ظن الجميع أنه أستاذهم، لكن الرجل المسن ذا الشعر الرمادي لم يكن سوى طالب جديد في كلية الطب، تماماً مثل بقية زملائه في الصف.
قال توه هونغ كينغ، وهو مدير تنفيذي ماليزي متقاعد، أثناء تناوله القهوة في هونغ كونغ، حيث يعيش منذ عقود: «أصيبت عائلتي وأصدقائي بالدهشة في البداية، واعتقد العديد من أصدقائي أنني مجنون لأنني أرغب في دراسة الطب في هذا العمر»، حسب موقع «سي إن إن» الأميركي.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أصبح توه، البالغ من العمر سبعين عاماً، واحداً من أكبر الطلاب سناً الذين تخرجوا في كلية الطب في العالم.
وقال خريج الطب حديث التخرج من جامعة «ساوث ويسترن فينما» في سيبو بالفلبين: «لم يكن الأمر سهلاً دائماً، ففي سن 65 إلى 70 عاماً، لم تكن ذاكرتي أو بصري أو سمعي أو حالتي الجسدية كما كانت عليه عندما كنت أصغر سناً».
وأمضى توه معظم حياته في العمل في مبيعات التكنولوجيا، لكن بالنسبة له، لم يكن التقاعد وقتاً لراحة البال والجلوس لتناول وجبات الغذاء الطويلة أو لعب الغولف، لكنه، بدلاً من ذلك، انغمس بشكل يومي، وعلى مدى خمس سنوات، في كتب علم التشريح، مستعيناً بالبطاقات التعليمية ونظارات القراءة وأكواب القهوة الكبيرة.
وحتى بالنسبة لشخص حاصل على عدة درجات علمية، لم تكن دراسة هذا المحتوى بالأمر الهين، إذ كان عليه إعادة السنة الثالثة بعد رسوبه في امتحان طب الأطفال، وفي سنته الأخيرة، كان مطلوباً منه إكمال فترة تدريب لمدة عام في المستشفيات الخاصة والعامة، مع قضاء بعض النوبات التي تستمر لمدة 30 ساعة من العمل الشاق.