خرسانة أكثر صلابة مستوحاة من الهياكل العظمية

المادة الجديدة تتميز بصلابتها ومقاومتها الفائقة للتشقق (جامعة برينستون)
المادة الجديدة تتميز بصلابتها ومقاومتها الفائقة للتشقق (جامعة برينستون)
TT

خرسانة أكثر صلابة مستوحاة من الهياكل العظمية

المادة الجديدة تتميز بصلابتها ومقاومتها الفائقة للتشقق (جامعة برينستون)
المادة الجديدة تتميز بصلابتها ومقاومتها الفائقة للتشقق (جامعة برينستون)

صمم مهندسون من جامعة برينستون الأميركية، مادة إسمنتية جديدة مستوحاة من الطبقة الخارجية الصلبة لعظام الإنسان. وأوضح الباحثون أن المادة الجديدة تتميز بصلابتها ومقاومتها الفائقة للتشقق، حيث تزيد قدرتها على تحمُّل الأضرار بمقدار 5.6 مرة مقارنةً بالمواد التقليدية، وفق نتائج الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية «Advanced Materials».

واستوحى الفريق الخرسانة الجديدة من الهندسة المعمارية لطبقة العظام الخارجية الصلبة؛ ما يسمح للمادة بمقاومة التشقق، وتجنُّب الانهيار المفاجئ الذي تتعرض له المواد الإسمنتية التقليدية، واستلهموا تصميمهم للمادة الإسمنتية من بنية العظام البشرية، خصوصاً القشرة الخارجية لعظام الفخذ، والتي تحتوي على مكونات أنبوبية تسمى «الأوستيونات» تعمل على منع التصدعات، والحد من انتشارها.

وعمل الفريق على تضمين أنابيب أسطوانية وبيضوية الشكل في عجينة الإسمنت لتحاكي تلك البنية الطبيعية، ما يزيد من مقاومة المادة للتشقق. وعلى عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على إضافة ألياف أو مواد بلاستيكية لتعزيز صلابة المواد الإسمنتية، ركّز الفريق على التصميم الهندسي للمادة نفسها، مما أدى إلى تحسينات كبيرة في مقاومة التشققات دون الحاجة إلى مواد إضافية.

وإلى جانب تحسين مقاومة التشققات، طوّر الباحثون طريقة جديدة لقياس بنية المادة من الداخل، مما يمنحهم القدرة على تصميم مواد أكثر دقة ومتانة.

وأشار الفريق إلى أن استخدام تقنيات التصنيع المتقدمة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن يساعد في توسيع نطاق تطبيقات هذا التصميم ليشمل مكونات البنية التحتية المدنية.

لكن الفريق قال إنه لا يزال في بداية استكشاف إمكانات هذا التصميم، مع وجود كثير من المتغيرات التي يمكن درسها لتطبيقها على مواد هشة أخرى بهدف ابتكار هياكل أكثر مقاومة للأضرار.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.