أو تغيير رأيه، التدريب. ابدأ بأشياء صغيرة وحاول التعامل مع تفاعلاتك، خصوصاً عندما تحاول معرفة المزيد عن الشخص الآخر أو موضوع المحادثة، كما يوصي أبراهامز.
إذا كانت أسئلتك غالباً ما تكون طويلة وترغب في أن تصبح أكثر إيجازاً، يقترح اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي: اسأل روبوت محادثة مثل «شات جي بي تي» عن طرق أقصر لصياغة أسئلة محددة، ثم حلّل النتائج.
يمكنك أيضاً أن تطلب من الأشخاص الصريحين ردود الفعل - بعد اجتماع كبير أو محادثة عمل جادة، ابحث عن زميل موثوق به واسأله عن رأيه في الأسئلة التي طرحتها.
يقول أبراهامز إن الأمر الأساسي هو ضرورة الاستماع دائماً إلى الآخرين قبل طرح أي سؤال عليهم.