إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحار

يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)
يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)
TT

إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحار

يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)
يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)

تعدّ معرفة كيفية تعلم نوعين مختلفين من الكائنات الحية العيش مع بعضهما بعضاً، وتكوين رابطة فيما بينهما، من الأمور غير المفهومة تماماً في الطبيعة، وتُعرف العملية باسم «التكافل الحيوي»، التي يمكن لها أن تمنحهما ميزة تطورية قوية، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويذكر أن الشعاب المرجانية هي أروع الأمثلة التي تتجلّى من خلالها عملية التكافل، وأصبح فهم آليات هذا الجهد المتبادل مهمةً عاجلةً في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي أدى إلى الانهيار واسع النطاق للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.

وفي محاولة لوقف هذا الدمار، تعمل مجموعة دولية من الباحثين بقيادة معهد «ويلكوم سانغر إنستيتيوت» بالمملكة المتحدة معاً على مشروع علم الجينوم الخاص بـ«التكافل المائي (Aquatic Symbiosis Genomics)»، حيث تعمل أجهزة تسلسل الحمض النووي القوية الآن على كشف الأسرار الجينية الوراثية للمرجان، وهي بيانات يمكن أن تكون حيوية في إنقاذ الشعاب المرجانية في العالم، وفهم العمليات الغامضة التي تدفع تجاه تحقيق ذلك التكافل.

في هذا الصدد، قال مايكل سويت من جامعة ديربي، وقائد المشروع: «تُسمى الشعاب المرجانية الغابات المطيرة في البحار لسبب وجيه، هو أنها توفر موائل لمجموعة واسعة من أنماط الحياة البحرية، ولها قيمة عالمية تقدر بنحو 6 تريليونات جنيه إسترليني سنوياً لارتباطها بأنشطة الصيد، ومجال السياحة، وحماية السواحل التي تدعمها».

ومع ذلك، فإن ابيضاض الشعاب المرجانية على نطاق واسع؛ بسبب الاحتباس الحراري، يؤدي حالياً إلى دمار كبير على مستوى العالم. تتعافى الشعاب المرجانية أحياناً، لكن مع ازدياد وتيرة حدوث عمليات ابيضاض الشعاب المرجانية، تفقد قدرتها على استعادة عافيتها وحالتها الطبيعية. ومن بين أكثر المواقع تضرراً الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.

وكشفت لجنة مراقبة الشعاب المرجانية، التابعة للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، أن 54 في المائة من المحيطات، التي تحتوي على الشعاب المرجانية، عانت من ضغط حراري مرتفع بما يكفي لحدوث عملية ابيضاض مدمرة.

واختتم سويت قائلاً: «بالوتيرة الحالية لحدوث عمليات الابيضاض، سيكون نحو 90 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم منقرضة عملياً بحلول عام 2030، ولن تكون قادرة بعد ذلك على دعم الحياة. إنه أمر مثير للقلق للغاية».


مقالات ذات صلة

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

يوميات الشرق طائر يحلق فوق الأفيال (رويترز)

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي أنها ستعدم 200 فيل في مواجهة جفاف غير مسبوق أدّى إلى نقص الغذاء، وهي خطوة تهدف إلى معالجة تضخم أعداد الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)

أميركا تحصد فول صويا ذكياً يقلّل انبعاثات الغازات

حصد باحثون في جامعة «تكساس أرلينغتون» الأميركية، أول محصول فول صويا ذكي مناخياً بالتعاون مع المزارعين في جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا باخرة سياحية تمر قرب جبل جليدي في مضيق سكورسبي قرب الساحل الشرقي لغرينلاند (أ.ف.ب)

انهيار في غرينلاند يسبب اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام

أشار بحث جديد إلى أن انهياراً أرضياً في غرينلاند، ناجماً عن تغير المناخ، ولّد موجات مد بحرية عالية ضخمة (تسونامي)، أدت إلى اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا جثث موضوعة في أكياس بلاستيكية بمنطقة الانهيار الطيني في ميانمار (أرشيفية - أ.ف.ب)

مقتل 19 جراء فيضانات في ميانمار ونزوح الآلاف

أفادت خدمة الإطفاء الوطنية في ميانمار، الجمعة، بأن ما لا يقل عن 19 شخصاً لقوا حتفهم بعد أن تسببت أمطار غزيرة بفيضانات في العاصمة نايبيداو والمناطق المحيطة.

«الشرق الأوسط»
آسيا العاصفة الاستوائية «ياغي» في مانيلا (أ.ف.ب)

«ياغي»... أقوى إعصار يضرب الصين منذ 10 سنوات

توجه الإعصار «ياغي»، الجمعة، نحو مقاطعة هاينان الصينية، حيث تستعد سلطات الصين لما يمكن أن يكون أقوى عاصفة تضرب الساحل الجنوبي للبلاد منذ عقد من الزمان.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

«4 مراكز علمية» تعزز الابتكار بالسعودية لمعالجة تحديات عالمية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عُقد في جامعة «كاوست» للحديث عن مراكز التميّز التي تم إطلاقها (تصوير: غازي مهدي)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عُقد في جامعة «كاوست» للحديث عن مراكز التميّز التي تم إطلاقها (تصوير: غازي مهدي)
TT

«4 مراكز علمية» تعزز الابتكار بالسعودية لمعالجة تحديات عالمية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عُقد في جامعة «كاوست» للحديث عن مراكز التميّز التي تم إطلاقها (تصوير: غازي مهدي)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عُقد في جامعة «كاوست» للحديث عن مراكز التميّز التي تم إطلاقها (تصوير: غازي مهدي)

دشّنت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، الأحد، 4 مراكز تميّز متقدمة لتعزيز البحث والتطوير في الأولويات الوطنية والعالمية المهمة تماشياً مع أهداف «رؤية السعودية 2030»؛ إذ تعد خطوة حيوية في إطار استراتيجية «أثر متسارع» التي تتبناها الجامعة، مما يعزز من مكانتها كجامعة رائدة في العلوم التطبيقية على الصعيد العالمي.

وستتخصص مراكز التميّز الجديدة، التي يدير كلاً منها خبراء عالميون معروفون، في معالجة التحديات الرئيسية في مجالات صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والابتكار في الطاقة والصناعة، واقتصادات المستقبل. كما تعد هذه المراكز جزءاً أساسياً من رسالة «كاوست» في تقديم حلول فعالة تسهم على نحو مباشر في تحقيق الأهداف الاقتصادية الوطنية.

وأطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء «كاوست»، استراتيجية «أثر متسارع» في أغسطس (آب) 2023، والتي تهدف إلى توجيه أبحاث ومبادرات الجامعة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية ودعم التنويع الاقتصادي في المملكة من خلال مشاريع البحث والتطوير والابتكار ذات الأثر العميق.

رؤساء المراكز الأربعة وعدد من الأعضاء... ويبدو نائب الرئيس للأبحاث في جامعة «كاوست» (تصوير: غازي مهدي)

وسيتولى مركز التميّز للذكاء الاصطناعي التوليدي، برئاسة البروفيسور برنارد غانم والبروفيسور يورغن شميدهوبر، مهمة تطوير نماذج مبتكرة للذكاء الاصطناعي لتلبية الاحتياجات الفريدة في مجالات البحث والتطوير والابتكار في المملكة. وسيعزز هذا المركز من مكانته كمرجع رائد في أبحاث الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما سيسهم في التقدم في مجالات متعددة.

وسيرأس مركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين البروفيسور حسام الشريف، الخبير المعروف في مجال تقنيات البطاريات وعلوم المواد، بالتعاون مع البروفيسور زيبينغ لاي. ويهدف المركز إلى تطوير أحدث التقنيات في مجالات الطاقة المتجددة والتخزين ونشرها. وسيؤدي دوراً أساسياً في دعم التحول نحو الطاقة المستدامة في المملكة من خلال إنشاء نماذج أولية وتسويق الابتكارات التي تعزز القدرة التنافسية الصناعية للبلاد.

وسيقوم البروفيسور مارك تيستر، الخبير في علوم النبات والزراعة في البيئات القاحلة، برئاسة مركز التميّز للأمن الغذائي المستدام، ويشاركه في الإدارة البروفيسور براندول وولف، الباحث البارز في علم وراثة المحاصيل، والبروفيسورة بيينغ هونغ، الخبيرة في علم الأحياء الدقيقة البيئية ومعالجة مياه الصرف الصحي.

ويهدف المركز إلى تطوير حلول تعتمد على التقنيات الزراعية لمواجهة التحديات الرئيسية المتعلقة بكفاءة استخدام الموارد، وتحسين المحاصيل، وتعزيز الأنظمة البيئية المستدامة، وذلك بهدف تعزيز الأمن الغذائي في المملكة والعالم، مع تقليل البصمة الكربونية والآثار السلبية الناتجة عن العمليات والمشاريع الزراعية والبيئية.

جانب من إعلان جامعة «كاوست» عن المراكز الأربعة (تصوير: غازي مهدي)

وسيقود مركز التميّز للصحة الذكية البروفيسور عماد غالوزي، المعروف بأبحاثه المتقدمة في بيولوجيا الحمض النووي الريبي (RNA)، ومعالجة الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، إلى جانب البروفيسور شين غاو، المتخصص في البيولوجيا الحاسوبية والذكاء الاصطناعي. ويهدف المركز، الذي يركز على تطوير التقنيات الرقمية والتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ونشرها، إلى إحداث تغيير جذري في تقديم الرعاية الصحية من خلال الطب الدقيق، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال والتعليم، لتحقيق ثورة في نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.

وعبّر البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس «كاوست»، عن سعادته بقيادة الجامعة خلال هذه المرحلة التحولية في تاريخها، مشيراً إلى أن إنشاء مراكز التميّز الجديدة يعكس التزام الجامعة بالريادة في العلوم والاكتشافات المبتكرة، من خلال تركيزها على الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والأمن الغذائي المستدام والصحة الذكية، وأضاف: «نتعامل مع أكثر التحديات إلحاحاً في المملكة، ونعزز مكانة (كاوست) كرائدة عالمية في هذه المجالات المهمة. أنا متحمس للتعاون مع فرقنا البحثية المتميزة لتحويل الأفكار إلى حلول تعزز جودة الحياة، وتسهم في بناء مستقبل مستدام للمملكة والعالم».

إلى ذلك، قال بيير ماجستريتي نائب الرئيس للأبحاث في جامعة «كاوست»، إن الجامعة كان لديها 12 مركزاً بمختلف التقنيات والخصائص، وكانت الفكرة هي النظر في تحقيق أنشطة المراكز المتميزة الأساسية في الجامعة، وأن تكون لديها أعمدتها المحددة في استخداماتها، مع تطوير الأبحاث التي يكون لها أثر كبير على البيئة خاصة في المملكة وتدعم «رؤية 2030»، ومن هذا المنطلق أُنشئت المراكز الجديدة الأربعة.

وتابع ماجستريتي: «هناك 4 مقترحات أساسية للتقييم الهندسي عالي المستوى للمطورين والأكاديميين لتقديم نظرة ثاقبة حول هذه المراكز»، موضحاً أن المراكز التي جرى إنشاؤها تركز على الذكاء الاصطناعي التوليدي والتقنيات الأساسية المتعلقة بالاستدامة والأمن الغذائي المستدام، وهذا ما سيترك أثراً كبيراً على البيئة والمجتمع.

وأشار نائب الرئيس إلى أن لدى الجامعة أبحاثاً متجددة لمختلف العناصر المهمة التي تعالج العديد من الشركات، وهناك خطة استراتيجية جرى إنشاؤها تركز على الدور الأساسي لأعضاء هيئة «كاوست»، مع أصحاب المصلحة من السعوديين من القطاعين، وذلك بهدف التماشي مع هذه المراكز للعب دور أساسي في التنافسية، وهذا عنصر أساسي لدى الجامعة.

تجدر الإشارة إلى أن مراكز التميّز هذه أُنْشِئَت بسبب توافقها القوي مع الأولويات الوطنية، وتعدد تخصصاتها، وقدرتها على تحقيق تأثيرات اقتصادية واجتماعية ملموسة، وستلعب دوراً مهماً في قيادة الأبحاث الرائدة بما يتناسب مع استراتيجية «أثر متسارع» في «كاوست»، وستتكامل مع معهد التحول الوطني التابع للجامعة لتعزيز التميّز في البحث والابتكار.