صور تكشف عن انخفاض حاد في أعداد الطيور البحرية في النرويج

اختفاء ما يقرب من 90 % من طيور النورس البرية

منطقة تعشيش الطيور في النرويج في عام 2006 (يسار) و2023 (يمين). (ت: روب باريت)
منطقة تعشيش الطيور في النرويج في عام 2006 (يسار) و2023 (يمين). (ت: روب باريت)
TT

صور تكشف عن انخفاض حاد في أعداد الطيور البحرية في النرويج

منطقة تعشيش الطيور في النرويج في عام 2006 (يسار) و2023 (يمين). (ت: روب باريت)
منطقة تعشيش الطيور في النرويج في عام 2006 (يسار) و2023 (يمين). (ت: روب باريت)

في منتصف سبعينات القرن العشرين، قام الباحث في مجال الطيور البحرية، روب باريت، برحلة على متن قارب مطاطي لاستكشاف واحدة من أكبر مستعمرات الطيور البحرية في النرويج، وبمساعدة الكاميرا الخاصة به والنظارات المكبرة، كان باريت يخطط لالتقاط صور لمستعمرة «سيلتيفيورد» الواقعة في أقصى شمال البلاد، ثم العودة إلى اليابسة لتحميض الصور وتجميعهاً معاً لإنشاء صورة بانورامية حتى يتمكن بعد ذلك من إحصاء أعداد الطيور في المنطقة، حسبما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ومع اقتراب قارب باريت من المنحدرات في المنطقة، زادت أصوات طيور النورس إلى مستوى كبير للغاية، وكذلك زادت الرائحة، وكانت المنحدرات ترتفع لمسافة 100 متر، وطيور النورس تملأ كل زاوية وشق هناك، واستمر الأمر على هذا النحو على مسافة 5 كيلومترات على طول الساحل.

وبعد محاولتين أو ثلاث، قرر باريت أن هناك عدداً كبيراً من الطيور البحرية هناك؛ ولذا فإنه لن يتمكن من إحصائها بالمعدات المتاحة لديه، إلا أنه بعد ذلك قدَّر فريق مُجهَز بشكل أفضل أن عدد طيور النورس هناك تتجاوز الـ 250 ألف طائر.

والآن، تشكل صور باريت، من مستعمرة سيلتيفيورد، التي تم التقاطها على مدى 3 عقود، إلى جانب بعض الصور الأخرى التي تم جمعها من أرشيفات المتاحف في البلاد، الأساس الذي تستند إليه سلسلة جديدة من الصور قبل وبعد التي تُظهر التغير الدراماتيكي الذي طرأ على السواحل بعد أن اختفت الطيور البحرية من المنطقة.

فاليوم، لم يتبق سوى بضعة آلاف فقط من الطيور البحرية في سيلتيفيورد، ويقول باريت: «ما يظهر الآن هو مجرد عدد صغير للغاية مقارنةً لما كان الوضع عليه في السابق، إنه لأمر محزن للغاية أن نراه على هذا النحو».

ويُذكر أنه، لقد اختفى ما يقرب من 90 في المائة من طيور النورس البرية في النرويج على مدى العقود الأربعة الماضية، مع استمرار انخفاض أعداد أنواع الطيور البحرية الأخرى أيضاً، وفي الفترة بين عامي 2005 و2015، انخفض عدد الطيور البحرية في البر الرئيسي النرويجي بنحو الثلث، وفقاً للوكالة النرويجية للبيئة.

وعلى الرغم من أن هذه الصور قد تم التقاطها في النرويج، فإنها تُظهر تحولاً عالمياً، إذ انخفضت أعداد نصف أنواع الطيور البحرية في بريطانيا أيضاً خلال السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك انخفاض بنسبة 42 في المائة في أعداد طيور الزمج، و49 في المائة في أعداد طائر النورس الشائع، كما تشير التقديرات إلى أن أعداد الطيور البحرية انخفضت على مستوى العالم بنسبة 70 في المائة في الفترة بين عامي 1950 و2010.


مقالات ذات صلة

«المواقع الجيولوجية السعودية»... تنوّع فريد ودلائل على استيطان بشري قديم

يوميات الشرق تُعدّ حافة العرمة آخر حوافّ هضبة نجد من الشرق ويبلغ أقصى ارتفاع للعرمة 805 أمتار (واس)

«المواقع الجيولوجية السعودية»... تنوّع فريد ودلائل على استيطان بشري قديم

تزخر السعودية بعديد من المواقع الجيولوجية الثمينة التي تعكس التنوّع البيئي الفريد، وتفتح نوافذ علمية واستكشافية إلى ما تختزنه من كنوز حضارية وثروات طبيعية.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)

إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحار

تعدّ معرفة كيفية تعلم نوعين مختلفين من الكائنات الحية العيش مع بعضهما بعضاً، وتكوين رابطة فيما بينهما، من الأمور غير المفهومة تماماً في الطبيعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طائر يحلق فوق الأفيال (رويترز)

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي أنها ستعدم 200 فيل في مواجهة جفاف غير مسبوق أدّى إلى نقص الغذاء، وهي خطوة تهدف إلى معالجة تضخم أعداد الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)

أميركا تحصد فول صويا ذكياً يقلّل انبعاثات الغازات

حصد باحثون في جامعة «تكساس أرلينغتون» الأميركية، أول محصول فول صويا ذكي مناخياً بالتعاون مع المزارعين في جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا باخرة سياحية تمر قرب جبل جليدي في مضيق سكورسبي قرب الساحل الشرقي لغرينلاند (أ.ف.ب)

انهيار في غرينلاند يسبب اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام

أشار بحث جديد إلى أن انهياراً أرضياً في غرينلاند، ناجماً عن تغير المناخ، ولّد موجات مد بحرية عالية ضخمة (تسونامي)، أدت إلى اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الأفلام التجارية» تُصعّب مهمة اختيار ممثل مصر بـ«الأوسكار»

منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
TT

«الأفلام التجارية» تُصعّب مهمة اختيار ممثل مصر بـ«الأوسكار»

منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)
منى زكي وعارفة عبد الرسول في أحد مشاهد فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

من بين قائمة تضم 37 فيلماً مصرياً، أعدّتها نقابة المهن السينمائية لاختيار العمل الذي يمثل مصر في ترشيحات الأوسكار، فئة أفضل فيلم بلغة غير إنجليزية (دولي) لعام 2025، وجدت اللجنة المعنية بالاختيار صعوبة في وضع قائمة تضم 5 أفلام للتصويت عليها.

وإن كانت الآراء استقرّت بالأغلبية على اختيار فيلم «404» مرشحاً عن السينما المصرية في المسابقة الدولية بدورتها رقم 96، فإن اللجنة أصدرت بياناً انتقدت فيه سيطرة الأفلام التجارية على صناعة السينما في مصر.

وذكرت اللجنة التي تضم سينمائيين، من بينهم المخرجة كاملة أبو ذكري، ومدير التصوير سامح سليم، والمونتيرة رحمة منتصر، والمخرج شريف البنداري، ومن النقاد محمود عبد الشكور ومحمد عاطف، أن غالبية الأفلام تعد تجارية، ولا تتمتع بمواصفات فنية تؤهلها لتنافس أفلاماً عالمية في فئة «أفضل فيلم دولي»، التي تشهد مشاركات لتجارب سينمائية متفردة من مختلف دول العالم.

ورغم أن شروط الترشيح المبدئية، وأهمها أن يكون الفيلم قد تم عرضه للجمهور بدور السينما خلال الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حتى سبتمبر (أيلول) 2024، انطبقت على القائمة التي أعدّتها نقابة المهن السينمائية، وشملت أفلاماً تم عرضها بالمنصات، مثل «قلب مفتوح» و«ساندوتش عيال»، فإن بيان النقابة أوضح سبب صعوبة الاختيار، وهو «سيطرة الأفلام التجارية على الإنتاج السينمائي، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من الجهات السينمائية المسؤولة؛ للتصدي لهذه الأفلام التي باتت تسيء لصناعة السينما المصرية العريقة».

شيرين رضا في مواجهة صعبة مع منى زكي ضمن أحداث فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

في حين أشار نقيب المهن السينمائية، مسعد فودة، إلى أن جدلاً واسعاً دار بين أعضاء اللجنة؛ بسبب مستوى الأفلام المعروضة عليها، مما دفعنا لمناشدة جميع الجهات والمؤسسات وشركات الإنتاج والمنتجين الأفراد، للاهتمام بمضمون ومستوى الفيلم المصري؛ لأنه يمثل عصب صناعة السينما المصرية، مؤكداً «ضرورة تحسين صورة ومستوى الفيلم المصري في وقت باتت فيه المنافسة قوية عالمياً وعربياً».

ويرى الناقد الفني المصري ياسر محب، أحد أعضاء لجنة الاختيار، أنه «من غير الصحي النظر لاختيار الفيلم وكأننا نمنحه جائزة الأوسكار»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا هو ترشيح فيلم للمشاركة من بين الأفلام التي تنطبق عليها شروط الترشيح وليس تقييمها، والعمل على تشجيع صُنّاع الأفلام، والنظر لجهودهم بشكل موضوعي كونهم يعملون في ظروف صعبة».

وأشار إلى أن «البعض يُضعف الهمَّة، ويقول إننا في كل الحالات لا نحظى بالفوز، ومن ثم يتجهون لحجب الترشيح، وهو أمر لم يُجدِ شيئاً حين اتجهنا له قبل عامين فلم يتغير وضع السينما، كما أننا بذلك نعاقب مَن يحاول ويجتهد، في وقت يجب فيه أن نمنحه الفرصة كاملة ربما يحقق شيئاً».

وشدد على أن «علينا مطالبة جهات صناعة الأفلام بتقديم أعمال جيدة كل في موقعه، ونجعل ذلك قضيتنا»، متمنياً أن «يجد بيان اللجنة صدى واهتماماً يليقان بتاريخ السينما المصرية».

المخرج هاني خليفة خلال تصوير فيلم «رحلة 404» (الشركة المنتجة)

وجاء اختيار فيلم «رحلة 404» بأغلبية الأصوات في الترشح للأوسكار، وهو من بطولة منى زكي، ومحمد فراج، ومحمد ممدوح، وكتبه محمد رجاء، وأخرجه هاني خليفة، ومن إنتاج محمد حفظي، وشاهيناز العقاد، ومجموعة «Arabia Pictures Entertainment» السعودية، و«هاي ميديا» للإنتاج، وقد حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً واحتفاءً نقدياً عند عرضه بمصر والسعودية والكويت، وكان قد تأجل عرضه الأول مرات عدة، وشهد تغييراً لعنوانه الأصلي «القاهرة مكة».

ووجهت الفنانة منى زكي الشكر لنقابة المهن السينمائية لاختيار الفيلم ليمثل مصر في سباق جوائز الأوسكار قائلة: «إن شاء الله يُقبَل الفيلم ويُشَرف بلدنا». وأضافت في بيان صدر عن أسرة الفيلم أنها «تشرفت منذ البداية باختيار المخرج هاني خليفة والمؤلف محمد رجاء لها لبطولة الفيلم وحماس المنتج محمد حفظي، وزادها شرفاً قبول الزملاء أداء أدوار شرف بالفيلم لأن مواهبهم الكبيرة أضافت كثيراً للفيلم».

وهنأ المخرج هاني خليفة كل فريق العمل، وكل من أسهم في خروجه للنور حتى وصوله لتلك المرحلة على مدى 13 عاماً، وذكر السيناريست محمد رجاء أنه لم يفقد الأمل أبداً في تنفيذ الفيلم.

وشارك في بطولة «رحلة 404» الفنانون خالد الصاوي، وشيرين رضا، وسما إبراهيم، وعارفة عبد الرسول، ورنا رئيس، وتؤدي منى زكي بطلة الفيلم شخصية «غادة» التي تقرر السفر لأداء فريضة الحج سعياً للتوبة عن أخطاء ارتكبتها في الماضي، وتقع في مشكلة تجعلها تعيد التواصل مع أشخاص ارتبطت بهم سابقاً، وحاز الفيلم تقييم 7.9من 10 على موقع «IMDB»، كما حاز جوائز عدة من مهرجانات سينمائية.